الخطايا السبع التي يقع فيها الكُتّاب: اِعرفها الآن لتتجنّبها

مساء الخطايا المغفورة من ربّ رحمن رحيم،

اقترحت عليّ الزميلة دليلة (أوصيك بتفقد مدونتها مدوّنة دليلة رقاي لأن لديها محتوى مذهلًا تبارك الرحمن) هذا الموضوع فشَكَر الله لها. أيضًا دليلة مشتركة في رديف. فاشترك أنت أيضًا في رديف.

تغريدة دليلة رقاي

جدول المحتويات

  1. جدول المحتويات
  2. الخطيّة الأولى للكاتب: الكِبَر
  3. الخطيّة الثانية للكاتب: التوقف عن التعلّم
  4. الخطيّة الثالثة للكاتب: الحُكم المُسبق على الأشياء قبل التحقق
  5. الخطيّة الرابعة للكاتب: جهله بأساسيات مجاله
  6. الخطيّة الخامسة للكاتب: تجاهله كليًا للمصادر والمراجع
  7. الخطيّة السادسة للكاتب: الانتحال والسرقة الأدبية
  8. الخطيّة السابعة للكاتب: عدم الإقرار بالأخطاء

لننقل اقتراحها نصًا هنا ونجيب عليه بعون الحيّ الذي لا يموت:

صباحك طيب يا طيب🌷

ما هي الأخطاء التي إن ارتكبها الكاتب نقول عنها أنها كارثية في حقه؟

وما الذي لا يسع الكاتب جهله؟

أتحدث عن كاتب المحتوى الذي يرغب أن يكون كاتبًا وليس فقط مدونا أو كاتب محتوى فقط؟

عندما نعرف الخطأ، نعرف الصواب فبضدّها تتبين الأشياء. أو تتباين لا سيما إن كنت مصممًا تحب التباين بين الألوان لتظهر أوضح ما يكون. المهم عندما نعرف الخطايا التي ينبغي على كل كاتب سواءً كنت:

  • كاتب إعلانات
  • كاتب روايات
  • كاتب سكريبتات
  • كاتب نصوص أي كانت تلك النصوص

أن يتجنبها. يتضح لك:

  • ما ينبغي عليك معرفته ولا يسعك جهله
  • ما الأخطاء الكارثية كي لا تقع فيها

وقد جمعتُ بعون الله سبع خطايا على غرار الخطايا المسيحية السبع والكبائر (التي لها عدد أكبر من سبعة) في الإسلام.

ودون إطالة إلى الخطيّة الأولى.

الخطيّة الأولى للكاتب: الكِبَر

وهو أكبر الخطايا إطلاقًا وأعظمها ومنبع كل الشرور ومصدرها، وبوابة الآفات طرًّا ومنه يأتي كل الشرّ.

وينبغي علينا هنا ألا نخلط ما بين الكِبر والثقة المحمودة بالنفس وبين تجاهل الحمقى والمتكبرين، ومع أن عبارة التكبر على المتكبر حسنة وفي لفظ صدقة ليست بحديث لكن معناها صحيح وقد رويت عن الشافعي والزهري والمناوي عبارات مماثلة بقولهم هم يؤيدون هذه المُعالجة الأخلاقية للمتعجرفين وذلك بإذاقتهم من الكأس التي يُجرّعونها للناس: التكبّر.

وللكِبر علامات كثيرة قد تتراكم حتى تصل لتصبح المرض النفسي المسمى جُنونُ الكبرياءِ (Megalomania).

والكِبر لدى الكاتب قد يتجلى في أن يفكر أن حروفه بصورة ما مقدّسة وأن أفكاره لن يفهمها الناس إلا بعد خمسين أو ستين سنة (مثلما قال لهم نيتشه) وأنه ربّ مجاله وسيده وإمبراطوره وأن الآخرين عالة عليه وعلى أفكاره وأن العالم ناقص نقصًا فادحًا لو خلى من وجود جنابه الكريم طرفة عين.

