لطالما كان الدفع مقابل المحتوى هو الأصل وفي هذا المقال أدلة ذلك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

الأرجح أنك لاحظت –مثل غيرك– أن المحتوى أصبح شيئًا فشيئًا يميل لأن يكون مدفوعًا، تسدد المال مقابل الوصول إليه؛ وأن كل شيء ذو قيمة -بما في ذلك مجتمع رديف– صار بالاشتراكات؛ ولست وحدك في هذا. لكن الكثير يعدّ هذا خروجًا عن ما كان عليه أصل الإنترنت وهو الوصول الحرّ للمعلومة دون تكلفة.

لكن هذا (أي فكرة أن الأصل كان الوصول الحرّ المجاني للمعلومة) خطأ. وبيان ذلك هذا المقال برمّته.

جدول المحتويات

  1. جدول المحتويات
  2. الإنترنت قبل الإنترنت كانت المطبوعات
  3. مُبتكر الإنترنت نفسه كان يتصوّر في ذهنه المحتوى المدفوع مُنذ ابتكارها
  4. المحتوى المدفوع هو الأصل في الوسائل الإعلامية يقول خبير الإعلام سيمون أوينز
  5. صنّاع المحتوى الرحّالة قبل عصر الإنترنت: حمد محمود من الفيّوم يسأل والمقتطف تجيب
  6. التقدم البشري في الأصل كان ينحو نحو ما نحن فيه: العصور الماضية كانت تتوق للإنترنت حتى قبلَ وجودها
    1. المثال الأول: رشيد الدين الهمذاني ومشروعه الكبير: الجامع والربع الرشيدي
    2. المثال الثاني: أمين المكتبة البلجيكي بول أْوتلِت ومشروعه «الموندانيوم» Mundaneum
    3. المثال الثالث: كُتب المختارات والمقتطفات من قبل ليس إلا حسابات المختارات والمقتطفات الشائعة في عصرنا في منصات أنستغرام وتويتر وفيسبوك

حقيقة الأمر أن الأصل كان الاشتراكات والدفع حتى مع ظهور الإنترنت نفسها. لأن شبكة الإنترنت عندما نشأت كانت منها نُسخ والنسخ الأخرى غير هذه التي نعرفها كانت بترخيص مدفوع. والنسخة الحالية للإنترنت اختار أصحابها -عن عمد- جعل المصدر مفتوحًا وتقديمها مجانًا وليس الأصل أنها كانت مجانية.

لذا يقول مؤرخو الإنترنت أن أهم قرار في الإنترنت على الإطلاق كان قرار جعلها مفتوحة المصدر. وفي المقال عندما تضغط على الجملة السابقة ستعرف عن نسخ بديلة من الإنترنت كانت بترخيص مدفوع.

الإنترنت قبل الإنترنت كانت المطبوعات

ما الفرق بين صفحات في مجلة المقتطف وبين موقع كورا أو الإجابات المتاحة على محركات البحث وفي مختلف المواقع؟

لا فرق غير الوسيط. تلك كانت ورقية مطبوعة وهذه رقمية لكن كما ترى كان للناس نفس الفضول حتى في القرن التاسع عشر (المقتطفات من مجلد المقتطف 20 نُشر عام 1896 أي قبل 127 سنة) فها هم يسألون مثلًا عن موضوعات من مثل:

  • راتب الخديوي ونظارو
  • تغيير الطباع (من البخل للكرم مثلًا)
  • أقوى ميكرسكوب
  • تقريب القمر
  • كيف يطوف الناس الأرض بدون مال؟ أي بعبارة حديثة: كيف تصبح رحّالة رقميًا دون رأس مال؟
مجلد المقتطف 20 نُشر عام 1896
مجلد المقتطف 20 نُشر عام 1896

لهذا تجد أن الصلة بين اختراع الإنترنت واختراع الطباعة قويّة جدًا من ذلك:

  • الكثير من الكتّاب والكاتبات يشبِّهون اختراع الإنترنت وتأثيرها باختراع الطباعة وتأثيرها (مثال 123رابط بديل للمثال 34)
  • المحرر الذي أكتب لكم به الآن اسمه محرر غوتنبرغ من ووردبريس وسميّ تيمّنًا بمخترع الطباعة
  • دليل الأرض برُمّتها (the Whole Earth Catalog) وهو مطبوعة دورية الصدور وُصفت كثيرًا بأنها الإنترنت على ورق؛ والإنترنت قبل الإنترنت؛ ووصفها ستيف جوبز بأنها كما لو كانت محرك غوغل على ورق.

