هذه التدوينة برعاية:
أفضل شركة كتابة محتوى في تركيا والسعودية
شركة سليمة للنشر و صناعة المحتوى | سليمة نت | نكتب المحتوى بِلُغَةٍ سليمة
مساء السعادة،
اِقترح الزميل واثق الشويطر (أوصيكم بتصفح مدونته) عليّ هذا الموضوع وفيما يلي توصياتي بشأن المشككين والهازئين بعملك أو مشروعك الذي تريد إطلاقه.
التوصيات
- في البداية، لا تحتاج لإذن أحد لتطلق مشروعك أو فكرتك. لا يوجد مكتب رسمي لمنح هذه الأذونات، هناك هيئة واحدة تحدد ما إن كانت فكرتك أو مشروعك ناجعًا وهي السوق. السوق ليس سهلًا صحيح، لكنه يكافئ بسخاء من ينجح في تلبية حاجياته. لذا:
- تعلّم التجارة وأساسياتها
- تعلّم كيف تدرس جدوى الأفكار (دراسة الجدوى)
- راقب من وصل إلى ما تحلم بالوصول إليه وتعلم منه
- نفّذ نفّذ نفّذ
- إن لم تنقل فكرتك من رأسك للعالم الواقعي وظللت تفكر بها وتفرط بالتفكير وتجترّها فغالبًا سيَصْدق ظنّ الهازئون بك. فلا تجعلهم صادقين واعمل بجد.
- عاقب المستهزئين والمثبطين بنجاحك. فأفضل عقاب لهم هو النجاح ثم ثاني أفضل عقاب لهم هو التجاهل وعدم الردّ. لا تتواصل معهم لا تحدثهم اعمل على مشروعك ونفسك لا وقت لك تضيعه.
التعامل مع المشككين:
ما سيعرقلك به المشككون هو ما يلي:
- تخويفك من الفشل
- الحديث عن عدم أهليتك لهكذا مشروع
- تأويل كل خطوة تفعلها وكل تقدم تحرزه سلبيًا
ولنتناولها نقطة نقطةً.
أول شيء: لا بد أن تبني الأساسات العقلية التي تصحح علاقتك مع الفشل:
- اتبع الحكمة الريادية: افشل، افشل كثيرًا، افشل سريعًا افشل بصورة أفضل..لا تخف من الفشل فكل الناجحين بنوا نجاحهم فوق ركامٍ من المشاريع الفاشلة. اُنظر لغوغل فلها مقبرة للمشاريع الفاشلة..
- قد يفشل مشروعك بالفعل وأفضل حلّ لمواجهة الفشل نفسيًا شغل نفسك بإطلاق مشروع آخر. ارتح لفترة لا مانع لكن انطلق في مشروع جديد
- الفشل -ركّز معي- صفة تُعلّق بالأشياء وليس الأشخاص. لا يوجد على ظهر البسيطة إنسان فاشل. إنما تفشل المشاريع والأفكار وغيرها لكن ليس أنت وفشل مشاريعك وأفكارك لا ضير فيه ولا مشكلة
- الفشل أعظم مُعلّم للإنسان ودروسه قيمة لا تنسى
الحديث عن عدم أهليتك لإطلاق مشروعك:
مشروعك إن كان رياديًا وغير متخصص تخصصًا يطلب شهادة اعتماد. فكلامهم غير صحيح. على سبيل المثال: يمكنك فتح قناة عن الحجامة إن كنت تتقنها حقًا والقناة هنا هي المشروع لكن لا يمكنك أن تكون طبيبًا عبر الإنترنت لا طبيبًا نفسيًا ولا معالجًا.
