مساء النور؛
اقترحت عليّ الأستاذة شهد هذا الموضوع فشَكَر الله لها؛ شهد مشتركة في رديف فاشترك أنت أيضًا في رديف 👇
جدول المحتويات
لننقل سؤالها نصًا هنا ونجيب عليه بعون الحيّ الذي لا يموت:
أهلاً أستاذ يونس
ما هو الفرق بين الترجمة والتعريب ؟
كما ترون السؤال رتّب لنا المقال وهيكله في 3 عناصر لا بد من معرفتها لإجابة السؤال وهي:
- ما الترجمة؟
- ما التعريبُ؟
- ما الفرق بينهما؟
فبسم الله.
ما الترجمة؟
كتبتُ عن تعريفات الترجمة سابقًا في هذه التدوينة كيف تكون كاتبًا ماهرًا ومترجمًا بارعًا في آن واحدٍ؟ فعليك بها وخرجت منها بتعريف خاصٍ لي للترجمة هو 👇
الترجمة هي عملية نقل للمعاني والأسلوب والهيئة والطريقة -قدرَ الاستطاعة- من نظام رموزٍ أو وضعٍ واقعيٍ أ إلى نظام رموز أو وضع واقعي ب
وهذا التعريف شامل لدرجة أنه يشمل حتى الترجمة ما بين اللغات البرمجية وترجمة لغة الحيوانات المختلفة حتى لو كان نظامها اللغوي كيميائيًا مثل النمل.
بل حتى لو قلتَ
ترجمَ الأميرُ وعوده إلى مشاريعَ على أرض الواقع
لشَمِلها التعريف أعلاه.
ولا ضرر من إيراد تعريف وجيز آخر للترجمة هنا من مصدر آخر وهو:
والترجمة في عمومها هي: «نشاط يضم تفسير معنى النص في إحدى اللغات (النص المصدر) وإنتاج نص آخر جديد بلغة أخرى يعادله (النص الهدف)…»
مجلة الممارسات اللّغوية المجلد 13 ع 2 ماي 2022، المصطلح اللساني بين الترجمة والتعريب عند تمام حسان، مريم بسام، عبد العزيز شويط؛ ص 186.
ما التعريب؟
والآن لنعرف ما هو التعريب.
تعددت آليات وضع المصطلحات ونقلها وتنوعت، ومن بينها “التعريب” فإلى جانب الترجمة تعد هذه الآلية محل اهتمام جل الناقلين كونها تتميز بالسهولة مقارنة مع الترجمة.
مجلة الممارسات اللّغوية المجلد 13 ع 2 ماي 2022، المصطلح اللساني بين الترجمة والتعريب عند تمام حسان، مريم بسام، عبد العزيز شويط؛ ص 187.
ويعرَّف التعريب على أنه: «ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها» (السيوطي)، وما نلمسه من تعريف “السيوطي” أن اللفظ المعرب ينقل إلى اللغة العربية كما هو، دون تغير أو تبديل، أي في صورته الأعجمية.
ويعرفه “علي القاسمي” هو الآخر على أنه: «نقل الكلمة الاجنبية ومعناها إلى اللغة العربية كما هي دون تغيير فيها؛ أو مع إجراء تعديل عليها لينسجم نطقها مع النظامين الصوتي والصرفي للغة العربية، ولتتفق مع الذوق العام للسامعين ولتيسير الاشتقاق منها»
ومن ورقة بحثية أخرى فإن التعريب:
نقل الكلمة حسب طريقة نطقها في اللغة المصدر إلى اللغة العربية، ومثال ذلك:
إشكالية توحيد المصطلح بين الترجمة والتعريب؛ عابد بوهادي، جامعة ابن خلدون، تيارت. ص 550
تكنولوجيا = technologie، ديمقراطية = démocratie، برجماتية = Pragmatique
وتتميمًا للفائدة لنأخذ طريقتي التعريب وفق نفس المرجع (المصطلح اللساني بين الترجمة والتعريب ص ص 187-188) وشروط نجاح عملية التعريب.
طرق التعريب
التعريب إذن يكون على طريقتين:
- إما بنقل اللفظ الأعجمي على صورته الأصلية، و
- إما بالوقوف على تأصيل اللفظ الأعجمي وإخضاعه لقواعد اللغة العربية بمستوييها الصوتي والصرفي.
شروط نجاح عملية التعريب
يتطلب نجاح عملية التعريب شروطًا يجب الوقوف عليها، وهي:
- الاقتصاد في التعريب
- أن يكن المعرب على وزن عربي من الأوزان القياسية أو السماعية.
