هذه التدوينة برعاية نشرة الأحد البريدية من إعداد الأستاذ علي عسيري وهي نشرة تشبه قرصات شاورمر لكنها للتسويق. اشتركوا فيها وشكرًا للدعم.
مساء السعادة،
طرح الأستاذ أكرم العديني بارك الله فيه هذا الموضوع:
جدول المحتويات
- جدول المحتويات
- منصات بيع الكتب: لا زال هناك الكثير لإنجازه
- لماذا اضطررت أن أدعي أني أسترالي لشراء كتاب إلكترونيّ عبر الإنترنت؟
- إذن هل كل مواقع بيع الكتب سيئة؟
- هل استطاعت منصات القراءة العربية التأثير في وعي العرب؟
وهذه مناسبة طيبة لتذكيركم بالاستماع للقائي مع الأستاذ أكرم هنا: عن علم النفس الرقمي وشؤون أخرى في التسويق: حوار مع أكرم العديني.
والآن لموضوعنا. أولًا دعنا نحدد ما الذي نقصده بمنصات القراءة. وكي يتضح المقال نقصد بمنصات القراءة كلًا من:
- منصات بيع الكتب مثل جملون ونيل وفرات
- منصات الكتب الصوتية مثل ستوري تل وضاد
- منصات تلخيص الكتب مثل أخضر ووجيز
دعنا نبدأ بمنصات بيع الكتب.
منصات بيع الكتب: لا زال هناك الكثير لإنجازه
عدا أن نيل وفرات وفّر الدفع عبر البريد الجزائري وهي خطوة عظيمة تحسب له، لا زالت تجارب الشراء من المواقع التي تبيع الكتب تتسم بالبطء، والسوء. ويمكن تلخيص ذلك في وجوه منها:
- قاعدة بيانات هذه المواقع غير محدّثة
- غالب الأمر ليس هناك نسخة إلكترونية من الكتاب حتى لو كنت مستعدًا لشرائها لربح الوقت
- بطء في معالجة الطلبات وضياع الشحنات وسوء الدعم الفني
لن تجد صعوبة مثلًا في وجود مراجعات غير جيدة لموقع كبير مثل جملون مثلًا، مثل هذه المراجعة تجربتى مع موقع جملون – jamalon [متجر كتب] التي قد تقول أنها قديمة (من عام 2016) ولربما طوّروا الخدمة لتُفاجئ بمراجعة الأستاذة ميس أبوصلاح الحديثة عنهم (2022):

وهي كما قلنا ليست المراجعات الوحيدة عن جملون ومثلها كثير في الإنترنت ويبدو أن فريق عملهم لا يولي اهتمامًا للموضوع ولا يسعون لتحسين خدماتهم.
وهنا يحلو لي أن أحكي قصة طريفة وحديثة (2022) عن شرائي للكتب:
لماذا اضطررت أن أدعي أني أسترالي لشراء كتاب إلكترونيّ عبر الإنترنت؟
مختصر القصة. أن أحد المشتركين في رديف بارك الله فيه طلب مساعدة في شراء كتاب رقميّ لصالح طالبة جامعية ستستخدمه في مذكرتها للتخرج.
في عالمنا يبدو أنك تتصور أنه ما دامت لديك بطاقة بنكية من نوع فيزا، ولديك ما تيسر من معرفة تقنية يعني لست أميًا تقنيًا فمن المفترض أن تستطيع شراء ما ترغب به لا سيما إن كان كتابًا غير مثير للجدل ولا هو ممنوع ولا علاقة له بأي سياسات تجعله محظورًا.
مع ذلك هذه ليست تجربتي.
لاحظ أن الكتاب هو رواية كتبها جزائري ودخلت ضمن القائمة القصيرة النهائية للبوكر العربية وتُرجمت للإنجليزية وهذه معلومة مهمة انتبه لها. لأني قلت لك أنه جزائريّ وهو من ألّف الكتاب ونحن نحتاج النسخة الإنجليزية المترجمة كي تستعين بها الطالبة الجامعية في مذكرتها المتعلقة بالترجمة الأدبية.
