الآثار الحميدة التي طرأت على حياتي عندما التزمت بالكتابة والنشر لأكثر من 3 سنوات دون انقطاع

مساء السعادة والسرور.

اقترحت عليّ الأستاذة تغريد هذا الموضوع فشَكَر الله لها. تغريد مشتركة في رديف. ما الذي تنتظره؟ اشترك أنت أيضًا في رديف.

تغريدة تغريد

جدول المحتويات

  1. جدول المحتويات
  2. الالتزام بروتين ووتيرة -أيا كان الروتين أو الوتيرة- يخلق الانتظام في حياتك
  3. النواحي العقلية/النفسية
  4. الاستمرار في الكتابة والنشر = حظًا أوفر في جني الثمار المعنوية والمادية
    1. بعض المنافع المعنوية من استمراري في التدوين
    2. بعض المنافع المادية من استمراري في التدوين
  5. الاستمرار في الكتابة والنشر سيعني لاحقًا: تيسّر الكتابة عليك وارتفاع جودة ما تكتبه

لننقل اقتراحها نصًا هنا ونجيب عليه بعون الحيّ الذي لا يموت:

قرأت مقولة “في بعض الأحيان .. الإستمرار ، فقط الإستمرار ولا شيء آخر ..إنجاز فوق قُدرة البشر”.( كامو) وهذا ما أراه فيك استاذ يونس. حدثنا عن الأثر الذي طرأ بحياتك من جميع النواحي عندما التزمت بالكتابة والتدوين واستمريت فيها.

أولًا أعجبني اقتباس تغريد من كامو. كامو فيلسوف فرنسيّ ومن اقتباساته التي تعجبني كذلك قوله:

لا تمشي ورائي فأنا لست قائدًا ولا تمشي أمامي فأنا لا أتبع أحدًا لكن امشِ جانبي، وكن صديقي

ألبير كامو

المؤسف أن كامو لا يتبع سيد المخلوقات. يا لحظّه السيئ والمريع. لأننا نحن معشر المسلمين نتبع سيد الخلق عليه الصلاة والسلام أفضل البشر على الإطلاق. وهذا من سعادتنا وحظّنا العظيم أن أكرمنا الله به ونجّانا من غيابات الجهل والجاهلية وهدانا إلى النور والصراط المستقيم.

إن أخذنا اقتباس كامو في أمور أخرى غير المنهج الحياتي والديني فهو جيد جدًا. ففي المجالات الدراسية هذا الاقتباس يولد الابتكار لأن الاحتذاء الوثيق بمن سبق يعطّل اللاحقين عن مُسائلة أفكارهم. تصوّر مثلًا تلميذًا نجيبًا لنيوتن ولا يحب أن يخالفه إذن لو لم يخرج من يخالفه ما رأينا فيزياء الكمّ أبدًا.

أشكرُ الأستاذة تغريد على حسن ظنها فيّ وهذا من كرم أخلاقها والمؤمن مرآة أخيه.

وأولًا لنحدد مدة الاستمرار ثم نتحدث عن أثره من عدة نواحٍ.

أدوّن يوميًا دون انقطاع بفضل الله وأنشر ما أكتبه منذ 18 سبتمبر 2019. ما يعني أني كتبت دون انقطاع لفترة:

  • 3 سنوات و18 يومًا أو
  • 36 شهرًا أو
  • 159 أسبوعًا أو
  • 1114 يومًا

ستجد في مدونتي هذه العديد من المقالات في مختلف مراحل التدوين اليومي عما استقيته من منافع من هذه الاستمرارية:

وإليكم المنافع دون إطالة.

الالتزام بروتين ووتيرة -أيا كان الروتين أو الوتيرة- يخلق الانتظام في حياتك

قد يبدو لك أن الالتزام بأوقات محددة لإنجاز مهام بعينها أمرًا بسيطًا لكن سأثبت لك أن الروتين عادة تُبنى عليها حضارات ناهيك عن حيوات عظيمة.

لنأخذ مثلًا أمرًا ببساطة قرع الأجراس في دير رهبان، ونرى ارتباطه بالثورة الصناعية ومن ثم التقدّم الذي يعيشه معظم البشر الآن.

نقرأ في مقال ماتع نشرته مجلة هاربر (Harper’s Magazine) ولخصّته خدمة الماموث الثرثار:

يٌزعم أن الرهبان البندكتيين (راهِبٌ أو راهِبةٌ من أتْباع القدِّيسِ بنِدِكتوس) كانوا من أوائل الناس الذي كان لديهم ضرب من ضروب الروتين كما نعرفه في عصرنا الحديث.

حيث شرع هؤلاء الرهبان -مسترشدين بساعاتهم- في إنجاز المهام في نفس الوقت كل يوم.