- أن يلاءم جرس المعرب الذوق العربي وجرس الذوق العربي.
- أن لا يكون نافرا عما تألفه اللغة العربية.
- تخريج الحروف التي لا مقابل لها فليس في اليونانية مثلا طاء وقاف وصاد وذال.
- أن يزاد حرف الهاء في أول الأسماء المبتدئة بحرف علة ثقيل فقالوا مثلا (هوميروس) بدلا من (وميروس).
المعنى الأوسع للتعريب
إن مصطلح التعريب مصطلح واسع تقع تحت مظلته العديد من المفاهيم حصرها الدكتور علي القاسمي في أربعة معانٍ رئيسة، يمكن ترتيبها على النحو الآتي:
إشكالية توحيد المصطلح بين الترجمة والتعريب؛ عابد بوهادي، جامعة ابن خلدون، تيارت. ص ص 552-551
- التعريب هو نقل اللفظ بمعناه الحقيقي من اللغة الأجنبية إلى اللغة العربية كما هو، دون إحداث أي تغييرٍ فيه (الدخيل) أو مع إحداث تغيير طفيف فيه انسجام مع النظامين الصوتي والصرفي للغة العربية (المعرَّب).
- التعريب هو نقل معنى نصّ من لغة أجنبية إلى اللغة العربية. ويقابله “التعْجيم” الذي ينصرف مدلوله إلى نقل الأثر من اللغة العربية إلى اللغة الأجنبية.
- التعريب هو استخدام اللغة العربية في الإدارة أو التدريس أو كليهما.
- التعريب هو جعْل اللغة العربية لغةَ حياة الإنسان العربي كلِّها.
ومن جهتها، تأخذ الدكتور صافية زفنكي بأيدينا وتعرفنا على الجوانب الأشمل لمصطلح “التعريب” تصل حتى أنها حراك اجتماعيّ ولغة فكر وشعور.
وهناك مصطلح “التعريب”، الذي ارتبط بمصطلحات مختلفة في العصر الحديث، منها، تعريب المصطلحات، الذي يتمثل في توليدها. وهناك التعريب اللغوي الذي يقصد به الترجمة، ويراد بها نقل معاني الكلمات أو العبارات أو النصوص الأجنبية والتعبير عنها بكلمات وعبارات قابلة لها في اللغة المنقول إليها.
أثر الاقتراض اللغوي في اللغة العربية الحديثة، تأليف: د. صافية زفنكي، المركز الديمقراطي العربي برلين – ألمانيا. 2021. ص ص 6-7
كما يطلق التعريب في ميادين الثقافة العامة ويقصد به إخضاع النصوص أو الأعمال الاجنبية -علمية أو أدبية أو فنية- لشيء من التصرف في مبناها ومعناها، وجعلها ذات سمة عربية وهناك التعريب القومي، الذي يعني جعل العربية أداة التفكير والكتابة والاستعمال في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والأدبية والتربوية العربية، واتخذ التعريب القومي أشكالاً مختلفة تهدف جميعها إلى جعل اللغة العربية لغة الإنسان الأساسية والحياتية، أي أن تكون لغة العلم والعمل، لغة الفكر والشعور والحراك الاجتماعي. ويتجلى ذلك في تعريب المؤسسات، أي في اتخاذ اللغة العربية أداة للتعليم والإعلام والإدارة.
ما الفرق بين الترجمة والتعريب
مما سبق أعلاه من البحث، نخُلص إلى أن:
- للترجمة والتعريب العديد من التعريفات. وبصفة خاصة التعريبُ آلية من آليات الترجمة بمعنى أن الترجمة مجالٌ يحتوي التعريب.
- للتعريب معنى عام يتمثل في أنه منهج حياة وسياسة لغوية قومية وهو بهذا المعنى ليسَ ضمن مجال الترجمة بل الترجمة ضمنه.
- يعود تاريخ كلمتي “تعريب” و”ترجمة” بمعناهما الذي نفهمهما الآن إلى سنة 791م* فلهما نفس التاريخ اللغوي.
*لم تصبح كلمة التعريب ذات معنى يدلّ على “تعديل اللفظ الأعجمي في بنائه وأصواته ليجري مجرى كلام العرب” إلا عام 175 هـ (791م) وفق معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.
*يعود تاريخ كلمة الترجمة بمعنى “ترجمة الكلام: نقله من لغة إلى لغة” إلى نحو 175 هـ أي 791م وفق معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: ماذا تعرف عن التعريب؟
حقوق الصورة البارزة: لوحة فرسان عرب في الجبال.من موقع Artvee.com الرسام: Curt Victor Clemens Grolig (German, 1805-1863)