نجيب محفوظ: «اللغة العامية من جملة الأمراض التي يعاني منها الشعب، والتي سيتخلَّص منها حتمًا حين يرتقي»💊🤒

ما هذه المجموعة من المختارات تسألني؟ إنّها عددٌ من أعداد نشرة “صيد الشابكة” اِعرف أكثر عن النشرة هنا: ما هي نشرة “صيد الشابكة” ما مصادرها، وما غرضها؛ وما معنى الشابكة أصلًا؟! 🎣🌐

🎣🌐 صيد الشابكة العدد #14

اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون

ابن تيمية رحمه الله

أتفق كليًا مع مقولة نجيب محفوظ التي هي عنوان اليوم من صيد الشابكة؛ شخصيًا لا أتابع 99% من النتاج المرئي العربي من مسلسلات وغيرها لعدم اقتناعي بجودتها ولا نفعها ولا حتى من باب التسلية. لكن هناك جدل الآن أتتني به تنبيهات غوغل عن مسلسل الحشاشين. 

ومما أتتني به تنبيهات غوغل هذا المقال عن الحشاشين تركي آل الشيخ: من حقهم اختيار اللغة التي تناسبهم واللهجة المصرية عريقة [كايرو تايمز] 

🗣️ وجهة نظر تركي آل الشيخ بشأن لغة مسلسل الحشاشين

يمكنك قراءة وجهة نظر تركي آل الشيخ كاملة في المقال لكن أهم نقاط فيها بالنسبة لي: (سأنسخها كما هي بأخطائها) 👇🏼

  1. انا احب الفصحى لكن غيري قد لا يفضلها …
  2. اللغة الفصحى قد لا تجذب شريحه من الشباب.
  3. للهجة المصرية عريقه ومفهومه في كل العالم العربي.
  4. محتار في اختيار الفصحى او العامية للانتشار خطوة الحشاشين شجعتني للتفكير

↩️ الرد على وجهة نظر تركي آل الشيخ

  1. التفضيلات الشخصية غير مهمة في قضايا الهوية، بمعنى عدم حبك للهجة عربية معينة أو حبك لها لا يخولّك فرضها على غيرك 
  2. نحن لا نعرف حقيقة هذا ولا حقيقة الكثير من الأشياء الأخرى*، بالنسبة لي ملايين المشاهدات التي تحصِّلها قنوات الفصحى وها هنا مثالين فحسب (مثل** ومثل*** وهنا المزيد من الأمثلة لو شئت) تقول العكس؛ لكن واقعيًا نحن لا نعرف تفضيلات المتلقي لأن الشركات التي ترصد وتحسب مثل شركة “نيلسن” [صحيفة العرب] لمّا تدخل بلادنا إلا بالأمس القريب فحسب أي عام 2021. 
  3. أحب شخصيًا اللهجة المصرية لكن مرة أخرى لا نعرف مقدار فهمها من قبل الشعوب. تجربتك الشخصية لا ينبغي أن تُعمم.
  4. أنصحك باستشارة مجمع الملك سلمان لأن توجيه عملك في هيئة الترفيه بالتماشي مع مَجمع الملك سلمان (الذي هو هيئة حكومية أخرى معتبرة ومبجلة) أوفقُ وأصوبُ للجميع لئلا يكون المجمع ينفع اللغة العربية وهيئة الترفيه تميّع على الناس لغتهم في تضارب غير محمود ولا نريده.

*بالضبط مثل سأسألك الآن: خَمِّن ما نسبة الأُسَرْ السعودية المهتمة بالبيئة؟ خمَّنت؟ لا تغشّ؛ خمّن ثم اعرف الآن اِعرف النسبة الحقيقية هنا. هل تخمينك والمواقع منطبقان؟ 

**

لقطة شاشة من قناة محمد غنايم
لقطة شاشة من قناة محمد غنايم

***

فيديو ريلز لـ روان ناصر
فيديو ريلز لـ روان ناصر

وفي نفس المقال هناك كلام من كايرو تايمز نصه 👇🏼

نحن هنا أمام التوصيل.. كيف سنصل للمتلقي.. والمتلقي هو الفيصل.. فإذا فهم المتلقي ووصلت اليه الفكرة.

