السمات الثلاث التي إن اتسم بها كاتب المحتوى لم يستبدله ذكاءٌ اصطناعي أبدًا

جدول المحتويات

  1. جدول المحتويات
  2. السمة الأولى: تحلّي الكاتب بمَلكة التفكير النقديّ
    1. ما هو التفكير النقدي؟
    2. السمات التي ينبغي أن يتحلى بها المفكّر الناقد
  3. السمة الثانية: تمتُّع الكاتب بمهارة الانتقاء
    1. ما هو الانتقاء؟
  4. السمة الثالثة: تحلّي الكاتب بمهارة تدقيق الحقائق (Fact checking)
    1. ما هو تدقيق الحقائق؟
    2. ما هو تجميع المعلومات أو تقصّي الحقائق (Fact-Finding)
    3. تدقيق الحقائق ليست شيئًا جديدًا
    4. خيمة الصحافة اتسعت فشملت كل من ينشر على الإنترنت
    5. ما هي الأمية الإعلامية؟

مساء السعادة،

في هذه التدوينة سنتحدث عن ثلاث سمات إن اتسم بها الكاتبُ لم يغلبه ذكاء اصطناعي مهما كان تطوّره لا اليومَ ولا غدًا ولا بعد مئة سنة.

وهذه السمات الثلاثة هي:

السمة الأولى: تحلّي الكاتب بمَلكة التفكير النقديّ

ما هو التفكير النقدي؟

أعجبني هنا ما فعله فاسيون (Facione) الذي بدل أن يقدم تعريفًا جاهزًا للتفكير النقدي قدم أسئلة ستجعل كل قارئ يخرج بتعريفه الخاصّ للتفكير النقدي لأن من أسس التفكير النقدي أن تفكّر بنفسك.

بدل أن يكتفي فاسيون (Facione) بمجرد تقديم تعريف للتفكير النقدي (critical thinking) -الذي لن يحفز إلا على الحفظ عن ظهر قلب وهو عكسُ التفكير النقدي- اقترح علينا فاسيون عدة أسئلة مثيرة للتفكير:

من أفضل المُفكّرين الناقدين الذين نعرفهم؟ ما السمات التي يتصفون بها ودعتنا لنعدّهم الأفضل؟

لذا اسأل نفسك:

  1. من هم أفضل المفكّرين الناقدين الذين تعرفهم؟
  2. لم تظنّ أنهم أقوى المفكّرين الناقدين؟

صُممت هذه الأسئلة لترشد القارئ إلى الخروج بتعريف شخصيٍّ خاصٍ به من عند نفسه لماهيّة التفكير النقدي، بناءً على تفكيره النقديّ هو ذاته ومعرفته وخبراته.

علاوة على ذلك ينقل هذا التمرين (الأسئلة التي لا بد أن تُجاب) التفكير النقدي من كونه مفهومًا مرغوبًا غامضًا إلى مناقشة سمة إنسانية حقيقية واقعية عالية الطلب ما بين الطلّاب والعمّال والموظفين والقادة على حدٍ سواء.

التفكير الناقد: ما هو وما أهميته؟ – فاسيون بي 2010. [Insight Assessment]

السمات التي ينبغي أن يتحلى بها المفكّر الناقد

في كتاب الصحافة…و«الأخبار الزائفة» والتضليل، ص 68. نقرأ هذه السمات التي ينبغي أن يتحلى بها كلّ مفكّر ناقد. وهي:

  1. الفضول حول مجموعة واسعة من القضايا.
  2. الرغبة بأن تصبح وتظل على اطلاع جيد.
  3. اليقظة في تتبع فرص استخدام التفكير النقدي.
  4. الثقة في عمليات الاستدلال المنطقي.
  5. الثقة بالنفس في قدرات المرء على التفكير.
  6. الانفتاح على وجهات النظر العالمية المتباينة.
  7. المرونة في النظر في البدائل والآراء.
  8. فهم آراء الآخرين.
  9. الإنصاف في تقييم التفكير.
  10. التعرف على التحيز أو التحيزات أو القوالب النمطية أو ميول الأنانية في الذات ومواجهتها بصدق.
  11. الحصافة في تأجيل الأحكام أو إصدارها أو تغييرها.
  12. الاستعداد لإعادة النظر في الآراء الشخصية ومراجعتها حين يشير التفكير الصادق إلى أن التغيير مبرر.

