مساء الخير، اقترحت علي الأستاذة خديجة يطو -التي أوصيك بتصفح مدونتها ثرثرة عقل لأنها نافعة- هذا الموضوع فبارك الله فيها.
في هذا المقال سأفترض أن القارئ يعرف ما المقصود بميتافيرس، والتذكارات غير المثلية (NFTs)، والويب اللامركزي.
إن لم تكُ تعرف ما هي لا بأس. يمكنك مطالعة هذه المصادر:
- ما هو الميتافِرس الذي رَطَن عنه مرقس جبلُ السّكر مؤخرًا؟
- محاولتي لترجمة مصطلح Non-fungible token
- هل ستكون الإيثريوم عَصَب الإنترنت الجديدة [الويب 3]؟
- مدونة مرام عبد الحفيظ فهي تكتب كثيرًا عن هذه التقنيات بارك الله فيها (وهي مشتركة في رديف فاشترك أنت أيضًا في رديف)
وتيسيرًا على القارئ فإني سأضع كل هذه المصطلحات:
- الويب اللامركزي
- التذكارات غير المثلية (NFTs)
- سلاسل الكتل (بلوكتشين)
- ميتافرس
سأسمي من 1 إلى 3 بالتقنيات اللامركزية المشفرة. و4 سأسميها ميتافرس كما هي لأن ميتافرس غير مفتوح وليسَ “لامركزيًا” حتى وإن قالت بعض الشركات التي تطوّر نماذج منه أنه لامركزي.
لننقل نصّ سؤال الأستاذة خديجة هنا ونحاول الإجابة عليه بعون الحيّ الذي لا يموت:
جميعنا يعلم ما يحدث في العالم الافتراضي من بيع لقطع أراضي في الميتافرس وشراء ما يسمى بالـNFT بأسعار خيالية فقط باعتبارها غير قابلة للاستبدال بعد ذلك وغيرها..
هل يمكن اعتبار أن هذا قمة التطور التكنولوجي وفي نفس الوقت قمة الانحطاط الثقافي حيث يتم إعطاء قيمة لأشياء ليس لها معنى بمجرد أن منحها أحد مشاهير العالم قيمة كبيرة. ماهي وجهة نظرك في هذا أستاذ بغض النظر عن وجوب التحاقنا بهذا الركب؟
الأستاذة خديجة محقّة في ملاحظتها، فهناك NFT الآن بيعت بـنصف مليار دولار [هناك من يقول أن عملية البيع لم تحدث حقًا لكن اقرأ المصدر وتعمّق واحكم بنفسك]، وكذلك الزميلة مرام عبد الحفيظ تخبرنا أن بعض الناس الآن يشترون قبورًا افتراضية لأحبائهم، قد تسأل أين؟ ونجيبك: في ميتافيرس!!، بل ودخلت هذه التقنيات حتى القطاع الصحي الذي تدرس فيه -وستعمل لاحقًا- الأستاذة خديجة مُقترحة موضوع اليوم.
