10 دروس استفدتُها من التدوين اليومي وإدارة مجتمع رقمي ومشاركة الناس رحلة تعلُّمهم

جمعة طيبة لكم،

اقترحت عليّ الأستاذة دليلة رقاي هذا الموضوع فشَكَر الله لها، دليلة مشتركة في رديف فاشتركوا أنتم أيضًا في رديف 👇

تغريدة دليلة رقاي

جدول المحتويات

  1. جدول المحتويات
  2. الدروس المستقاة من التدوين اليومي
  3. الدروس المستقاة من إدارة مجتمع رقميٍّ
  4. الدروس المستقاة من مشاركة الآخرين رحلة تعلّمهم

لننقل سؤالها نصًا هنا ونجيب عليه بعون الحيّ الذي لا يموت:

صباحك طيب مبارك🌷

ما رأيك أن تشاركنا الدروس التي تعلمتها هذه السنة، من خلال:

✅ التدوين اليومي.
✅ إدارة مجتمع رقمي.
✅ مشاركة الآخرين في رحلة تعلّمهم الخاصة.

جمعتك طيبة مباركة، وشكرًا لوجودك في هذا العالم

مع أني كتبت عن الفوائد والمنافع التي استقيتها من التدوين اليومي هنا:

ومن إدارة مجتمع رقمي بالاشتراكات المدفوعة هنا:

إلا أن الشيء الجديد المطروح هنا هو مشاركة الآخرين في رحلة تعلمهم الخاصة. وهو موضوع مهمّ. لذا سنخصص له 5 دروس مستفادة كاملة له.

دعنا نقسّم المقال وفق ما يحتويه اقتراح دليلة من أسئلة.

الدروس المستقاة من التدوين اليومي

أمس كنت أقرأ رسالة أرسلها لي بن كوهن (Ben Kuhn) وهي رسالة قيّمة تُعدّد منافع التدوين في هذا العصر وتردّ على الاعتراضات (مثل الخوف من المتنمرين وقلة عدد الزيارات…) وأوصيك بقرائتها كاملة وعنوانها لماذا (وكيف) تكتب أشياءً على الإنترنت؟ (هي بالإنجليزية وحولتها لبي دي إف لصالحك). لأنها قيّمة جدًا.

وفي تجربتي:

  1. الناس تستعجل ثمار التدوين اليومي. وذلك لعدم فهمهم -بنظري- قوّة الفائدة المركبة التي يسميها أينشتاين الأعجوبة الثامنة في العالَم. النجاحات الصغيرة تتراكم وتصبح نصرًا عظيمًا يومًا ما إن استمريت في ذلك. وما النجاح في التدوين اليومي؟ نقرُ زرّ النشر كل يوم حتى ولو لم يكن المقال مُكتملًا
  2. التدوين اليومي والتدوين بصفة عامة له منافع معنوية عظيمة جدًا منها تعزيز ثقتك بنفسك وتقوية صمودك العصبيّ (تحملك لتبعات الحياة إجمالًا) كما أنها بمرور الزمن ستشكل معرض أعمال ممتاز تأتي لك بما ترغبه من عملاء تحبّ العمل معهم
  3. لا يوجد ربح سريع من التدوين يوميًا كان أو أسبوعيًا.هناك ربح فعلًا لكنه بطيء للغاية ويحتاج منك جهدًا وصبرًا ومنتجات وخدمات تبيعها إلى جانب الإعلانات فهي لن تكفيك.

فهذه إذن 3 فوائد من التدوين اليومي ولننتقل الآن لإدارة مجتمع رقمي.

الدروس المستقاة من إدارة مجتمع رقميٍّ

مع أن تسيير مشروع ريادي مُمَوَّل ذاتيًا في الوطن العربي صعبٌ حدَّ الجنون لكنه ممكن التنفيذ، والدروس المستفادة هي أن تعليم غيرك مما علمك الله فعل عظيم نبيل وسيزيدك الرحمن من العلم لهذا السبب بالذات.

كما أن الكثيرين يشكّون في الجدوى التجارية من إطلاق مجتمعات رقمية مدفوعة نظرًا -وفقهم هم- لأن العرب لا يدفعون مقابل المعرفة ولأن اقتصاد المعرفة لم ينضج عندنا.

والردّ أن الناس كلّها تحبّ المجاني وليس العرب فقط. والمجانيّ هنا يمكنك استخدامه لجعل الناس يدفعون مقابل المدفوع. والناس سيدفعون لك فعلًا إن لم يكن مجتمعك مجرد مجموعة فيسبوك أو تلغرام أخرى بها الضجيج لا المعرفة الحقّة العملية.