صَدَرَ دليل الأرض برُمّتها (the Whole Earth Catalog) لأول مرة عام 1968 من قبل ستيوارت براند (Stewart Brand) وكان أحد المصادر الرئيسية لما بات فيما بعد حراك البُناة أو الصُنّاع (the maker movement) …كان الدليل أكثر من مجرد كتالوج (فَهرس مُصوَّر) حيث كان مُرشدًا عمليًّا للناس الراغبين في العيش حياة إبداعية، ونمط حياة ‘افعل الأشياء بنفسك’؛ وحجر أساس للمَسْلك مضاد للعُرف الاجتماعي السائد الذي حدث إبان الستينيات.
ضمّ الفهرسُ المصوّر (الكتالوج) الأدوات والآلات والكتب ومنتجات الزراعة وغيرها مع أسماء باعتها وأسعارها وكان في مُكنة العملاء الشراء مباشرة من المُصنِّعين.
وصف كاتب التقنية جون ماركوف من نيويورك تايمز الدليل بأنه “الإنترنت قبل الإنترنت”؛ و”الويب في ورقٍ”؛ وقد خَلَب الدليل ألباب السائرين ضد أعراف المجتمع الذين انتهى المطاف بالكثير منهم بخوض مسيرة مهنية في القطاع التقني.
حملت النسخة الأخيرة من المطبوعة الدوريّة النشر رسالة وداع نصّها “ابقوا متعطشين؛ ظلّوا خارَج السائد” (“Stay hungry. Stay foolish”) وهي العبارة ذائعة الصيت والتي غالبًا ما تُعزى لمؤسس شركة آبل ستيف جوبز الذي سمّى دليل الأرض برمّتها بـ“أنه دليل كما لو كان محرك البحث غوغل على الورق” وذلك في خطابه الشهير يَوم التخرُّجِ عام 2005 بجامعة ستانفورد.

كتاب “الشركات الناشئة القائمة على العتاد” مجموعة مؤلفين؛ دار أوريلي — 2015 -التغميق مني.

يمكنك تصفّح أعداد دليل الأرض برُمّتها (the Whole Earth Catalog) مجانًا بالضغط على الزر أدناه 👇🏼

ملمح من موقع دليل الأرض برُمّتها (the Whole Earth Catalog)

مُبتكر الإنترنت نفسه كان يتصوّر في ذهنه المحتوى المدفوع مُنذ ابتكارها

لعل أشهر رمز تعرفه ضمن قائمة رموز حالة بروتوكول HTTP هو الرمز 404. ويعني الصفحة غير موجودة. لكن ضمن قائمة الرموز هناك الرمز 402 والذي يعني مطلوب الدفع وهو رمز وضعه مبتكر الويب لأنه تصوّر أنه سيكون هناك محتوى لا يصل له المُتصفِّح إلا بعد السداد. وهو ما يحصل الآن بصورة بيّنة.

لذا نستنتج أن دراسة تاريخ الويب مهمة لتوقّع الاتجاهات المستقبلية.

ملاحظة: عمر الرمز 402 أكبر حتى من عمر الشبكات الاجتماعية.

الرمز 402 يعني مطلوب الدفع
الرمز 402 يعني مطلوب الدفع – رموز حالة HTTP

المحتوى المدفوع هو الأصل في الوسائل الإعلامية يقول خبير الإعلام سيمون أوينز

في أحد أعداد نشرته البريدية (التي يتوفر منها قسم مدفوع) يقول خبير الإعلام سيمون أوينز (الذي قضى عقودًا في القطاع):

أكبر خطل في هذه الحجة [وهي أن جعل المحتوى القيّم الحقيقي مدفوعًا يسهم في ازدهار المؤسسات الإعلامية المضللة ومزارع المحتوى] معاملتها المحتوى المدفوع بصفته ضربًا من ضروب الظواهر الجديدة، بدلًا من كونه عودة للأصل. أي أن ذلك العَقد من الزمان حيث قرر فيه كلّ ناشر تقريبًا توفير وصول مجاني لكل محتواه كان في الحقيقة شاذّة تاريخية.