كان هؤلاء الرهبان “يستيقظون معًا ويأكلون معًا ويصلّون معًا” وفقًا للساعات الكنسية المُحددة.

بنهاية المطاف، شرع التجّار والباعة من قرية هؤلاء الرهبان في موائمة مهامهم اليومية مع أصوات قرع الأجراس في دير الرهبان، ما رسّخ وجود الروتين بصفته معيارًا يعوّل عليه ويُرجع له بحلول الثورة الصناعية.

صيانةُ الروتين: اعتناق العادة في عصرٍ مُؤتمت لـ ميغن أوغايبلن – تلخيص: خدمة الماموث الثرثار

يعجبني أن المؤلف استخدم كلمة “يُزعم” لأن تنظيم الوقت كان من أشدّ عادات أسلافنا العرب والمسلمين رسوخًا ولم تضع الأوقات وتذهب شذر مذر لدى الكثير من العرب إلا في أوقاتنا المعاصرة نتيجة الجهل والتخلف وقلّة الوعي.

أنا هنا أتحدث للمسلم والملحد وغيره. فكما أثّر قرع الرهبان للأجراس (سبب ديني) ⛪ في تنظيم حياة التجّار والباعة (نتيجة اقتصادية) 💰 هذا معناه أن تنظيم الوقت ولو كان لسبب ديني (أو أي سبب آخر) له منافع اقتصادية حياتية.

إن كنت ملحدًا أخبرك أن روبرت غرين كما قال في أحد فيديوهاته يمارس التأمل لمدة 40 د كل يوم دون انقطاع ومنذ سنوات طوال. الصلوات الإسلامية تأخذ أقل من 40 د كلّ يوم.

💡 المغزى هنا. لا يهم إن كنت بهائيًا أو لا أدريًا أو ملحدًا. الروتين لا مناص منه إن أردت تحقيق شيء ذو قيمة في هذا الوجود.

وبما أن تنظيم الوقت يعمل سواء أكنت مسلمًا أو نصرانيًا ثبت إذن أنه يجب عليك أن تخلق روتينًا لنفسك إن لم يكن له وجود في حياتك.

وما الذي تنفعك به الاستمرارية هنا؟ خلق الروتين ذاته. فيصبح عادة ومَلَكة فيك.

النواحي العقلية/النفسية

أن تكتب عن شيء. يعني أنك ستفهمه أكثر بعد أن تتنهي من الكتابة عنه هذا ما صرّح به رائد الأعمال بول غراهام (اُنظر الصور أدناه).

من جهته يقول جورادن بيترسون أن الكتابة والتفكير وجهان لعملة واحدة فكلما كتبت أكثر تحسنت أكثر في الكتابة ما يعني بالضرورة تحسّن تفكيرك وارتفاع جودته. والتفكير الحسن يجعل حياتك حياة مليئة بالحكمة والقرارات الصائبة فتسعَد وتُسعِد.

والتجربة -لا سيما تجربتي- أثبتت ذلك أي أن من ثمار الاستمرارية في الكتابة أن تعرف أكثر عن الشيء عندما تكتب عنه وأن يكون تفكيرك أكثر حكمة وصوابية.

كما أنّ:

  • الكتابة تمثل ضربًا من ضروب العلاج النفسيّ
  • ردود أفعال الناس بعد فترة من استمرارك تمنح شعورًا بالسعادة ما يعزز صحتك النفسية والعقلية

الاستمرار في الكتابة والنشر = حظًا أوفر في جني الثمار المعنوية والمادية

يشتهر عن رائد الأعمال -الذي حوّل نشرة بريدية عادية إلى نشرة ناجحة بالاشتراك ثم كوّن من جمهوره وأموالهم صندوقًا استثمارًا فصار دون خبرة سابقة مستثمرًا في الشركات الناشئة- باكي مكّورمك قوله:

لعبةُ الإنترنت العُظمى مجانيّة لا رسوم لدخولها، وتبدأ بيُسر كما يلي: بمجرد إدراكك أنك تلعب اللعبة. إن كل تغريدة بمثابة تذكرة للمشاركة في الياناصيب. وهذا عامل من أقوى ما يكون لفتح مغاليق فرص غير مسبوقة.

لعبة الإنترنت العُظمى

ومقاله الذي وضعنا رابطه تحت الاقتباس من أروع مقالات الإنترنت حاليًا فعليك به هو طويل لكنه يستحق. ومقصده بلعبة الإنترنت العظمى أنها الإنترنت كما تعرفها. هو يقول لك أن الإنترنت الآن لعبة يمكنك ربح المال منها وتكوين سمعة لنفسك وإنشاء شركة والعمل عن بعد وكلّ ما تريده.

كيف ترفع حظوظك لنيل جوائز هذه اللعبة؟

بصنع المحتوى ونشره.

استشهد الكاتب باكي بالتغريدات لكن الأمر يصلح لكل نوع من المحتوى. فيديو يوتيوب أو مقال أو تغريدة.