في رأيي الشخصي يمكنك إطلاق مشروع حول موضوع معين إن كنت قد أنجزت ما يلي:
- قرأت 5 كتب كاملة عن المجال المعنيّ ولخصتها بنفسك وكتبت الملاحظات (الكتب الصوتية تُحسب كذلك)
- تستمع لـ3 مدونات صوتية (بودكاستات) على الأقل متعلقة بمجالك
- أن تشاهد على الأقل 100 ساعة من المحتوى المرئي عن مجالك
- أنجزت على الأقل 5 مشاريع (لا يهم إن كانت غير مدفوعة ولا يهم إن كانت صغيرة ولا يهم إن كانت فاشلة لكن المهم أنها مكتملة لحد بعيد) في المجال
- قرأت على الأقل 100 مقال في مجالك من تلك المقالات أم 1500 كلمة (أو استمعت لها الاستماع مقبول كذلك)
- مشترك في 3 نشرات بريدية عن مجالك وتقرأ محتواها بوتيرة منتظمة
- تعرف على الأقل أبرز 10 شخصيات عالميّة هي الأكبر في المجال الذي ستطلق فيه مشروعك
- تعرف على الأقل أهم 10 أدوات تقنية (مواقع، منصات، إضافات متصفح…) متعلقة بالمجال فلا يعقل أن تتحدث عن التجارة الإلكترونية ولا تعرف ما هو شوبيفاي مثلًا
- أن تعرف 100 مصطلح على الأقل (مع فهمه لحد بعيد) من مجالك. فلا يعقل أن تدرّب الناس على الكتابة ولا تعرف ما تعني حبكة، ولا يعقل أن تكون مسوّقًا ولا تعرف ما معنى ROI
والنقاط السابقة تدعى التعلم الذاتي. ويستحسن لكن ليس شرطًا أن:
- تنخرط في دورة (لا يهم إن كانت مجانية أو مدفوعة) في مجالك
- تشترك في مجتمع خاصّ متعلق بمجالك (مثل رديف)
إن حققت النقاط 9 أعلاه يمكنك البدء في فكرتك حالًا دون الالتفات لنقطة لاتهام الآخرين بعدم أهليتك.
بخصوص النقطة 3 عن المتشككين وهي تأويل كل خطوة تفعلها وكل تقدم تحرزه سلبيًا فأمرها بسيط وهي ألا تستمتع إليهم. وتلغي متابعتهم وتحظرهم إن أمكن لأنهم سيشوشون عليك ويعطلون عملك.
التعامل مع الهازئين
غالبًا ما سيقوله لك الهازئون:
- أن هناك (دومًا) شيء أفضل من هذا تفعله في حياتك… (مثال: واو تريد إطلاق موقع بيئي وأنت في بلد محطم؟ أليس إطعام الجياع أفضل؟)
- أن ما تفعله لا قيمة له ولا أثر سيُحدثه في العالم
- سيتنمرون عليك من ناحية: الشكل، الهيئة، مكتبك، طريقة كلامك، نصوصك بل وحتى اختياراتك للغات البرمجية وكيفية تنفيذ مهامك
ومثلما فعلنا مع المشككين لنتناولها نقطة نقطةً.
أن هناك دومًا شيء أفضل من هذا تفعله في حياتك…
غالبًا من يقول هذا ليس ناشطًا في جمعية خيرية أو طبّاخًا في مطعم للمساكين أو قيّما في مؤسسة أيتام بل هو شخص عاطل عن العمل والتفكير يتغذى على المشاعر السلبية وتثبيط الناس. بغض النظر عن هذا الردّ عليه بالحجة هو:
- أن حياتك هي حياتك أنت وخياراتك هي خياراتك أنت وأنت تتحمل مسؤوليتها وليس غيرك وأنت حر قانونًا وشرعًا وقد اخترت هذا المشروع
- أن نجاح مشروعك تجاريًا سيمكنك من إحداث أثر خيري على من حولك من عائلتك وأصدقائك وحتى موظفيك مستقبلًا وصولًا للإنسانية جمعاء
- أفضل ما ستفعله يعود عليك لأنه متعلق بك، فكسبك رزقًا حلالًا وتنشئة ذرية صالحة (تغطيهم لما ينزاح عنهم غطائهم في الليل يعادل الجهاد في سبيل الله وفق الأثر) كلها أعمال عظيمة وهي لنفسك صحيح لكنها تحدث أثرًا عظيمًا في العالم حتى وإن لم يعرف الجاهلون
لذا لا تهتم لهذا الكلام. لأنه حتى لو وجد شيء أفضل تفعله في حياتك فلربما أنت لست مؤهلًا له، أو تحتاج لإعالة أسرة فلا يمكنك التطوع 4 ساعات مثلًا في جمعية خيرية، ولا يعرف ظروفك أحد أحسن منك، والله يعلم كل شيء وهو يعرف النوايا وأساس الأعمال النية.