كذلك نقرأ في الكتاب أنه “ينبغي تشجيع [الناس] على أن يكونوا متشكيين؛ اسأل عن كل شيء؛ لا تفترض شيئاً”. [المرجع السابق؛ ص 70]

الآن حظًا موفقًا في العثور على أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تتسم بهذه العناصر.

السمة الثانية: تمتُّع الكاتب بمهارة الانتقاء

ما هو الانتقاء؟

في مقالي فنّ الانتقاء: ما الانتقاء؟، ومن هو المُنتقي؟، وما هي طرائق الانتقاء؟ عرفنا الانتقاء وأنه:

يكمن في جوهر فعل الانتقاء “التشابه”، وهو في أساسه وبأبسط عبارة ربط ما بين الثقافات، وتقريب عناصرها ما بين بعضها البعض، إن مهمة الانتقاء هي خلق نقاط التقاء، بما يسمح لمختلف العناصر أن تتماسّ.

فنّ الانتقاء: ما الانتقاء؟، ومن هو المُنتقي؟، وما هي طرائق الانتقاء؟

وفي نفس المقال عرفنا مناهج الانتقاء وطرائقه. والانتقاء مهارة عصيّة على الروبوتات والأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لهذا يدفع حوالي مليون بشري الآن مالهم للكثير من المُنتقين/الكتّأب في صبستاك (سوق للنشرات البريدية المدفوعة) كي يزودوهم بما اختاروه من مصادر ومعلومات كل أسبوع مرّت على ذائقة أولئك الكتّاب ومرشّحات تفكيرهم النقدي.

السمة الثالثة: تحلّي الكاتب بمهارة تدقيق الحقائق (Fact checking)

لنعرف أولًا ما هو تدقيق الحقائق.

ما هو تدقيق الحقائق؟

التحقق من الوقائع ليس بالأمر الصعب وليس علماً معقداً، إنما هو تحليل دقيق مدفوع بسؤال أساسي واحد: «كيف نتأكد من صحة ما توصلنا إليه؟» وفي الوقت نفسه، فإن تمحيص الوقائع لا يتحقق بمجرد التدقيق الإملائي. لا يوجد دليل إرشادي على غرار القاموس يحتوي على جميع الحقائق، ولا يوجد برمجية بسيطة تقوم بفحص الوثائق وتؤشر على وجود تزوير للحقائق وقتما أردنا.

الصحافة…و«الأخبار الزائفة» والتضليل، دليل التدريس والتدريب في مجال الصحافة، سلسلة اليونسكو لتدريس الصحافة، ص 78. – التغميق مني

وكلام مؤلفي الكتاب المُقتبس منه أعلاه عن عدم وجود برمجية بسيطة تقوم بفحص الوثائق وتؤشر على وجود تزوير للحقائق وقتما أردنا؛ مهم جدًا وفي الصميم لأنه فعلًا لا يوجد -وفي رأيي لن توجد- توفّر هذا لكن يوجد بشر مؤهلون لفعل ذلك.

إن إردت تعلّم مهارة تدقيق المعلومات طالع هذا المقال: كيف تُتقن البحث وتتحقق من المعلومات وتتحلّى بالسرعة بصفتك كاتب محتوى؟

أيضًا ما يعجز عنه الذكاء الاصطناعي وله صلة بتدقيق الحقائق ما يُسمى بتجميع المعلومات أو تقصّي الحقائق وهي 👇

ما هو تجميع المعلومات أو تقصّي الحقائق (Fact-Finding)

تُسمّى أيضًا تجميع المعلومات (information gathering)، وهي عملية نظمية تنطوي على استخدام الأبحاث، والمقابلات، واللقاءات، والاستبانات، والعيّنات، وأساليب أخرى لجمع المعلومات حول النظم والمتطلّبات، والتفضيلات.

