مساء السعادة،
اقترحت عليّ الأستاذة ندى أسامة حُجيح هذا الموضوع فبارك الله فيها؛ ندى مشتركة في رديف. اشترك أنت أيضًا في رديف.
لننقل السؤال نصيًا هنا ونجيب عليه بعون ذي الحَول والطَول:
هل الأفضل أن يكون كاتب المحتوى كاتباً في مواضيع متنوعة أم أن يلتزم مجالاً واحداً في الكتابة؟ مثال: بعض الكتاب متخصص في كتابة المقالات وآخر في الإعلانات إن أردنا الحديث على مستوى عام وبعض كتاب المحتوى يتخصص في المجال التقني وآخر تعليمي و.. على مستوى أكثر خصوصية
قبل أن نختار لا بد أن نعرف ما الموجود أولًا؟ وما التقسيمات المتاحة
دعني أسألك سؤالًا. لو قلت لك مثلًا أني عندي أقمشة جميلة ذات نسيجٍ حسن. ماذا تختار؟ فبمَ سترد. أعتقد أن معظم الناس سيردون: دعني أرى ما عندك أولًا… هكذا أريك الأقمشة ثم تختار ما بينها.
نفس الشيء يحدث مع الكتّاب. قبل أن تختار المجال. وأنت في بداياتك لا بد أن تعرف ما الموجود أولًا. غالبية الناس يظنون أنهم يعرفون ما الموجود لكن واقع الحال أنهم لا يعرفون كل الخيارات المتاحة.
ودون أن تتعب في البحث وتتكبد عناء التنقيب. نقول أن تخصصات الكاتب بعدد تخصصات القطاعات الاقتصادية. فكل قطاع اقتصادي يمكن أن يتخصص فيه الكاتب. فيمكن أن يكتب الكاتب في قطاع النفط، وفي قطاع الأمن السيبراني، وفي الغذاء، وفي التقنية المالية (الفنتك) وفي العلوم الطبية وكل قطاع هنالك فهناك كاتب له.
يشبه الأمر المقولة التي نجدها في التصوّف الإسلامي. كم عدد الطرق؟ فقالوا: عدد الطرائق بأنفاس الخلائق. .يعني هناك طرق بعدد المسلمين أنفسهم.
بالمثل في الكتابة. هناك أنواع كتّاب بعدد القطاعات الاقتصادية وتفرّعاتها.
ولأن هذا التقسيم غير فعّال كثيرًا في حصر أنواع الكتّاب، دعنا نقسّمهم وفق الفئة المستهدفة لا القطاعات.
وها هنا يمكن تقسيمهم كما يلي:
نوع الكاتب | ماذا يفعل؟ |
كاتب B2B | يكتب عن خدمات الشركات للشركات وفي الغالب متخصص في قطاع أو أكثر متقاربين مع بعض. مثلًا كاتب يكتب عن برمجيات فوترة للشركات التي تحتاج فوترة، أو يكتب عن المعدّات الطبية الموجهة للعيادات والمستشفيات الخاصة والحكومية وما شابه. وعددهم أقل من غيرهم من أنواع الكتّاب وغالبًا تحتاج فهمًا عميقًا للمجال لذا يكون عدد كبير من كتّاب هذا النوع موظفين مخضرمين في المجال من قبل. |
كاتب B2C | وهم معظم أنواع الكتّاب الذين تراهم حاليًا. وهم يكتبون للمستهلك/المستخدم مباشرة، مثل كتّاب تغريدات حساب مطعم على تويتر، وكتّاب المواقع التي تبيع خدماتها مباشرة للأفراد، وبصورة مجملة كل كاتب يكتب مباشرة للجمهور العادي وليس للشركات. |
كاتب مستقل | وهو كاتب له منتجات خاصة به مثل الروايات والكتيبات الرقمية ويبيعها مباشرة لجمهوره، قد يتعاون ويكتب للشركات في بعض الأحايين لكن ليس ذلك عمله الأساسي والمستمر، وهدفه بناء جمهور حول إبداعاته والتربّح مما كوّنه من جمهور مباشرة بطرق شتى: رعايات، بيع مباشر للكتب والقوالب والأدوات، وتوفير محتوى مدفوع، وفتح باب التبرع والدعم… |
الآن بعد أن عرفنا أنواع الكتّاب. نقول أن الكاتب من نوع B2B غير متاح للجميع، إلا إن كان لديك خبرة ممتدة في مجال بعينه. مثلًا لديك خبرة واسعة عملية في معدّات الصالات الرياضية من ناحية جودتها وتوريدها وبيعها وإيجاد صفقات ممتازة بشأنها. ها هنا كل ما عليك فعله تعلّم الكتابة وإنتاج محتوى موجّه لأصحاب الصالات الرياضية والتربح من الصفقات المبرمة معهم. وهو مثال لكن يصلح لأي مجال لك خبرة ممتدة فيه وتعرف خباياه وزواياه.
