هذه التدوينة برعاية نشرة الأحد البريدية من إعداد الأستاذ علي عسيري وهي نشرة تشبه قرصات شاورمر لكنها للتسويق. اشتركوا فيها وشكرًا للدعم.
مساء الخير والسرور،
اليوم سنتناول سؤالًا طرحته الأستاذة دينا الهواري (أوصيكم بالاطلاع على مدونتها) ونصّ السؤال:
مرحباً أ. يونس
عَساكَ بخير
أتمنى لو تكتب عن نصائح للكُتاب المبتدِئين، من أين نبدء و الخطوات التي يجب علينا أن نتخذها، وقبل أن أنسى، هل يمكن أن تكون تلك النصائح لكاتب ليس لديه أي مال حالياً بسبب تركه للعمل على سبيل المثال؟
فأكتبُ مستعينًا بالحي الذي لا يموت:
كتبتُ من قبل عن جزء كيف يبدأ الكاتب المبتدئ هنا في هذا المقال كيف تبدأ في مجال الكتابة؟ وهو ضمن سلسلة تجاوز العقبات التي تواجهك لتصير الكاتب الذي تحلم به [كاملةً] التي أوصيك بمطالعتها كلّها.
يمكنك أيضًا أن تحمّل الكتيب المجاني الذي يضمّ السلسلة كاملة وأكثرَ منها؛ من منصة كتاب رقمي: المقالات في تجاوز العقبات: دليلك للانطلاق في كتابة المحتوى.

لكن السؤال كما تلاحظون فيه طبقة أعمق أو حيثية محددة وهي:
هل يمكن أن تكون تلك النصائح لكاتب ليس لديه أي مال حالياً بسبب تركه للعمل على سبيل المثال؟
إذن إن كنت كاتبًا مبتدئًا وليس لديك المال فمن أين تبدأ؟
إن كانت هذه هي حالتك. أي أنك مبتدئ في الكتابة وليس لديك مال. فاعمل على 3 صُعُد:
الصعيد الأول: تدبّر عملًا يكفي حاجياتك الأساسية حتى وإن لم يكن كتابة
لا يهم ما هو هذا العمل، مثلًا قد يكون:
- بيع الحلويات
- تفريغ التسجيلات الصوتية لنصوص
- كتابة على الوورد
- غلق زجاجات العطور ووضعها في عُلبها (مثلما فعلت في فترة من حياتي)
- تعمل في مركز تجاري توظّب الرفوف
- إدارة مجموعات فيسبوك أو صفحات فيسبوك
- تنظيف المنازل
- منظف أطباق في مطعم
- تنظيف الإسطبلات (ونعم! جرّبت ذلك في حياتي مرة)
سبب أني أخبر ذلك أي بما جرّبت من أعمال خارج الكتابة أن العمل ليس عيبًا لكن هذا في النظريات فقط والمجتمع (على الأقل الذي أعيش فيه) صحيح أنه يقول لك ما من عيب في العمل لكنه يحكم عليك وفق عملك. لذا لا تأبه لكلام الناس ونظراتهم. سيقولون لك ما من عيب في العمل ويحاكمونك وفقه ومع ذلك كله ها أنا أقول لك:
لا يوجد حريّة أعظم مما تحققها لنفسك لا سيما تلك المتعلقة بعدم حاجتك الماديّة لمخلوق.
تذكّر أن طبيعة العمل بحدّ ذاتها غير مهمة هنا. المهم هنا أن تكفي التزاماتك الشخصية الأساسية غير الكمالية. ولا تدعك مفلسًا إفلاسًا كليًا.
وهذه خطوة ضرورية ولا مناص منها.
الصعيد الثاني: خصص ساعتين من وقتك كل يوم -دون انقطاع- لتطوير مهاراتك
حدد 3 مهارات تريد أن تعمل فيها بدوام كامل مستقبلًا عن بعد ودون حاجتك لوظيفة أخرى.
ورقم 3 لكي لا تشتت وتركّز.