ففي عصر ما قبل الإنترنت، كانت معظم المطبوعات تُكلِّف ثمنًا لقرائتها. صحيح أنه كانت هناك وسائل إعلام مجانية من مثل الجرائد الأسبوعية والتي تُسمى صحافة بديلة -والتي كان تُوزّع مجانًا وهي لا زالت موجودة حتى الآن وبصورة أكثر وأوسع انتشارًا- ولا ننسى قنوات البث المجانية في الإذاعة والتلفزيون التي ازدهرت آنذاك ولا زالت موجودة حتى يومنا هذا.

جُدران الدفع لا تمنع الناس من الوصول إلى المحتوى الإخباري عالي الجودة

وبعد أن أثبتنا أن الأصل هو الدفع للمحتوى من ناحية:

  • أن الكتب والجرائد والمطبوعات كانت بثمن وليست مجانية
  • أن مبتكر الإنترت في الأساس كان يتصور أن يكون هناك محتوى مدفوع وخصص له رمزًا ضمن رموز حالة HTTP
  • أن توفير الوصول المجاني للمحتوى من قبل الناشرين كان في الحقيقة شاذّة تاريخية عن الأصل وهو أن تدفع مقابل المحتوى

لنعرف الآن قصة الرحّالة الذين سبقوا الرحّالة الرقميين في عصر الإنترنت والذين مولّوا رحلاتهم بالمحتوى الذي ينتجونه.

صنّاع المحتوى الرحّالة قبل عصر الإنترنت: حمد محمود من الفيّوم يسأل والمقتطف تجيب

كنت أقرأ المجلد 20 من مجلة المقتطف الصادر عام 1896 (أي قبل 127 سنة) وأعجبني فضول المصري الفيّومي الشيخ حمد محمود باسل عمدة قبيلة الرماح الذي يتضح أنه رجل رائد أعمال فعلًا وذو عقلية تجارية وفضولية جيدة حيث طرح سؤالًا هامًا هو:

قرأت في المقطم أن جماعةً من أرباب الجرائد رحلوا من أوربا للطَوَفان (أي التجوال) حول الأرض وليس معهم نقود وأنهم حضروا إلى القطر المصري وأصدروا فيه جريدة وصفوا فيها سياحته فما هو قصدهم من هذه الرحلة وما فائدها لهم وكيف أمكنهم أن يصدروا جريدة وليس معهم نقود

المجلد 20 من مجلة المقتطف الصادر عام 1896 – ص 67

وهي أسئلة مهمة جدًا بالفعل وكانت إجابة المقتطف تتطابق مع ما نشاهده في عصرنا من فعل الرحالة الرقميين (Digital nomad). وإليك الإجابة:

قصدهم النزهة والشهرة والتعيّش. وهي فوائد لهم كما لا يخفى. وجريدتهم تباع وتعطى بالاشتراك وقد اشترك فيها جماعة هنا ودفعوا قيمة الاشتراك سلفًا (حسب عادة الأوربيين الحميدة في دفع قيمة الاشتراك لا حسب العادة الذميمة الجارية عندنا😂) فامكنهم أن ينفقوا على الجريدة وعلى أنفسهم. ويغلُب على ظننا أنهم يكاتبون بعض الجرائد الأوربية أيضًا فتدفع إليهم أجرة رسائلهم.

المجلد 20 من مجلة المقتطف الصادر عام 1896 – ص 67 – التغميق والرمز التعبيري (الإيموجي) مني

كما ترى لم يتمكن هؤلاء -الذين أثاروا فضول المصريّ الطيّب رحمه الله- من التكسّب من محتواهم فحسب بل وكانوا ينوّعون مصادر الدخل أيضًا! (مثلًا قول المُجيب: ويغلُب على ظننا أنهم يكاتبون بعض الجرائد الأوربية أيضًا فتدفع إليهم أجرة رسائلهم).

