كيف تتجاوز الكسل والتشتت والمماطلة في مسيرتك بصفتك كاتب محتوى؟

شكرًا للأستاذ طارق الخليل لتنبيهي لتصحيح خطأ في العنوان

جدول المحتويات

  1. جدول المحتويات
  2. الكسل والخمول
  3. التسويف والمماطلة
    1. التسويف والمماطلة في عمل الأمور الدنيوية
    2. التسويف والمماطلة في إنجاز المهام المطلوبة
    3. لماذا النقطة 4 مهمة؟
  4. التشتت والتوهان
    1. فيضان المعلومات الذي نعيش فيه
      1. لذا أدعوك في خطوات إلى:
    2. لا وجود لمصفوفة قِيم
      1. كيف تكتب مصفوفة لقيمك؟ تابع الفيديو 👇
    3. لا وجود لأهداف مسطّرة وفق مبدأ SMART

مساء النور،

سنتصدى بعون الله في مقال اليوم لجُملة من العوائق التي تتعرض الكتّاب والكاتبات أثناء محاولتهم للكتابة.

وسنتحدث اليوم عن جملة من عوائق الكتابة، وبألفاظ من يعانون هذا العائق تتمثل هذه العوائق في:

ليس هدفي النهائي أن أكون كاتبًا روائيًا محترفًا لكن أرغب في في كتابة محتوى ومقالات تتوافق مع محركات البحث…العائق بصراحة هو تشتت الأفكار.. عدم تحديد الأهداف النهائية…كلها عوامل تشتت عن الهدف النهائي الذي أطمح بالوصول إليه… وهو عمل محتوى تفاعلي لمجالي وبشكل محترف ومختلف

[مجال السائل وفق ما ذكره هو مجال التسويق بالمحتوى والتسويق بالبريد الإلكتروني]

و

عاداتي التسويفية (بالفاء من التسويف) هي العائق. فالخلاصة أنا العائق والعقبة…

و

يصيبني الكسل والخمول لتحسين مهاراتي وكذلك التوهان وهو أكثر ما يشتتني، وهو أكبر عائق بالنسبة لي.

و

أفكاري مشتتة. لا أعرف من أين أبدأ وأيضًا أعاني من التسويف والمماطلة

وفق هذه الإجابات نخلُص إلى أن العوائق هنا:

  • الكسل والخمول
  • التسويف والممطالة
  • التشتت والتوهان

الكسل والخمول

بدايةً نقول أن الخمول كلمة بالعربية تعني ضدّ الشهرة ولا تعني الكسل. وهذه معلومة لغوية في الطريق. والكسل أهون المشاكل هنا لأني شخصيًا كذلك لا أؤمن أنه سبب حقيقي بل هو واجهة وزخرف لسبب غيره. وحله في خطوات:

لأشرح لك بصورة أعمق:

  • أنت لست كسولًا عندما لا ترغب بالنهوض لدوام في عمل لا تحبه. المشكلة في العمل وليس في كسلك.
  • أنت لست كسولًا عندما لا ترغب بكتابة 10 آلاف كلمة لمحتوى لا تؤمن به. المشكلة في الموضوع.
  • أنت لست كسولًا لأنك لا تكتب القصة التي ترغبها. أنت تخاف أو لا تجد جمهورًا أو ليس لديك ثقة بالنفس…

لذا في غالب الحالات الموضوع ليس كسلًا بل سبب آخر. أعثر عليه وأزحه وستكتب.

التسويف والمماطلة

مبدأي العام في حلّ أي مشكلة لا سيما النفسية هو الحفر. أي الحفر والنبش داخل النفس البشرية. والمقصود بها هو نفسك. ولو حفرت كثيرًا ستندهش لمدى عمق النفس البشرية وتشعبها وتعقيدها وتناقضها.

ولنقسّم الموضوع لقسمين هنا:

التسويف والمماطلة في عمل الأمور الدنيوية

مثل الحلاقة، والنظافة الشخصية، والاستحمام الجيد، وتنظيف الغرفة، وغسل الصحون وإخراج القمامة، وغسل الملابس، وتنظيف الثريا (من قال لك اشترها أصلًا؟) إلخ…

هذه الأمور ينفع فيها ما يلي:

التسويف والمماطلة في إنجاز المهام المطلوبة

مثل كتابة مقالة، أو مراجعة نص، أو عمل فيديو أو تسجيل حلقة بودكاست…

لحلّها اعمل ما يلي:

  1. ضع مواعيد نهائية لنفسك ولا تترك الأمور غامضة
  2. في حال عانيت من الانضباط جرّب فكرة (body doubling)
  3. يمكنك الاشتراك في رديف وسيكون لديك واجب محدد بمواعيد نهائية لإنجازه. ومع أننا لا نعاقب عندما لا تنجز ما طُلب منك في الوقت إلا أن فرقة حيوانات الراكون جاهزة وتنتظر فقط مكالمة مني لأرسلها لمن لا ينجز المهام في عزّ الليل كي يُختطف ويرسل لمكان مجهول..[مزاح]
  4. يمكنك دومًا اختزال المهمة لحدّها الأدنى ثم فعل ذلك الحدّ الأدنى فقط وباستمرار ولفترة طويلة حتى تبدأ في إنجاز المهمة بحجمها الحقيقيّ وليس حدّها الأدنى

