مساء السعادة،
📢 تنويه هام: ستكون هذه التدوينة آخر تدوينة في مشوار التدوين اليومي. لن أتوقف عن التدوين كليًا لكن لن أدوّن يوميًا. كلّ التفاصيل هنا: إعلان التوقف عن التدوين اليومي؛ أنا بخير والحمد لله إن كنت تسأل.
اقترحت عليّ الأستاذة ابتهال هذا الموضوع فشَكَر الله لها، ابتهال مشتركة في رديف فاشترك أنت أيضًا في رديف 👇
لننقل اقتراحها نصًا هنا ونجيب عليه بعون الحيّ الذي لا يموت:
مساء الخير أستاذنا
هل الحقائق الموجودة في الكتب صحيحة دائمًا؟
كيف أتأكد من صحتها خصوصًا إذا كانت حقائق وقصص تاريخية؟
وهل يجب على كاتب المحتوى التحقق من الحقائق التاريخية عند كتابة مراجعة عن كتاب ما؟
أو كتابة المراجعة استنادًا لما هو موجود في الكتاب فقط؟
فبسم الله نبدأ الإجابة.
⚠️ تمهيد هام
لا توجد برمجية أو موقع أو طريقة يمكنك بها إدخال معلومة تاريخية أو حقيقة ما سواء كانت علمية أو خبرًا والتحقق مئة بالمئة من صحتها.
نعم هناك مواقع للتحقق من صحة الأحاديث، وموقع للخرائط التاريخية اسمه الفهرست يصف نفسه بأنه: “مشروع يهدف لكسر الحاجز بين القاريء غير المتخصص و التاريخ وذلك باستخدام تقنيات الحاسوب الحديثة لعرض التاريخ الإسلامي بشكل تفاعلي وجذاب” حيث تنفعك خرائطه في التحقق من روايات المؤرخين لأنّ رؤية الحدود والتضاريس تضيف بعدًا آخر للفهم؛ لكن لا وجود لموقع أو أداة فيها خانة بحث تضع فيها المعلومة لتأتي لك بكل شيء عنها ومدى صدقها أو زيفها.
ولأن ذلك كذلك وجب تثبيت الأدوات الذهنية في العقل مباشرة وذلك بنظري يكون بـ:
- دراسة المنطق لأنه أساس الحُكم على الأشياء ولما نقول دراسة لا حاجة لأن تأخذ فيه دكتوراه. يكفي أن تحضر شروح أي شيخ يعجبك لكتاب السُلّم المنورق.
- متابعة فيديوهات -ودورات إن وجدتَ- حول التفكير الناقد لإجادة أساسياته لأنه مهم في التحقق من المعلومات والحقائق.
- مشاهدة واستيعاب شرح أي شيخ يعجبك لكتاب مقدمة ابن الصلاح والسبب فيه أن من بين علوم الحديث: الجرح والتعديل وهما أداتان عقليتان هامتان للغاية للتحقق من صدق الأخبار سواء الدينية أو غيرها.
- لدى ابن خلدون كتاب تاريخي اسمه العِبَر. وللكتاب مقدمة مشهورة هي نفسها كتاب قائم بذاته. اقرأ مقدمة المقدمة يعني مقدمة كتاب المقدمة لابن خلدون فقد ذكر فيها منهجه في التحقق من صحة الأخبار التاريخية وهو منهج -وإن كان غير كامل- إلا أنه يعطيك الأساسيات والبديهيات التي لا بد أن تكون على دراية بها.
والآن بعد معرفة هذا لنجب عن أسئلة الأستاذة ابتهال 👇
هل الحقائق الموجودة في الكتب صحيحة دائمًا؟
طبعًا لا. وهذا لأن الكتب يؤلفها بشر. والبشر فيهم الكاذب والصادق ومن اضطربت ذهنيته ومن ينسى ويسهو وما شابه.
كيف أتأكد من صحة المعلومات خصوصًا إذا كانت حقائق وقصصًا تاريخية؟
- سؤال الخبراء لا سيما من لديه معرفة بالموضوع محل البحث.