وقد لاحظتُ -ليس في المقتطف فحسب- بل في جرائد قديمة أخرى أنه فعلًا أن عادة المشتركين العرب يتأخرون في دفع الاشتراكات ويتجاهل أو يتغافل كثير منهم عن دفعها. مما يضرّ بتجارة أصحاب الجرائد والمطبوعات في البلاد العربية.

السؤال الآن: ما الفرق بينما فعله أولئك وبين ما يفعله الآن الرحّالة الرقميون في عصر الإنترنت؟ من ناحية نموذج العمل التجاري لا فرق تقريبًا. فكلاهما يموّل رحلاته وحياته من ثمار صنعه للمحتوى والتربّح منه.

التقدم البشري في الأصل كان ينحو نحو ما نحن فيه: العصور الماضية كانت تتوق للإنترنت حتى قبلَ وجودها

ولنأخذ 3 أمثلة فحسب على هذا:

المثال الأول: رشيد الدين الهمذاني ومشروعه الكبير: الجامع والربع الرشيدي

ألّف رشيد الدين رسائل في اللاهوت والفلسفة والطب…لكن شهرته (الآن) تعود إلى عمله التاريخي: كتابه جامع التواريخ…
كان كتاب الجامع مشروعا جماعيا يستند إلى ما يمكن اعتباره فريقا بحثيا من العلماء بخبرات لغوية وثقافية متكاملة.

فقسم طويل من الكتاب عن حياة بوذا على سبيل المثال يعود لراهب من كشمير يدعى كمالاشري ومثال آخر هو أصول المغول فهي مستمدة جزئيا من السجلات والوثائق التي لم يتح لغير رشيد الدين الاطلاع عليها وذلك عبر مبعوث صيني إلى البلاط الإيلخاني…

ويعتبر طموح جامع التواريخ -وهو العمل ذو النطاق الواسع النقدي والمستقصي في آن معا حيث يضم النصوص والرسومات التوضيحية سويا بشكل مذهل- متماشيا مع مشروع رشيد الدين -ذو الحجم شبه الصناعي- للحفاظ على الثقافة وتركيبها ونشرها.

وكان المصنع هو الربع الرشيدي وهو مجمع ضخم في تبريز التي كانت حينئذ المدينة الرائدة في إيران أسسه رشيد الدين بوثيقة وقف كتبها في أغسطس سنة 1309 ومن خلال تمويله بالإيرادات الزراعية… كان الربع الرشيدي خلية نشطة للتعلم والتعليم تشتمل على حجرات للإقامة ومكتبة مركز لإنتاج الكتب…ومبانٍ لغرض الخدمة الاجتماعية (تتضمن مطعما للفقراء) والرعاية الطبية (مستشفى)…

فصل رشيد الدين من كتاب الحضارة الإسلامية عبر 30 شخصية الألف سنة الأولى. تشيس ف. روبنسون تر: يونس بن عمارة – التغميق مني

لاحظ معي كلامه الآن المقتبس من المقتطف أعلاه 👇

كان كتاب الجامع مشروعا جماعيا يستند إلى ما يمكن اعتباره فريقا بحثيا من العلماء بخبرات لغوية وثقافية متكاملة.

التغميق مني

قارنه بهذا 👇

بدأ ويلز (مؤسس ويكيبيديا) تجربته بمشروع جانبي سمّاه نيوبيديا (Nupedia) نحو العام 2000. كانت نيوبيديا موسوعة رقمية حرة تنشر المقالات العلمية التي مرّت على مراجعة الأقران في مجالات شتى، وكان المشروع انعكاسًا لحبّ ويلز لموسوعة بريتانيكا التي أحبّ مطالعتها أيام طفولته.

لماذا لا نرى إعلانات على ويكيبيديا؟ – التغميق مني

وجه الشبه: كلا المشروعين كانا في البداية -وتمنيت لو ظلت ويكيبيديا كذلك- مستودعات معرفية تُكتب وتُنشئ من قبل خبراء في مجالاتهم.