وبما أننا مستعجلون كنا نحتاج نسخة إلكترونية لا ورقية. وهذه رحلتي لشراء الكتاب:
- طلبته أول مرة من أمازون في أمازون كيندل لأفاجئ أن الكتاب غير متاح في أمازون الأمريكي وفقط هو متاح لكيندل الأوروبي. بالتالي لا يمكنك شراء نسخة إلكترونية منه بحسابي في أمازون مع أن فيه رصيد ولدي بطاقة بنكية
- حاولت مع حوالي خمسة أو ستة مواقع أوروبية تبيع الكتب أن أحصل منه على نسخة رقمية وكانت متاحة للأوروبيين (تذكَّر أن الكتاب أصلًا جزائريّ) لكن بمجرد أن أدخل العنوان الحقيقي لي يقولون لي غير متاح خارج أوروبا وفقط النسخة الرقمية متاحة للأوروبيين مع أن الكتاب كتابنا نحن الجزائريون وهو فقط مترجم للإنجليزية على يد أستاذ أجنبي يعمل في الإمارات!
- كانت المواقع تلك متعددة اللغات وتجربة المستخدم فيها سيئة للغاية وأتصوّر لو تفحصها الزميل أسامة يونس خبير تجربة المستخدم لقصفها أرضًا وجوًا بما يستحقونه؛ وكل محاولة كانت تتطلب مني ملء نماذج طويلة عريضة لا علاقة لها بالكتاب أشعرتني أني أقدّم على التأشيرة وليس على شراء كتاب رقمي
- طلبت من صديق لي في كندا بارك الله فيه أن يشتري لي الكتاب في كيندل ويرسله لحسابي في كيندل ثم أتيح للطالبة وصولًا لحسابي كيندل وتطالع لكتاب وتستخدمه في دراستها لتبوء العملية بالفشل حيث قال دعم أمازون الفني أن صديقي في كندا يمكنه مطالعة الكتاب في حسابه لكن لا يمكنه لا تنزيله ولا نقله لكيندل خاصته حتى مع أنه اشتراه!
- بنهاية المطاف وجدت الكتاب الرقمي في موقع أسترالي وكالعادة كان غير متاح خارج أستراليا لذا كذبت وادعيت أني استرالي وكتبت أني مقيم باستراليا ودفعت مبلغ الكتاب وخُصم من بطاقتي وحصلت عليه
- هل انتهى الموضوع؟ تقريبًا. الكتاب تسلمته بصيغة تحميه من النسخ والنقل والتحويل وهو ليس بي دي إف بل محمي بما يسمى الـDRM لذا فتحته ببرنامج Adobe Digital Editions ثم وعبر برنامج Calibre تمكنت من تجاوز الحماية من تحويله
- للعلم: برنامج Calibre لوحده كما هو لا يمكّنك من تجاوز حماية DRM لذا أنت بحاجة لتثبيت إضافة خارجية عليه لينجز هذا العمل
- فليحفظ الرب Kovid Goyal مطور برنامج Calibre ومن ساهم في تطوير إضافات ذلك البرنامج على غت هب
- هكذا حوّلت الكتاب من صيغته المحمية والتي لا تمكنك من الاستفادة منه كما ترغب لأني لم أكن أنوي وضعه في الإنترنت وانتهاك حقوق المؤلف بل كل ما كنت أرغبه أن أمنحه لذلك الصديق ليتم دراسته
- انس أنك تستطيع إرساله كهدية وما شابه فهذه الخاصية لم يسمع بها من صنعوا تلك المواقع رديئةِ تجربة المستخدم ومعقدةِ عملية الشراء.
المهمة: شراء كتاب إلكتروني
الوقت المستغرق: 4 ساعات من التركيز والعمل
اكتملت المهمة بنجاح!
لكن هذا طبعًا ليس من المفترض أن يحدث في عام 2022.