نأتي الآن للب السؤال:
هل يمكن اعتبار أن هذا قمة التطور التكنولوجي وفي نفس الوقت قمة الانحطاط الثقافي حيث يتم إعطاء قيمة لأشياء ليس لها معنى بمجرد أن منحها أحد مشاهير العالم قيمة كبيرة. ماهي وجهة نظرك في هذا أستاذ بغض النظر عن وجوب التحاقنا بهذا الركب؟
ما يحدث الآن في عالَم الويب اللامركزي (ويب 3) وسلاسل الكتل (بلوكتشين) وميتافيرس (الذي توقعتُ من قبل فشله الذريع وأقصد هنا العالَم الافتراضي الذي تبنيه فيسبوك -ميتا-بالذات) والمنظمات اللامركزية. هو إرهاصات المستقبل. ونعم سيحدث هذا:
- عمليات احتيال واسعة النطاق
- هجمات سيبرانية وسرقات
- تبييض أموال
- استغلال هذه التقنيات في ترويج الباطل فكرًا وعملًا
ولأن السؤال يطلب منا أن نتحدث عن المعنى والقيمة أولًا. فلنعرّج عليهما:
بحثًا عن المعنى والقيمة: من أين تأتي قيمة الأشياء؟
ينسب الكثيرُ من الناس قيمة الأشياء بما فيها التذكارات غير المثلية وغيرها إلى:
- النُدرة
- حبّ الإنسان لجمع المقتنيات، و
- ما تحمله من إشارات اجتماعية
- ما يضعه مؤثر اجتماعي من قيمة لذلك الشيء
- توجّه اجتماعي جديد (هنا مثلًا يمكنك مطالعة كيف تحوّل طبق سرطان البحر من طبق شعبي قليل القيمة إلى طبق فاخر في المطاعم)
- نفع تلك الأشياء
لكن بعد تأمل. خلصتُ إلى أن النفع يظهر فقط في الحالات القصوى الاستثنائية فعلى سبيل المثال في اقتصاديات السجون: الأشياء التي لا نلقي لها بالًا نحن خارج السجن لها قيمة مادية ومعنوية عالية هناك. من السيجارة إلى الأوراق وحتى الكتب والأدوية.
لذا صحيح أن قارورة ماء أعلى قيمة ونفعًا من خمسة أو ستة سبائك ذهب عندما تكون في المفاوز وحيدًا على مشارف الموت، لكنها في المدينة السبائك دومًا تتغلب في القيمة على قارورات الماء.
لذا الأشياء قيّمة من ناحية نفعها في الحالات القصوى فقط.
لكن معظمنا الآن -لا سيما من يقرأ هذا المقال- يعيش في الحضر أو شبه الحضر. بالتالي قيمة الأشياء وفق نفعها تتوارى وتبرز قيمة الأشياء وفق:
- النُدرة
- حبّ الإنسان لجمع المقتنيات، و
- ما تحمله من إشارات اجتماعية
- توجّه اجتماعي جديد
- ما يضعه مؤثر اجتماعي من قيمة لذلك الشيء
مثال الندرة أني مرّة اشتريت التين وكان غاليًا لأنه خارج موسمه فكان ضعف سعره المعتاد بعشرة أضعاف تقريبًا. والسبب هنا النُدرة.
المثال الآخر على التوجهات الاجتماعية هو كيف أصبحت سرطانات البحر طبقًا مطلوبًا وغاليًا بعد أن كانت طبق الفقراء.
وهنا من النافع أن نعرّج على تعليق لي على موضوع في حسوب طرحت فيه السائلة من ضمن ما طرحت ما يلي:
أصابني هذا السؤال بعد قراءة خبر عن بيع براد يرجع تاريخه إلى عام 9865477 قبل الميلاد صنع خصيصا من أجل امبراطور صيني، بيع البراد بمبلغ مليون جنيه استرليني! ما هذا الجنون، سأفكر ألف مرة قبل أن أدفع فيه 20 جنيها. لن أفكر من الأساس!
ما فائدة هذا البراد إذا كنت حتى لن أستطيع استخدامه في صنع كوبا من الشاي؟
لماذا يضفي التاريخ قيمة على الأشياء؟
وجوابي كان:
الفكرة لا تتعلق بما يلي:
- منفعة الغرض القديم أو فائدته
- قيمته الفنية أو العلمية
إنما تتعلق بما يلي:
ذلك الغرض يوفر الخدمة الآتية للأثرياء: أنه رمز يبين بوضوح:
1. مقدار ثروتي أو مكانتي الاجتماعية
2. ذكائي وعلاقاتي العامة لأني حصلت عليه من بين عدة منافسين
لا تقاس هذه الأمور وفق الدفع مقابل ما سيفيدك. وهي لا تنطبق على متوسطي الدخل ولا حتى على أنصاف الأثرياء. إنما تنطبق على الأثرياء جدًا أو فاحشي الثراء. وبالفعل أنت لمحت إلى أن وصولك لجمع مبالغ كبيرة قد يغير رأيك بالفعل.
