التأثير الإيجابي والسلبي للجمهور على الكاتب وكيف تتجنب التأثير السلبيّ وتنتفع من الإيجابي؟

هذه التدوينة برعاية نشرة الأحد البريدية من إعداد الأستاذ علي عسيري وهي نشرة تشبه قرصات شاورمر لكنها للتسويق. اشتركوا فيها وشكرًا للدعم.

مساء الخير،

اقترحت عليّ الأستاذة سارة الجريسي هذا الموضوع فبارك الله فيها؛ الأستاذة سارة الجريسي مشتركة في رديف فاشترك أنت أيضًا في رديف.

وهو موضوع ممتاز فعلًا وسننقل السؤال نصًا هنا ونجيب عليه بعون القويّ المتين:

عن تأثير الجمهور والمتابعين على الكاتب.

بناء الجمهور بطريقة صحيحة من الأول يقلل من تأثيراته السلبية لاحقًا

لن نتناول هذا المقال موضوع جذب الجمهور لمن لا جمهور له فهذا قد تناولناه بصورة مخصصة للكتّاب في هذا المقال لا أحد يقرأ ما أكتبه، ما الحلّ؟ وبصورة عامة لجميع التخصصات هنا كيف تُسوّق لنفسكَ؟ رحلة التسويق لا تنتهي: حتى شاهدُ قبرك -بعد طولُ عمرٍ- لافتةُ تسويقٍ للترحّم عليك

تبقى هنا أن ننبّهك لملاحظة هامة هي:

أنه إن لم يكن لديك جمهور فلديك ميزة هامة هو أنه في مُكْنتك بداية بناء الجمهور بصورة صحيحة من الأول ولا تكن مثل هذا: جمع مئة ألف في أربع سنوات ثم عانى من التربّح منهم. والتربّح من الجمهور حقّه. وهو ليس حالة منفردة بل الكثيرون لديهم عدد متابعين لا بأس بهم الآن وأصحاب مجموعات كبيرة في منصات مختلفة ويكافحون في التربح مما تعبوا فيه. وقد أجبت بعون الله عليه. يمكنك تحميل السؤال وإجابتي من الزر أدناه.

إذن إن لم يكن لديك جمهور فهذا جيد لأنه فرصة أن تبدأ في بنائه بطريقة صحيحة وذلك بـ:

  • أن تنطلق من الجمهور لا المُنتج (تفحّص الصورة أدناه)
  • أن تتحقق من جدوى أفكار مشاريعك/منتجاتك/خدماتك ماليًا (أي التحقق أنها تباع ومطلوبة) مبكرًا
  • أن يكون نموذج العمل التجاري (كيف ستجني المال في بالك من اليوم 1 للبدء في عملك)

هذا يعني أن تفكّر بصناعتك للمحتوى على أنها مشروع تجاري متكامل الأركان. لا على أنه هواية جانبية وتجزية للوقت ولعبُ صبيانٍ.

الخطأ الثاني في إدارة المشاريع: أن تبدأ من المُنتج لا الجمهور - المصدر: كيف تُنجح مشروعك الصغير على طريقة رائد الأعمال التقليلي؟
الخطأ الثاني في إدارة المشاريع: أن تبدأ من المُنتج لا الجمهور – المصدر: كيف تُنجح مشروعك الصغير على طريقة رائد الأعمال التقليلي؟

لا مناص من صناعة المحتوى في عصرنا وتكوين جمهورك حول منتجاتك وخدماتك

أيًا كانت تخصصك، فإنه يوجد من هو مثلك. فإن كان من في تخصصك يصنع المحتوى ويظهر عند البحث في محركات البحث فغالبًا هو أفضل منك (على الأقل في عيون الناس والعملاء) وأكثر ظهورًا منك وله سمعة وأغنى منك في معظم الأحوال.

  • فإن كنت مبرمجًا فالمبرمج الذي لديه مدونة أو دورات أو كلاهما ويصنع المحتوى سيكون أفضل حالًا منك
  • إن كنت طبيبًا فالطبيب الذي ينتج المحتوى أيًا كان صيغته مطلوب أكثر من الطبيب الذي لا يفعل ذلك
  • إن كنت كاتب محتوى فنفس الشيء من لديه مدونة ونشط على تويتر وغيره يظهر أكثر منك ويُطلب أكثر ممن لا يفعل ذلك

بالتالي: صناعة المحتوى وهي جزء من التسويق بالمحتوى ليست ترفًا ولا خيارًا في عصرنا.

