مساء السعادة،
اقترح عليّ الأستاذ عماد الساعاتي هذا الموضوع فشَكَر الله له، الأستاذ عماد مشترك في رديف فاشترك أنت أيضًا في رديف.
لننقل سؤاله نصيًا هنا ونجيب عليه بعون الحيّ الذي لا يموت:
هل يمكن لرائد اعمال عربي ان يصل للعالميه ، وهل يمكن ان تحتضنه حكومه عربيه ليضل الى هناك
أولًا من هو رائد الأعمال؟
نوع من الشخصية على استعداد لتأسيس مشروع جديد أو مؤسسة، وتقبل المسؤولية الكاملة عن النتائج غيرالمؤكدة، ويرجع تعريف رائد الأعمال إلى العالم الاقتصادي شومبيتر (Schumpeter 1883-1950)، إذ عرّف (Schumpeter-1950) الريادي بأنه «ذلك الشخص الذي لديه الإرادة والقدرة لتحويل فكرة جديدة أو اختراع جديد إلى ابتكار ناجح»….
كم سيتكبَّدُ المرء ليصبح رائد أعمال، من وقتٍ ومالٍ، وجهدٍ، ووقت تَعلُّمٍ؟
لنُجب الآن عن الشقّ الأول من السؤال:
هل يمكن لرائد أعمال عربي أن يصل للعالمية؟
الجواب نعم. لماذا؟ لأن هناك رواد أعمال عرب فعلًا وصلوا للعالمية والعالمية المقصود بها هنا، هو وفق وجهة نظري “تحدّث وسائل إعلام العالَم عنهم ووجود فئة من غير العرب -وإن قلّت- تعرفهم أو على الأقل تعرف شركاتهم وإنجازاتهم”؛ ومن الأمثلة على رواد الأعمال العرب العالميين:
- إيلي حبيب وإدي مارون مؤسسي شركة أنغامي المدرجة حاليًا في بورصة ناسداك
- مصطفى قنديل مؤسس سويفل “Swvl”المدرجة كذلك في بورصة ناسداك
- قائمة Arab 30 under 30 وكلهم عرب هناك وهي قائمة طويلة ومعظمهم عالميون
إذًا جواب سؤالك: نعم يمكن لرائد أعمال عربي الوصول للعالمية. وطريقة ذلك ستجدها مفصلة لما تكتب اسم رائد الأعمال العربي الذي تمكن بالفعل من الوصول للعالمية وتقرأ قصته وسيرته الذاتية فكما وصل يمكنك الوصول إن أردت ذلك. كلما قرأت عددًا أكبر من قصص نجاحهم كان ذلك أفضل.
طالع أيضًا…
القواعد العشر لرائد الأعمال في بلاد العالم الرابع عشر
ملخص المقال: ما يحول بينك وبين نجاحك ليس بلدك ولا الطقس ولا المزاجية إنه: أنت
وهل يمكن أن تحتضن حكومة عربية رائد أعمال عربي حتى يصل للعالمية؟
الجواب نعم، وإن كان ذلك مستبعد في معظم الحالات لكن حالة مصطفى قنديل مؤسس شركة سويفل واحتضان الإمارات له لا سيما من الجانب الحكومي وتيسير الأمور عليه مثال ممتاز على هذه النقطة.
فالإمكانية نعم موجودة. والمثال موجود.

لكن هناك رواد أعمال عرب لا زالوا الظل وهو أناس يبذلون جهدًا عظيمًا ولديهم مشاريع تستحق كل خير ونجاح لكن دون دعمٍ كافٍ لهم.
وهذا يدعونا للحديث عن نوعين من روّاد الأعمال، نحتاج نحن الأمة العربية الكثير من النوعين لكن أكثر من النوع الثاني.
النوع الأول من رواد الأعمال: المدعومين بالاستثمارات الجريئة (VCs)
وهو نوع معروف لأن الإعلام غالبًا ما يسلط عليه الضوء وتجد الكثير منهم في موقع جولة حيث تقرأ سيلًا لا ينقطع من الأخبار عن حصولهم على ملايين الدولارات من التمويلات وغير ذلك.
وهذا النوع إن كنا نريد المزيد منه لأننا أمة ذات عدد كبير (444 مليون وفق إحصائية 2021) حتى وإن بدا لك هذا الرقم كبيرًا في هذا الخبر: الشركات الناشئة بالمنطقة (العربية) تجمع 2.82 مليار دولار استثمارات في 2021 إلا أنه غير كافٍ فأمم أخرى بعدد أقل من السكان حصلت على تمويلات واستثمارات أكثر
- فسنغافورة مثلًا وعدد سكانها لا يتجاوز الست ملايين استقطبت 8 مليارات وربع المليار من الدولارات من الاستثمارات و
- الدولة الصهيونية وعدد سكانها قرابة التسع ملايين استقطبت 8 مليارات وقريب النصف مليار دولار من الاستثمارات في الشركات الناشئة
مع ذلك فإن هؤلاء بمجرد حصولهم على استثمارات يحصلون على تغطية إعلامية تزيدهم نجاحًا وترفع من شأنهم. لكن مَن هم أولئك الذين لا يحصلون على ما يكفي من انتباه؟ إنه 👇
النوع الثاني من رواد الأعمال: الذين يُموِّلون مشاريعهم ذاتيًا (Bootstrappers)
وهم أولئك الذين يدخرون ويطلقون أعمالهم التجارية الريادية أو يقترضون أو يجمعون تمويلات من العائلة والأصدقاء ولا يستقطبون أموال المستثمرين الجريئة ولا يبحثون عن جولات استثمارية متعددة. وهؤلاء أكثر ما يعانون منه وفق ما رأيت:
- فقدان الدعم النفسي
- فقدان الإرشاد والتدرّب لدى من جرّب
- حرمانهم من التغطية الإعلامية
- تقصيرهم في التسويق والمبيعات وجهلهم به وكره بعضهم له
وحلّ كل مشكلة من هذه المشاكل هي:
- الانخراط في مجتمع به أناس يفكرون مثل ما تفكر
- طلب المشورة وإن مدفوعة من الخبراء والتدرّب على أيديهم
- تعلّم كيفية التواصل مع الجهات الإعلامية وترويج نفسك ومنتجك
- تعلّم التسويق وإتقان فن المبيعات
فهذا هو جواب الأستاذ عماد بارك الله فيه تمّ بحمد الإله والصلاة والسلام على نبيّه الأخير سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا.
إن أعجبك المقال شاركه ولك الأجر أو شاركه واشترك في رديف ولك أجران.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: من هو رائد الأعمال/رائدة الأعمال الأحبّ لقلبك من العرب؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Shiromani Kant on Unsplash