ضعي نفسك مكانهم.
الثري يحب التميز عن غيره وإلا فقدت ثروته معناها.
ما الذي يوفر التميز؟
هذه الأغراض الذي لن تدفعي عشرين جنيهًا مقابلها
إذن ما تقدمه هذه الأمور هو علامة تميز الثري عن غيره.
وسترينهم بإذن الله ينفقون ملايين الدولارات على أشياء قد لا تعني لك شيئا.
وهذا ليس دفاعًا عنهم إنما محاولة لتفسير لماذا يحدث هذا.
وعندما ردّت هند كاتبةُ المساهمة هناك بما يلي:
أتفهم رأيك لكن النقتين اللي ذكرتهم قد يتحققوا بأشياء نادرة وفي النفس الوقت سعرها عالي كأن يكون براد من الذهب مثلا او مرصع بالجواهر صحيح أنهم لن يستخدموه لغرضه الأساسي لكنه سيعبر عن مقدار ثرائهم. لكن هل اشتري قطعة حديد لأنها من العصر العثماني مثلا؟
كتبت هذا الردّ
وفي النفس الوقت سعرها عالي كأن يكون براد من الذهب مثلا او مرصع بالجواهر
مع عدد المليونيرات والمليارديرات الحالي لم تعد هذه الأمور في حكم النادر بالنسبة للأغنياء. لذلك يبقى البراد التاريخي مطلوبًا.
معلومة: هناك 19.6 مليون مليونير في العالم (إحصائيات 2020)
بالتالي لما تشتري براد الامبراطور الصيني ستكون غالبًا المليونير الوحيد الذي لديه هذه التحفة. في حين ما ذكرته أنتِ في قدرة ملايين الناس الآخرين. والأغنياء لا يحبون هذا.
لكن هل اشتري قطعة حديد لأنها من العصر العثماني مثلا؟
قطع الحديد من العصر العثماني موجودة بالفعل في متاحف تركيا. والشعب العربي يدفع تذاكر دخول ليزور تلك المتاحف ويستمتع بتأملها لما يذهب للسياحة هناك.
أوصيك بمتابعة النقاش هناك أو تحميله بصيغة PDF من هنا:
هناك بالفعل من تسلّق قمم السخافة قبل الجنون السريالي الذي نراه الآن
قرأت -ولا أزال- الكثيرَ عن الويب اللامركزي والتذكارات غير المثلية وسلاسل الكتل. وأنا أقرأ للمؤيدين والمخالفين على حد سواء وأقرأ كذلك للمعتدلين.
وإليك هذه المصادر: التي لن تجدها مجتمعة في مقال واحد في مكان آخر على الإنترنت لا الإنترنت الغربي ولا العربي.