نفس الشيء مع الكاتب المستقل إذ هي حالة يصل لها الكاتب بعد سنوات من مضيّه في مشروعه الإبداعي. وتبقى الكاتب الذي يكتب للأفراد وهو درب معظم من يشرع في مسيرة الكتابة المدفوعة. أي أن يكتب لصالح المتاجر والمطاعم والمكتبات وما شابه حيث تكون كتابته موجهة لجمهور ذلك العمل التجاري من الأفراد.
يمكن كذلك تقسيم أنواع الكتّاب وفق تقسيمات أخرى نتناول منها تقسيمان.
تقسيم أنواع الكتّاب وفق القطاع الاقتصادي
نستطيع تقسيم الكتّاب كما قلنا أعلاه وفق القطاع الاقتصادي. مثلًا:
- كاتب متخصص في العملات المشفرة
- كاتب متخصص في التقنية
- كاتب متخصص في الخدمات السحابية
- كاتب متخصص في المجال الفلاحي
- كاتب متخصص في السياحة
وهكذا. وهو تقسيم واضح. فكل قطاع اقتصادي يمكن للكاتب التخصص فيه حتى إن كان القطاع جديدًا ولا يوجد فيه كتّاب من قبل.
تقسيم أنواع الكتّاب وفق نوع المحتوى
وهذا التقسيم يكون وفق نوع المحتوى. وأنواع المحتوى أقلّ من أنواع القطاعات إلا أنها مع ذلك كثيرة فهناك أكثر من مئة نوع من أنواع المحتوى. طالع عنها هنا مع أمثلة عربية: ليس هناكَ نوعٌ واحدٌ أو نوعين أو ثلاثة من المحتوى: إليك مئة نوع من أنواع المحتوى مع أمثلة عربية
في هذا التقسيم قد يكون الكاتب:
- كاتبًا متخصصًا في كتابة صفحات الهبوط ويكتب صفحات الهبوط لأي مجال ولكل قطاع
- كاتبًا متخصصًا في الكتابة الإعلانية ويكتبها لأي قطاع
- كاتبًا متخصصًا في تأليف التقارير والكتيبات ويعدّها لأي قطاع
- كاتبًا متخصصًا في السكريبتات والسناريوهات
وهكذا.
وهذه التقسيمات مهمة لقشع الضبابية وتوضيح الرؤية وإجابة السؤال بعدها يسيرة للغاية.
ماذا يختار الكاتب في البداية؟
بعد أن عرفنا التقسيمات وأنواع المحتوى. إجابة هذا السؤال يسيرة وهي ما أسميه مبدأ جاك بوتشر (Jack Butcher) وهو كاتب وفنّان له باع في الإنترنت حاليًا.
ومبدأه موضّح في الصورة أدناه وننقله نصيًا هنا:
الخطوات المثالية لرائد الأعمال أو صانع المحتوى:
- في البدايات: قُل «نعم» لمعظم الأشياء. [مهام بلا عائد، تطوع، تدريب عملي، أفكار مشاريع، شراكات…إلخ]
- اكتشف ما تُجيده وتبرع فيه.
- بعد اكتشاف مجالك: قل «لا» لمعظم الأشياء. [عروض عمل، شراكات، توظيف، مشاريع، دعوات…إلخ]
لذا في البداية اقبل أكبر قدر ممكن من المهام في أي تخصص كان ومهما كان نوع المحتوى.
قلنا اقبل فإن سألتني لم يطلب مني أحد شيئًا كي أقبل أو أرفض. نقول: اسع لها أنت بنفسك بالتطوع لدى الآخرين والكتابة لنفسك ولحساباتك أنت.
