كيف أستخدم الشبكات الاجتماعية بحيث لا تؤثر على إنتاجيتي ولا حالتي النفسية؟

مساء الأنوار،

اِقترح الزميل طارق ناصر (أوصيكم بتصفح مدونته والاشتراك في نشرته) عليّ هذا الموضوع وفيما يلي توصياتي بشأن كيف أتعامل مع إدمان وسائل التواصل الاجتماعي.

مبدئيًا منهجي في التعامل مع الشبكات الاجتماعية هو أنها في هذا العصر شرّ لا بد منه لذلك لست من مؤيدي مقاطعتها أو التوقف عن استخدامها لكني من مؤيدي هجرها لفترة من الزمن والعودة لاحقًا.

وسبب أني لا أرى التوقف عنها مجديًا من وجوه هي:

  1. الصعوبة الشديدة لفعل ذلك: فمن يهجر فيسبوك سيفتح تويتر أو ريديت ولهذا معظم من يتوقف فعليًا هو يتوقف عن استخدام بعض الشبكات لكن الذي يتوقف عن كلها نادر جدًا
  2. أنه وفي بعض الحالات (عندما تكون مسوّقا أو تعمل في مجال ذو صلة بالشبكات) يستحيل عليك مهنيًا فعل ذلك
  3. أنك ستفوّت على نفسك على أية حال منافعها التسويقية -وإن قلّت-

وملاحظة هنا: إن لم تكن تعلم هذا فإن اليوتيوب شبكة اجتماعية هو كذلك. لذلك إن كنت تريد هجر الشبكات إجمالًا فعليك أن تُدخله في حسابك. وتجنب يوتيوب كما هو معلوم صعب.

وإليك توصياتي:

  • درّب خوارزميات الشبكات: مع أن خوارزميات الشبكات الاجتماعية غبية ومتحيزة ولا يُعوّل عليها. إلا أنها ووفق تجربتي يمكن تطويعها لحدٍ بعيد وذلك بـ:
  • دون أساس عقليّ أو مبدأ ذهني لن تنفع لا أداة ولا تطبيق ولا إضافة. ينبغي على المبدأ أن يكون في قلبك ومبدأي هو
    • أن الشبكات الاجتماعية وسيلة وليست غاية و
    • استخدامها دون إفراط ولا تفريط ينفعك حقًا
    • أن من صنعوها ليسوا أذكى منك
    • أنها ليست هي الإنترنت ولن تكون فلا تكتفي بها (مارك زوكربيرغ حاول بخدمة فيسبوك بَيزك أن يقنع المستضعفين في إفريقيا وآسيا أن فيسبوك هو الإنترنت وقد نجح بالفعل في بعض المناطق) لا تصدّقه. الإنترنت أكبر من كل الشبكات الاجتماعية.
  • رأيتُ أن الناس تنزعج جدًا من معرفة أنها خُدعت. لا أحد يحبّ شعور أنه خُدع وسيتخذ فورًا إجراءات لو عرف أنه خُدع ولذلك من النافع للغاية قراءة كتب تبين خداع الشبكات الاجتماعية مثل كتاب Hooked للمؤلف نيل إيال؛ ومطالعة الأخبار التي تفضح هذه الشبكات فيقل تعلقك بها وبمنتجاتها.
  • بعد النقطة 2 أي الأساسات والمبادئ العقلية، ستنفعك وقتها الإضافات والتطبيقات وما إليه منها تلك الإضافات التي تحدد وصولك للشبكات وتلك التطبيقات التي تجعل مظهر هاتفك رماديًا فلا تغريك بإنفاق وقتك على تطبيقات الشبكات الاجتماعية وغيرها الكثير…
  • ضع لنفسك كل يوم قائمة مهام مكونة على الأقل من 6 عناصر. ضع العنصر 1 والأكثر أهمية في أول القائمة وأنجزه قبل فتح أي شبكة اجتماعية
  • إضافة لقائمة المهام ضع أهدافًا عامة أشمل تمتد على فترات أطول من الأيام وقسمها إلى قائمة مهام لكل يوم من تلك الفترة. مثال: كتابة مقال من 700 كلمة هو هدف أشمل قد يمتد لأسبوع قسمه على أيام حيث تكتب كل يوم 150 كلمة فقط. مثال 2: تنظيم حاسوبك وملفاتك. هدف شامل قسمه على أيام حيث تنظم كل يوم ولمدة 30 د قسمًا من ملفاتك وهكذا.
  • اقرأ عن مبدأ الأيام الكريهة الألماني (Kleinscheiss tag) وطبّقه سيساعدك على إنجاز المهام المُزعجة والرتيبة والمملة
  • لا تدخل في النقاشات العقيمة ولا تعلق على من يخالفك الرأي
  • لا تناقش السياسة ولا الدين ولا الجنس علنًا ففعل ذلك مُستنزف للوقت والمشاعر
  • لا تقبل كل رأي أو تعليق بشأن عملك. فقط اقبل
    • النقد البنّاء، وهو يكون غير متعلق بشخصك ويتحدث عن العمل ويأتي من شخص يبدو أنه يعرف المجال ويتضح من أسلوبه أنه بالفعل يرغب بالمساعدة. (وهؤلاء نادرين ندرة عظيمة في الشبكات الاجتماعية)
    • من تحترمهم وتعرفهم وتتابعهم لفترة من الزمن وتسمع لآرائهم (وغالبًا لن يعلقوا على أعمالك إلا نادرًا جدًا فإن فعلوا اشكرهم على وقتهم)
  • 99 بالمئة من مجموعات فيسبوك العربية لا قيمة لها ولا نفع منها. والـ1 بالمئة المتبقية لا تنفق فيها أكثر من 15 د كل يومين.
  • وقتك هو رأس مالك. فلا تنفقه فيما لا ينفع.
  • في بداياتك استهلك المحتوى لتتعلم ثم بعد فترة من التعلم وأخذ الأساسيات استهلك ثم طبّق مباشرة. ثم قلل الاستهلاك وكثّر الإنتاج.
  • الشبكات الاجتماعية تحاول أن تقنعك بما يلي:
    • أنه إن لم تستخدمني سيفوتك الكثير.
    • أنه إن لم تستخدمني لن تتمكن من معرفة ما يجري حولك.

