لا أحد يقرأ ما أكتبه، ما الحلّ؟

مساء السعادة،

سنتحدث اليوم عن عائق يمنع الكثيرين من الكتابة، دعنا نرى بألفاظهم هم ما هو هذا المشكل: يقول أحدهم

ربما تلك اللامبالاة التي تُواجه بها كتاباتنا، والتي تدفعنا دفعا إلى التوقف عن فعل الكتابة.

ويقول آخر:

ما يعيقني عن الكتابة هو نقص الشغف، قلة المحاولة، عدم وجود جمهور وخاصة الاعتماد على المحتوى المرئي أكثر من المطالعة وقراءة الكتب.

والإجابة بكلمة واحدة عن هذه المعضلة هي: التسويق. تعلّم التسويق. ثم طبّقه. طيلة حياتك.

إن لم تكُ تعلم هذا فالكتابة مُنتج. ومعنى المُنتج شيء يُنتج. فكل ما يٌنتج مُنتجٌ. ولكي يستهلك الناس منتجك لا بد أن تسوّقه.

في الغالب الأعم الكتب التسويقية العامة مثل كتب فيليب كوتلر، وسيث غودين تصلح نصائحها لجميع المنتجات بما فيها الكتابة. فطالع منها قدر ما تستطيع. لكن هذا المقال سيكون مكرّسًا كليًا لترويج كتاباتك والتسويق لها.

تابع المطالعة..

ها أنت الآن أنهيت آخر كلمة من نصك، وضغطت زر النشر، لكن لا أحد قرأ ما كتبته، قلتَ في نفسك سأمنحهم الوقت لكنك منحتهم بالفعل وقتًا قدره يوم أو يومان ولا زال نصك لم يكسر الإنترنت ويتحدث عنه الجميع.

تسأل نفسك: لماذا العالم يكرهني؟

تسأل بمضض مرة أخرى: لماذا لا يقرأ هؤلاء ما أكتبه؟

تصرخ: لماذا لا يعرفون روعة نصوصي؟!!

وأجيبك كل هذه الأسئلة خاطئة. والذي يتوجب عليك أن تسأله نفسك هو:

كيف أروّج لكتاباتي بطريقة صحيحة؟

أبشر إليك الخطوات…

روّج قبل الكتابة وأثنائها وبعدها

قد تسأل: كم أنتج حتى أبدأ الترويج. المسوقون يقولون لك: روّج حتى قبل أن تنتج. وهذا صحيح بمعنى أن الترويج فعل يكون في عصرنا الحديث كما يلي:

  • قبل إصدار المنتج (وهو النصّ هنا)
  • أثناء إصدار المنتج
  • بعد إصدار المنتج

ولنأخذ النقاط نقطةً نقطةً.

قبل إصدار المنتج:

لنفرض أنك ستكتب رواية معينة، أَعلِم متابعيك (وإن كانوا فردًا واحدًا فقط) وبصورة علنية أنك ستكتب رواية. وحدد تاريخ نشر كلّ فصل. ثم أتح طريقة واضحة وسهلة على من يرغب بمتابعة تقدمك ليتابعه. يمكنك هنا أن:

  • تستخدم هاشتاق في الشبكات الاجتماعية وكل فصول روايتك تكون تحت ذلك الهاشتاق. مثلًا: #أحببت_روبوتًا
  • يمكنك إطلاق نشرة بريدية تصل كل من يشترك فيها الفصول التي كتبتها. أوصيك باستخدام منصة هدهد. لسهولتها ودعمها العربية.
  • فتح مجموعة أو قناة أو صفحة على فيسبوك أو تلغرام.