والرد على هذه النقطة موجود أعلاه في النقطة 2. الحقيقة أننا لا نعرف المتلقي، ولا هيئة محترمة قررت أن توظف شركات مثل الباروميتر العربي أو المركز السعودي لاستطلاعات الرأي؛ لهذا فرحت لما أطلق مجمع الملك سلمان مؤشر اللغة العربية لأنه سيقضي على الكثير من الهراء والتخمينات بشأن المتلقي.

ومما أتتني به أيضا تنبيهات غوغل هذا المقال أستاذ نقد أدبى: أؤيد تقديم المسلسلات التاريخية باللغة العامية [اليوم السابع] ومنه نقتبس 👇🏼

وأضاف أستاذ النقد الأدبى، أن جمهور المتلقين إذا كانوا من المصريين فمن المنطقى أن يقدم العمل الدرامي مهما كان باللغة المصرية، مؤكدا أنه يمكن القياس على ذلك بالأعمال الأجنبية فهل يعقل أن يقدم العمل بلغة غير لغة أو لغة لا يتكلم بها رجل الشارع.

 وهو كذلك -كعادة ما ورد أعلاه- ممن يلجأون إلى رجل الشارع الذي في الحقيقة دومًا ما تُمسح فيه السكين، وهو بلا أي رأي أو صوت! فيضعون على لسان رجل الشارع التفضيلات من حيث أنه يفضل كذا وكذا؛ وما يفهمه وما لا يفهمه؛ دون دراسات مباشرة تخبرنا بالفعل بالرأي الحقيقي لرجل الشارع المسكين. 

🌎 العامية حركة رجعية، والعربية حركة تقدُّمية…العامية انحصار وتضييق، وانطواء على الذات، لا يناسب العصر الحديث

…ظني أن نجيب محفوظ خدع الكثيرين ممن وجدوا فيه روائيًّا فقط. الرواية هي الإبداع الأهم للرجل، لكنه مارس كل ألوان الكتابة بدءًا بالمقال الفلسفي، فالترجمة، فالقصة القصيرة، والرواية، والسيناريو السينمائي، والمسرحية، والخاطرة. طال توقُّفه أمام بعض تلك الألوان، مثلما حدث في المقال الفلسفي والسيناريو، واكتفى — أحيانًا — ببضع محاولات، مثلما فعل في مسرحياته ذات الفصل الواحد…

ومحفوظ يحرص على أن تكون الفصحى لغة السرد والحوار، لإيمانه بأن «اللغة العامية من جملة الأمراض التي يعاني منها الشعب، والتي سيتخلَّص منها حتمًا حين يرتقي. وأنا أعتبر العامية من عيوب مجتمعنا، مثل الجهل والفقر والمرض تمامًا» (المجلة، ديسمبر ١٩٦٢م)، بل إنه يرى في العامية «حركةً رجعية، والعربية حركةً تقدُّمية. اللغة العامية انحصار وتضييق، وانطواء على الذات، لا يناسب العصر الحديث الذي ينزع للتوسُّع والتكتُّل والانتشار الإنساني»

نجيب محفوظ بقلم محمد جبريل – التغميق مني 

🤔 لكن ماذا لو كان “رجل الشارع” (الغلبان؟) فعلًا يفضّل العامية؟ 

الجواب حتى لو كان كذلك، الأفضل أن نرتقي به ونعلِّمه لا أن ننزل لمستواه.

وهذا ما يقوله علي بك فوزي هنا 👇🏼

 لا أمل في إصلاح مصر [والعالم العربي] ما دام هناك لغة للعلم ولغة للكلام، فإما أن ترقى لغة الكلام وإما أن تنحط لغة العلم حتى تتحدا، وحينئذ فقط يكون التفكير الصحيح واللغة التي تستمد روحها من الحياة الواقعية.

علي بك فوزي – في كتاب حياتي لأحمد أمين – التغميق مني

*«علي بك فوزي» أستاذ أحمد أمين القديم في مدرسة القضاء، وكان قد استقال من منصبه الحكومي، وخرج من مصر لأنه لم يطق أن يرى الجندي الإنجليزي يحتل بلاده، والجرسون اليوناني في القهوة يتمتع بامتيازات لا يتمتع هو بها، فخرج من وطنه هارباً، وطوّف بالبلاد وحط رحاله في الآستانة. نفس المصدر.

وأنا أتفق مع علي بك فوزي؛ إلا أن رأيي هو “الارتقاء بالجمهور” لا “الانحدار معه”. 

