هذه التدوينة برعاية نشرة الأحد البريدية من إعداد الأستاذ علي عسيري وهي نشرة تشبه قرصات شاورمر لكنها للتسويق. اشتركوا فيها وشكرًا للدعم.
مساء السعادة،
يقع الكثيرُ ممن يرغب في إطلاق دورة رقمية في خطأ شائع، يمكن تجنّبه بسهولة. وهذا الخطأ هو البدء من نفسك لا من حاجات الجمهور. مما يؤدي لفشل إطلاق الدورة ومن ثَم إحباط صاحبها.
حيث يركز مُطلق الدورة على:
- جودة التصوير العالية (شراء معدّات، توظيف مستقلين…)
- التصميم والشكليات والجماليات
- الهوس بالتفاصيل لتصل لدرجة الكمال
في حين يُجابه عند الإطلاق بعدم الاهتمام ومبيعات تؤول للصفر.
لماذا يحدث ذلك؟
يحدث ذلك غالبًا لأن صاحب الدورة يفكّر كما يلي:
- سأصب اهتمامي على أن يكون شكل الدورة ومضمونها فائق الجودة: تصوير بأعلى جودة ومحتوى بدون أخطاء وإن صغُرت
- أنا خبير في مجالي وأعرف بالفعل -وقطعًا- أن هذه الدورة مطلوبة
النقطة الأولى مع أنها تبدو جيدة إلا أنه في سوق اليوم من المفترض ألا تبدأ في بذل الجهد وصنع المحتوى إلا بعد التحقق أن هناك طلبًا كافيًا.
كيف تفعل ذلك؟
- حدد القناة التي تعتقد أن جمهورك يستخدمها كثيرًا: تويتر، بنترست وغيرها
- اصنع المحتوى بوتيرة منتظمة (يحبذ يومية) هناك
- كوّن حول محتواك جمهورًا
- أجرِ أكبر عدد ممكن من اللقاءات الافتراضية (صوت وصورة) مع ذلك الجمهور مجانًا
- ارصد المشاكل ونقاط الألم التي يعانون منها
- اختر أشد المشاكل وأكثرها تكرارًا واصنع لها حلًا (دورة أو مُنتج أو أداة)
- إن كان المنتج يحتاج جهدًا ووقتًا واستثمارًا لإنشائه لا تبذل فيه كل جهدك فقط أطلقه في البداية بأقلّ خصائصه بصفته منتج حدٍ أدنى
أما النقطة الثانية ووفق حديثي مع خبير إدارة المنتجات محمد العابد فإنه ينبغي عليك ألا تعتقد يقينًا في حاجة الجمهور لمنتجك. بل أن تعتقد أن فكرة “أن هذا المنتج مطلوب” مجرد فرضية حتى وإن كنت خبيرًا في مجالك. وماذا نفعل بالفرضيات؟ نختبرها على أرض الواقع بأقلّ التكاليف. استمع لحلقتي يونس توك معه وستعرف كيف تفعل ذلك: كيف تتحقق من جدوى منتجك وتُطلقه وتغيّر مساره إن لزم الأمر؟ حوار مع محمد العابد
أمثلة مؤسفة على هذا الخطأ
المثال 1
في أحد أعداد نشرة Indie Hackers نقرأ قصة راندل كانّا (Randall Kanna) التي أدعوك لمطالعتها كاملةً ونقتطف منها:
قبل عامين، أنفقتُ أشهرًا في إعداد دورة مصغّرة (mini-course). قضيت أشهرًا طوالًا في إعدادها. كتبت سناريو الدورة بأقصى عناية وأقصى حرصٍ لدي. أنشئت كذلك الرسومات الجرافيكية للدورة. كلّفت أمي بتحرير محتوى الدورة. اشتريتُ كذلك شاشةً خضراء كاملة، ومعدّات إضاءة، وشرعتُ في التصوير طيلة أيام. خمّن ماذا حدث بعدها؟ لم يحمّل الدورة إلا شخصان. إجمالي التحميل: 2. لم أستطع بالفعل إقناع بشريّ واحد بأن يرغب في مُنتجي. وهل ذكرتُ لكم أن الدورة كانت مجانية تمامًا؟ هذا يعني أن الناس لم يرغبوا في منتجي حتى مع كون المنتج مجانيًا!
هذا هو يا أصدقاء الفرق بين ذاك المنتج ودورتي الجديدة التي جنت لي 53 ألف دولار. هذه المرة قضيتُ وقتي أجذب جمهورًا متفاعلًا ومن ثَمّ سألتهم عما يريدون أن أنشئه من محتوى ومنتجات وخدمات؟ أنشأت محتوى عالي الجودة عن مجالي. هكذا تمكنت من النمو سريعًا على قنوات التواصل الاجتماعي، وصنعت طنًا من الموارد والأدلّة المجانية، وقدمت يد العون للناس في لقاءات فردية (1:1) كلّ على حدا. استمر في القراءة لتعرف كامل قصتي!
Randall Kanna
المثال 2
في أحد أعداد نشرة جستن ولش نقرأ هذه التغريدات:
التوصية: اصنع دورة طلبها الجمهور وبأقلّ التكاليف
تجنّب هذا الخطأ. اصنع محتوى قيّمًا نافعًا لفترة ممتدة وليكن عملك ديمة. ثم وانبثاقًا من حاجات الجمهور أطلق دورةً تعالج ما يعانونه من مشاكل، وأطلقها بما لديك دون تكليف نفسك فوق طاقتها ولا تدعنَّ هوسك بالكمال والجماليات والمظاهر يعميانك عن الهدف الأسمى من أي دورة أو منتج رقمي: حصول العميل على القيمة التي دفع ثمنها بشرائه المنتج.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: هل فكّرت في إطلاق منتج رقمي؟ وإن لم تفكّر لم لا؟