المصدر | رابطه | طبيعته |
نشرة طريق الحليب (عنوانها تهكم على طريق الحرير) | نشرة طريق الحليب [رابط إحالة] | نشرة تبقيك مطلعًا على مستجدات المجال مُحايدة من ناحية تغطية أخبار القطاع لكنها مؤيدة لفكرة أن هذه التقنيات ستكون المستقبل |
نشرة إد زيترون | نشرة إد زيترون | متشكك ونظرته للقطاع متشائمة وغالبًا غير مؤيدة له |
مقال كتبه تيم أورايلي | لماذا من المبكر للغاية أن تتحمس بشأن الويب 3؟ | مُحايد ونظرته متوازنة |
مقال كتبه ديفيد هاينماير هانسّون | لقد جانبتُ الصواب فيما سبق، نحن حقًا بحاجة للعملات المشفرة | مقال ممتاز يوضّح لك كيف غيّر أحد المؤثرين في عالم التقنية وريادة الأعمال رأيه بشأن العالم المشفّر |
في تعليق لي على مقال كتبه إد زيترون في قصف جبهة التذكارات غير المثلية عنوانُه: العدمية واستغلال قطاع التذكارات غير المثلية كتبتُ ما يلي

رأيي في نقاط في التقنيات اللامركزية المشفرة بمختلف أنواعها
- في 99% من الحالات: معنى الأشياء وقيمتها يخلقه الإنسان. وقيمة الشيء في عصرنا -عدا الحالات الاستثنائية مثل الحروب والمجاعات والأحكام العرفية وحالات الطوارئ والتيه في الصحراء…إلخ- لا ترتبط بمدى نفعه، إنما بأمور منها:
- قبولها اجتماعيًا فالذهب قيّم وبتكوين قيّم لأن عددًا كافيًا من الناس تواطئوا على ذلك
- نفوذ وجاه الشخص المؤثر الذي أضفى قيمةً على الشيء
- قدرته على إقناع جمهوره بذلك*
*بخصوص النقطة الفرعية 3 لا تفترض أنه إن كان لديك متابعون فلديك قدرة على الإقناع فقد أطلقت كارداشيان صاحبة ملايين المتابعين بطاقة بنكية خاصة بها ولم يستخدمها إلا 250 شخصًا فقط.
- التقنيات اللامركزية المشفرة بما فيها العملات المشفرة بمختلف أنواعها وضروبها والمالُ الاجتماعي وما شابه سيظل ويتوسع ويصبح السائد مستقبلًا
- التقنيات اللامركزية المشفرة ستسهم في تغيير نُظم الحُكم في البلدان الغربية والشرقية على حد سواء. وستطيح بالشركات العابرة للقارات
- فهمك لـ
- التذكارات غير المثلية
- الويب 3
- المنظمات اللامركزية المستقلة
- العملات المشفرة
من ضرورات العصر.
- إن كنتَ مبرمجًا لا بد أن تنخرط في معسكرات مجانية أو مدفوعة تتمحور حول بناء تطبيقات على الويب اللامركزي
ولنعد الآن لسؤال الأستاذة خديجة فنكتب:
إن ما يحدث في عوالم ميتافرس الآن والتقنيات اللامركزية المشفرة ليس:
- قمة التطور التكنولوجي وليس
- قمة الانحطاط الثقافي
لماذا ليست قمة التطور التكنولوجي؟
لأن التطور التكنولوجي بطيء جدًا -عكس ما يصوّره لك الإعلام- وموجّه بصورة تجعلك تدركُ أن لدى من يقود التقنية الآن مشكلة فظيعة في تحديد الأولويات. فعلى سبيل المثال:
- التقنية لم تحلّ مشكلة هدر الطعام مع أنها مشكلة موجودة من فترة طويلة وتكبّد العالم 2.6 تريليون دولار كل سنة. والرقم بالتريليون والوتيرة كل عام ولا نتحدث عن كل عَقد مثلًا.
- مع أن المشكل ليس بتلك الصعوبة في حله إلا أنه ولا خوارزمية تمكنت حتى الآن من القضاء على مشكلة الأخبار المزيفة وهي ليست مشكلة يسيرة إذ أن الأخبار الزائفة تُكبّد العالَم ما قيمته 78 مليار دولار سنويًا
- حتى الآن التقنية لم تقدم أطرافًا صناعية يحبّها الناس فعلا طالع أدناه
- التقنية تتبع المال الآن لا العكس. تصوّري أن يستخدم المرء عينًا تساعده على الإبصار. ليواجه إمكانية فقدانه لبصره لأن الشركة المصنّعة للعين أفلست؟ ولن يحصلوا على أي إصلاح أو تجديد لها.
