مرحبًا بكم، تابعت أمس اللقاء الكامل ما بين سادغورو (Sadhguru) وتوم بيليو (Tom Bilyeu) في برنامج نظرية التأثير (Impact Theory)، وإليكم ما لفت نظري وعلق بذاكرتي:
- الغاية لكل كائن في الطبيعة هو أن يصير إلى حالته النهائية التي تتجلى فيها كامل إمكانياته مثل: شجرة التفاح تتطلع لأن تصبح شجرة تفاح بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ولها كل الأمور التي يمكن لشجرة التفاح أن تكونها.
- الأطفال ليسوا إرثنا، ولا ينبغي علينا أن نؤثر عليهم (ولا أن نسمح للغير في الشبكات الاجتماعية مثلًا أن يؤثروا عليهم) بل ينبغي أن ندعهم يكونون ما يكونون عليه.
- حتى اليوم لا نعرف الحقيقة الكاملة لذرة واحدة من الذرات صحيح أننا نعرف كيف نستخدمها وكذلك جميع ما على هذا الكوكب لكننا لا نعرف أي شيء عن أي شيء.
- أكثر من 99 بالمئة من مكونات الذرة فراغ ونحن البشر لا نعرف ما كنه ذلك الفراغ.
- أكثر من 99 بالمئة من الكون فراغ ولا نعرف كنه ذلك الفراغ ما هو.
- لا تضع استنتاجات ولا صورًا كلية عن الأشياء فما نعرف عن الكون الآن يشبه أحجية مكونة من مليون قطعة ولك 3 قطع منها فقط ركبتها ببعض وتدعي أنك ترى الصورة الكاملة لتلك الأحجية.
- السبيل الوحيد للتغيير يبدأ من داخل نفسك بمعنى أن تتمعن في نفسك لا في الخارج والآخرين.
- داخلك هناك كل شيء تحتاجه وتصبو إليه.
- إن كانت رائحة فمك كريهة فأنفك الواقع أعلى فمك مباشرة لا يشمها، مع ذلك يتأذى من بخرك كل من في الغرفة. فعليك نفسك ودعك من الآخرين.
- الموت بحد ذاته ليس شرّ والحياة أيضًا، ما هو شرّ أن تكون حيًا ميتًا يموت بعضك كل يوم. الموت على دُفعات كما سماه سادغورو هو المعاناة الأسوأ (تعذيب وعذاب) التي يخوضها الجميع الآن. فلا هم ميتون فيرتاحوا ولا أحياء فيستمتعوا.
- الألم يتعلق بالفيزيقي أي المادي والملموس وهو ليس شرًا بحد ذاته وهو خير لأنه مؤشر لحفظ الذات الإنسانية وإلا من دونه سيتفنن الناس في القضاء على ذواتهم وذكر فيديوهات لمجموعة غريبة في أمريكا تقطع أصابع يديها عمدًا وتصورها وترفع ذلك على الإنترنت!
- لكن المعاناة شيء نفسي ويتعلق بالبال والعقل، ولا ضرورة لها لأن الكثير يتألم من شيء مضى ووقع منذ عشر سنوات، ويتألم من شيء سيحدث في الغد وكلاهما غير موجودان في اللحظة. فالمعاناة غير ضرورية.
- كثرة الاكتئاب والأسئلة الوجودية والمعاناة النفسية من أسبابها سهولة الحياة وأريحيتها في عصرنا فلو كنت بحاجة إلى الإتيان بسطل ماء لا بد أن تسير لتجلبه ميلًا ماشيًا -وعائلتك بحاجة إلى 25 سطل آخر من الماء- لن يكون في حوزتك وقت تؤذي فيه نفسك لا ماديًا ولا نفسيًا. فسهولة الحياة من دواعي تفكير المرء أن يؤذي نفسه.
- في عام 2017 في الهند (وهي بلد لا يكثر فيه الانتحار مقارنة بغيرها) لوجود دعم عائلي كبير وما شابه انتحر 18 ألف وستمئة طفل لا يتجاوزه سنه الثامنة عشر. 7200 منهم كانوا أقل من 15 سنة. هؤلاء الشباب والشابات المفعمين بالحياة والمزهرين والمتدفقين بالنشاط لماذا انتحروا؟ ذلك أن هناك -ودون شك- شيء خاطئ جدًا نرتكبه في مجتمعاتنا أليس كذلك؟ إنه تلك الأهداف والأفكار الحمقاء بشأن ما يعنيه النجاح يدفع هؤلاء الشباب للجنون لأننا نحاول استخدام أطفالنا كأنهم خيول في سباق، إن تصورت أن الحياة سباق -وهذا خاطئ- فلا بد أن تصل لخط النهاية سريعًا أليس كذلك؟ وما الخط النهائي للحياة؟ هو الموت. فانتحار الشباب إذن هو لأننا شيّدنا المجتمع وتصوراته عن النجاح والإنجاز بصورة خاطئة وعوجاء.