مثال على النقطة 4:

لنفرض أنك تريد كتابة 300 كلمة يوميًا ونشرها. ما هو الحدّ الأدنى لهذه المهمة بالنسبة لك؟

لنقل أن الحد الأدنى لهذه المهمة هو ما يلي:

  1. كتابة سطر واحد فقط يوميًا به 10 كلمات ودون إيلاء أي اهتمام لسلامته لغويًا أو إملائيًا أو أسلوبيًا
  2. عدم نشره في أي مكان بل تكتفي فقط بكتابته في تطبيق ملاحظات أو إرساله لنفسك في تلغرام أو تطبيق مسنجر فيسبوك

الآن: افعل ذلك. اكتب فقط سطرًا وأرسله لنفسك وفقط اعمل ذلك كل يوم دون انقطاع. بعد مرور 10 أيام ستتحفز وتبدأ بإنجاز المهمة الأصلية (300 كلمة يوميًا مع مراجعتها ونشرها).

لماذا النقطة 4 مهمة؟

لأنه غالبًا نميل نحن البشر لحلّ المشاكل بإضافة شيء ما. تقول لنفسك:

  • لا أمارس الرياضة لأني لا أملك دراجة رياضة مع أن المرء يمكنه ممارسة الرياضة -بإجماع المدرّبين في كل أنحاء العالم- دون أي معدّات. هم لا ينكرون أن المعدات تسهّل العمل. الفكرة أن عدم وجودها ليس عائقًا.
  • أنا لا أعرف كيف أكتب لأني لم أنخرط في تلك الدورة عن الكتابة أو اشترك في رديف

مع أنني أدعوك للاشتراك في رديف إلا أنك لا تحتاجه هنا كي تكتب جيدًا. رديف يساعدك في كثير من الأمور الأخرى مثل خلق المُسائلة (أي حثّك على الكتابة والإنتاج والتعرّف على أشخاص يفكّرون مثلك وضخ الحماسة والشغف في قلبك واختزال سنوات من الخبرة عليك…) مع ذلك اشتراكك ليس عنصرًا لا غنى عنه كي تكتب.

لذلك المسألة هنا أن الإنقاص لا الزيادة قد تحلّ المشكلة التي تعاني منها. فالحل ليس شيئا تضيفه في بعض الحالات بل شيء تطرحه.

والعلم يدعم ذلك وها هنا مثالان

  • تبين أن إضافة عجلات التوازن للدراجات الهوائية لتعليم الأطفال ركوبها وقيادتها يطوّل المدة التي يستغرقونها ليتعلموا القيادة
  • في بعض المدن الأوروبية، تخلّص المخططون الحضريون من إشارات المرور وعلامات الطريق لجعل الطرقات أكثر أمانًا. وهي في ظاهرها فكرة تناقض منطق وضع إشارات المرور وعلامات الطريق في الأساس. (لا تقلقوا على سلامة السائقين والمشاة هناك فقد تبين أن التخلص منها في بعض الأماكن فعّال حقًا).

المثالان مُستّلان من مقال جميل طالعه عادة ما تغفل أدمغتنا عن هذه الاستراتيجية الألمعية في حلّ المشاكل: غالبًا ما يحدّ الناس إبداعهم باستمرارهم بإضافة مزايا جديدة لتصميم معين (غرضه حل مشكلة بعينها) بدل أن يحذفوا بعض المزايا لأنه في بعض الحالات تبين أنها ممارسة ناجعة في حلّ المشاكل [SCIENTIFIC AMERICAN]

أظن أنك فهمت الفكرة الآن.

اعلم كذلك:

  • أن الأمور الدنيوية، تعينك على إنجاز المهام المطلوبة. مثال: الحذاء الممتاز المربوط جيدًا يساعدك على عادة المشي والركض؛ نفس الشيء مع الكتابة وجود قلم ومفكّرة ورقية جاهزين أمامك يعينك على الكتابة…
  • نظافة المكتب وترتيبه يساعدك على العمل بسرعة والتركيز.
  • ترتيب سطح مكتبك وملفاتك يجعلك مرتاح البال.

التشتت والتوهان

بنظري يحدث مشكل التوهان والتشتت لأسباب ثلاثة:

  1. فيضان المعلومات الذي نعيش فيه
  2. لا وجود لمصفوفة قيم
  3. لا وجود لاهداف مسطّرة وفق مبدأ سمارت

وحلها في نقاط:

فيضان المعلومات الذي نعيش فيه

بهذا الصدد مشكلة عصرنا ليست في فيضان المعلومات بل في المرشّح. يعني تصوّر أن لديك أنبوبَ مياهٍ ضخم: دون مرشّح أو شيء يسدّ الفوهة الضخمة التي يخرج منها الماء ستغرق ولا شك. الحل؟ تركّب مرشّحًا.

