ما هي الحيل التي تساعدني في البقاء خارج منطقة الراحة، وكيف يمكنني محاربة التشتيت أثناء وجودي على الإنترنت؟

بدايةً لا ينبغي عليك أن تتخذ منطقة الراحة عدوًا أو حالةً يجب محاربتها بكل ما أوتيت من قوة لأن ذلك خطأ. منطقة الراحة نفسها ذات فوائد منها أنه يمكن أن تكون بمثابة استراحة المحارب لكن كما تلمّح الكلمة ينبغي أن نكافح أولًا لنستحق الراحة، المشكلة مع منطقة الراحة أمران هما: طول مدتها، وتأثيرها السيئ على المهارات والمعارف تجعل المهارات قديمة وتُنسيك ما تعبت في تعلمه من قبل.

من الواضح أن سؤالك به قسمان فلنجب على كل قسم على حدا:

ما هي الحيل التي تساعدني في البقاء خارج منطقة الراحة؟

الجواب في عدة نقاط منها:

  1. اُكفر بالبديهيات. واستعملتُ لفظة الكفر لتشديد أهمية هذه النقطة. كما أسلفت القول في العديد من الإجابات في حسوب IO[1]قلت أن مشكلة بعض الشباب العربي الألفيني الآن (ممن أعرفه ولا أعمم) ركونه لمنطقة الراحة وتسليمه بالبديهيات. مثل ماذا؟ مثلًا المنزل والأكل وتوفر المياه والكهرباء واتصال إنترنت. 
    عندما تبدأ في التفكير أن أبوك وأمك ملزمان فقط بإيوائك حتى فترة معينة لكنها ليست للأبد تدرك فورًا أنك في ورطة وجودية فتعمل على إيجاد الحلول. المشكلة هنا أن بعض الآباء أنفسهم يعززون منطقة الراحة هذه فيما بعض الآباء الذين يبدو قساة يحاولون تقويضها. لذلك من أحد النقاط المهمة في تقويض منطقة الراحة وجود أب قاسٍ وهذه فائدة تدركها بعد مرور الزمن، ذلك لأنك بصفتك شابًا تؤمن بالبديهيات ستحاول بناء منطقة راحتك في “منزل” أبيك لهذا نصحي دومًا لمن يتزوج أن يخرج من بيت العائلة ويكتري (ومن خالف هذه النصيحة مرّ بمواقف لا يحسد عليها) والأمر لا يتعلق بمدى طيبة والديك وإخوتك وأخواتك من عدمها. وأيضًا من يريد العمل الحرّ عليه أن يعمل من مكتب يكتريه أو يؤسس مكتبًا خاصًا في المنزل مع دفع كرائه للعائلة. فيمَ ستفيدك هذه النقطة؟:
    1. تحسين علاقتك مع العائلة فالكثير من الآباء يطمئنون نفسيًا لما يرونك قادرًا على العيش مستقلًا بذاتك
    2. تحمّل المسؤوليات فالكراء وسداد الفواتير الأخرى يعلمك الانضباط المالي، الحزم، وييسر عليك دخولًا طيبًا لعالم البالغين بطريقة صحيحة ومشرفة
  2. امحُ الأمية المالية: وهذه نقطة مهمة جدًا لأن منطقة الراحة عادة ما تتولد لأن “آخر” يدفع الفواتير فما من وجود لمنطقة راحة لا مال فيها يعني أن المال هو الوقود الذي تعمل عليه ماكنة منطقة الراحة وكما أسلفنا في النقطة 1 حاول الاستقلالية المالية بتولي سداد ما تعتبره بديهيًا مثل الإقامة والأكل وباقة الإنترنت ثم اعمل على محو الأمية المالية فلا بد أن تتعلم كيف تسير مواردك ولحسن الحظ إن كانت انجليزيتك جيدة أنصحك بهذه الدورة:تفاصيل أكثر عن دورة الإدارة المالية الشخصية من جامعة ماكجيل في هذه النقطة أنصحك بالتفكير في التعامل مع الديون: أولًا إنشاؤها بصورة مدروسة (يبدو هذا غريبًا جدًا لكن خذها مني كلما تأخرت في إنشاء الديون، لن تعرف البشر فالبشر لهم ثلاث معايير عُمَريّة للحكم عليهم: الدينار والدرهم، السفر والغضب. والدينار والدرهم يقتضي ديونًا) وإليك هذا التعميم:

    لا يوجد ناجح لم يتخذ ديونًا في حياته

    والفكرة كلها هنا أنها مجال لا بد أن تلجه ولا ندعو لتراكم الديون وعدم سدادها. ولأخبرك شيئًا مهمًا سينصحك الكثير من الناس ونيتهم صادقة ألا تتخذ ديونًا لكنهم مخطئون لأسباب منها أن عصرنا يستحيل فيه العيش دون ديون شئت أم أبيت والسبب الآخر أن من مرّ بتجربة المديونية دائمًا له خبرة أكثر ممن لم يجربها. مرة سمعت صلاح الراشد كيف كان مديونًا وخرج من الديون بعد عمل خطة وآلى على نفسه ألا يأخذ قرضًا من البنوك مجددًا. هذا درس مهم لكن ما لم تمر بحالة أخف وهو إنشاء ديون مدروسة والتعامل معها لن تفهم هذا المجال مطلقًا. قد تقول لي لكن أخاف ألا أسددها أجيبك وهذا أول درس. فتعمل على سدادها فيتحرك جسدك وعقلك ويخرج من منطقة الراحة ومن مجربات الحياة أنه لا يوجد إنسان استدان وهو ينوي السداد إلا أدى الله الغني عنه. ولمّا كنا قلنا في النقاط الأولى أنه من الضروري الكفر بالبديهيات لا بد عليك لما تبلغ سنّ الرشد (21 مثلًا) أن تعتبر المبالغ المعتبرة التي يدفعها والديك لك (خارج الأساسيات) ديونًا تعمل على سدادها حتى لو كانوا لا يريدون ذلك. فألا تسدد ديون عائلتك (وهي عادة منتشرة وسائدة وخاطئة) بديهية ويجب تحطيمها مثل أي صنم ذهنيّ آخر.
  3. تحلّ بروح المبادرة، كن أنت المبادر: جرّب ولا تخف الفشل: أولًا عليك ألا تتوقف عن تطوير نفسك من ناحيتين: المهارات والمعلومات، الشيء الآخر خذها نصيحة منيّ اقرأ قصص الفشل (يمكنك إيجاد الكثير منها هنا[2] وهنا [3]) أكثر من قصص النجاح لأنها مفيدة لأسباب:
    1. تجعلك تفهم الحقيقة الفعلية للفشل فلا تخافه، راجع جوابي: كيف يمكنك تحويل الفشل إلى نجاح؟
    2. تجعلك تبادر فتفشل وتعيد المحاولة وتفشل فتتعلم الكثير فكلما كثر فشلك كثر نجاحك وهكذا. وصحيح أن النجاح يأتي بالنجاح لكن النجاح ذاته الذي يأتي بالنجاح الآخر لا يأتي إلا بتراكمات من الفشل.

وجوابًا على سؤالك الآخر: وكيف يمكنني محاربة التشتيت أثناء وجودي على الإنترنت؟

جرّب هذا التطبيق المفيد للغاية فقد جرّبته ونفعني وهو يعمل على الحاسوب والهواتف ومُجدٍ بالفعل: Freedom: Internet, App and Website Blocker

يومك طيب!

الهوامش:

[1] كتاب رقميّ يجمع أفضل تعليقاتي على حسوب IO

[2] Stories Of Failure – Fuckup Nights global movement

[3] كيف فشلوا Archives – تقنية 24


حقوق الصورة البارزة: Photo by Ehud Neuhaus on Unsplash

11 رأي حول “ما هي الحيل التي تساعدني في البقاء خارج منطقة الراحة، وكيف يمكنني محاربة التشتيت أثناء وجودي على الإنترنت؟

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s