ما الحلُّ حينما ترغب في الكتابة عن موضوع معين وتجد أنه قد كُتب عنه الكثير والكثير من قبلك؟

مساء الخير،

اقترحت عليّ كنزة هذا الموضوع فشَكَر الله لها، كنزة مشتركة في رديف فاشترك أنت أيضًا في رديف 👇

مساء النور 💐

ما الحل حينما ترغب في الكتابة عن موضوع معين وتجد أنه قد كَتب عنه الكثير والكثير من قبلك.

الفكرة أنك لا تريد أن تقع في تكرار المحتوى لكن في نفس الوقت لا توجد فكرة أصلية 100%

لا أعرف إن وُفّقت في إيصال الفكرة نوعا ما 😁

— كنزة (@Kenza68180571) February 4, 2023

💡 زوروا مدونة كنزة ففيها محتوى نافع ماتع 💡

جدول المحتويات

1. جدول المحتويات
2. لا جديد تحت الشمس
3. ما الإبداع أولًا؟
4. إذن ما الحل عند الحديث عن موضوع كُتب عنه من قبل؟
5. التقنية الأولى التشبيه
   1. ليس لديك أفكار عن كيف تُشبّه؟! أبشر اشتريت لك من سوق نخاسة الروبوتات روبوتًا يؤدي عنك هذه المهمة
6. التقنية الثانية: العدسات

لننقل اقتراحها نصًا هنا ونجيب عليه بعون الحيّ الذي لا يموت:

مساء النور 💐

ما الحل حينما ترغب في الكتابة عن موضوع معين وتجد أنه قد كَتب عنه الكثير والكثير من قبلك.

الفكرة أنك لا تريد أن تقع في تكرار المحتوى لكن في نفس الوقت لا توجد فكرة أصلية 100%

لا أعرف إن وُفّقت في إيصال الفكرة نوعا ما 😁

الحل المختصر أن تكتب عنه. حتى لو كُتب عن الموضوع من قبلك. والسبب في ذلك أن المواضيع متكررة لكن وجهات النظر والصلات (بين الموضوع وغيره) هي الجديدة.

فمثلًا كتبت كنزة هذا الموضوع 9 منافع للمدونة تمنيت لو أني عرفتها في وقت مُبكّر من حياتي كما كتبتُ أنا عن منافع التدوين من قبل في مقالات مثل منافع التدوين والكتابة من الناحية الصحية والعقلية والمالية والروحيّة.

ومع أن الموضوع واحد “منافع التدوين” إلا أن المقالين سينفعانك لو تقرأهما معًا. لأن الإضافة التي في المقالات هي وجهة نظر كاتبها وخبرته وطريقة بحثه وما شابه.

لا جديد تحت الشمس

لا ريب أن مثل هذه العبارة مرّت عليك.

“مَا كَانَ فَهُوَ مَا يَكُونُ، وَالَّذِي صُنِعَ فَهُوَ الَّذِي يُصْنَعُ، فَلَيْسَ تَحْتَ الشَّمْسِ جَدِيدٌ.”

(جا 1: 9)

ولدينا نحن العرب هذه المقولة: كم ترك الأول للآخر! مع أن في مقال الدكتور عبدالحكيم الأنيس الذي ستقرأه لما تضغط على المقولة كلام جميل غاية الجمال للجاحظ والمسعودي وأبي تمام وابن جنيّ في نقض هذه المقولة وتفتيتها كليًا.

ما الإبداع أولًا؟

الإبداع في اللغة العربية يعني:

ابتِكارُ أو إنتاجُ شيءٍ جديدٍ غيرِ مَسبوقٍ

معجم دليل المعاني

إلا أن هذا التعريف لن ينطبق إلا الحق سبحانه وتعالى؛ في هذا السياق يروي سادغورو لـ جو روغان في أحد الفيديوهات نكتة مفادها أن العلماء طوروا تقنيات كثيرة مكّنتهم حتى من خلق البشر والحيوانات وما يرغبون. بل حتى تكوين الإنسان من تراب. فقابلوا الحقّ سبحانه وقالوا له: نحن أيضًا نخلق فما مزيتك علينا؟ قال لهم: هل تخلقون إنسانًا من تراب؟ قالوا نعم. وخلقوا إنسانًا من تراب. فقال لهم: لكن هذا ترابي أنا هاتوا ترابكم أنت ثم اخلقوا الإنسان.