- إننا أفضل جيل مقارنة مع غيرنا من الأجيال من ناحية سهولة الحياة وأريحيتها وذلك بفضل العلم والتقنية وكما أن هناك علومًا وتقنية للرفاه الخارجي وهذا ما نشهده الآن هناك علوم وتقنيات للرفاه الداخلي (الروحي) والذي للأسف تجاهلته معظم الثقافات والتي تفكر بأنه في حال جعلنا كل الترتيبات الخارجية جيدة وطيبة سيكون كل شيء على ما يرام لكن الولايات المتحدة الأمريكية هي أعظم دليل على أن هذا الاستنتاج خاطئ. من ذلك أن شعب أمريكا وعلى الرغم من أنه أكثر الشعوب رفاهية على مستوى العالم فإن 70 بالمئة منهم يتعاطون الأدوية.
- عندما كنت ابن الخامسة والعشرين وحدث التحوّل الداخلي لي أدركت أني إن جلست في مكاني سأتدفق طبيعيًا بالبهجة والوَجد بل كل خلية من خلايا جسمي ستقطر وجدًا وبهجة ظننت وقتها أني جننت ثم بعد مرور خمس أو ست أسابيع عرفت أنه بمجرد غلق عيناي أنضح وجدًا وبهجة وقتها أدركت أنه إن لم أعبث بحالتي النفسية أو الجسدية فإن البهجة والسعادة هي الحالة الطبيعية للعيش والوجود. ولستُ في حاجة لفعل أي شيء لتحقيقها ولا إنجاز أي أمر. عندما أدركت ذلك رسمت خطة وكان عدد سكان العالم وقتها 5.6 مليار نسمة؛ رسمت خطة جدولها الزمني عامين ونصف غرضها جعل العالم يضجّ بالبهجة والوجد. وكم كنت ساذجًا في شبابي فها قد مضت 37 سنة على الخطة وليس عامين ونصف ولم تحقق! لكن الناس تقول أن أعمالي لامست 500 مليون نسمة أو نحو ذلك وواضح أنه من المحتوم أن أموت وقد فشلت في مسعاي لكني أعتبر أنه فشل مبارك.
هذه فقط ملامح وأوصي بمتابعة اللقاء كاملًا لأنه نافع مفيد.
جدير للغاية بالاطلاع حوار مع المفكِّر اللبناني علي حرب: تأويليَّات النص وتداوليَّات الواقع علي حرب في مرآة العصر تقديم وحوار: محمد شوقي الزين [مؤمنون بلا حدود] إن لم تكن تعرف علي حرب من قبل، فهذا وقت مناسب كي تشرع في مطالعة كتبه.
كثير[و]ن من الكتَّاب والقرَّاء العرب، الذين اطلعوا على كتاباتي النقديَّة والفلسفيَّة، اعترفوا بأنَّ هذه الكتابات فتحت أمامهم إمكانات جديدة للتفكير، فغيَّرت مسارهم الفكري، أو دفعتهم إلى التفكير بطريقة مختلفة، أو جعلتهم يعيدون النظر في مسبقاتهم العقائديَّة أو يحطمون أصنامهم الفكرية…، هذه عبارات سمعتها حرفيَّاً من قرَّاء اطَّلعوا على مؤلفاتي في أكثر من بلد عربي.
علي حرب – تعليقي: وأنا من أولئك القرّاء الذين فتحت كتابات علي حرب أمامهم إمكانات جديدة للتفكير.
مُثرٍ للثقافة: هل أقام ابن خلدون داخل مغارة بقرندة ولاية تيارت كما هو متداول حقا..؟ [موقع عقون أحمد]
يونس يسأل: ماذا تعرف عن الثقافة الهندية (فلسفة، كتب، أفلام، موسيقى، أدب… أي شيء).
من حسابي على تويتر:
حقوق الصورة البارزة: قناة Tom Bilyeuعلى يوتيوب.
حضارة غنية لم نكتشفها كثيرا.. ويكفي أن الصفر أتى منهم (ونقله العرب ودمجوه مع الاكتشافات الرياضية ولم يخترعوه للأمانة) وأصل الأرقام سواء ما يسمى بالعربية (المشرقية) ١٢٣ أو المغربية 123 أصلها هندية.. الحقيقة أنني أظن أن الأوروبيين أكثر إنصافا مع الحضارة العربية الإسلامية من الحضارة الهندية أو البابلية أو الصينية القديمة.. وفي الأدب: لولم يكن لديهم إلا كليلة ودمنة لكفى.. دون الإغضاء من عبقرية ابن المقفع.. أحب أفلام عامر خان.. وأحب أن الشعب الهندي يكافح من أجل التعلم والتقنية مهما كانت الوسائل وكثير من العرب يكتفي بالاستهزاء من لكنتهم! حتى علماءهم المسلمين لهم نظرات مميزة ونحتاج للقراءة أكثر في الإنتاج الإسلامي الهندي.. ومن أمثلته كتب وحيد الدين خان الذي توفي قبل فترة أيام قليلة على ما أتذكر فرحمه الله.. يوجد موجة ضد المسلمين من الحكومة الجديدة.. وأناس هنود كثر يدعمون الكيان الغاصب ربما نكاية في الجارة باكستان بسبب توتر العلاقة بينهما أو نكاية بالمسلمين.. أو دفع لهم.. لا أدري..عموما نحن العرب أولى من غيرنا بفهم هذه الحضارة العريقة وشديدة التنوع وبناء علاقات وطيدة معها..
مع مخالفتي لكثير من أفكارهم التي لا تقتنعني بما فيهم صاحب الفيديو أعلاه..
إعجابLiked by 2 people