- إجادة البحث مع مهارة التفكير النقدي ومعرفة مدى موثوقية المصادر على الإنترنت من عدم موثوقيتها.
- التحريّ والتحقيق: التنقيب عن المعلومات ومقابلتها ببعضها البعض للخروج باستنتاج هو أقرب للحقيقة. مثلما فعل يوسف الهادي عندما أنفق وقتًا كبيرًا في البحث عن قصة الغزو المغولي للعراق ونفى أن الشيعة أعانوا المغول على غزو بغداد وأوصيك بقراءة بحثه هنا مخطوطة جديدة عن الرواية البغدادية الخاصة بالغزو المغولي للعراق – يوسف الهادي (تحميل مباشر -مجلة الخزانة) لأنك إن قرأته كلّه ستفهمين كيف يجمع الباحث شتات المعلومات والقرائن والأدلة ويتفحصها ويمحّصها وينقّب عميقًا ليخرج باستنتاجات ومعلومات وحقائق مقنعة. إني أعتبر بحث يوسف الهادي درسًا عمليًا قيّمًا لن تجديه في مكان آخر عن كيفية تمحيص المعلومات التاريخية والتحقق ما في بطون الكتب.
- إن كانت الحوادث في العصر الحديث: استخدمي أدوات ما يسمى استخبارات مفتوحة المصدر (OSINT).
هل يجب على كاتب المحتوى التحقق من الحقائق التاريخية عند كتابة مراجعة عن أحد الكتب؟
لا. لأن تلك مهمة عالم التاريخ والباحث في التاريخ. فليكتب المراجعة استنادًا لما هو موجود في الكتاب الذي بين يديه. عدا إن كان الكاتب نفسه قد بحث عن الموضوع من قبل ولديه معلومات موثوقة أن ما في الكتاب الذي بين يديه مشكوك فيه. فهناك يبدي رأيه ويقول ما يعرفه.
كيف ينقل الكاتب المعلومات؟
فليتبع القاعدة الرابعة والثلاثين من قواعد الشيخ زرّوق والتي مفادها 👇
المتكلم في فن من فنون العلم….إلا أن يقتصر على مجرد النقل المحرر من الإيهام والإبهام، فربّ حامل فقه غير فقيه فيُسلّم له نقله لا قوله، وبالله سبحانه التوفيق
قواعد التصوّف، تأليف أبو العباس أحمد بن زرّوق الفاسي؛ قاعدة 34 – قواعد التصوف ص 37. – التغميق مني.
كما ترين نقلي هنا وضعت ثلاث نقاط لأني حذفت بعض الكلام الذي لا صلة لنا به هنا، لكني وضعت ثلاث نقاط (…) دليلًا أني حذفت بعض الكلام؛ ثم قلت أن التغميق مني لأن الأصل غير مغمق وهكذا.
كيف يقتبس الكاتب وينقل؟ فليطالع الكاتب هذا الملف صغير الحجم عظيم النفع كي يعرف كيف يقتبس وينقل وكم يقتبس وينقل.
تم المقال بحمد الله.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: ما المصادر التاريخية التي تثق بها؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Joanna Kosinska on Unsplash
يونس بن عمارة 
موفق استاذ يونس، مقنع ومبدع كالعادة
لكن توقفك عن التدوين اليومي، طبعا خبر غير سار بالنسبة لي وللكثيرين غيري،
فقلمك السيال اعتدنا منه ان يتدفق دوما بعلم غزير كالمطر درار
لكنا نثق في قرارك واختيارك، ونرجو لك التوفيق
رغم علمي ان كثرة مشغولياتك، واتساع دائرة اهتماماتك ومسؤلياتكم، ستكون هي السبب للتوقف عن التدوين اليومي
لاحرمنا الله من غزير علمك وكثير إطلاعك
إعجابLiked by 1 person
بارك الله فيك أخي محمد ومشتركو رديف مثلك سيرون المزيد من المحتوى الحصري بعون الله
إعجابLiked by 1 person
لانشك في ذلك مطلقا
إعجابLiked by 1 person