بالتالي الردّ المثالي على أن هناك ما هو أفضل لتفعله: هو ألا ترد وذلك لكي لا تدخل في نقاش معه لأنه أساسًا متفرغ لذلك وأنت لا وقت لديك.
أن ما تفعله لا قيمة له ولا أثر سيُحدثه في العالم
غالبًا من يقول لك ذلك. لا يعرف أساسًا ما معنى القيمة. فأنت في عملك التجاريّ أو مشروعك ستقدم القيمة قطعًا لفئتك المستهدفة من العمل التجاري أو المشروع والرد على هذا الكلام سهل وكما يلي:
- تأمل الصورة أدناه ففيها عناصر القيمة في سياق الأعمال التجارية
- الآن هل عملك أو فكرتك تقدم ولو عنصرًا واحدًا على الأقل لفئتك المستهدفة؟
- إن كان نعم. نَم ملء جفونك. أنت تقدم القيمة إذن.
- إن كان لا. اقرأ المقال أو ابحث عن معلومات حول كيفية خلق القيمة في مشروعك وهندس فكرتك/مشروعك وفقها

©2021 Harvard Business School Publishing
هذا عن القيمة أما عن الأثر فهناك أنواع:
- أثر فوريّ
- أثر يظهر بعد فترة متوسطة الطول
- أثر يأخذ سنوات بل عقودًا
وأيًا كان مشروعك أو فكرتك لست مضطرًا لأن يكون أثرها فوريًا.
إن كنت ترغب مثلًا في إطلاق منتجات رقمية جاهزة في منصة المعمل بحيث يشتري المرء وينزلها ويستهلك فورًا المحتوى فلا بأس بذلك. لكن إن كان مثلًا مشروعك مدرسة واقعية خاصة ولا بد من سنوات كي يظهر ماذا فعلت وكيف نشّأت الجيل فلست مضطرًا لإثبات الأثر لأي شخص. يمكنك قياس بعض المؤشرات مع شركائك دوريًا لتضمن أنكم في الطريق الصحيح لكن الهازئين ليسوا هيئة مُسائلة تقف أمامهم لتثبت نفسك أو وجهة نظرك فهم غير مؤهلون لتقييمك أساسًا. ومنحهم (وجهًا) نقص ثقة منك بنفسك وبمشروعك.
أما النقطة الثالثة في التعامل مع الهازئين وهي أنه سيتنمرون عليك من ناحية: الشكل، الهيئة، مكتبك، طريقة كلامك، نصوصك بل وحتى اختياراتك للغات البرمجية وكيفية تنفيذ مهامك.. فجوابها هو التجاهل لأن الشاعر الحكيم العربي:
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا*** لأصبح الصخر مثقالا بدينار
واعلم يا قارئ، اعلمي يا قارئة:
- خيرٌ لك أن تستخدم من التقنيات ما يريحك ولو خالفت الآخرين. اختر اللغة البرمجية التي تريحك، أداة تنظيم المشاريع التي تريحك، ومنهجية العمل التي تريحك. العبرة بالنتائج. في الحقيقة نجاحك هنا سيثبت أن ما اخترته مُجدٍ وفعّال حقًا. لو كنت ترتاح للغة PERL انطلق فيها…ولا يهم غيرها من اللغات وهكذا…
- ما من عيب فيك إن كنت أسمر، رأسك مربع، أو شعرك مجعد، أنت لم تخلق نفسك ولا تستطيع ذلك ومن خلقك غير ظالم -حاشاه- وسوء خلق بعض عبيده بلاء عظيم أصابهم به ولربما سوء تربية من آباء نسأل الله لهم المغفرة
- لا داعي أساسًا أن نتحدث في نقطة الرد على التنمر فجميع العقلاء في العالم يعرفون يقينًا أن المفلس فكريًا والبليد وناقص التربية وعديم الأخلاق هو من ينتهج الشخصنة والسب لأن لا أدوات له غيرها
أشكرك للقراءة حتى هذا السطر. شارك المقال ولك الأجر.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: كيف تتعامل مع المستهزئين والساخرين والمبغضين لمشاريعك وأفكارك؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Markus Spiske on Unsplash
رأي واحد حول “كيف تتعامل مع المشككين والهازئين بعملك أو مشروعك؟”