سبعة نصائح للنجاح في كتابة المحتوى للمواقع الأجنبية

لماذا تكتب للمواقع الأجنبية؟

يعاني حال مهنة كتابة المحتوى باللغة العربية أحياناً من ضعف في الأسعار والرواتب، حيث لا يحصل كاتب المحتوى العربي في كثير من الأحيان على ما يستحقه لقاء تعبه ووقته الذي قضاه في تحصيل ملكة الكتابة والإكثار من القراءة، ثم في تطبيق كل مهاراته لإخراج محتوى مكتوب مميز.

وللمساعدة في حل هذه المشكلة توجد الكثير من المقترحات مثل التوجه للنشر في السوشيال ميديا، أو العمل بوظيفة كاتب إعلانات مع الشركات التجارية، وغير ذلك من الحلول. إلا أن المشكلة الرئيسية تظل أيضاً في صغر حجم سوق العمل في مجال كتابة المحتوى باللغة العربية بشكل عام، وكذلك ضعف وعي أصحاب الشركات بأهمية كتابة المحتوى وقيمته.

ومن بين بعض الحلول اﻷخرى هو التوجه للكتابة باللغة الإنجليزية، فهي لغة ذات سوق عالمي وليست خاصة فقط بالمتكلمين باللغة الإنجليزية، كما أنه سوق واسع وكبير للغاية، وفيه أسعار ورواتب مجزية لمن يتقن العمل فيه.

لكن المشكلة الرئيسية في هذا الطريق أمام الكاتب العربي، هي قلة ما يوجد من مراجع وكورسات وكذلك زملاء سلكوا هذا الطريق بنجاح، فكثيرون لديهم لغة إنجليزية قوية، لكنهم يتهيبون من اقتحام كتابة المحتوى فيها، فمهارة الكتابة كما هو معلوم هي أصعب مهارة في أي لغة، فكيف إذا كانت كتابة مهنية احترافية.

وعلى الرغم من وجود العديد من بعض الكتاب العرب الذين نجحوا في هذا الطريق، إلا أن عددهم قليل، ولم أعثر على واحدٍ منهم لديه اهتمام كبير بالحديث عن تجربته وشرحها، في حين يوجد بعض من ذلك بين الهنود والأفارقة، على الرغم من قلته.

كما تواجه غالبية من يذهب في هذا الطريق مشكلة الوقوع في حبال المواقع والشركات التي تدفع مبالغ قليلة، والتي يطلق الغربيون عليها تسمية مطاحن المحتوى (Content Mills)، فيظن الكاتب العربي أن ليس لديه فرصة للحصول على أجور مرتفعة مثل الكاتب الأجنبي، لكن السبب ليس أنه لا يتقن الكتابة بالإنجليزية، وإنما بسبب عدم معرفة أين يجد أعمال كتابة محتوى بأسعار مجزية.

والكاتب الأجنبي هو اﻵخر كثيراً ما يقع ضحية استغلال مطاحن المحتوى، في حين يوجد العديد من قصص النجاح لكتاب محتوى يتحدثون الإنجليزية كلغة ثانية، وتمكنوا من العمل بأعمال كتابة محتوى باللغة اﻹنجليزية من داخل بلادهم اﻷصلية وبأسعار ممتازة، مثل قصة الكاتبة الإفريقية تشيمى، وبرأيي فإن الكاتب العربي جدير هو اﻵخر بأن يكون له حصة من سوق كتابة المحتوى باللغة اﻹنجليزية.

بعد استعراض بعض جوانب المشكلة، يأتي الآن وقت الحديث عن بعض الحلول المقترحة، وكيف يمكن للكاتب العربي أن يقتحم مجال الكتابة بالإنجليزية.

