الصراع الفلسطيني الصهيوني يجري أيضًا على صفحات ويكيبيديا… وبوتيرة يومية

مساء التاريخ المحرّف والموسوعة التي يستطيع حتى أولاد الحرام تحريرها…

---

في أحد أعداد نشرة كارتر دوت كو نطالع:

صراع آخر يجري أيضًا على “أرض” ويكيبيديا

في ظل انتشار الصور المأساوية للصراع ما بين الإخوة الفلسطينيين والغاصب الصهيوني في كافة ربوع العالم، طَفِق آلاف من الناس إلى موسوعة ويكيبيديا للقراءة أكثر عن تاريخ هذا الصراع العنيف.

ووجد معدّو نشرة كارتر (chartr.co) مستعينين ببيانات مستمدة من أداة زيارات الصفحة (Pageviews) أن 6 من بين الصفحات العشرة الأكثر زيارة على الموسوعة الإلكترونية أمس لها علاقة بالصراع، حيث استقطبت كل صفحة من تلك الصفحات الستة مئات الآلاف من الزيارات.

نقطة ضعف ويكيبيديا

تبرز الحساسية التي تلّف مواضيع حاسمة ومصيرية مثل الصراع الفلسطيني الصهيوني نقطة ضعف ويكيبيديا الكبرى، ألا وهي: قدرة أي شخص نظريًا (أي من هب ودب) على تحرير محتواها.

بالنسبة لمواضيع ليست حاسمة مثل الرياضة والثقافة والأفلام فإن هذا الضعف ليسَ مشكلة كبيرة. ذلك أنه في هذه المجالات، وفي غالب الأحيان، تُرصد الأخطاء ثم تُصحح، وليس ثمة كثيرٌ دوافع أو مخطط مسبق لجيش ويكيبديا من المحررين المتطوعين أن يتعمدوا نشر معلومات مضللة.

لكن بالنسبة لقضايا حاسمة مثل الصراع الفلسطيني الصهيوني، فإن المخاطر أعلى والأهمية أشدّ، وذوو النوايا السيئة من كلا الجانبين لديهم دوافع قويّة لتعمد إساءة تمثيل الأحداث وتغييرها وتحريفها لصالحهم، لا سيما إن كانت تلك الأحداث تقع بوتيرة سريعة.

وقد أبلت ويكيبيديا حسنًا بوضعها تنويهًا في حالات ضبابية وشائكة مثل هذه الحالة، فتجد أعلى صفحة “الاشتباكات الإسرائيلية الفلسطينية 2021” إخلاء مسؤولية يقول:

“الأحداث الواردة في هذه المقالة هي أحداث جارية وقد تكون عرضة لتغيرات سريعة وكبيرة. فضلًا، حدِّث المحتوى ليشمل أحدث المعلومات الموثوقة المعروفة عن موضوع المقالة“.

هذا وقد شهدت تلك الصفحة بعينها 210 تعديلًا يوم أمس لوحده، أجراها 55 محررًا مختلفًا.

قبل 10 أو 15 عامًا، كان الطلبة يُوبّخون لاستخدامهم ويكيبيديا في إنجاز واجباتهم المدرسية. أما اليوم، فإن وضع ويكيبيديا بصفتها منظمة غير ربحية ذات شفافية لا بأس بها بشأن من يحرر ماذا ولماذا، ساعدها على تلميع صورتها التي شُوّهت في الماضي، لكن مواضيع مثل الصراع الفلسطيني الصهيوني وضع سمعتها مرة أخرى على المحكّ ليس بين الحين والآخر هذه المرة… إنما بوتيرة يومية.

ادعم استمرارية هذه اليوميّات برعاية المحتوى الذي أصنعه، طالع تفاصيل الرعاية في هذا الملف؛ أو تصفّح هذا الرابط.

مُبشِّر رغم إعاقتها، سيدة تركية تشتري منزلًا لأمها التي رعتها 41 عامًا من ريع كتابها [ترك برس]

---

أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر

---

حقوق الصورة البارزة: Photo by Ahmed Abu Hameeda on Unsplash