ابحث عن دورات وكتب مجانية (مثل الكتيب الذي ذكرناه أعلاه) في هذه التخصصات مثلا: دورة مجانية في الكتابة الإبداعية، ورشة في الكتابة الإعلانية، حصة عن صفحات الهبوط، مقالات وحلقات بودكاست وما شابه.
- تعلّم من هذه المصادر المجانية
- طبّق فورًا ما تتعلمه منها
بعد ستة أشهر من التدرّب اليومي لساعتين في هذه المهارات ستتحسن للغاية فيها. والأهم من التعلّم التطبيق. طبّق ما تتعلمه كل يوم وعلنًا.

الصعيد الثالث: وظِّف نفسك لدى نفسك مسوّقًا بدوام كاملٍ أو جزئي
بعد أن تغطي حاجياتك الأساسية التي تجعلك لست في وضع يرثى له. ولا يحسّ من يكلمك بحاجتك الماسّة للمال. من الواضح للغاية أن لديك بعد عملك الذي يغطي حاجاتك الأساسية أمران:
- اتصال بالإنترنت
- وقت
هنا لا بد أن تفهم جيدًا أنه إن رغبت حقًا وصدقًا في الخروج من الحفرة التي أنت فيها لسطح الأرض حيث الشمس والأشجار فلا بد أن تحرص حرصًا بالغًا على وقتك.
إذن:
- توقف عن متابعة أي اتجاه سائد لا نفع منه (مناقشة ما حدث في مسلسل أو فلم أو حدث عام في بلدك)
- ابتعد عن النقاشات بكل أنواعها العقيمة منها وغير العقيمة
- لا تتابع أي شيء لا تحصل لك منه فائدة معنوية علمية أو مادية
- قلل للغاية مقدار التسلية فوضعك لا يسمح أن يكون لك وقت للتسلية
ثم خصص 4 ساعات أو أكثر حسب استطاعتك وامسك منصة واحدة فقط (فيسبوك أو تويتر وإن كنت كاتبًا أوصيك بتويتر) وأنشر المحتوى يوميًا حتى يفغر الكونُ فاه.
وإليك هاتين الاستراتيجيتين لتطبّقهما على تويتر:
الاستراتيجية الأولى
الاستراتيجية الثانية
طالع أيضًا هذه القطع من المحتوى وطبّق ما فيها:
- كيف تحصل على عملاء جدد (لا تعرفهم من قبل) لخدماتك بصفتك مستقلًا
- كيف تُسخّر المحتوى في الترويج لخدماتك بصفتك مستقلًا؟
- لماذا إن لم تنتهج نهج البناء علنًا فأنت تضيع وقتك في هذا العصر؟
- كيف تحصل على أوّل عميل لك في العمل الحر؟
- ماذا سيحدث لو كان شيبوب أخو عنترة سفيرًا لمجتمع رديف؟
- ما هي المواقع العربية التي تدفع مقابل الكتابة؟ [الدليلُ شبه-الكامل؛ يُحدّث باستمرار]
- كيف تُسوّق لنفسكَ؟ رحلة التسويق لا تنتهي: حتى شاهدُ قبرك -بعد طولُ عمرٍ- لافتةُ تسويقٍ للترحّم عليك
بعد مطالعتها ستفهم كيف ترسل رسائل باردة وما هي أساسًا. راسل 5 جهات من المحتمل أن توظّفك كل يوم ولا تنقطع عن ذلك. والطرق المذكورة في المحتوى أعلاه جرّبتها بنفسي ونجحت معي ومع غيري ممن طبّقها ولله الحمد.
وفقك المولى عزّ وجلّ.
إن أعجبك المقال شاركه مع غيرك ولك أجر، أو شاركه واشترك في رديف ولك أجران.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: كيف تتصرّف عندما تُفلس؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Towfiqu barbhuiya on Unsplash
أشكرك جزيلاً أ. يونس
حقاً المقال وافي وغني بالمصادر المفيدة جداً
جزاك الله كل خير وبارك لك
إعجابإعجاب