مساء السعادة،
اقترحت الأستاذة ندى أسامة حجيج عليَّ هذا الموضوع فبارك الله فيها، الأستاذة ندى أسامة حجيج مشتركة في رديف فاشترك أنت أيضًا في رديف.
لننقل سؤالها نصيًا هنا ونجيب عليه بعون الله:
أفكار ومخططات تجعلني أدون مثل المبدع يونس بن عمارة كل يوم 😄
تحدّثت سابقًا بالفعل عن كيف تمكنت من التدوين باستمرارية متخطيًا بفضل الله حواجز الانشغال وعقبات المزاجية وتقلبات الحياة وقيود الالتزامات. في هذه المقالات:
- كيف تدوِّن دون انقطاع لمدة عامين و6 أشهر و28 يومًا؟ [940 يومًا]
- كيف تجاوزت مطبّات المزاجية والانشغال الشديد في رحلتي للتدوين 788 يومًا دون انقطاع؟
- 313 يومًا من التدوين اليوميّ (مرحى)
دوّنت بحمد الله منذ يوم 18 سبتمبر 2019 دون انقطاع في مدونتي هذه. ما يعني تجاوزي اليوم 993 يومًا من التدوين دون انقطاع هذا يعني عامين و8 أشهر و20 يومًا.
السؤال الذي قد يخطر لك هو: ما الأفكار والمخططات التي تجعلني أدوّن مثلك؟
وهذا ما سأجيب عنه هنا بإذن الله.
الأفكار التي تحثّك على التدوين يوميًا
- في البداية لا تهتم ولا تلقي بالًا للجودة. دوّن حتى الهراء. مهما بدت لك فكرتك سخيفة اكتبها واُنشرها. الهدف من التدوين اليومي في البداية -ركّز معي هنا- هو خلق عادة التدوين نفسها وليس الهدف الكتابة جيدًا. ستكتب جيدًا لا محالة بعد تدوين 300 مقال وأكثر. فالجودة منتج ثانوي طبيعي للممارسة المستمرة.
- دع توقعاتك صفرية. بمعنى لا تتوقع أن تكسر تدوينتك الدنيا وتشغل الناس أو يشيد بك العالمون. اكتب في البداية لنفسك ولخلق عادة التدوين اليومي واستمر. ولأن توقعاتك صفرية فإن أي ردة فعل ولو كانت بسيطة مثل إعجاب أو إعادة مشاركة ستمثّل لك انتصارًا صغيرًا وهي كذلك فعلًا. لكن لو كانت توقعاتك مرتفعة ولم يحصل مقالك على أي صدى فستحبط وتتوقف. بالتالي: دع توقعاتك صفرية لأن هذا هو الترياق الفعّال للإحباط.
- في حال أصابتك حبسة الكاتب ولم تجد فكرة تدوّن عنها. اشرب من هذه المنابع الصافية العذبة: 10 منابع لسيلِ أفكارٍ لا ينقطع لمحتوى قيّمٍ تكتبه لجمهورك [مع مصدر إضافيّ]
- لا تهتم في البداية للتنسيق، ولا هيكل المقال أن يكون مثلًا هناك مقدمة ومتن وخاتمة له، ولا حتى صورة بارزة أو أن يكون موافقًا لتحسين محركات البحث. ولا تلقي بالًا للأخطاء الإملائية والنحوية والإملائية. تذكّر في البداية أن هدفنا خلق عادة التدوين اليومي ودمجها في حياتك ثم بالتبعية ستدوّن جيدًا بعد أن تخلق العادة لديك وتستمر فيها لفترة ممتدة من الزمن. كما أنه يمكنك لاحقًا العودة والتنقيح. الفكرة هنا أنه لا يمكنك تنقيح ما هو غير موجود ولا زال في رحم العدم.
- لا معنى لنصٍ دون أن ينشر. لذا دومًا أُنشر حتى لو لم يكتمل النص. انشره أجزاء. النشر عادة لا بد من خلقها هي كذلك. لذا فلا بد من النشر حتى وإن لم يكتمل النص.