أثناء إصدار المُنتج:

بين الحين والآخر (كل 5 أيام) صوّر أو سجل صوتيًا أو أكتب عن كواليس إنتاجك المنتج. على سبيل المثال:

بدأت اليوم في تخطيط شخصية البطل… ووقعت في حبّه! هل هذا طبيعي؟؟

وللفائدة والنفع. سأل أحدهم في ريديت أنه قرأ نصوصه التي كتبها منذ فترة وأُعجب بها! ووجد أنها جيدة وسأل مجتمع ريديت هل هذا طبيعي أن تحب ما كتبته وتراه جيدًا؟ فأجابه أحد جوابًا أعجبني أنه طها ليلة أمس طبق لازانيا وكان لذيذًا جدًا. وهذا مثال ممتاز. كما أن الموهوبين في الطبخ يعجبون بما يطهون كذلك يمكن للكاتب بعد مرور وقت ووجود مسافة زمنية بينه وبين كتابته أن يعجب بكتاباته ويقدّرها حقّ قدرها.

بعد إصدار المُنتج:

وهنا ينبغي أن تُكثّف جهودك التسويقية. والمنتج الذي نقصده لا ينبغي أن يكون كبيرًا كرواية أو قصة طويلة إلخ… حتى المقالات أمُّ 500 كلمة منتج. فروّجها. وذلك بـ:

  • إرسالها لكل من تعرف أنه قد يهتم بها. مثلًا كتبتَ مقالًا عن الطباعة وهناك باحث في تاريخ الطباعة؟ أرسلها له. كتبت عن التوحد وتعرف أمًا لها ابن متوحد؟ أرسله لها… كتبت قصة قصيرة وتعرف صديقك يحب القصص؟ أرسلها له وهكذا… راسل 5 كل يوم دون كلل ولا ملل
  • بعد فترة أعد نشرها. لنقل أسبوع مثلًا وضعت منتجك في تغريدة. أعد تغريدها (ريتويت) لكي تظهر لمن فوّتها. أو أعد نشرها في صفحة فيسبوك إن كنت تستخدمه
  • رُدّ على كل تعليق ورأي يصلك عن منتجك (أنظر التغريدة أدناه 👇)
  • كما يقول بعض المسوقين: أفضل تسويق لكتابك الأول هو إصدار كتابك الثاني. لذا نفس الشيء هنا اشرع في التخطيط للقصة المقبلة أو النص المقبل ولو كان التفاعل على الأولى صفرًا.

صحيح أن الناس تحب القصص.. لكنها لا تحبّ “كل القصص”

لو تبحث الآن عن أهمية السرد القصصي (Storytelling) في الكتابة أو التسويق أو الإدارة أو أي مجال آخر ستجد أطنانًا من المعلومات والنصوص. ولا شك في أهمية أن تُطعّم كتاباتك بقصّة تتخللها. لكن الناس لا تقرأ كل القصص.

الناس تقرأ قصصًا تحبّ أن ترى أنفسها فيها وتتعاطف معها. ثم يمكنك أن تتفنن في اختيار الألفاظ. أما أن تختار ألفاظًا رنانة ومزخرفة والقصة لا قوام ولا طعم لها فلن تجد صدى لدى الناس.

ولهذا ترى قصص المشاكل الشخصية في فيسبوك (مثل هذه Society Problems) وغيرها حتى مع أنها مفبركة وبغض النظر عن رأيك فيها تحوز على تفاعل. لماذا؟ لأنها تجد صدى لدى من يقرأها.

الخلاصة هنا: اكتب قصة تعرف أن غيرك سيشعر بهذا لو قرأها:

ميم مصري ظريف

لذلك في خطوات:

  • نبّش عن أعمق مخاوفك وهواجسك
  • اكتب عنها وأنشرها. ستجد صدىً وتفاعلًا
  • إضافة للتفاعل ستجد أنها تمرين ممتاز يزيح عنك عائق الخوف من الكتابة وردود الفعل
  • ستشعر بالراحة
  • لا تخف من أن يستخدم الآخرون تلك المعلومات ضدّك. فأنت عندما تحكي عن مخاوفك تجرّدهم من استخدامها ضدك. (تابع المثل 2 أدناه)

3 أمثلة حقيقية:

المثال 1

وهو قصتي الشخصية التي نشرتها هنا: لم يكن سهلًا أن أنفتح على الجميع وأحكي قصتي لكن لما فعلتها شعرت بالراحة وتلقيت تفاعلًا ممتازًا وسأكتب أكثر عنيّ وعن مخاوفي وهواجسي مستقبلًا. طالعها:

المثال 2

مدرّب المسوّق غاري في (Gary Vaynerchuk) واسمه جوردان سايت (Jordan Syatt)، كان يخاف أن يتنمر عليه الناس ويحس بعدم الأمان تجاه أنه أصلع وقصير.