وأوصي بعدم الانحدار باللغة للحياة الواقعية لرجل الشارع العربي لأنّي آخر ما تحققتُ ألفيتُ الواقع العربي في جملته $ـرا ($=خ)؛ ونحن لا نريد أن يصير الفن ولغة العلم والأمور الراقية $ـرا؟ صح؟ 

*من وجهة نظري لا حاجة لأن تتحد لغة العلم ولغة الكلام وهو ليس مشكلًا أصلًا، بل نقول أن حل كل مشاكل البشر أساسها التعليم فلا بد من القضاء على كل أنواع الأميات والجهالة؛ وسبب ذلك لأن لغة الشارع ولغة العلم لم تتحدا قط في أي لغة. فدومًا هناك لغة وفق الطبقة الاجتماعية والخلفية التعليمية للمرء ومجال تخصصه. طالع إن شئت

الآن اسأل نفسك 👇🏼

  1. ما الأفضلُ ترجمة أعمال نجيب محفوظ للهجة المصرية أو تثقيف العامة كي يتمكنوا من تذوق أفخر الفن الروائي العربي وأجوده؟ 
  2. ما الخيرُ ترجمة أعمال العقاد (الذي تحتفل به أسوان الآن إبان كتابة هذه السطور عن حقٍ منها بالفخر بهذه الشخصية صاحب العبقريات | أسوان تحيى الذكرى الـ 60 لوفاة العقاد «عملاق الأدب العربى» – مصطفي وحيش [أخبار اليوم]) للعامية أو تعميم التعليم والارتقاء بالعموم بحيث يتذوقون أروع مقالات جادت بها قريحة المعلّم العقاد؟ 

الخيار خيارك. عن نفسي أنا أختار درب “ترقية العموم” وتعميم التعليم فيتمكنوا من فهم تراثنا وفننا وتاريخنا وحضارتنا. 

اللغات الأخرى: تتنزّل وتوافق ذهنيات المتحدثين فتحدث فيها ميوعة وسيولة وخلط وتشتيت؛ اللغة العربية: تجعل المتحدث بها يصعد ويرتقي فيصحّ تفكيره لأن لغته سليمة وتتحسن حياته - حساب يونس بن عمارة على إكس
اللغات الأخرى: تتنزّل وتوافق ذهنيات المتحدثين فتحدث فيها ميوعة وسيولة وخلط وتشتيت؛ اللغة العربية: تجعل المتحدث بها يصعد ويرتقي فيصحّ تفكيره لأن لغته سليمة وتتحسن حياته – حساب يونس بن عمارة على إكس

🔗 مما له صلة: 🖊️ لماذا لا أكتبُ بالعامية؟


 🔗 ومما له صلة بالحشاشين 👇🏼


👁️‍🗨️ لا تفوِّت قراءة ما نشرناه مؤخرًا على مدونتي أصبح الشراء في جميع أنحاء العالم أسهل مع بطاقات PSTNET الافتراضية [مدونة يونس بن عمارة]


❤️ شكرًا لقراءة عددٍ آخر من “صيد الشابكة”؛ لتعلّم الكتابة والترجمة والانتقاء وأساسيات العمل الحرّ بالعربية: اشترك في رديف.

حقوق الصورة البارزة: مكتبة الصور المجانية من ووردبريس.

6 رأي حول “نجيب محفوظ: «اللغة العامية من جملة الأمراض التي يعاني منها الشعب، والتي سيتخلَّص منها حتمًا حين يرتقي»💊🤒

  1. التمركز حول العاميات هو جزء من نمو الفلسفات الوطنية الضيقة النامية مؤخرا..

    والتي تتحلل من أي مسئولية دينية أو قومية تجاه الأقطار الأخرى مثل قضية فلسطين..

    وتعظم من شأن أي شيء داخل الحدود السياسية الحالية

    وتحيي الحضارات القدية ما قبل الإسلام.. بوصفها التمثيل الحقيقي والذي يفخر به في هذه الأقطار

    وبعضها له رؤية سيئة تجاه الدين

    ولذلك هي مشكلات بعضها فوق بعض…

    والارتقاء بالثقافة ورفع مستوى الشعوب بلغتهم التي تعد أساس فهم دينهم هو الطريق الأصلح والأقوم والأسهل

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!