قد تقول لي لكن الكتاب أعلاه المؤلَّف من قبل رشيد الدين لم يكن يوزّع. لكن الواقع أنه كَتَبَ في وقفيّته (وثيقة وقفه) أن القائم على وقفه لا بد أن ينسخ كل سنة (مع ضوابط دقيقة اُنظر الصورة أدناه) عُدّة نسخ من الموسوعة التي ألّفها ومجموعة من العلماء وتُرسل نسخ منها كل عام لمختلف بقاع المسلمين شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا. بل أنه جعل كل كتبه “مفتوحة المصدر” بلغة العصر؛ إذ كما نرى في الصورة أدناه “أباح نسخ كتبه كلها لمن يشاء”. وكانت متعددة اللغات بالعربية والفارسية بصورة أساسية.

الحقيقة أن وثيقة وقفه بلغت من الروعة أنها حصدت باستحقاق إشادة عظيمة من منظمة اليونسكو الدولية.

قصة الأدب في العالم الجزء الثاني - زكي نجيب محمود وأحمد أمين ص 512
قصة الأدب في العالم الجزء الثاني – زكي نجيب محمود وأحمد أمين ص 512

عرفتَ الآن أنه وقبل ويكيبيديا والإنترنت كانت الأفكار والمحاولات الواقعية موجودة وبُذلت وهذا ما يشرح قولي في العنوان: التقدم البشري في الأصل كان ينحو نحو ما نحن فيه: العصور الماضية كانت تتوق للإنترنت حتى قبلَ وجودها.

المثال الثاني: أمين المكتبة البلجيكي بول أْوتلِت ومشروعه «الموندانيوم» Mundaneum

تُعدّ شبكة الإنترنت إنجازًا رئيسًا لعصر الحاسوب، لكن المفهوم في واقع الأمر -كما يبيِّن أليكس رايت، أحد محرِّري «نيوريورك تايمز» السابقين في كتابه «فهرسة العالم» Cataloging the world، الذي قام بتمحيص وبحث محتواه بدقة- يسبق التقنية الرقمية.

ففي أواخر القرن التاسع عشر، تصوَّر أمين المكتبة البلجيكي بول أْوتلِت منظومات لجمع وتخزين واسترجاع كل المعرفة الإنسانية تلقائيَّا، وتوزيعها عن بُعْد. ويتبيّن هنا أنه يوجد تشابه واضح بين أفكاره وطرق أرشفة المعلومات والتشبيك على الإنترنت.
…تصوَّرَ أْوتلِت « الموندانيوم» Mundaneum كمستودع لجميع المعارف…

مُلْهم الإنترنت المَنْسِيّ: يتأمل فيليب بول في قصة أمين المكتبة الذي حلم بشبكات المعلومات – Nature الطبعة العربية يوليو 2014 – السنة 2 – عدد 22 – ص 52

المثال الثالث: كُتب المختارات والمقتطفات من قبل ليس إلا حسابات المختارات والمقتطفات الشائعة في عصرنا في منصات أنستغرام وتويتر وفيسبوك

ولهذه النقطة نقتبس:

أُنتجت في العصور الوسطى مختارات مصوّرة تصويرًا جميلًا تضم نصوصًا وكانت تدعى “florilegia” (وتعني مُقتطَفات، مختارات شعريّة، أدبيّة، دينيّة، إلخ.) ويعني الاسم حرفيًا “زُهور مُجمّعة” وكانت هذه “الزهور” مقتطفات من نصوص حكيمة مقتبسة من الحكماء السابقين والمعاصرين. كانت تُضم لبعضها بعضًا -مع صور ملحقة جميلة- وتجمع في مُجلد واحد.

عزيزي الكاتب: إليك نصيحة تنفعك لاستحضار الأفكار القيّمة بريان كلاس

علاوة على ذلك حاول تأمل أي مخطوطات مذهبة ومصوّرة -من ضمنها المنمنمات في تراثنا- وستجد أنها جميلة جدًا، وأنها أنستغرام قبل أنستغرام ودون أي مرشّحات (فلاتر)!

هذا ما تيسّرت كتابته لهذا الموضوع بعون من الله. والحمد لله رب العالمين.