بهذا المعنى من الإبداع يستحيل أن تبدع ذلك أنه لا شيء جديد.

لكن ماذا يقول ستيف جوبز عن الإبداع؟

يقول جوش سبكتور:

أفضلُ تعريف للإبداع سمعت عنه ما قاله ستيف جوبز:

ما الإبداع إلا خلقُ صلاتٍ بين الأشياء.

وهو رأيي في الإبداع كذلك. وينبغي أن يكون رأيك أنت أيضًا. وبهذا المعنى من الإبداع: الإبداع ممكن ومقدور عليه.

طالع هذا المقال وستثق في نفسك وكتاباتك 👇

سبقوك إلى فكرتك؟ لا مشكلة، نفِّذها بطريقتك الخاصّة!

إذن ما الحل عند الحديث عن موضوع كُتب عنه من قبل؟

العالَم يتغيّر بسرعة. حاول أولًا أن ترى:

• ما إن كانت هناك إحصاءات أو أرقام جديدة أو أوراق علمية بحثية جديدة عن الموضوع. والراجح أنك ستجد. مثلًا هناك بحوث الآن جديدة قد تغيّر نظرتنا السابقة كليًا عن الاكتئاب ومثل ذلك كثير للعديد من المواضيع
• إن كانت لديك تجربة شخصية مع الموضوع محلّ التناول سينفع قرّائك جدًا أن يقرأوا تجربتك فحتى لو أن الملايين اشتروا هاتف آيفون يظلّ رأيك وتجربتك فيه ذات قيمة وأهمية لمجرد أنها تجربتك أنت

بعد ذلك تصوّر أن الموضوع ضوء وأن لديك موشورًا. أدخل الضوء (الموضوع) في الموشور (وجهات نظر مختلفة) وسيتحول ألوانًا شتى. ونفس الشيء مع الموضوع يمكن تناوله من زوايا مختلفة.

تسألني كيف تفعل ذلك؟ أخبرك بتقنيتين.

التقنية الأولى التشبيه

شَبِّه الموضوع بموضوع آخر. ومن ثَم اُكتب وستجد وجهات نظر جديدة حوله؛ وطريقتها يسيرة وهي كما يلي:

1. شَبِّه الموضوع محلّ التناول في المقال بشيء ماديّ مثل الشجرة أو البوصلة أو السُلَّم أو القُمع أو الكتاب أو الطائر أو العِقْد إلخ…
2. حدّد العناصر الرئيسية لذلك الشيء. مثلًا إن اخترتَ الشجرةَ فعناصرها الرئيسية: الجذع والجذور والأوراق والثمار إن كان لها ثمار.
3. أسقط عناصرَ الشيء على الموضوع الذي ستتناوله واجعل عناصر الشيء الماديّ عناوين فرعية لمقالك. مثلًا: الإنتاجية فتقول جذع الإنتاجية وعمودها، وجذور الإنتاجية التي تستمد منها حيويتها، وأوراق الإنتاجية وثمار الإنتاجية.

وهذا ما كان يفعله أجدادنا وسلَفُنا من قبل فمثلًا رتّب ابن عبد ربه كتابه “العقد الفريد” على أنه عِقد جواهر:

إن هذا العنوان قائم على التخييل والتشبيه، كما يؤكِّد ذلك أيضًا تقسيم الكتاب، وتسمية كل قسم منها، فقد تخيَّل ابن عبد ربه كتابه عِقدًا منظومًا، وسمّى كل باب باسْمٍ من أسماء ذلك العقد؛ والعقد في حقيقته يتكوّن من خمس وعشرين حبة ثمينة، لكل حبة منها اسم معروف، وأنفس حبات العقد هي الحبة الوسطى الّتي تسمّى (واسطة العِقد)، عن يمينها اثنتا عشرة حبة، وعن يسارها اثنتا عشرة حبة أخرى، وهي على هذا النحو مبدوءة من الواسطة عن اليمين ويقابلها مثلها عن اليسار: (المُجَنَّبَة، ثم العسجدة، ثم اليتيمة، ثم الدرة، ثم الزمردة، ثم الجوهرة، ثم الياقوتة، ثم المرجانة، ثم الجمانة، ثم الزبرجدة، ثم الفريدة، ثم اللؤلؤة). إلّا أنّ أسماء الحبّات من جهة اليسار أضافَ إليها كلمة (الثانية) فيقول: المُجَنَّبَة الثانية، ثم العسجدة الثانية، وهكذا…