فاكتب:
- التغريدات
- الثريدات
- منشورات فيسبوك
- منشورات لينكدإين
- المقالات
- الكتيبات
- الإعلانات
- وصف المنتجات
- بروفايلات الشركات (الملفات التعريفية للشركات)
- صفحات الهبوط
- صفحة من نحن
إن لم تكن تعرف كيف تكتب نوعًا من الأنواع: تعلّمه بما تجده من بحثك عنه في الإنترنت أو -وهذا الأفضل- تشترك في رديف. ثم اكتب فيه.
وافعل ذلك في كل تخصص يصادفك أي اكتب الأنواع أعلاه في كل ما يَعرِضُ لك من تخصصات:
- لمتاجر عطور
- لمطاعم
- لعيادات أسنان
- لعيادات زراعة الشعر
- للمكتبات والقرطاسية
- لمحلات الملابس والأقمشة
- لشركات التسويق
- لشركات التصميم
- للأفراد والناس العاديين
- للسباكة والسمكرة
ونعم ستخطأ كثيرًا وتفشل كثيرًا وتسقط وتنهض وتعرف ما تبرع فيه وما هو ليس لك على وجه اليقين لا الظن والتخمين وهو المراد تحقيقه أساسًا.

بعد تجريبك لكل ذلك. كل يوم وعلى فترة ممتدة من الزمن سيلوح لك في الأفق ما المجال الذي تحبه وتبرع فيه. وما نوع المحتوى الذي تجيده أكثر.
طالع أيضًا…
مسيرتك للعثور على تخصّصك في صناعة المحتوى
هذه هي عمليّتي لإيجاد جدواكم التجاريّة في صناعة المحتوى، باختصار، وبوضوح تام. – روب هاردي
توصية بشأن ماذا تختار من مجالات وأنواع في الكتابة
ونصيحتي هي أن تختار ما يلي:
- 3 مجالات أو قطاعات، مثلًا: الطبي، والتسويق والتعليمي وهذه أمثلة فقط ولم أخترها لك. فالقطاعات كثيرة
- 3 أنواع محتوى، مثل: كتابة مقالات موافقة لتحسين محركات البحث، وكتابة المحتوى الأساسي للمواقع (صفحات من نحن والخصوصية وما شابه)، وكتابة منشورات الشبكات الاجتماعية…
التوصية الأخيرة هو أن التقنيات تنبثق والقطاعات الاقتصادية تولد كل سنةـ لذا أبق عيناك مفتوحتان ومواكبًا لما يستجد فإن انبثق قطاع يستهويك مثل ميتافرس أو قطاع فرعي ضمن التقانة الحيوية مثلًا أو أي تقنية أو مجال جديد وصار له صدى وصيت فجرّب الكتابة فيه والقراءة فيه أكثر والتعمّق فيه حتى لو كنت كاتبًا مستقرًا في مجالك حاليًا. ذلك أنه من لم يواكب تخلّف عن الركب. والكاتب مثل الراعي وحروفه مثل الغنم يسرح بها من مرعى لآخر ويختار الأخصب لها كما ترى في الصورة أدناه.
تم المقال بحمد الله، إن أعجبك شاركه ولك أجر؛ أو شاركه واشترك في رديف ولك أجران.
يونس يسأل: ما تخصصك بصفتك كاتبًا الآن وما أنواع المحتوى الأحبّ لقلبك؟
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
كتبت من قبل للهواية لا للاحتراف: في الأدب والسياسة والدين والتدوين والتجارب الشخصية والتقنية.. حاليا أميل لأن تكون كتابتي أكثر تركيزا لأنني أعتقد أن المتخصص في مجال ما سيفيد الناس أكثر عندما يكتب فيه وسيكون أفل خطأ وأقل تشويشا على الناس وإمدادهم بالمعلومات الخاطئة كلما ركّز على الجوانب التي يفقه فيها..
وإذا كان هناك حديث في جوانب أخرى لا تأتي بالصيغة التأكيدية الاستعلائية وإنما يحدد المرء مقدار معرفته في الموضوع ويتحدث به على هذا الأساس..
والتخصص هنا لا يعني الشهادة الجامعية بالتأكيد، بل المجال الذي ينفق فيه معظم الجهد والوقت وهناك من الأقران المعتبرين من يشهد بضلاعتك فيه..
إعجابLiked by 1 person