مساء التركيز،
اقترحت عليّ الأستاذة دينا الهوارى هذا الموضوع فشَكَر الله لها، دينا مشتركة في رديف فاشترك أنت أيضًا في رديف. ولا تفوّت على نفسك محتوى قيّمًا لا أنشره هنا.
لننقل اقتراحها نصًا هنا ونجيب عليه بعون الحيّ الذي لا يموت.
مساءك ورد وفل وياسمين
ماذا أفعل في انعدام التركيز الناتج عن الوظيفة، وعلى أثره لم أعد استطيع التركيز في الكتابة او اي شئ
كتبتُ عن التركيز والمشتتات من قبل في هذه التدوينة: كيف تستعيدُ تركيزك الذي سُرق منك وتودِّع التشتت وقلّة الانتباه والمُلهيات للأبد؟ فعليك بها لأنها نافعة. مع ذلك لا مانع أن نكتب عن التركيز مرّة أخرى لأنه هام.
الموازنة بين العمل والحياة مستحيلة
بدايةً نشير إلى مقال حديث ماتع كتبه نات إلياسُن (Nat Eliason) بعنوان الموازنة بين العمل والحياة مستحيلة. ويقترح أنه وبدل أن نتصور الموضوع على أنه ميزان به كفّتان لا بد أن نسعى لموازنتهما مع بعض: لنفكّر بالموضوع على أنه لعبة أحجية بها قطع والعمل جزء من أحجية الحياة بل وهو حتى ليس قطعة كبيرة منها وبالتالي لا بد من الدمج (تركيب جزء في كلّ مثل الأحجية) بدل تصوّره كفّة ميزان. المقال خمس نجوم وممتاز فعليك به.
ماذا تفعل عندما ينعدم تركيزك جرّاء وظيفة بدوام كامل حيث لا تستطيع الكتابة أو فعل شيء جانبي آخر؟
الجواب المختصر: النهوض مبكرًا قبل ساعتين أو ساعتين ونصف من الدوام. غالبًا ما يكون ذهنك صافيًا بعد النوم.
تذكّر أن تنام مبكرًا على التاسعة أو العاشرة ليلًا كي تأخذ قسطًا طيبًا من النوم. ضع منبهًا لنومك كما تضعه لاستيقاظك وتوقّف عن شرب المنبهات بعد العصر. وهيء نفسك للنوم بحلول الموعد. ستواجه إشكاليات في البداية لكن جسمك سيتعود ويحفظ وقت نومك ويخلد للراحة في الوقت الذي حددته.
تستطيع كذلك إن كان ذلك متاحًا أن تنام القيلولة. النوم مهم جدًا للتركيز.
للي بكّر على حوايجو قضاها
— مثل شعبي جزائري يعني: من له حوائج يريد قضائها فلينهض باكرًا وسيقضيها
أيضًا يمكنك أن تنام قليلًا في الليل. مثلًا تنام من 9 إلى 12 وتنهض في منتصف الليل وتنجز بعض الكتابة والأعمال الجانبية في ساعة ونصف وتعود للنوم وتنهض الخامسة أو الخامسة ونصف مثلًا. وهو ممكن وأنا أفعله بين الحين والآخر.
السرّ في هذه الطريقة أنه إن اقتطعت ساعة بعد نومك وقبل الدوام كل يوم فسيتكون لديك 30 ساعة كل شهر. وهي كافية لإنجاز كل ما تريده من كتابة وإدارة أمور جانبية تحبّها. لا سيما إن التزمت بها.
إن اقتطعت ساعتين من وقتك بعد النوم وقبل الدوام فسيكون لديك كل شهر 60 ساعة. وهكذا.
السرّ في الاستمرارية هنا.
النهوض باكرًا صعب، لكن ما تودّ تحقيقه يستحق هذه التضحية
هكذا إن اقتطعت ساعة بعد النوم وقبل الدوام يمكنك حسب سرعتك وخبرتك:
- كتابة مقال قصير
- كتابة سرد (سلسلة تغريدات)
- الرد على استفسارات العملاء والبريد الإلكتروني إن كنت دعمًا فنيًّا مستقلًا لأحد العملاء
- كتابة جزء طيب من الكتيب الذي تعمل عليه لك أو لعميل
- تحسين حضورك على الإنترنت في الشبكات الاجتماعية ومدونتك من تعديلات وردود وتفاعل مع التعليقات والرسائل الخاصّة
- جدولة ما لديك من محتوى ستنشره في حساباتك أو حسابات العملاء
- تحضير ما ستنشره لاحقًا في حساباتك أو حسابات العملاء
فهذا هو جوابك أستاذة دينا. ومنطقه كما يلي:
- لا يشكّ عاقل أن التركيز يكون قويًا بعد أن أخذ قسط طيب من النوم والراحة الجسدية
- لا بد أن تنظّم نومك وتنال منه قسطًا كافيًا ولا بأس أن تضحي بالترفيه مقابل النوم
- إياك والوقوع في فخ السهر الانتقامي فهو داء عضال يسري في العروق فيجعل الجسد جسد شيوخ وعجائز هرمين
- قبل الدوام وبعد أخذ قسط من النوم: اقتطع ساعة خصصها لما تريد من مشاريعك الجانبية حسب الأولويات
- بما أن المورد محدود وهو ذاك الوقت المقتطع بعد النوم وقبل دوامك فكن حريصًا على إنفاقه في وجوه تستحق الإنفاق عليها من وقتك
- مثّل الساعات المقتطعة كل صباح قبل الدوام وبعد النوم أنها جنيهات ذهبية قيّمة: اصرفها بحكمة وبعناية وحرص
تم المقال بحمد الله.
إن أعجبك شاركه مع غيرك ولك أجر؛ أو شاركه مع غيرك واشترك في رديف ولك أجران.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: كيف هي علاقتك مع التركيز؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Mayukh Karmakar on Unsplash
يونس بن عمارة 
بارك الله فيك أستاذي، بالفعل أن وقعت في فخ السهر الانتقامي توهماً بأني أعوض ما فاتني
بإذن الله سأطبق من الآن 🙏
بوركت جهودكم، ودمُتم بسعادة🌼
إعجابLiked by 1 person
السهر الانتقامي مشكلة فعلا ونريد من يديك مقال قويّ عنه بارك فيك المولى ومنحك ما تريدينه وزادك من فضله
إعجابإعجاب