مصدر

وهذا ما فعله ابن الخطيب كذلك في كتابه “روضة التعريف بالحب الشريف” حيث نقرأ في مقدمة المحقق:

نعم، عنّ لابن الخطيب أن يذهب في تأليف كتابه هذا مذهبًا جديدًا وغريبًا، فجعل موضوع المحبة صورة خيالية، فتمثلها شجرة، والنفس الإنسانية أرضًا لها. وذهب مع هذه الصورة التمثيلية يستقصي كل هيآت وأحوال هذه وتلك، مالئًا كل ناحية من نواحي المُمثَل به من أرض وشجرة بما يناسبه من المباحث والموضوعات التي يقتضيها موضوع الحب الصوفي، فاستوى له الموضوع روضة غنّاء، ذات أرض طيبة، وشجرة باسقة، ذات فروع وأفنان، وثمرات وأزهار.

روضة التعريف بالحب الشريف لابن الخطيب، تحقيق: محمد الكتّاني، ص 39.

وهذا ما فعلتُه أيضًا في مقالي تريد أن تكتبَ لكن لا تجد الوقت؟ اِقرأ إذًا هذا المقال حيث اتخذت عناوينه الفرعية ستّ طلقات من مسدّس كل عنوان فرعي طلقة.

وهذه التقنية ذكرتها من من قبل في عدد من نشرتي البريدية عنوانه: 5 نصائح فعّالة تُهيكل بها عناصر مقالك المقبل!

ليس لديك أفكار عن كيف تُشبّه؟! أبشر اشتريت لك من سوق نخاسة الروبوتات روبوتًا يؤدي عنك هذه المهمة

إن أحسست أن عقلك منغلقٌ ولا فكرة لديك عما تشبه به الموضوع محلّ التناول والذي ستكتب عنه. استعن بعد الله بهذه الأداة analogenie التي ستمنحك 3 تشبيهات مجانية كل شهر (فأنفقها بحرصٍ) دون تعب منك ولا نصب. ولنضرب مثالًا عمليًا فقد طرحنا عليها موضوع “تعلّم الآلة” (Machine Learning) وهو موضوع متقدم عن عَمَد كي نرى كيف ستضرب المثال عليه. والمثال الذي ضربته جيد لا بأس به هو القائد الآلي في الطائرة.

التقنية الثانية: العدسات

تصوّر الموضوع ضوءًا أدخله عبر عدسات مختلفة وسينكسر وينعكس ويلتوي حسب العدسة وإليك العدسات جاهزة وهذه االطريقة من ابتكار جستن ولش غزير الإنتاج والذي يحول عددًا من نشرته البريدية لمئات القطع من المحتوى التي تقول الشيء ذاته بطريقة مختلفة.

كيف تفعل ذلك؟

عبر ما سمّاه جستن ولش العدسات في حواره مع جوش سبكتور، وهذه العدسات هي:

افترض الموضوع ضوءًا أدخله في عدسة:

• القصص: اسأل نفسك ما القصص المحيطة بالموضوع وما حقيقتها وما قصتك مع الموضوع إن وجدت
• الملاحظات- ما ملاحظاتك أثناء بحثك عن الموضوع؟
• لو طلب منك أن تكتب عن الموضوع في سلسلة تغريدات (ثريد) كيف ستكتبه؟
• ما هي الرؤى المخالفة للنظرية السائدة بشأن الموضوع. مثلًا غالب الناس يعرفون معلومة معينة بشأن الموضوع لكن ما هي النظريات الأقل انتشارًا بشأنه؟
• الحاضر مقابل الماضي. ما حاضر الموضوع مقابل ماضيه؟
• القوائم. لو طلب منك التحدث عن الموضوع بصفة قائمة ما العناصر التي ستتكلم عنها؟

هكذا تخلق وجهات نظر جديدة وزوايا أخرى تتناول من خلالها الموضوع المكرر القديم وتقاربه بها.

تم المقال بحمد الله.

---

أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر

---

يونس يسأل: كيف تتناول المواضيع التي تناولها غيرك؟

---

حقوق الصورة البارزة: Photo by Michael Dziedzic on Unsplash