أولاً: لا تتوقف عن الكتابة بالعربية

وذلك حتى ولو كان هدفك الوحيد والنهائي هو الكتابة فقط باﻹنجليزية للمواقع الأجنبية، لأن هناك الكثير مما هو مشترك بينهما، مثل مهارات البحث والسيو وطريقة تنسيق المقال ومهارات التواصل مع المحررين وغير ذلك. مما يجعلك لاحقاً تركز فقط على تحسين ممارستك للإنجليزية، بينما تكون باقي مهاراتك الكتابية جاهزة للانتقال معك.

كما أنه من المتوقع أن ينمو سوق كتابة المحتوى العربية، وأن تتحسن الأسعار مستقبلاً مع صعود الاقتصاد الرقمي في كثير من البلدان العربية مثل مصر والخليج واﻷردن.

ثانياً: اِقرأ بكثرة باللغة الإنجليزية

حاول التسجيل في دورات عن كيفية العثور على عمل في كتابة المحتوى من مواقع لكتاب متحدثين أصليين بالإنكليزية. لأن هذا يساعد الكاتب على فهم خصوصيات سوق كتابة المحتوى بالإنجليزية، وعلى الرغم من أن هذه الدورات لا تقدم نصائح مخصصة للكاتب المتحدث بالإنجليزية كلغة ثانية، إلا أن العديد منها تؤكد أنه من الممكن للكاتب العربي النجاح بدون إتقان كامل لقواعد الإنجليزية، وخاصة في المجالات المطلوبة والتي تحتاج معرفة تقنية عميقة، مثل الكتابة في مجالات التقنية الرقمية والتسويق وما شابه.

ثالثاً: ركّز على تعلم المهارات الكتابية

سجل بشكل مستمر في التطبيقات والكورسات التي تعلم مهارات اللغة الإنجليزية عدا المحادثة فهي غير ضرورية بشكل كبير للكتابة، لكن يجدر تعلم مهارة الاستماع، لأن جزءاً من عملية إتقان الكتابة يعتمد على الاستماع لبعض الخطب البليغة والدردشة اليومية. ومن أهم ما يجب التركيز عليه هو علامات الترقيم وتركيب الجملة الإنجليزية، فهي مختلفة كثيراً عنها العربية، حيث أن أكثر ما يشكو منه المحررين بالإنجليزية، هي أن الكاتب العربي يكتب كتابة إنجليزية قد تكون خالية من الأخطاء النحوية، لكنها مكتوبة بأسلوب تركيب الجمل العربية الذي يعتبر معقداً بالنسبة إلى لغتهم.

رابعاً: تعلّم طريقة كتابة العرض التقديمي (Pitch)

العرض التقديمي أساسي لتحصيل عمل بكتابة المحتوى الإنجليزية، وستجد أن معظم مدربي كتاب المحتوى يضعون له كورس خاص أو باب خاص في الكورس، وذلك بعكس كتابة المحتوى العربية، حيث لم تتطور هذه المهنة عربياً إلى هذا المستوى، فتجد بعض المواقع يطلبون من الكاتب إرسال المقال كاملاً. بينما في الإنجليزية نجد أن كل من الكاتب ومحرر الموقع يرغبان فقط بعرض موجز عن المقال قبل كتابته، وذلك لتوفير الوقت والجهد على الكاتب في حالة رفض المحرر فكرة المقال، ولتوفير الوقت على المحرر في قراءة رسائل البريد الإلكتروني بالمقالات المقترحة من الكتاب.

خامساً: التقديم للمواقع الأجنبية ذات الأسعار الجيدة

تجنب التقديم إلى المواقع ذات الأسعار الرديئة، ولا تخش من الرفض بسبب حاجز اللغة، لكن بشرط إتقان حد لا بأس به من القواعد النحوية مع الاستعانة ببرامج التصحيح النحوي. ومن المهم المثابرة في التقديم رغم الرفض، لأن الرفض وعدم الرد هما أمر طبيعي حتى للكاتب الأصلي بالإنجليزية وليس مخصوصاً بالكاتب العربي، واحرص على التعلم من الأخطاء والملاحظات التي ترد من المحررين، وقم بوضع خطط جيدة للبحث عن هذه المواقع، ومتابعة بعض المواقع التي ترشد إليها.