إذن هل كل مواقع بيع الكتب سيئة؟
لا أظن ذلك. أعتقد أن هناك بعض المواقع التي تحترم نفسها وعملائها كثّر الله منها؛ فمثلًا لدي تجربة حديثة في الشراء (2022) من موقع دار سلوى. (اشتريت عدة قصص للأطفال نيابة عن أم جزائرية) وكانت العملية:
- سلسة للغاية
- خدمة العملاء احترافية وسريعة الرد
- وصول الطرد في وقته المتوقع دون مشاكل
كانت تجربة رائعة تشجعك على تكرارها.
طيب عودة لسؤال الأستاذ أكرم العديني:
عن المنصات الرقمية التى تدعم القرأة مثل ستوري تل ، ادارة ، وجيز وغيرها
أكرم العديني
وبحكم خبرتك في هذا المجال ، هل استطاعت هذه المنصات ان تغير من توجه الجمهور في الوطن العربي
على ذكر ستوري تل، حاولت مرة وفي هذا العام كذلك؛ شراء حساب 3 أشهر لصديق وفشلت في ذلك مع أن بطاقتي صالحة وتعمل. حاولت كذلك شراء أكواد هدايا من متجر خارجي حيث يمنحني الرمز حسابًا لستوري تل ولم تنجح العملية كذلك: اقتطعوا المبلغ وفشلوا في توفير حساب ستوري تل وأرجعوه بعد أيام، وضاع الوقت حتى استعنت -بعد الله- بصديق إماراتي بارك الله فيه اشترى لي الحساب من هناك ببطاقته. منحه الله ما يتمنى وزاده من فضله.
🎮 العجيب أني لم أواجه أي مشاكل وقت ما كنت أرغب في شراء الألعاب (لأشخص آخرين) أو رموز لتلك الألعاب. دومًا في تلك الحالة كانت عملية الشراء سلسة وسهلة ويسيرة.
لماذا أذكر مشاكل الدفع؟
لأنه بصفتك ناشرًا للكتب أو المنتجات المعرفية عمومًا لا يمكنك الصراخ أن العرب لا يقرأون ولا يشترون المعرفة وأنت تضع عقبات كؤودًا أمام من يرغب بالشراء.
الحقّ أقول لكم مثلما كتبتُ في العنوان يسير جدًا شراء الألعاب وأكوادها وعسير جدًا أن تشتري الكتب والدورات النافعة.
حتى الفيديوهات التعليمية في موقع مثل ينفع دوت كوم مثلًا وهو موقع واعد. لم أتمكن من الشراء مباشرة من الموقع: زر الاشتراك نفسه لم يكن يعمل؛ ولما تواصلت معهم أعطوني رابط دفع خارجي على منصة إيزي كاش دوت نت ومع أنهم لم يعلنوا عن أعمال صيانة في حساباتهم الاجتماعية ليُطمئِنوا متابعيهم أنهم يستقبلون مثلًا مستحقات الاشتراكات عبر بوابات دفع آمنة ولا داعي للخشية من استخدامها.
وقد اشتريت منهم لصالح صديق وفي هذا العام كذلك اشتراكًا لعامين في عرضهم التخفيضي وكان الدعم الفني متعاونًا لكن التجربة عمومًا لا تشجع الآخرين لأنها ليست سلسة ولا مباشرة. ولا نحكي هنا عن جودة المحتوى ذاته فذلك يحتاج وقتًا ليستهلك الصديق المحتوى ويحكم بعدها.
مرة أخرى عودة لسؤال الأستاذ أكرم الذي انتهزت فرصة سؤاله لأكتب كل هذه الخبرات السابقة.
هل استطاعت هذه المنصات ان تغير من توجه الجمهور في الوطن العربي
هل استطاعت منصات القراءة العربية التأثير في وعي العرب؟
- وجود مثل هذه المنصات نفسه: علامة مبشّرة جدًا ودلالة على وجود سوق للمعرفة والقراءة في وطننا العربي
- تحتاج هذه المنصات إلى:
- تحسين تجربة المستخدم وجعلها أبسط ما يكون ومناسبة لقليلي الخبرة وكبار السنّ وضعاف البصر والصُم وما شابه
- تيسير عمليات الشراء عليها من تنويع بوابات الدفع وتوفير بطاقات هدايا ورموز ولوج يمكن شرائها بيسر في أماكن متفرقة
أما الإجابة عن سؤال التأثير فدعنا نحسب.
