مساء النور،
عساكم بخير وعافية، موضوع اليوم من اقتراح الأستاذ أكرم العديني، ونعم هي كذلك مناسبة طيبة لتذكيركم بالاستماع لحواري الصوتي معه عن علم النفس الرقمي وشؤون أخرى في التسويق: حوار مع أكرم العديني
والآن إلى أسئلة الأستاذ أكرم:
ولنبدأ بعون الله بالسؤال الأول:
هل التدوين العربي يركز على الإلهام أم يركز على الإلهاء؟
الجواب: من الصعب الحكم على التدوين العربي بالمجمل، لعدة أسباب من أهمها فقدان الإحصائيات فنحن لا نعرف كم لدينا مدونًا عربيًا وكم هناك من مدونة عربية. بالتالي الجواب الدقيق على هذا السؤال هو أننا لا نعرف لفقدان البيانات الكافية للحكم.
وهذا ما أشرت له في جوابي على سؤال في Quora نصّه: ما هو واقع صناعة المحتوى في الوطن العربي؟ ونقتطف من الجواب:
الإجابة الدقيقة على هذا السؤال هي “لا نعرف”.
ولو سألت لماذا لا نعرف، فالجواب هو لأن الويب العربي يفتقر إلى أدوات تحليل وتقارير دورية ترصده.
لنبحث مثلًا عن تقارير جادة حول الموضوع سنجد مثلًا التقرير التأسيسي للمحتوى الرقمي العربي (الواقع- الدلالات- التحديات) لكنه إصدار قديم 2013[1]، وغير شامل وتأسيسي مع أن المؤسسة التي أصدرته وعدت بإصدار غيره إلا أنها حدّ علمي لم تفعل ولو فعلت لتغيّرت برأيي الشخصي النتائج كثيرًا عما يوجد في التقرير التأسيسي.
جوابي على سؤال: ما هو واقع صناعة المحتوى في الوطن العربي؟
لكن هذا لا يمنع أن أبدي رأيي في جو التدوين العربي الحالي من خلال بعض مُجمّعات المدونين مثل:
- موقع الفهرست (يحوي أكثر من 400 مدونة عربية)
- موقع عرب سركل
- حساباتي على فيدلي التي تضم عددًا كبيرًا من المدونات العربية
بعد متابعتي عن كثب لفترة للمدونات العربية التي تظهر في هذه المصادر. لاحظت هذه النقاط:
- أن هناك عودة ميمونة للتدوين في الويب العربي وهذا مبشّر
- أنه على الرغم من أن بعض محتوى المدونات قليل القيمة وخواطريّ في بعض الأحيان إلا أن هناك مدونات واعدة وتبشّر بأن أصحابها سيكون لهم شأن في الويب العربي في المستقبل بإذن الله
والعودة للتدوين لا تقتصر على الويب العربي فحسب فقد نشرتُ من قبل هنا تدوينتي: ماكس بوك يصرّح: إنترنت التسعينيات آخذةٌ في العودة… ونقتبس منها:
لعل هذا من آثار فقاعة “الويب المستقل” التي أعيش فيها، لكنني أعتقد أن هناك عودة للاهتمام بالمواقع الشخصية.
ومن أسباب ذلك أن عددا متزايدا من الناس بدأوا يكرهون شبكات التواصل الاجتماعي الضخمة بشتى أنواعها، وأصبح من “الرائع” مرة أخرى أن يمتلك المرء حيزًا خاصًا به على الشابكة بدل أن يكون مجرد مستخدم آخر من مليارات المستخدمين في المنصات الشعبية…
ماكس بوك
إذا أضفنا لها موجة النشرات البريدية التي أعتبرها نوعًا من التدوين الحميم، وهذه الإحصائية عن منصة التدوين الشهيرة ووردبريس والتي أكتب لكم منها الآن: وهي أن منصة ووردبريس تجاوزت حصّتها السوقية من مجمل كل المواقع (والمدونات) على الإنترنت 43 بالمئة أدركنا فعلًا أن هناك عودة للمدونات للويب العالمي إجمالًا والعربي خصوصًا.
هل الدافع الرئيس للمدونين العرب الكسب أم خلق القيمة المضافة؟
الجواب هنا كذلك صعب فلا يمكنني الحديث على ألسنة الآخرين وسيسعدني أن يجري أحدهم استبيانًا عن دوافع المدونين العرب من تدوينهم. لكن عن نفسي انطباعي الشخصي يقول أن هناك دافعان:
- الدافع المعنوي: صنع اسم لنفسك وتعزيز علامتك التجارية الشخصية وأن تصير مرجعية في مجالك مما يعزز رضاك عن نفسك وأن لك أثرًا في هذا العالم
- الدافع المادي: وهو الكسب المالي من مختلف النشاطات المتمحورة حول التدوين مثل تقديم الخدمات وبيع المنتجات بأنواعها شتى: أدوات، قوالب، اشتراكات مجتمعات رقمية، ودورات والإعلانات والرعايات
وكلاهما دافعان مشروعان.
