وصفتي [التي قد لا تنفعك] للقضاء على التسويف

سلام الله عليكم،

يبدو أنني سأتحدث اليوم عن التسويف.. لأنه طلبه إثنان من الأشخاص أحدهما لم أكتب له من قبل مقالًا.

قبل أن أخبرك بوصفتي لتتأمل قصة هذه القصة القصيرة التي ذبحها التسويف بيده.

منذ أشهر وأنا أحاول كتابة قصة قصيرة أخرى على غرار قصتي القصيرة الثلاجة، لكن التسويف أتى وقضى عليها وسأعطيكم لمحة عنها وكيف نبعت لي فكرتها أساسًا وما الذي يعرقلني عن كتابتها الآن.

خطرت لي فكرة هذه القصة من هذه المعلومة: أن البشر يضيّعون 500 سنة كل يوم في حلّ الكابتشا. ثم في يوم من الأيام أتتني عدة كابتشات كلها جرارات. فقلت: يا سلام. دعنا نكتب قصة غموض وتشويق عنوانها الجرّار عن رجل كلما فتح هاتفه أو حاسوبه أو أي جهاز ومرّ بكابتشا كانت جرارًا، واستمرت الحالة الغريبة لفترة حتى أنه لما غيّر الجهاز واستخدم الـفي بي إن والبروكسي وكل حل آخر ظلت الجرارات تلاحقه في الكابتشا، بل ولما اشترى حواسيب قديمة وأجهزة آلة حاسبة ذكية لحد ما وكانت أحد عملياتها تتطلب تجاوزًا لعقبة ما كانت تُخرج له جرّارًا، كان لدى هذا الرجل صديق متخصص في OSINT ووظفه ليتحرى عن هذه القضية وهكذا تكونت حبكة القصة.

القصة في ذهني كانت سترتبط بصورة بعيدة نوعًا ما بقصة الثلاجة، فبطلا قصة الجرار سيمران بسيارتهما على المركز التجاري الذي علقت به رحمة بطلة قصة الثلاجة، وكانت القصة في ذهني شديدة الروعة بجودة HD مع موسيقى تصويرية وحركة بطيئة ‘سلو موشن’ ولا أقوى منه… و… نعم جميعنا أعمالنا الإبداعية في أذهاننا قوية للغاية حتى تفكّر بإخراجها للنور…

ولكم أن تتصورا أني أمس كنت أتصفح مقالًا من هذا الموقع المضحك والترفيهي SadAndUseless وهو يعرض أغلفة كتب غريبة جدًا يمكنك شرائها بالفعل من أمازون.. وشدّ انتباهي هذا الغلاف:

الجرارات القديمة والرجلُ الذي عشقهم عشقًا تأليف روجر ولش كيف تُبقى جراراتك سعيدة وعائلتك تعملُ؟
الجرارات القديمة والرجلُ الذي عشقهم عشقًا تأليف روجر ولش كيف تُبقى جراراتك سعيدة وعائلتك تعملُ؟

فقال عقلي: رأيت؟ هذه إشارة من الكون أن تكمل القصة..

سألته: هل لديك نهاية لها أو أحداث أو فراغ لكي تبحث ما يفعله بالضبط خبير OSINT لأنك أنت من اخترت أن يكون أحد أبطال القصة بهذا التخصص

قال عقلي: لا

فقلت له: إذن الصمت حكمة وقليل فاعله

ثم قلت له: أتعرف يا عقلي هناك من يجادل أنك غير موجود!

قال عقلي باندهاش: هل تقصد أن البعض يقولون يونس لا عقل له فهو أحمق؟!

قلت له: لا المقصود أن كل عقل أي عقل غير موجود أساسًا وما هو إلا تسميات لا حقيقة لها. طالع إن شئت: أطروحة اللاعقل: لا يوجد ما يدعى عقل أو عقلي [موقع منشور]

قال عقلي: لا تعليق!