ولحسن الحظ أن الشباب والشابات من الكتّاب العرب غالبًا لا يعانون منه هناك بعض الحمقى من شباب العرب يعانون منه، لكن معظم من يعاني منه حسب رصدي هم من فاق الخمسين سنة ولا سيما من يعيش في الخارج وضعيف في التقنية ولا زال يظن أن الناس تعرفه وهي لا تسمع به أساسًا.

الخطيّة الثانية للكاتب: التوقف عن التعلّم

ستلاحظ أن الخطايا كلها ما بعد الكبر آتية منه. لأنه أمّ الشرور هنا. لذا لن يتعلّم المتكبّر؛ ذلك أن من هو مصاب بجنون الكبرياء عافانا الله وإياكم لن يسمع غيره أبدًا. لكن بصورة عامة. التوقف عن التعلّم حتى إن لم تكن متكبّرًا خطيّة وخطأ.

فلا بد أن تستمر بالتعلم وتتعلم كل يوم. مثال:

  • معلومة جديدة
  • تسمع بأداة أو تقنية جديدة
  • قاعدة لغوية جديدة
  • مفردة جديدة
  • إطار ذهني (منتل مُودل) أو أداة فكرية جديدة

وهكذا. والاستمرار بالتعلّم لا يكون عادة لديك إلا إن آمنت بمسلّمتين هما:

  • أنك تجهل الكثير و
  • أنك لن تصل أبدًا لمعرفة كل شيء والإحاطة بجميع المعلومات

وينتج عن هذين المُسلّمتين شيء جميل جدًا ورائع هو:

💡 أن تستمر بالتعلّم وطلب الزيادة في العلم حتى تموت

الخطيّة الثالثة للكاتب: الحُكم المُسبق على الأشياء قبل التحقق

يمكن تسمية الخطية هذه كذلك بـ “اتخاذ الانطباعات والمشاعر الشخصية حقائقَ عن العالم”. فترى أمًا يتحدث ابنها كلمتان إنجليزيتان فتكتب في تويتر خائفة يأكلها الفزع:

لغة الجيل الحالي راحت يا ناس!

المؤسف أنه غالبًا لا أحد سيعارضها مباشرة ويكتب الناس تعليقات عن قصص تؤيد هذا الاتجاه. وهو بالضبط مغالطة وخطأ عقلي اسمه الانحيار التأكيدي.

وهي عادة رديئة من عادات الكتّاب. لا سيما الصحفيين منهم. وهي تؤدي إلى نشر الأخبار الزائفة والشائعات ورمي الناس بالباطل والتهويل والمبالغة. وأيضًا إلى تقديم معلومات خاطئة للقارئ.

لنفرض مثلًا أننا طلبنا من كاتب أن يكتب عن كيف نعزز القراءة في الوطن العربي؟

كثير منهم سيهرعون لكتابة شيء مثل هذا:

يعرف الجميع أن العربي لا يقرأ كثيرًا وأن نسبة المقروئية في انخفاض وأن الناس لا تحب قراءة الكتب….

وهذا كله خاطئ وغلط. لأنه لا الجميع يعرف ذلك ولا نسبة المقرؤئية -غير المدعومة برقم كما رأيتم- صحيحة وكل ما سبق هو انطباع شخصيّ. وغير صحيح.

💡 ما لم تكن تكتب عن تجربتك الشخصية التي أنت بها المصدر نفسه. فلا بد أن تبحث وتسأل قبل أن تكتب عزيزي الكاتب.

الخطيّة الرابعة للكاتب: جهله بأساسيات مجاله

لتتضح لكم هذه الخطيّة وما هي لنأخذ أمثلة.