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


حقوق الصورة البارزة: Photo by Kenny Eliason on Unsplash

14 رأي حول “لطالما كان الدفع مقابل المحتوى هو الأصل وفي هذا المقال أدلة ذلك

  1. الحقيقة لطالما كنت مؤمنة بهذا. لذا لا أجد حرجًا من شراء المنتجات الإلكترونية او حتى الاشتراك بعض الأحيان.

    لأنني اعرف ما وراء هذه الخدمة او المنتج انسان افنى وقتًا وجهدًا ومالًا. وله الاحقية من الاستفادة منه.

    ولذلك اشعر بالاستفزاز عندما اصادف أشخاص يطالبون بجعل المنتج مجانًا ايًا كان. وليس هناك أدنى احترام لجهد ذلك الشخص. ومتأكدة انهم لو كانو هم أصحاب المنتج او الخدمة لما بخسوا جهدهم ولقمة عيشهم.

    على العموم شكرًا على المقالة مفيدة بحق.

    Liked by 2 people

  2. تيد نيلسون وضع تصور للنص المترابط في الستينات وجزء من ذلك التصور متعلق بوضع آلية دفع للمحتوى، ومنذ بداية الويب وحتى اليوم كتب منتقداً لضعف الويب فهي الحد الأدنى لشبكة نص مترابط، للأسف صناعة الإعلانات في الويب بدأت مبكراً ومنذ 1994 تقريباً والتجارب المبكرة مهدت الطريق لأن تصبح الإعلانات الوسيلة الأسهل والافتراضي للكسب المالي من المحتوى، وسائل مثل باتريون وباي بال وطرق الدفع احتاجات سنوات عديدة حتى تنتشر ويصبح استخدامها مألوفاً بين الناس.

    كما قرأت مرة: الإعلان هو الخطيئة الأولى للويب، وأنا أوافق على ذلك.

    Liked by 1 person

  3. مقال مليان بالمعلومات, كتر خيرك!
    ما رأيك في آلية يوتيوب؟ مجاناً وغير ذلك. وهنالك عائد لصانع المحتوى

    إعجاب

    1. أهلا أخي البدوي وشكرًا لتعليقك 🙏

      أيًا كانت المنصة التي يعتمدها صانع المحتوى فهناك شرط لازم لا بد أن يتبعه كل
      صانع محتوى في وقتنا ألا وهو “تنويع مصادر الدخل”. دون تنويع مصادر الدخل
      غالبًا لن ينجح صانع المحتوى.

      بما أنك تحدثت عن يوتيوب إليك كيف ينوّع الناجحون في المنصة دخلهم فيها.

      https://suar.me/JVAW5
      ملخص الصورة 👇
      ينوّع أصحاب قنوات يوتيوب الناجحين مصادر دخلهم كما يلي
      20% من دخلهم يأتي من منتجاتهم هم (كتب، قمصان، قبعات، دورات، مواقع، أكواب…)
      33% من دخلهم هي عوائد إعلانات يوتيوب
      8% من دخلهم يأتي من العضويات المدفوعة (الانتساب في يوتيوب والاشتراك المدفوع
      في مجتمعاتهم الرقمية…)
      27% من الرعايات (صفقات مع شركات وعلامات تجارية لترويج منتجاتها لجمهور صاحب
      القناة)
      12% من دخلهم يأتي من التسويق بالعمولة (مبالغ تأتيهم من روابط إحالة لمنتجات
      غيرهم)

      مصدر الصورة 👇

      تحياتي 💐

      إعجاب

  4. من يريد المعلومة، سيدفع ثمنها.

    فالنسبة لي مثلاً أرحب بدفع المال مقابل دورة تدريبية على الإنترنت، لأنها ستوفر على سيدة مثلي الوقت والمجهود وسلبيات المخالطة مع فئات غير مرغوبة في المجتمع، وذلك إن إلتحقت بدورة تدريبية في الحياة الحقيقية.

    كما أنها ستوفر لي الإستفادة بخبرات محترفين يعيشون في بلاد بعيدة عني، ولا أستطيع السفر إليها.

    فكرة المقال نَيِّرة، أهنئك عليها سيد عمارة.

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!