لماذا أحكي لك هذا؟ لأن التسويف منعني من إكمال القصة. ولأن التسويف كذلك ساهم في عدم إصداري لحلقة يونس توك كل أسبوع كما هو المفترض.

ولأخبرك أننا كلنا نعاني بصورة أو بأخرى وسأنفعك مما نفعني فقط. دون مثاليات أو تنظير. لهذا حرصت على البداية بذكر فشل لي سببه التسويف.

للأسف قد لا تخرج تلك القصة للنور لكن لنأمل أني سأتمها يومًا ما.

وصفتي الفعالة للقضاء على التسويف:

وهي مكوّنة من جزئين:

  • أولها: إطلاقُ عدة مسارات لفعل أشياء معينة في نفس الوقت.
  • ثانيها: الانتفاع من الوضع الحاليّ.

لنفصّل فيهما.

لإصابة هدف معين صوّب عليه كثيرًا

لنفترض أن لديك رشاشًا به مئات الطلقات وطُلب منك إصابة هدف معين عن بُعد، وأطلقت أكبر عدد من الرصاصات التي لديك، احتمال أن تصيب الهدف عالٍ جدا هنا.

نفس الشيء مع الأهداف المعنوية. المقصد هنا: أطلق نعم -عكس ما يقول الآخرون- عدة مسارات لفعل الأشياء في ذات الوقت وتقبّل فشلك في بعضها ونجاحك في أخرى، ثم التي فشلت فيها ضع لها حدًا أدنى وسأشرح لا تقلق.

لنرَ أمثلة من حياتي. في ذات الوقت عليّ أن:

المهمة نجحت أو فشلت؟
أدير مجتمع رديف بصورة يوميةإلى حد ما نجحت
أكتب يوميا في مدونتينجحت والحمد لله
أجيب يوميا في كورافشلت فشلًا ذريعًا
أنشر أسبوعيا حلقة يونس توكفشلت فشلًا ذريعًا
أنشر شهريا عددا من نشرتي البريديةنجحت لحد ما
أكتب بين الحين والآخر قصصًا قصيرة وروايات وكتبًا كاملةفشلت في ذلك ونعم فشلًا ذريعًا!

بعد تأمل هذا قررت حدّ الفشل الموجود عندي بوضع حدّ أدنى كي لا تضيع الجهود فقررت: بدل ما يفعل الناس ويتخلون عن مشاريعهم رحمت نفسي وقلت:

  • مطلوب منك بدل 4 حلقات يونس توك في شهر. أي واحدة كل أسبوع أسمح لك يا نفسي بالراحة لكن شرط إخراج حلقة واحدة على الأقل كل شهر ولو كان أكثر فيا مرحبا
  • مطلوب منك بدل الإجابة يوميا في كورا. أن تجيب على سؤال هناك مرة واحدة على الأقل كل شهر وأنا أسامحك في 29 يوم المتبقية (نفسي كريمة بالفعل ههه)

هكذا كل عام لن أخسر على الأقل 12 حلقة يونس توك و12 جوابًا في كورا، القصص والروايات والكتب؟ الله يعوّض!

والآن ملخص هذه النقطة:

  • أطلق عدة مسارات لإنجاز المهام في ذات الوقت وحاول إنجازها
  • التي تنجح فيها امض قدمًا فيها والتي تفشل فيها ضع حدّ أدنى فضفاضًا لها لكي لا تخسرها والتي لم تنجزها سامح نفسك فيها

العنصر الثاني من الوصفة: الانتفاع من الوضع الحالي

لن أطلب منك:

  • مراقبة وقتك
  • قراءة مئة صفحة من كتاب عن الإنتاجية
  • الاشتراك في رديف ولن أطلب منك:
  • تثبيت برنامج أو إضافة متصفح أو تطبيق

كل ما أطلبه منك لتحقيق هذا العنصر هو إجابة عن سؤال:

ما الشيء الذي تفعله أكثرَ شيء في اليوم لنقل أنك تمنحه 5 ساعات؟

لا تخجل منه لأنه غير مهم. ولأنك لن تخبر به الناس أو تخبرني. الإجابة مهمة لك ولنأخذ أمثلة ومن هناك تعرف لماذا طرحت السؤال في الأساس:

ما تفعله كل يوم لأكثر من 5 ساعات (لا يهم ما هو)اقتراح للانتفاع منه
تصفح تويتر افعل ما تفعله. لن أحكم عليك. المطلوب هو اختيار -كل يوم- أفضل 10 تغريدات (ثريدات) أعجبتك ثم تجعلها في نشرة بريدية أو ثريد أو مقال وفقط. كل يوم. لست مضطرًا لأن تفعل ذلك بحسابك الشخصي يمكنك فعله بحساب آخر مخصص للموضوع.
مشاهدة الأنيمي افعل ما تفعله. المطلوب إيقاف الشاشة في لحظات ممتعة من الأنيمي وتصوير الشاشة ثم الخروج بنهاية اليوم بأهم عشرة مواقف من المسلسل الذي تشاهده ونفس الشيء أعلاه. تنشر تلك المواقف (مع تعليقاتك لو تستطيع لكن ذلك غير مطلوب) في نشرة أو تدوينة أو ثريد…ومرة أخرى لست مضطرًا لفعل ذلك بحسابك الشخصي.
تفقد كل حسابات الميم المشهورة في الإنترنت افعل ما تفعله. المطلوب انتقاء أفضل الميمات كل يوم التي تراها وكما قلنا أعلاه تنشر اختياراتك بصورة ما في الإنترنت. كل يوم.

ما المقصود بهذا؟ وما الهدف؟

الهدف هو خلق نظام لك. دون أن تخرج من منطقة راحتك وما تفعله كل يوم على أية حال. فأنت لو فعلت ما قلته لك أعلاه لفترة من الزمن خرجتَ بما يلي:

ترسخ فيك سلوك الاختيار والانتقاء والنشر اليومي وتحركت لفعل ذلك من الاختيار والنشر والتنسيق. وطبعًا الشيء تحبه لأن جسدك وعقلك يعرفان نفسك أحسن منك. فلن تحس بكثيرِ تعبٍ في فعل ذلك.

بعد فعل ذلك لفترة الموضوع غير مهم بل السلوكيات. سيكون لديك عادة أن:

  • تتابع بانتباه الآن وتتأمل وتحكم وتنقد
  • لديك عادة أن تنشر يوميًا ما تراه مثيرًا لانتباهك
  • تفهم نفسك أكثر وما يثير انتباهها ويشدّ اهتمامها ومعرفة النفس من أعظم الطرق للتحكم بها

ثم ها أنت بعد اكتساب هذه العادات (الانتقاء، التنسيق في صيغة معينة -نشرة، ثريد، تدوينة…-، النشر اليومي) في موضوع تحبه. يمكنك نقل هذه العادات الموجودة بالفعل لشيء قد لا تحبه كثيرًا من كتابة تغريدات وثريدات شهر كامل لشركة بيع بن القهوة التي طلبت خدماتك!

جرّبوا هذه الوصفة وأخبروني النتائج…

إن أعجبك المقال شاركه مع أصدقائك ولك الأجر أو شاركه واشترك في رديف ولك أجران!


يونس يسأل: ما المهمة التي تمكنت من إنجازها يوميًا لفترة طويلة؟ وكيف فعلت ذلك؟


حقوق الصورة البارزة: Photo by Aaron Burden on Unsplash

3 رأي حول “وصفتي [التي قد لا تنفعك] للقضاء على التسويف

  1. ليست مهمة بالضبط، لنقل نوعا من تغيير الروتين.
    استمريت على تدوين يومياتي سنة كاملة على دفتر أجندة، وكنت ازين الدفتر كل شهر واسجل افكاري وخواطري والأحداث التي تحدث معي كل يوم، بعض الشهور كان الدفتر ممتلئا بالمعلومات وبعضها كان ناقصا لكنني انجزت المهمة بنجاح

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s