- اعلم أن البدايات صعبة لكن كل يوم تدوّن وتنشر يسهّل الأمر عليك لحدٍ بعيد. فمن دوّن لثلاثة أيام على التوالي كان اليوم الرابع أسهل عليه، ومن دوّن لثمانية أيام على التوالي كان اليوم التاسع أسهل عليه، فكلما دوّنت أكثر غدت عملية التدوين أيسر.
- الوقت المثالي للبدء في التدوين هو الأمس. لكن لأن الأمس مضى. فأدعوك لأن تبدأ الآن. افتح ملف وورد أو مستند غوغل أو مقالة جديدة في ووردبريس واشرع في التدوين حالًا.
- الوقت سيمضي سيمضي. وتأجيلك للكتابة لن ينفعك بشيء عدا مراكمة حزم الندم والتحسّر لاحقًا. وانتظارك لأن تصطف النجوم بحيث يكون طالعك سعيدًا وتنتظم حياتك وتتاح لك ظروف مناسبة لأن تكتب ليس إلا أحلام يقظة. الحكمة: اُكتب وابنتك المشاغبة في حجرك. اكتب وأنت تبكي. اكتب وقطتك تعطّلك عن الكتابة. اكتب يا عزيزي فلن تجد أبدًا وقتًا مثاليًا للكتابة.
⚠️ لأن يكون لديك كثير من النصوص الرديئة التي كتبتها بالفعل بحيث تستطيع الآن تنقيحها وتحسينها خير لك من ألا يكون لديك أي شيء تنقّحه أو تصلحه أساسًا.
💡 طالع كذلك هذا المقال الرائع من الزميلة دليلة رقاي: 09 نصائح تعينك على اكتساب عادة الكتابة اليومية ✔️
المخططات العمليّة
- خصّص ساعة ونصف كل يوم (أغلق فيها كل المشتتات مثل الشبكات الاجتماعية واجعل هاتفك في وضع الطيران واطرد قطتك من المنزل وقدّم فيه ابنتك الصغيرة لمكتب التبني) وافتح فقط الصفحة التي ستكتب فيها. ثم؟ ماذا تنتظر؟ اُكتب!
- في البداية كلّف نفسك بكتابة 250 كلمة يوميًا فحسب. واُنشرها كل يوم.
- عندما تشعر بالتدفّق وأنك قادر على كتابة أكثر من 250 كلمة كل يوم اكتب ما تستطيع لكن قسمها لـ250 كلمة كل واحدة وجدولها للنشر على التوالي. عندما يأتي التدفّق لا تكبحه أبدًا بل انهمر على الصفحات لكن لا تنشر كل شيء دفعة واحدة. فقط نصيبك اليوميّ كل يوم. دون انقطاع.
- لكي تدوّن كل يوم. في بداياتك لا بد أن تحضّر لما ستدونه لاحقًا. وكي تحضّر ذلك بكتابة رؤوس أقلام وأفكار طازجة لا بد أن تحمل مفكرتك معك أو تستخدم الهاتف لتدوين أي فكرة تخطر لك. في أي وضع وفي أي مكان. فافتح ملفًا أو مذكرة أو أرسل لنفسك في تطبيقات الدردشة كل فكرة تخطر لك مهما بدت لك سخافتها. هكذا عندما تجلس (أو تقف فلا داعي أن تربط عملية الكتابة بالجلوس) لتكتب تجد رؤوس أقلام وأفكار جاهزة تكتب عنها.
هكذا هو الأمر يسيرٌ وهو ليس معقدًا.
إن أعجبك المقال شاركه ولك أجر؛ أو شاركه واشترك في رديف ولك أجران.
يونس يسأل: متى ستشرع في التدوين اليومي؟
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
حقوق الصورة البارزة: Photo by Amy Hirschi on Unsplash
عقبال 1000تدوينة و 2000تدوينة والتدوين العربي يحتفل بقامة مثللك في ضيافته
إعجابLiked by 1 person
بارك الله فيك
إعجابإعجاب