أما اقتصاد المعرفة فقد كان موجودًا لدينا نحن العرب أولًا قبل الغرب. ثم سقطنا في هوّة التخلف (ولمّا نخرج منها بعد) والمبادرة هي الحلّ فإن لم أبادر أنا ولا أنت (كما يقول المبرمجون العظام في حركة المصادر المفتوحة) فمن؟ وإن لم يكن الآن فمتى؟ فهؤلاء المبرمجون الذين طوروا برامج المصادر المفتوحة وابتكروا هذا الشعار النصي -الذي يعتمده كذلك المساهم في لغة بي إتش بي التي يقوم عليها معظم الإنترنت الآن الأستاذ خالد الشمعة– محقّون تمامًا.

إن لم يكن الآن فمتى؟ إن لم تكن أنت وأنا فمن غيرنا؟

الحاشية السفلية في موقع مشروع PHP واللغة العربية

ذلك أنه فعلًا إن لم يكن أنا وأنت فمن؟ وإن لم يكن الآن فمتى؟

ودليلُ أن الناس جميعًا تحبّ المجاني ولو كان مقرصنًا وليس العرب فقط أن رياديًا غربيًا اسمه أيوب يقدم خدمة حذف الدورات المقرصنة من مواقع القرصنة لقاء مقابل مادي. وكم حقق حتى الآن في نظرك؟ في شهر ديسمبر 2022 لوحده: أكثر من 11 ألف دولار. وهذا يعني أن الكثير من صنّاع الدورات الغربيين يعانون من قرصنة محتواهم، وأن الناس في الغرب تحبّ المجاني كذلك لأنه طيبعة بشريّة.

جنى أيوب أكثر من 11 ألف دولار شهر ديسمبر 2022 من حذف دورات صنّاع المحتوى المقرصنة على الويب المصدر: تويتر أيوب
جنى أيوب أكثر من 11 ألف دولار شهر ديسمبر 2022 من حذف دورات صنّاع المحتوى المقرصنة على الويب المصدر: تويتر أيوب

ودليل أن العرب لديهم اقتصاد المعرفة من الماضي (لكنهم الآن ليسوا كذلك) قصة أبو عبيد القاسم بن سلام.

لما عمل أبو عبيد كتاب غريب الحديث عرض على عبد الله بن طاهر فاستحستنه، وقال: إن عقلا بعث صاحبه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش، فأجرى له عشرة آلاف درهم في كل شهر.

تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر الجزء 27 ص 30 – التغميق مني

وما أثار انتباهي في قصة أبي عبيد القاسم بن سلام ليس فقط فهم أهل عصره لجودة عقله فمن ثَم كفايته أن يطلب المعاش أي الاسترزاق بمهنة أخرى غير التأليف إنما ورعه وكرمه. حيث وَصف في نفس المرجع السابق بأنه:

كان أبو عبيد ديّنا ورعا جوادا…
[الطلبُ عالٍ على أبي عبيد:] كان أبو عبيد مع ابن طاهر فوجّه إليه أبو دلف يستهديه أبا عبيدة مدة شهرين، فأنفذ أبا عبيد إليه، فأقام شهرين، فلما أراد الانصراف وصله أبو دلف بثلاثين ألف درهم، فلم يقبلها، وقال: أنا في جنبة رجل ما يحوجني إلى صلة غيره، ولا آخذ ما فيه على نقص، فلما عاد إلى طاهر وصله بثلاثين ألف دينار بدل ما وصله أبو دلف. فقال له أيها الأمير: قد قبلتها، ولكن قد أغنيتني بمعروفك، وبِرِّك، وكفايتك عنها، وقد رأيت أن أشتري بها سلاحا، وخيلا، وأوجه بها إلى الثغر ليكون الثواب متوفرا على الأمير ففعل.

تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر الجزء 27 ص 30

الآن أخبرني ما الفرق بين دعم لأبي عبيدة في إنتاج “محتوى” قيّم جدًا وبين دعم مؤسسات عربية للاعب ألعاب رقمية (لا قيمة لما ينتجه) بملايين الدولارات؟ وها هو ذا يكذب على الناس بأنه يقول أن يعطي أجهزة آيفون مجانًا ويبني الجوامع؟

ومَن مِن صنّاع المحتوى الآن من إذا رُزق وفُتح عليه باب الرزق الوفير عمّ بخيره غيره كما فعل أبو عبيد؟

قد تقول لكن أبا عبيدة دعمه أمير. المسألة ليست هناك. فلدينا سجّل تاريخي يقول أن “مجموع سكان المعرّة” دعموا البحتري براتب شهريّ قدره 4000 درهم. وأهل المعرة ليسوا أمراء.