في قاموس الإدارة الكبير (إنكليزي-عربي)

تدقيق الحقائق ليست شيئًا جديدًا

كما أن عملية تدقيق الحقائق ليست جديدة بل هي قديمة بل وحتى أقدم مما نراه في الورقة البحثية أدناه التي تقول أنهم مفهوم وُجد منذ عشرينات القرن الماضي. فأكبر المدققين في الحقائق لدينا هم أهل الحديث. وقصصهم في التدقيق والنخل معروفة.

في كتاب Fact-checking vs fake news وطد الباحث Laurant Bigot لتاريخ الأخبار الكاذبة قبل ظهور منصات التواصل الاجتماعي مع الويب 2.0 إذ لجأت أكبر الصحف منذ عشرينات القرن الماضي إلى ما عرف بـ “تدقيق الحقائق” fact-cheking لتمحيص الأخبار والتأكد من صحتها استنادا إلى الإطار النظري للتكوين المهني في مجال الصحافة الذي وضعه الصحفي Walter Lippman في 1920 والذي أكد من خلاله على مبدأين رئيسين في مجال العمل الصحفي: البحث عن الأدلة والتحقق من المعلومة، وهما المبدأن اللذان أصبحا ميثاقا معنويا وأخلاقيا للعمل الصحفي.

مجلة الرسالة للدراسات الإعلامية مج 6 ع 4 ديسمبر 2022، الأخبار الكاذبة مفهوم جديد أو وجه جديد للدعاية والتضليل الإعلامي، شرّيط حورية، ص 404.

خيمة الصحافة اتسعت فشملت كل من ينشر على الإنترنت

قد تقول أن “تدقيق الحقائق” من مهام الصحفيين وأنا لست صحفيًا لكنك ستكون مخطئًا. جميع من ينشر صحفيٌ في عصرنا. عرف ذلك أو لم يعرف وقبل أن تقول أين دليلك؟ تفضّل:

يشمل مصطلح «الصحفي» الصحفيين وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام، وتعرّف الصحافة في [أحد وثائق الأمم المتحدة] باعتبارها «وظيفة تتقاسمها مجموعة واسعة من اللاعبين، بما في ذلك المراسلون والمحللون المحترفون بدوام كامل، وكذلك المدونون وغيرهم ممن يشاركون في أشكال النشر الذاتي سواء المطبوع أو على الإنترنت أو عبر أية وسيلة أخرى»

الصحافة…و«الأخبار الزائفة» والتضليل، دليل التدريس والتدريب في مجال الصحافة، سلسلة اليونسكو لتدريس الصحافة، ص 22. – التغميق مني

كما أن محو الأمية الإعلامية (ومن ضمنها معرفة الإعلانات أنها إعلانات وأن المنشور الممول ممول، مع تعزيز مهارة التفكير النقدي وما شابه) واجب أن ترفع لدى الجميع وليس الصحفيين والمشتغلين بالإعلام فقط. وإليك تعريفًا للأمية الإعلامية.

ما هي الأمية الإعلامية؟

يمكن تعريف محو الأمية الإعلامية على نطاق واسع بأنها “الاستفسار النشط والنقدي للتفكير في الرسائل والمضامين التي نستقبلها من وسائل الإعلام عامة، وخاصة تلك التي ننتجها ونتداولها وننشرها على منصات الإعلام الاجتماعي”

مجلة الباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية – 2022- ضرورة تبني نهج محو الأمية الإعلامية في ظل الأخبار الكاذبة بين الضرورة والحتمية؛ صالي محمد، فضيلة تومي، عبد القادر بودربالة ص 120

وجميع أدوات الذكاء الاصطناعي الآن أمية إعلاميًا.

فإذن هذه هي السمات الثلاث التي إن تحلّى بها الكاتب ضَمِن مستقبله وتفوّق على كل ذكاء اصطناعي أيًا كانت قوّته.

تم المقال بحمد الله.


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


يونس يسأل: هل اجتمعت فيك السمات الثلاث التي تحدثنا عنها أعلاه؟


حقوق الصورة البارزة: Photo by DeepMind on Unsplash

رأي واحد حول “السمات الثلاث التي إن اتسم بها كاتب المحتوى لم يستبدله ذكاءٌ اصطناعي أبدًا

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s