- معظم تقنيات التعرّف على الوجوه متحيزة وعنصرية
- معظم التقنيات التي يستعين بها القضاة في المحاكم متحيزة وغير عادلة
- ما زالت تقنيتنا عاجزة عن إنقاذ الأطفال الذين يسقطون في الحفر ويعلقون في الكهوف مع ذلك سترين شركات سخيفة تُدعم بالمليارات تنتج كلابًا حديدية ترقص وآلات تصنع البيتزا (وكلاهما الكلاب وآلات البيتزا ليست حتى بتلك الفعالية)
- مع أن ابتكار هذه التقنيات أسهل إلا أن التقنيات القائمة على النصوص والأصوات والتي تجيب على أسئلة الناس النصية والصوتية لا زالت غبيّة والأدهى: غير صادقة.
تكملة النقطة 3 أعلاه:
وجد بعض مستخدمي الأطراف الاصطناعية* المُتطورة أن هذه الأجهزة أقلّ نفعًا بكثير مما تُحاول وسائل الإعلام التي تغطيّ قطاع التقنية بثه للناس. حيث أبلغ معظم مستخدمي الأطراف الاصطناعية المُتخذة كأذرع (الأطراف العلوية) عن تجارب سلبية للغاية، أضف إليها معدلات رفض عالية من جسدهم للجهاز نسبتها 44 بالمئة. عادة ما تكون هذه الأطراف الاصطناعية ثقيلة ويصعُب التحكم بها. كما أنها باهظة الثمن، ومعظم بوليصات التأمين لا تغطيها. أن تكون سايبورغًا (نصف إنسان ونصف روبوت أو نسبًا متفاوتة بينهما) ليس خيارًا متاحًا للكثيرين، لكن في الوقت الحالي، هو ليس خيارًا عمليًا على أي حال.
أُذن جرادة ميتة وحبابير (جمع حبّار) والصين تنفق أكثر من أمريكا على البحث والتطوير
مع ذلك لا زلنا نرى الآن:
- الملايين بل المليارات التي تُصرف في تمويل تطبيقات توصيل الطعام والتنقل وتطبيقات ليس لها أي قيمة حقيقية فعليًا
- الملايين تُستثمر في روبوتات غبية لا تستطيع فعليًا إنجاز المطلوب
هذا بنظري جنونٌ أعظم مما يحصل في عالم ميتافرس والتذكارات غير المثلية وما شابه.
لماذا هي ليست قمة الانحطاط الثقافي؟
لأن الانحطاط الثقافي سابقٌ على التقنيات اللامركزية المشفرة. تستطيع مثلًا رؤية قمة الانحطاط الثقافي هنا:
«معظم فنّ ما بعد الحداثة وما بعد المسيحية إنما وُضع احتفاءًا بالقبح واللامعنى، بل احتفاءًا بالخراء نفسه:
ففي 1987 كان في معارض أمريكة ومتاحفها صورة «فنية» مكَرَّمة للفنان الأمريكي أنْدرس صيران، والصورة فيها صليب محطوط في برطمان مملوء ببول الفنان الذي سَمّى الصورة Piss Christ.
وفي 2011 كُرِّمت أُنْحُوتة ألمانية تُصوِّر شُرْطيةً جالسةً القرفصاء وتبول على الأرض، بل كان بولها الذي نزلته ضمن الأُنحوتة. واعجبْ إن أردتَّ العجب: كان المُكرِّم مؤسسة لها شَنَّة ورَنَّة هي «مؤسسة لَيْنمان للفنون الجميلة».
وفي 2013 نصب متحف مقاطعة أورنج للفنون أُنحوتة ارتفاعها ثمانية أمتار ونصف، لكلب يبول سائلًا أصفر بصورة دورية على حائط المتحف من الخارج.
وفي 2016 عرض متحف گُوگِـنْهايـم النيويُركي –وهو من المتاحف العالية المقام– كِرْياسًا من الذهب الخالص، كِرياسًا لا فرق بينه وبين الكراييس العادية إلا نوع المادة، بل دُعي الزُّوَّار إلى الخِراء فيه.. وكان اسم الأُعروضة: أمريكة.. ليكون الخاري «خارِيًا على أمريكة» حرفيًّا.