لكن لما نصحه غاري في (Gary Vaynerchuk) بالانفتاح وأن يحكي مخاوفه علنًا وفعل ذلك تلقى صدىً هائلًا على أنستغرام، وهو الآن يوتيوبر له قناة مزدهرة ومدرّب أون لاين وواقعيّ ناجح. تابع قصته في الفيديو:

المثال 3

في كتابه “خارج المكان” وهو سيرة ذاتية، تحدث إدوارد سعيد عن مخاوفه العميقة بأن يصبح أحدبًا (مُنحني الظهر) وغذّى هذه المخاوف والداه حيث كانا يؤكدان دومًا أن وضعية جلوسه أو اتكائه ستنتهي به لأن يكون أحدبًا..إدوارد سعيد مثقف عظيم وكاتب عالميّ النطاق فعلًا رحمه الله تعالى.

المقصد هنا: انفتاحك على المخاوف يسهم في تعزيز ثقتك بنفسك؛ ويجرّد المبغضين من أن يستخدموها ضدك… ونعم: يُحدث هذا تفاعلًا عظيمًا لدى الجمهور وهو المطلوب وغايتك من قراءة هذا المقال.

توصيات فنيّة بشأن ترويج نصوصك:

والتوصية الأخيرة: لا مناص من تعلّم أساسيات التسويق ومتابعة أحدث مستجداته في مجالك

جمعتُ من قبل مصادر قيمة في التسويق ستنفعك وها هي هنا: 25 مصدرًا لتعلُّم التسويق الإلكتروني.

مع ذلك لا بد أن تتابع كثيرًا ما هي اتجاهات التسويق في مجالك بالضبط على سبيل المثال في كتابة النصوص والكتب وما إلى ذلك يمكنك مطالعة هذه الطرق المبتكرة في الترويج وهي حديثة وستُلهمك:

لكن لا تكتفي بها.

فلا بد أن تظل على اطلاع مستمر ومتابعة عن كثب باتجاهات التسويق في مجالك.

قد تسأل أين تجد مثل هذه الطرق التسويقية بشأن مجال الكتابة؟ أجيبك: ستجد بعضها في مدونتي فتابعني عن كثب وشارك ما أصنعه من محتوى. أو بتصفح تيك توك أو أنستغرام بالهاشتاقات المناسبة لمجالك مثل كتب أو الكتابة أو نصوص أو ما إلى ذلك. والاستلهام مما حقق صدى ونجاحًا.

انتهى المقال. شاركه مع غيرك من فضلك. وشكرًا لك.


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر



هذا المقال ضمن سلسلة مقالات سميتها: تجاوز العقبات التي تواجهك لتصير الكاتب الذي تحلم به وكتبت منها 5 أجزاء حتى الآن، وهذا المقال الذي تقرأه الآن هو الجزء السادس منها. شاركها جميعًا ولك الأجر أو اشترك في رديف ولك أجران!


حقوق الصورة البارزة: Photo by Piyush Bansal on Unsplash

7 رأي حول “لا أحد يقرأ ما أكتبه، ما الحلّ؟

  1. تستحق هذه السلسلة أن تجمع في كتيب إلكتروني..

    إضافة.. قد يكون عائق بعض الناس من التسويق.. هو الشعور بالابتذال من هذا التسويق المتكرر أو يكون التسويق أكبر من جودة المنتج نفسه..

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!