ما هو قانون براندوليني؟

مساء الخير،

يُعرف قانون براندوليني أيضًا باسم مبدأ لا تناظر الهراء (bullshit asymmetry principle)، وهو قول مأثور على الإنترنت يؤكد على صعوبة كشف المعلومات المُضللة والخاطئة وتلك المُتذاكية. وينصّ على أن مقدار الطاقة المطلوب لدحض الهراء يفوق مقدار الطاقة اللازمة لإنتاجه.

أصل قانون براندوليني

صِيغ القانون لأول مرة ونشر للعموم شهر يناير 2013، من قبل ألبرتو براندوليني (Alberto Brandolini)، أحد المبرمجين الإيطاليين. وقال براندوليني أن مصدر إلهامه كان قراءته لكتاب التفكير السريع والبطئ لدانيال كانمان، مباشرةً قبل مشاهدة برنامج حواريّ سياسي إيطالي بين الصحفي ماركو ترافاليو ورئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلسكوني هاجما فيه بعضهما البعض.

مفاهيم مماثلة

لاحظ مفكرون وفلاسفة بارزون آخرون حقائق مماثلة لمبدأ براندوليني على مرّ التاريخ.

ففي كتابه “رسائل عن الكُفر” الصادرة عام 1786 كتب جورج هورن:

قد يطرح الجاهل الصفيق سؤالًا في ثلاثة أسطر، يكلّف العالم النحرير ثلاثين صفحة للإجابة عليه. وحتى عندما يجيب عليه العالم، يُطرح نفس السؤال -وطارحه يشعرُ بنشوة النصر- مرة أخرى العام المقبل، كما لو أن العالم لم يكتب سطرًا عن الموضوع. والناس بصورة عامة، لسبب أو لآخر، يحبون الاعتراضات (الأسئلة) القصيرة أكثر من الأجوبة المحررة الطويلة، وفي هذا النمط من الجدال (لو صحّ تسميته جدلًا بالأساس)، لن يساعدنا الوضع ولن يكون في صالحنا؛ لذا ينبغي علينا أن نقنع بمحاورة أصدقائنا الذين يتحلون بالنزاهة وسعة الاطلاع والإنصاف والصبر على دراسة كلا طَرفي السؤال.

من جانبه، وفي عام 1906، أملى الكاتب الأمريكي الشهير مارك توين (في المجلد الثاني من سيرته الذاتية) ما يلي:

إن المجد القائم على كذبة سرعان ما يصبح عائقًا شديد الإزعاج. ..فيا لسهولة جعل الناس يصدقون كذبة من الأكاذيب، ويا لصعوبة إيقاظهم وكشف تلك الكذبة!

هناك أيضًا مفهوم آخر مماثل صاغه الخبير الاقتصادي روي رادنر (Roy Radner) عام 1993، الذي درس أداء المنظمات التي تعالج المعلومات من حيث عدد المُعالجات المطلوب لمراجعة البيانات، والتأخيرات الزمنية المرافقة لعملية معالجة البيانات.

وفي عام 2005، نشر الفيزيائي الروسي سيرجي لوبانتيكوف (Sergey Lopatnikov) مقالًا دون أن ينسبه لنفسه تحدث فيه عن الآتي:

إن كان نص كل جُملة يتطلب فقرة (لدحضه)، وكل فقرة مقطعًا، وكل مقطع فصلًا وكل فصل كتابًا. فإن النص بمجمله يصير غير قابل للدحض كليًا، ومن ثَم يكتسب ذلك النصّ سمات المصداقية والقبول. وأنا أصف هذا الضرب من المصداقية بـالمصداقية المتعالية.

في علم المناظرة، نجد ما يسمى عَدْو غيش (Gish gallop) وهو تكتيك يركز على إغراق الخصم بأقصى عدد ممكن من الحجج، دون مراعاة دقتها أو قوتها.

كما أن هناك مقولة يكثر اقتباسها، لكن غير منسوبة لشخص بعينه، ولها معنى مماثل لقانون براندوليني وهي:

أسهل عليك أن تخدع الناس من أن تقنعهم أنهم خُدعوا.

مصدر: ويكيبيديا.

ادعم استمرارية هذه اليوميّات برعاية المحتوى الذي أصنعه، طالع تفاصيل الرعاية في هذا الملف؛ أو تصفّح هذا الرابط.

أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر

---

يونس يسأل: ماذا تعرف عن علم المناظرة؟

---

حقوق الصورة البارزة: Photo by Michele Bitetto on Unsplash