ليس جميع العالم العربي متّصل بالإنترنت.
- بلغت نسبة مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط حوالي 70٪ عند 182.1 مليون مستخدم – مصدر
لذا عندما نفكّر في حساب نسبة تأثير مثل هذه المنصات سنحسب التأثير من 182 مليون مستخدم متصل بالفعل وليس من نسبة السكان الإجمالية في الوطن العربي.
طبعًا الحساب الآتي غير دقيق إطلاقًا ولا شامل لكن يعطينا لمحة وإن كانت قاصرة نخرج بها باستنتاجات قد تنفعنا:
مثال على منصات القراءة العربية مع أعمار أسماء نطاقاتها وعدد تحميلات تطبيقاتها في متجر غوغل بلاي.
المنصة | عُمر اسم النطاق | عدد التحميلات في متجر غوغل بلاي |
سناكبوك | 4 سنوات و4 أشهر | +10 آلاف |
أخضر | 6 سنوات | +500 ألف |
إدارة دوت كوم | 23 سنة | +5 آلاف |
ستوري تل | 12 سنة | +10 مليون |
وجيز | عامين وشهرين | +500 ألف |
لنفرض أن هناك 100 منصة عربية متعلقة بالقراءة مع وصول مقدّر لـ 100 ألف شخص لكلٍ منها ما يعني المجموع: 10 ملايين عربي. نحسب نسبتهم من المتصلين العرب الإجماليين وهم 182 مليون نجد 5.49 بالمئة.
لاحظ أني لم أحسب ما يلي:
- تحميلات تطبيقاتهم على متجر تطبيقات آبل وغيرها من المتاجر
- عدد متابعيهم على قنوات التواصل الاجتماعي
- عدد الزيارات لمواقعهم
وبما أني أؤمن أن هناك أدلة علمية تاريخية على أن العالم يمكن تغييره إن تحرّك 3.5% فقط من سكانه سعيًا للتغيير، ولدينا ما يتجاوز الخمسة بالمئة من مجمل المتصلين العرب بالشبكة العالمية له اهتمام بمنصات القراءة وهو محل نقاشنا هنا فأنا مستبشر للغاية.
هذا كله ولاحظ أننا لم ندرج المبادرات المشجعة على القراءة والتي وصلت فعليًا لملايين الشباب العربي مثل مبادرة تحدي القراءة الذي شارك فيه 1.4 مليون طالب وطالبة؛ ومبادرة أصبوحة، ومبادرة نحن نحب القراءة التي ترى إحصائياتهما الحديثة أدناه.


لذا نعم أرى مثل هذه المنصات وإن كانت تحتاج لتحسينات ضرورية تُحدِث أثرًا جميلًا ومطلوبًا في الوعي الجمعي العربي.
شكرًا أستاذ أكرم لاقتراحك هذا الموضوع القيّم.
إن أعجبك المقال شاركه ولك الأجر؛ أو شاركه واشترك في رديف ولك أجران.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
حقوق الصورة البارزة: Photo by Matias North on Unsplash
تدوينة رائعة، أعادت لي الذكريات السيئة مع متاجر الكتب من مثل جملون وكلمات هههههه
إعجابLiked by 1 person
😂 هههه
إعجابLiked by 1 person
تدوينة جميلة فتحت عيني على الكثير فشكرًا لك يونس! أتساءل لماذا لم تورد منصة أبجد ضمن منصات بيع الكتب الرقمية العربية؟
إعجابLiked by 1 person
شكرًا ميساء.
لما ذكرت المنصات لم يكن قصدي حصرها واستقصائها كلها وذكرت أني أتصور وجود مئة على الأقل منها وطبعا منها أبجد
إعجابإعجاب