وليس ما ذكرتُ إلا غَيْضًا من فيْضِ المتاحف الغربية الرفيعة المشاركة في عرض الفن الخرائي.. في عرض أعمال فنية تُحصيها فتبلغ المئات، بل الآلاف.. فإن نظرت في مادتها وجدتها بولًا أو بِرازًا أو دماء حيض أو ما كان إلى أي من ذلك سببًا.
وفي كنفها ما لا يُحصى من الأعمال «الفنية» التي تصور لك اللاشيء: نقاط طلاء، أو لوحات فارغة، أو أشياءَ ليس إلى تحديد ماهيتها سبيل، أو ما أشبه ذلك.»
Dennis Prager – The Rational Bible: Exodus
بتصرُّف
صفحة Torigemat – تريجمات
بالتالي رأيي محايد ومتوازن بنظري بشأن هذه التقنيات وملخّصها:
- نقطة قوة التذكارات غير المثلية بالذات تكمن في المجتمعات. والمجتمعات الرقمية يمكنها فعل الكثير من حشد الناس حول قضايا عادلة إلى تبادل الخبرات والمعرفة وحتى إحداث التغيير المطلوب في العالم الملموس
- تستطيع هذه التقنيات اللامركزية المشفرة بالفعل إحداث حراك عالميّ جيد ينصر المستضعفين ويحقق كثيرًا من أوجه العدالة والمساواة
- سيستغل كثيرٌ من أصحاب الأموال والأهواء والمخططات السافلة هذه التقنيات لصالحهم لكن ذلك لا يمنع من استخدامها للخير
إن تجاهل هذه التقنيات بحجة لا نفعها الحقيقي في العالم الواقعي قُصر نظرٍ حادٍّ. لأن الديانات والأفكار والحركات الإنسانية ومفاهيمنا السامية كلها لا تستهدف النفع الواقعي وحسب.
بالتالي:
في المرة المقبلة التي يخبرك بها أحد أن العملات المشفّرة لا قيمة حقيقية لها ولا أثر لها في الواقع أخبره أن الألوف يتبرعون بمبالغ معتبرة الآن بالبتكوين لنصرة الأوكرانيين.
نعم التقنيات اللامركزية المشفرة تُسهم في الحروب الآن.
انتهى المقال بحمد الله، إن أعجبك شاركه ولك الأجر. أو اشترك في رديف ولك أجران.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: برأيك ما الذي يمنح للأشياء معناها وقيمتها؟
بارك الله فيك على هذه المعلومات الشاملة والقيّمة…
إعجابLiked by 1 person
وبارك الله فيك على جهودك فعلا مدونتك كنز في المجال ولا غنى عنها وأنا سعيد بنشاطك
إعجابإعجاب
بارك الله في جهودك أستاذ مقال قيم جدا وقد أجبت على ما كان يجول بخاطري من أسئلة، شكراً جزيلا🙏
بالنسبة لقيمة الأشياء فأرى بأن المعنى من كسب الشيء ما هو ما يمنحه قيمة معينة وهذا يتوافق مع ما ذكرته في مقالك.
شكراً مجددا
إعجابLiked by 1 person
العفو وأسعدني أنه أجابك عن أسئلتك
إعجابLiked by 1 person
عندي رأي أن سبب تأخر التقنية عن التطور (المهم) سببه أخلاقي، وكثير من التطور الموجود قليل المخاطر كبير الأرباح، والأمر بخصوص التقنية الطبية هو صعوبتها لوجود عدة تخصصات دقيقة للإبداع فيها إضافة إلى الاحتكار الشديد بهذا المجال..
للأسف، ما يضر هذه التقنيات وجود المتعصبين لها تعصبا يشبه العقيدة فينفرون الناس منهم، والذي يريبني وجود أسعار خيالية للNFT تجعلها أشبه بغسيل الأموال وتجارة الممنوعات وأظن أنها (أي هذه المبالغ الخيالية) فقاعة لا أكثر والله أعلم..
إعجابLiked by 1 person