وهذه المقدّمات كلها مهمة قبل الحديث عن تأثير الجمهور على الكاتب لأنه إن بنيت الجمهور الخطأ فستتعب جدًا لذا كما يقال في الحكمة:

السيرُ ببطء في الاتجاه الصحيح أفضل من السير بسرعة فائقة نحو الوجهة الخطأ

عودةً لسؤال الأستاذة سارة الجريسي نقول: إن للجمهور والمتابعين نوعين من التأثير على الكاتب هما:

التأثير السلبي للجمهور على الكاتب

ويتجلى ذلك في عدّة أعراض منها:

  1. أن يكون جمهور الكاتب يتابعه متابعة عمياء دون تفكير نقديّ فلا يصحح أخطائه ولا ينصحه وينصره بكل وجهٍ سواء أكان مُصيبًا أو مُجانبًا للصواب
  2. أن يصبح الكاتب عبدًا للجمهور فيكتب وفق الطلبِ ويلحق لاهثًا أي الكاتب وراء الاتجاهات الرائجة إرضاء للجمهور حيث يميل بقلمه أينما مالوا
  3. زيادة الجمهور قد تؤدي بالكاتب للنرجسية والإحساس بالعظمة الزائفة وحبّ الأنا والتكبّر والطغيان وأنه صح ورأيه صواب لماذا؟ لأنه لديه عدد متابعين أكثر ممن يخالفونه في الرأي
  4. البعض سيقلّدك والآخر سيسرق محتواك وأسلوبك دون نسبة الفضل لك وهذا ما يؤثر عليك نفسيًا ويُحبِطك

الحدّ من التأثيرات السلبية للجمهور

وحلّ هذه التأثيرات السلبية ما يلي:

  1. أن تبدأ من اليوم الأول لبناء جمهورك بداية صحيحة كما أسلفنا أول المقال. إن كان لك جمهور بالفعل لكن لا يعجبك افتح حسابًا آخر وابدأ من جديد وبطريقة صحيحة هذه المرّة
  2. بين الحين والآخر لا تلبي رغبات جمهورك وذلك لتُظهر أن لديك حرية إرادة وتحكمًا في حياتك. كذلك حرّم على نفسك الحديث في بعض التخصصات والمواضيع فإن ذلك يجلب لك النوع الذي تريده من الجمهور
  3. إن طغت نفسك فاقرأ قصص تواضع من هم أسيادي وأسيادكَ مثل الأنبياء والصحابة الكرام، فسيد المخلوقات عليه السلام مثلًا وكما ورد في الأثرِ كان رحيمًا بالمؤمنين، يبكي للبهيمة المثقلة، ويبكي لليتيم في حجر الأرملة، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا متزين بالفحش ولا قوال بالخنا وروي عن سيدنا الحسين رضوان الله عليه أنه مرّ يومًا على مساكين وقد أخرجوا كسرات من الخبز ليأكلوا فدعوه إلى طعامهم فثّنى وركه وجلس يأكل معهم، وهو يقول: إن الله لا يحب المستكبرين
  4. لا تنزعج ممن يقلّد بل خَفْ ألا تُقلّد لأنه يعني أن محتواك لم يصل بعد لمرحلة النُضج، وما يُسرق يعني أنه مطلوب وحَسَنُ الجودة فاستبشر واعلم أن الفضل كلّه لله ولا تقلق نفسك بالمختلسين مع ذلك اتخذ كلما كان ذلك ممكنًا إجراءات لحماية محتواك تكلمنا عن بعضها في هذا المقال: كيف تنتقل بصفتك صانع محتوى من نمط الهواة إلى نمط المحترفين؟ وكيف تحفظُ حقوقك؟

التأثير الإيجابي للجمهور على الكاتب

للجمهور أيضًا تأثير إيجابي على الكاتب من جوانبه:

  • وجود جمهور لما تنتجه من محتوى -وإن قلّ عدد الجمهور- محفّز للإنتاج أكثر فإن كان الجمهور يراسلك بأنك نفعته ويشجعك فإن ذلك سيبث حماسة في قلبك تعينك بعد الله على العطاء أكثر
  • من رُزق جمهورًا ذا تفكير ناقد فلن يصادق على كلّ ما تكتب أو ما تقول بل سيخالفك وينقدك ويجادلك دون إفساد للودّ مما يفتح آفاق ذهنك على رؤى جديدة بل وسيعلّمك الجمهور أيضًا أشياء جديدة لم تكن تعلمها
  • وجود جمهور يعني كذلك وجود عملاء محتملين مما يعني احتمالًا أعلى لشراء منتجاتك لاحقًا من كتب ودورات ومُنتجات واقعية أو رقمية، الأمر الذي يرفدك ماليًا
  • وجود جمهور محبٍّ لك يعني تحوّل بعضهم لسفراء لخدماتك ومنتجاتك وعلامتك التجارية ومن ثَمّ تكسب تسويقًا مجانيًا مُستحقًا إذ يشعرون بالعرفان ويريدون ردّ الجميل لك لتنوير عقولهم ومنحهم ما احتاجوه من معرفة ومحتوى وحكمة

والتأثيرات الإيجابية حسنة رزقك الله الكثيرَ منها وطريقة زيادتها أن تواصل عطائك وتشكر الناس وتقدّرهم ومن فعل لك جميلًا ترده له وتعطي من وقتك وجهدك لمن نفعك بتسويق أو بترويج أو كلمة حسنة. والمعيار هنا هو أن ترى ما الذي حقق تأثيرًا إيجابيًا فتُكثر منه.

إن أعجبك المقال، شاركه مع غيرك ولك أجر، أو شاركه واشترك في رديف ولك أجران.


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


يونس يسأل: وأنت ما هي التأثيرات السلبية والإيجابية التي تلقيتها من جمهورك؟

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s