وردي على النقطة الأولى الخاصة بالتفويت:

  • إن كنت تستخدم ما يلي:
    • مشترك في النشرات البريدية النافعة
    • تستخدم Feedly

فلن يفوتك شيء ولو هجرت الشبكات الاجتماعية لعشر سنوات.

وردي على النقطة الثانية الخاصة بالأخبار:

  • معظم الأخبار مُضللة على الشبكات الاجتماعية فلا نفع منها ومتابعتها سيعرّضك لما يسمى Doomscrolling * وهو داء العصر ويضرّك نفسيًا وبدنيًا وإن حياة هي مزيج ما بين: العيش في جنوب الكرة الأرضية، واستهلاك أخبار سلبية وقصفك بالإعلانات حياة لا ترغبها حتى لعدوّك.
  • إن كان الخبر مهمًا بالفعل وذو صلة بك فسيصلك لا محالة فالأخبار أرزاق أيضًا

قد تقول: أريد أن أكون سبّاقا وأعرف قبل الجميع.

الجواب إن سمعت بالخبر في الشبكات الاجتماعية فأنت متأخر بالفعل.

تريد أن تكون سبّاقا؟

اصنع أنت الخبر! كن أنت محور الحدث!

نجّاكم الله من حيل مارك زوكربيرغ ومكائد جاك دورسي، ومؤامرات مافيا باي بال ورزقكم ما تتمنونه وزادكم من فضله!


يونس يسأل: كيف تستخدم الشبكات الاجتماعية؟


حقوق الصورة البارزة: Photo by camilo jimenez on Unsplash

*تحديث بتاريخ: 6 أبريل 2022: كيف تُقلع عن عادة إدمان استهلاك الأخبار السيئة أو تمرير الشاشة المهلك (Doomscrolling) وفق علم النفس [مجلة WIRED] ✅

7 رأي حول “كيف أستخدم الشبكات الاجتماعية بحيث لا تؤثر على إنتاجيتي ولا حالتي النفسية؟

  1. نصائح قيمة فعلا أستاذ، بارك الله فيك عليها.
    شخصيا صرت أستهلك اليوتيوب بشكل كبير، ولكن أحاول كما ذكرت في المقال أن أدرب خوارزميات الموقع على عرض ما أهتم به فقط. للعلم من مدة عدلت ال settings وصرت استخدم يوتيوب المملكة المتحدة بدلا من يوتيوب الجزائر لعرض محتوى أقل تفاهة.

    Liked by 2 people

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s