هذه التدوينة برعاية نشرة الأحد البريدية من إعداد الأستاذ علي عسيري وهي نشرة تشبه قرصات شاورمر لكنها للتسويق. اشتركوا فيها وشكرًا للدعم.
مساء السعادة،
لم يتسن لي من قبل أخذ نظرة معمقة عن محتوى جو روغان، وهو كوميدي ومذيع ومعلّق رياضيّ اشتهر بأنه وقّع عقداً يُقدّر بنحو مائة مليون دولار أميركي مع “سبوتيفاي” لنشر مدونته الصوتية (بودكاسته) حصريًا على تلك المنصة.
وإلى الدروس المستقاة من مشاهدة بعض حلقات مدونته الصوتية منها:
- حلقته مع سنودن
- حلقته مع بيرني ساندرز (Bernie Sanders)
- خلقته مع نيل دي غراس تايسون (Neil deGrasse Tyson)
أول ما سمعت عن جو روغان وشهرته وإثارته للجدل حسبته صانع محتوى شعبوي لا زال فتيًا يحب مبدأ خالف تعرف لكن لما استهلكت محتواه بنفسي عرفت أنه -حتى لو خالفتَه الرأي- صانع محتوى من أكثر الناس تقبلًا للآراء كما أن له مهارات إذاعية عالية المستوى يمكنك تعلّم الكثير منها ومما تعلمته منه:
الاستمرارية
ما يتقاسمه جميع منشئي المحتوى الناجحين هو الديمومة والاستمرارية، واستمرارية جو روغان عجيبة إذ تفوق عدد حلقات مدونته الصوتية الآن الألف والثلاثمئة حلقة. وهو مستمر في صنع المحتوى منذ سنوات طوال.
أطلق جو روغان مدونته الصوتية المسماة “The Joe Rogan Experience” يوم 24 ديسمبر 2009 وبحلول عام 2015 أصبحت إحدى أشهر البودكاستات على مستوى العالم. ثم أصبحت حصرية على سبوتيفاي منذ ديسمبر 2020.
تكلمنا كذلك عن الاستمرارية من قبل وضرورتها لصناعة المحتوى هنا:
- الفعالية الرهيبة للالتزام اليومي: قصة نجاح تايب سَنس
- اِصبر على صناعة المحتوى لأكثر من 6 سنوات وسترتفع حظوظك جدًا في جني دخل سنوي مكوّن من 6 أرقام
- غالبًا ليسَ هناك طُرقٌ مختصرة للربح من الإنترنت لكن هناك رفقة صالحة تخفف عنك وطأة الدرب
العفوية وإظهار الهشاشة الإنسانية
أعتقد أن ما حبّب جو للناس عفويته وعدم خوفه وخشيته من إظهار جهله وضعفه وإنسانيته على سبيل المثال عدم معرفته نطق بعض الكلمات، وجهله للأمور العلمية أضف لذلك مهاراته الفائقة في الإصغاء واحتواء الضيف وإدارة النقاش بخفة لا تُحمِّل الضيف ولا المستمعين أي عبء. وهذا من بين أسرار استماع الناس -ومن بينهم أنا- لحواراته الممتدة لساعات في بعض الأحيان.
المثال الأول على ذلك من هذا الباب: عدم معرفة جو روغان قدرة الناطق بالإنجليزية على جمع كلمة فِش أي سمك بكلمة فِشزْ. وذلك يشبه جمع الجمع لدينا في العربية وما يُصدّق كلام نيل دو غراس ما نقرأه في موقع غرامرلي:
جمع كلمة fish في الإنجليزية غالبًا هو نفسها أي فِش (fish)
هل هي Fish أو Fishes؟ [Grammarly]
عندما تشير لأكثر من نوع من الأسماك لا سيما في سياق علميّ يمكنك استخدام كلمة فِشزْ fishes بصفتها جمعًا
غالبًا ما يشار لبرج الحوت بأنه فِشزْ (fishes)
كما أوضّح له نيل دوغراس هنا (ابدأ المشاهدة من 19.40).
ومن الطرائف هذا التعليق الساخر على الحلقة الذي حصل على 30 ألف إعجاب: انتبه إلى أن الضيف هو نيل دي غراس لكن التعليق ساخر.
والمثال الثاني على ذلك:
هنا (من الدقيقة 4) يصرّح جون روغان أنه ومع أنه تجاوز 54 سنة لا يعرف كيف ينطق هذه الكلمة: eschewed ومعناها بالعربية: يتحاشى، يتجنَّب، يُحاذر من…
حيث eschewed
التغميق مني
لم أعرف قط كيف أنطق هذه الكلمة لأني كنت أقرأها فقط
كيف تنطق هذه الكلمة؟ إشيود؟
هذه كلمة لم أنبس بها من قبل
عمري 54 سنة ولم أنبس بهذه الكلمة من قبل
رأيت هذه الكلمة من قبل لكن كنت أقرأها فحسب لكن لم أنطقها بصوت عالٍ من قبل
جزءٌ من المقطع الذي قرأه جو روغان في الفيديو:
Monks eschewed any food made from rice..
فحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) يكشف عن راهب مُحنّط داخل تمثال عتيق يمثّل بوذا [History.com] التغميق مني
انتباه الناس ليسَ قصيرًا إن ارتقيت لمستوى تطلعاتهم من ناحية المحتوى
تكلمنا من قبل عن جوليان شابيرو حيث قال (واستشهد بمدونة جو روغان الصوتية):
ليس لدى الناس فترات انتباهٍ وجيزة
لأن هؤلاء الناس الذي يُدّعى أن انتباههم قصير:
* يستمعون لـ 3 ساعات كاملة من حلقات جو روغان الصوتية.
* يشاهدونَ بشغف واهتمام مسلسلات وعروض مرئية طويلة.
الوجيزُ لدى الناس هو «فترةُ الأخذ بالحسبان» أي تلك الفترة الزمنية التي يقررون فيها ما إن كانوا سيستهلكون هذا المحتوى أو لا. لذا ينبغي أن تشدّ انتباههم أسرعَ ما يكون.
إليك عشرة أكاذيب بارزة أخبروك بها عن العالم
وهذا حقيقي. إن انتباه الناس يُشد لفترات طويلة في حال نجحت في تلبية ما يرغبون في استهلاكه من محتوى. مثلما فعل جو روغان.
إن أعجبك المقال شاركه مع غيرك ولك أجر؛ أو شاركه واشترك في رديف ولك أجران.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: ما هي المدونات الصوتية (البودكاست) غير العربية التي تستمع لها؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Rachel Hisko on Unsplash
يونس بن عمارة 