بقول هذا ووفق سبري الشخصي وتجربتي الذاتية أرى بالفعل المدونين العرب صنّاع المحتوى النصي يعانون من هذه الإشكاليات:
- قلة التعاون بين بعضهم البعض فيندر أن ترى مدونًا عربيًا يمنح آخر رابطًا خلفيًا أو يشير له حتى فضلًا عن عدم تواصلهما مع بعضهما البعض
- كثرة المحتوى التنظيري (نظريات ونصائح جوفاء وغير عملية) وقلة المحتوى التطبيقي العمليّ
- قلة الشفافية وعدم اعتناق منهج البناء علنًا
- عدم الاستمرارية والمزاجية والانقطاع والتوقف وعدم الإيمان بقوة التدوين والمدونات
هل كان ٢٠٢١ خطوة تستحق التقدير في مجال انتشار المحتوى العربي خاصة بعد إطلاق Quora أم أن الموضوع لا زال يعتمد على النسخ واللصق أو الترجمة؟
إن خطوة Quora في إطلاق نسختها العربية خطوة مباركة وحفزّتني عن نفسي خلال نحو 9 أشهر أن أنتج ما قدره كتاب كامل من المحتوى الأصليّ غير المترجم والذي أزعم أنه نافع.
كما لو أضفنا لهذا الأسماءَ الرائعةَ التي حصلت (ولا زالت تحصل كل شهر) على لقب أفضل كاتب على منصة كورا، والذين عندما نقرأ أجوبتهم يمكننا القول بأريحية ويقين لا بأس به أن كورا بالفعل ساهمتَ في إثراء المحتوى العربي.
ليست كورا فقط من أجرى هذه الخطوة، لو تأملنا كذلك الإحصائيات المبشرة التي أسعدتنا بها منصة پنترست بعد إدراجها اللغة العربية والتي نشير لبعضها في الاقتباس:
منذ إطلاق تطبيق المنصة على أندرويد والويب، شهدنا زيادة نسبتها 48% في عدد المستخدمين الذين يختارون اللغة العربية كلغتهم المُفضلة، وتعدّ اللغة العربية أحد أسرع اللغات نموًا على منصة پنترست بواقع أكثر من 3.5 مليون بحث يُجرى باللغة العربية على المنصة كلّ يوم.
پنترست تُضيف اللغة العربية لمنصتها [مع إحصاءات مُشجعة] – التغميق مني
وإذا ما أضفنا لها هذه الإحصائية عن أكثر اللغات استخدامًا في الإنترنت (الصورة أدناه) سنرى أن العربية في المرتبة الرابعة متفوقة على لغات مثل البرتغالية والفرنسية واليابانية والروسية وغيرها. مما يعني وجود سوق عظيم بِكر للمحتوى العربي.

لذا أنا مستبشر بالفعل بنمو المحتوى العربي بأنواعه كافةً صوتًا ونصًا ومقاطع مرئية.
أما بخصوص الترجمة والنسخ واللصق، فالترجمة إن تمت بالإذن وراعت الحقوق الفكرية فلا بأس بها ونحتاجها للغاية نظرًا لضعف الأمة التقني والعلمي، أما النسخ واللصق والسرقات فهي موجودة للأسف لكنها موجودة في كل مكان بل يعاني المحتوى الإنجليزي من الروبوتات الذكية جدًا القائمة على تقانة GPT-3 في الكتابة الآن وهي ميزة غير متوفرة باللغة العربية ولعل هذا خير وميزة لنا، لأن العربي يرصد بسهولة ما كتبه روبوت الآن بالعربية لضعف الذكاء الاصطناعي في لغتنا لكنك غالبًا وحتى لو كنت إنجليزيًا أصليًا لن تميز بين ما قالته الشاعرة مايا أنجيلو وما قاله الشُعْرور روبوت.
أشكرك أستاذ أكرم لطرح هذه الأسئلة، دمتم بخير وللغد إن شاء الله.
أمسية سعيدة، شاركوا المقال ولكم أجر أو اشتركوا في رديف ولكم أجران.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: وأنت ما رأيك في مشهد التدوين العربي؟
في وقت من الأوقات كان البعض يقول على المدونات ” موضة قديمة” والآن عصر فيس بوك ويوتيوب ولكن كنت أكتب على المدونة حتى وهى صحراء، كنت أشعر بنوع من الإنتماء للمدونات، ولكنى شعرت فعلا أن هناك عودة للمدونات في الفترة الحالية، أو أننى بدأت أتعرف أكثر على مدونات وأننى تأخرت قليلا في التعرف عليها 😀
إعجابLiked by 1 person
أهلا حنين هناك فعلا عودة لكنها مُحتشمة وبطيئة ونتفائل خيرًا أنها ستنمو وتزداد
إعجابLiked by 1 person
نعم، دعنا نفائل خيرا أن المحتوي العربي سيصبح له شأن في هذا الفضاء
إعجابLiked by 1 person
🎉👌
إعجابإعجاب