وكما يقول الإنجليز “يكفي أن تكون محقًّا مرة واحدة فقط” يعني أنك لو رفعت 100 فيديو في يوتيوب ونال واحد منها فقط الانتشار الفيروسي فستحقق ما تريد من بناء تجارة وترسيخ سمعتك والانطلاق للمرحلة القادمة من هنالك.

نفس الشيء مع المقالات. وأي نوع من أنواع المحتوى.

💡 كل قطعة محتوى تنشرها هي تذكرة ياناصيب في لعبة الإنترنت العظمى ترفع حظوظك للغاية بربح شيء ما. سواء أكان ذلك الشيء معنويًّا أو ماديًا.

بعض المنافع المعنوية من استمراري في التدوين

  • ترسيخ سمعتي الرقمية بصفتي صانع محتوى نصيّ مرموق ووجهةً تُقصد لمن يرغب بتعلم هذا المجال
  • سهولة التواصل مع الآخرين لأنه لما تكون لديك سمعة يسهل عليك أن تتلقى ردودًا من شخصيات أكثر منك رسوخًا في السمعة الرقمية

🧈 الملخص: تصبح عملية التسويق أيسر. وتتيسر حياتك.

بعض المنافع المادية من استمراري في التدوين

  • بيع عدد أكبر من منتجاتك الرقمية وخدماتك التي تقدمها
  • طلب سعر أكبر وقبول العملاء ذلك نظرًا لسمعتك وجودة أعمالك التي تترسخ بالممارسة
  • الحصول على دورات مدفوعة مجانًا وتذاكر دخول للمؤتمرات المدفوعة مجانًا ودعوات للمجتمعات المغلقة غير المجانية وتذاكر سفر حقيقية وإقامات في الفنادق مجانًا وتسهيلات للسفر والتأشيرة عندما تدعى لمؤتمر واقعيّ بصفتك متحدثًا

🧈 الملخص: الكثير من المال والمزايا التي هي مدفوعة لغيرك.

الاستمرار في الكتابة والنشر سيعني لاحقًا: تيسّر الكتابة عليك وارتفاع جودة ما تكتبه

لو ركّزت في البداية على الكتابة باستمرار والنشر أيًا كان الوضع والظرف. فستصل إلى تحقيق الجودة وتتيسر عليك الكتابة.

صحيح أن كتاباتك الأولى ستكون رديئة وهذا غير مهم لأن الغرض هو خلق عادة الكتابة نفسها والاستمرار فيها. بالتالي مع مرور الزمن ستتحسن لا محالة. وهكذا تجني ثمرتان:

  • تتحسن كتاباتك وتصبح أجود ما يعني ثمنًا أعلى لمن يطلب خدماتك ومنتجاتك
  • تخلق عادة وروتينًا لنفسك ويصبح الالتزام بالكتابة اليومية أيسر على نفسك

هذا فضلًا عن المنافع العقلية الذهنية التي تحدثنا عنها أعلاه حيث أن الكتابة لما تتحسن يتحسن تفكيرك ما يعني أن قراراتك الحياتية ستكون أصوب ومن هناك ترتقي بجودة حياتك إجمالًا.

ميم عن الأعمال الأولى للكتاب والفنانين والمبرمجين. لا تحزن لا أحد ولد متقنًا للمهارات بل يتحسنون بمرور الوقت. أعد الميم بموقع إمجفلب
استلهمت هذا الميم من هذا الميم.
ميم عن الأعمال الأولى للكتاب والفنانين والمبرمجين. لا تحزن لا أحد ولد متقنًا للمهارات بل يتحسنون بمرور الوقت. أعد الميم بموقع إمجفلب
استلهمت هذا الميم من هذا الميم.

إن أعجبك المقال شاركه ولك أجر؛ أو شاركه واشترك في رديف ولك أجران.


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


يونس يسأل: ما العادة التي تبنيتها في حياتك واستمرت معك لفترة ممتدة وما ثمار ذلك؟


حقوق الصورة البارزة: Photo by DaryaDarya LiveJournal on Unsplash

7 رأي حول “الآثار الحميدة التي طرأت على حياتي عندما التزمت بالكتابة والنشر لأكثر من 3 سنوات دون انقطاع

  1. قراءة ورد من القرآن بعد صلاة الظهر…إكمال ختمة القرآن في سنة
    القراءة قبل النوم…. قراءة الكثير نسبيا

    Liked by 1 person

      1. + الرياضة يوم أو يومين في الأسبوع في كرة القدم..أفادتني حفاظي على الحد الأدنى من اللياقة والصحة..

        توقفت منذ سنة بسبب الإصابة وضياع أفراد الفريق الذي كنت ألعب معه

        Liked by 1 person

شاركني أفكارك!