ما الفرق بين ما فعله أهل المعرة بتخصيص راتب شهريّ لصانع المحتوى المسمى أبو عبادة البحتري وما يتلقاه جوردان بيترسون من ألوف الدولارات من باتريون؟ (وفق فيديو شاهدته له وليس لدي رابطه الآن يجني بيترسون 80 ألف دولار شهريًا من دعم المشتركين في باتريون لوحدها ويبلغ ربحه الشهري من الكتب وغيرها 200 ألف دولار).

وما الفرق بين ما فعله أهل المعرة وما يفعله الآن آلاف المشتركين الذين يدفعون للكتّأب على منصة صبستاك؟

لا فرق. اللهم (بنظري الشخصي) إلا سقوط جزء عظيم من أمتنا في حمأة الجهل والبخل والكذب واللاشفافية المالية.

فأول درس تتعلمه من إدارة مجتمع رقميّ هو:

  • أن معظم افتراضاتك عمّا هو عليه الواقعُ غالبًا ستكون خاطئة. ولهذا تفشل معظم المشاريع ولا عجب. إذ صاحب المشروع يبدأ بافتراضات ويصرّ عليها ولا يحوّل دفة سفينة مشروعه وفق ما تبين له من حقائق جديدة.

والدرس الثاني هو:

  • لا تفترض كذلك ما يحتاجه عملائه. اسألهم ما يحتاجون وسيخبرونك بأنفسهم ومن ثَمّ وفره لهم. ولا تعقدّها (انظر الميم أدناه)
ما يحتاجه العميل قد يكون شيئًا أبسط مما تتصوّر. تكلم لعملائك أولًا قبل البناء. قالب الميم مستقى من تويتر.
ما يحتاجه العميل قد يكون شيئًا أبسط مما تتصوّر. تكلم لعملائك أولًا قبل البناء. قالب الميم مستقى من تويتر.

الدروس المستقاة من مشاركة الآخرين رحلة تعلّمهم

بما أن الدروس أعلاه وصلت خمسة فإذن تبقى لدينا خمسة دروس هنا وهي:

  1. عندما تُعلِّم شخصًا آخر فإن مجموع من يتعلم إثنان لا واحد!
  2. أهم مهارة لدى مشاركتك الآخرين رحلة تعلّمهم هو مهارة التشخيص أي تشخيص وضعهم وهذه لا تكون إلا بطرح الأسئلة الصحيحة دون طرح أسئلة صحيحة ستزيد من تشتت المتعلم لا غير
  3. بعد معرفة وضع المتعلِّم، انصحه بالأصلح له حتى ولم يكن يريده في البداية. فأنت الأكثر خبرة هنا لا هو
  4. تفوّق تلاميذك أو من علّمته عليك هو أكبر شهادة نجاح تحوزها
  5. لا تقنية أعظم من التواصل الإنساني الودود المباشر. فلا يفوق تأثيره شيء في الفعالية. لا دروس مسجلة مسبقًا ولا برمجيات جاهزة ولا أتمتة ولا ذكاء اصطناعي ولا ميتافيرس اللهم إلا اللقاء المباشر الحقيقي فهو أفضل

تمّ المقال بحمد الله.


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


يونس يسأل: ما الدروس التي تعلمتها في العام 2022؟


حقوق الصورة البارزة: Photo by Elena Mozhvilo on Unsplash

5 رأي حول “10 دروس استفدتُها من التدوين اليومي وإدارة مجتمع رقمي ومشاركة الناس رحلة تعلُّمهم

  1. ما الدروس التي تعلمتها في العام 2022؟
    تعلمت الكثير حقاً في هذا العام وحققت الكثير من الأهداف.
    تعلمت البرمجة بمستوى مبتدئ، وصلت في اللغة الإنجليزية إلى مستوى متقدم، وتعلمت اللغة التركية لمستوى فوق المتوسط، تعلمت القليل عن كتابة المحتوى.
    قمت بإنشاء مدونتي الحالية My words، وكتبت 50 مقال خلال شهر ونصف من بداية إنشائي للمدونة، حصلت على 26 متابع خلال الشهر ونصف، وهذا تقدم ممتاز لم أكن أتوقع بالنسبة للبداية حقاً!
    تعلمت الكثير من الأشياء خلال هذا العام، وهذا أول عام أكون ممتنة له بحق.

    دمت بخير وكل عام وأنت بخير 🌷

    Liked by 1 person

اترك رداً على يونس بن عمارة إلغاء الرد