قال أحد رواد الأعمال العجم “المشكل ليس في طوفان البيانات بل المشكل يكمن في خلل في المُرشِّح (الفلتر)” بالتالي تشتتك المعرفي ليس للكم المهول الناجم هنا. بل هو مشكل في مرشحك الشخصي.

هذه الأداة العجيبة هي قارب النجاة في هذا الطوفان الرقمي من المعلومات

ومرشّحي الحالي الذي استخدمه شخصيًا مكوّن من أربعة قطع هي:

  1. تدريب خوارزميات الشبكات الاجتماعية وحظر من لا أهتم لمتابعته وعدم متابعة الأخبار منها إلخ. وتكلمنا عن ذلك بالتفصيل في مقال كيف أستخدم الشبكات الاجتماعية بحيث لا تؤثر على إنتاجيتي ولا حالتي النفسية؟
  2. الاشتراك في النشرات البريدية وهذه هي قائمتي: النشرات البريدية الإلكترونية العربية والأجنبية التي أتابعها
  3. استخدام أدوات التنبيهات التي تأتيني بالجديد حول كلمة مفتاحية معينة مثل تنبيهات غوغل وTalkwalker
  4. استخدام قارئ RSS وأستخدم شخصيًا Feedly

لذا أدعوك في خطوات إلى:

  1. ترشيد استخدامك للشبكات الاجتماعية وعدم متابعة الاتجاهات الرائجة هناك (الترند) ولا استهلاك الأخبار بواسطتها
  2. اشترك في النشرات البريدية ذات التخصص الذي تود تطوير نفسك فيه
  3. استخدم أدوات التنبيهات للبقاء مطلعًا على ما يهمك. ويكفي في البداية تنبيهات غوغل وFeedly

تستطيع مشاهدة كيف أستخدم هذا المرشح عمليًا بالفيديو والصوت هنا:

أحد القرّاء يسأل كيف تنتقي روابطك اليومية؟ إليك الإجابة بالصوت والصورة

لا وجود لمصفوفة قِيم

التشتت يولّد الحيرة وسيجعلك دومًا لا تعرف ماذا تفعل. وسببه الحقيقي فقدانك للبوصلة. والبوصلة هي مصفوفة القيم. عندما تكون لديك مصفوفة قيم ستعرف دومًا ما عليك فعله في الخطوة القادمة. وسيكون لديك أجوبة دومًا على أسئلة واختيارات من مثل:

  • هل أكتب مقالًا اليوم أو أخرج مع أصدقائي؟ ستخرج إن كنت تضع أصدقائك في مصفوفة قيمك أعلى من هوايتك أو شغفك أما إن كان ترتيبهم أقل والشغف أول فستختار أن تكمل المقال
  • هل أطيع والدي أم صديقي الملخص؟ ستطيع والدك إن كانت عائلتك أعلى في مصفوفة القيم وتطاوع صديقك إن كان ما يدعوك له أعلى من العائلة في مصفوفة القيم

وهنا أذكرك -لإيضاح مسألة مصفوفة القيم- بقصة جريج العابد:

كان جريج رجلا عابدا ، فاتخذ صومعة فكان فيها،  فأتته أمُّه وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال:  يا رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت…

جريج العابد

فواضح من مصفوفة قيم جريج أن العبادة مقدمة لديه على كل شيء. وهذا جيد بصورة إجمالية لأنه على الأقل هو واضح مع نفسه ومصفوفة قيمه فعّالة. لذا للقضاء على التشتت من ناحية الاختيار واتخاذ القرار. لا بد أن يكون لديك مصفوفة قيم ولا بأس لا تخف أن تغيّرها لاحقًا لأنك من يتحكم لكن لا بد أن تمضي وفقها لفترة من الزمن. وهذه الفترة المطلوبة أن تمضي وفق منظومة قيم معينة ووفق تقديري الشخصي محددة بـ 80 يومًا.

كيف تكتب مصفوفة لقيمك؟ تابع الفيديو 👇

لا وجود لأهداف مسطّرة وفق مبدأ SMART

مبدأ SMART هو طريقة لوضع الأهداف بحيث تكون ذات خصائص معينة تعينك على تحقيقها واقعيًا.

بهذا الصدد كتب الأستاذ هارون الجاسم مقالًا جيدًا عن الموضوع عنوانه الأهداف الذكية (SMART) طالعه وأكتب بعده قائمة أهدافك. ثم اسعَ لتحقيقها.

هذا ما لدينا لمقال اليوم، شاركه مع غيرك ولك الأجر.


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


هذا المقال ضمن سلسلة مقالات سميتها: تجاوز العقبات التي تواجهك لتصير الكاتب الذي تحلم به وكتبت منها 6 أجزاء حتى الآن، وهذا المقال الذي تقرأه الآن هو الجزء السابع منها. شاركها جميعًا ولك الأجر أو اشترك في رديف ولك أجران!


حقوق الصورة البارزة: Photo by Karim MANJRA on Unsplash

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s