سادساً: اختيار تخصص يناسب جميع الثقافات

اختر تخصصات للكتابة بحيث تكون مناسبة بين مختلف اللغات والشعوب، مثل الكتابة عن التقنية أو التسويق أو الإدارة المالية وما شابه، وحاول الابتعاد عن الكتابة في مخصوصات الشعوب الناطقة بالإنجليزية، مثل التاريخ والسياسية والجغرافيا، إذ يصعب التعمق في معرفة ثقافات الغربيين إلى درجة يمكن فيها منافسة الكتاب الغربيين أنفسهم فيها. كما أن الكتابة في التخصصات المطلوبة بكثرة مثل التسويق والتقنية تجعل المحررين يتغاضون قليلاً عن الأخطاء اللغوية بشرط التعمق المعرفي بها. كما أن كتابة الإعلانات تتميز بعدم الحاجة إلى عمق لغوي ونحوي كبيرين، ويكفي المستوى اللغوي اﻷساسي للنجاح فيها.

سابعاً: متابعة مقالات المواقع التي تستهدفها بالنشر

اقرأ يوميا وتابع المواقع اﻷجنبية التي تقع ضمن التخصص الذي اخترته، فكلي تتمكن حقاً من النشر بالإنجليزية، يتوجب عليك العيش في أجوائها والتعليق على موضوعاتها، وهذا يساعدك أيضاً في استعارة مصطلحاتها وتركيباتها اللغوية المفضلة، وكذلك لتستطيع تقديم موضوعات جديدة وقادرة على المنافسة في السوق الأجنبي. كما ومن الضروري قراءة شيء من الأدب بالإنجليزية لتحسين الملكة اللغوية، إلا أن الاكتفاء على الأقل باستعارة لغة المواقع التي تريد الكتابة لها هو أمر كافٍ إلى حدٍ ما بشهادة بعض كتاب المحتوى الغربيين الكبار مثل جاكوب ماكميلان.

مراجع للاستزادة

  • موقع Writinglaunch.com وهو مناسب لدراسة بعض الكورسات في كتابة المحتوى والعثور على عمل فيه بالإنجليزية.
  • موقع Freedomwithwriting.com وهو يشتهر بجمع قوائم بكثير من المواقع والمدونات التي تطلب الكتاب بالإنجليزية.
  • موقع الكاتب Jacobmcmillen.com وهو كاتب يقدم كورسات مجانية وأخرى مدفوعة، ويمتاز بالعمق والسهولة.
  • موقع الكاتبة Elnacain.com ويتماز بالبساطة ويوجد في بعض الكورسات المجانية.
  • موقع Coursera.org العالمي الشهير والذي فيه الكثير من الكورسات المجانية بالإنجليزية وتخصصات أخرى كثيرة.

كاتب التدوينة زاهر طلب:

كاتب محتوى مختص بتثقيف الجمهور حول التقنيات الرقمية الناشئة مثل الذكاء الصناعي والحوسبة السحابية باللغة الإنكليزية للمواقع اﻷجنبية، كما يقدم خدماته في كتابة المحتوى كذلك باللغة العربية. لمشاهدة معرض اﻷعمال يرجى زيارة موقعه على الرابط Copyingdigital.com.


هذه التدوينة هي موجز عن ورشة عمل في مجتمع رديف، ندعوكم للاشتراك في مجتمع رديف للمزيد من النصائح والمحتوى المفيد لمهنة كتابة المحتوى.

إن رغبت في رحلة لفضاء الكتابة لن يكلّفك ذلك كثيرًا: نحو 7 دولارات في الشهر فقط؛ اشترك في رديف الآن وانضم لكوكبة من رواد فضاء الكتابة، والترجمة والعمل الحرّ.

حقوق الصورة البارزة: Photo by Aaron Burden on Unsplash

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s