  • كاتب إعلانات لا يعرف ما هي صيغة آيدا أساسًا
  • كاتب صفحات هبوط لا يعرف ما معنى زر الدعوة للإجراء (كول تو أكشن)
  • كاتب روايات لا يعرف أسماء 3 كتّاب من أعظم كتّاب الروايات في العالَم
  • كاتب مقالات موافقة لتحسين محركات البحث لا يعرف معنى كلمة مفتاحية رئيسية
  • كاتب سرد قصصي لا يعرف ما معنى رحلة البطل المبتكرة من قبل جوزف كامبل ولا يعرف من هو جوزف كامبل أساسًا

ولغسل هذه الخطيئة عن جسدك عليك بأن تصبح خبيرًا على الأقل في مجال تخصصك لأن هذا هو الصواب. وإلا ستكون رئيسًا جاهلًا من رؤساء الجهل الذين يتبعهم الناس حاليًا تُضلل من يتبعك وتكذب على الناس. كيف تصير خبيرًا؟ طالع هذا المقال: كيف تكون خبيرًا في مجالك وكيف تتخصص بصورة صحيحة في هذا العصر شديد التشعّب؟

وقد تقول لي وأنت تقرأ هذا: لكن هذا لا يكون. غير معقول أن يوجد أشخاص كهؤلاء.

وأقول لك صدّقني هم موجودون في كلّ مكان. وقد صادفتهم كثيرًا وهم يملئون أرجاء العالم لدينا نحن العرب وفي الغرب. فقد حكى Alex Hormozi في أحد فيديوهاته أنه وظّف خبير توظيف ليساعده على اختيار الموظفين بمبلغ مرتفع (أكثر من 100 ألف دولار) ليكتشف أنه لا يجيد استخدام برنامج زوم. وقد علّق أحدهم ساخرًا على الفيديو القصير بما معناه: يا للعجب. يبدو أن تقدّم البشرية يكون بجنازة تلو الآخرى. وقصده أن التقدم لن يحصل إلا بموت الديناصورات من شيوخ الجهل ليفرغوا مناصبهم التي تولوها بغير حقٍّ.

الخطيّة الخامسة للكاتب: تجاهله كليًا للمصادر والمراجع

لدى بعض الكتّاب أكياس يستخرجون منها الكثير من العبارات والتصريحات غير المدعومة بأي مصدر أو مرجع. فيعرّفون المفاهيم والمصطلحات بأنفسهم متجاهلين دكاترة ومؤلفين ألّفوا في ذلك المفهوم والمصطلح كتبًا بأكملها.

⚠️ تَحرَّ أن تدعم كل أقوالك ومفاهيمك والتعريفات والأرقام بمراجع ومصادر. وإن لم تجد بعد بحث قل أنك لم تجد ثم اجتهد وهات تعريفك أو مفهومك لا بأس. لا يحق لك اللجوء لكيسك المعرفي إلا بعد بذلك الجهد في البحث والتنقير والتنقيب.

الخطيّة السادسة للكاتب: الانتحال والسرقة الأدبية

وهذه معروفة واسمها يشي بمعناها. وهي أن تأخذ نصوصًا لغيرك وتنسبها لنفسك وتأخذ مقاطع كاملة من غيرك ولا تقول أنها ليست لك. كأنك لا تعرف شيئًا اسمه الاقتباس أو الاستشهاد.

وحلّ هذه المشكلة أنه لا عيب في الاقتباس من الآخرين لذا أذكرهم وانسب إليهم ما كتبوه أو صنعوه من محتوى مضافًا إليها رابط مع شكرهم إن كانت أخلاقك رفيعة.

إن خطفك بنات أفكار الناس مثل خطفك بناتهم واقعيًا. فهو جُرم وخطيئة وعمل غير صالح فتجنّبه.

💡 واِعلم هنا أن الأفكار لا حقوق ملكية فكرية لها. فلو كتبت اليوم أنا عن الكتابة الإعلانية أو السيارة أو الطبيعة أو جنون العظمة يمكنك أنت كذلك الكتابة عنها. حتى لو كنت تكتب عن نفس المواضيع التي أكتبها أنا كل يوم. مثلًا: أن تراني أكتب عن موضوع معين فتكتب عنه أنت كذلك وهكذا كل يوم. فلا بأس بذلك لأن الأفكار لا أحد يملكها إنما المسألة في التنفيذ.

الخطيّة السابعة للكاتب: عدم الإقرار بالأخطاء

وهذا أيضًا نابع من الكِبر الذي تكلمنا عنه أعلاه. عندما تُخطئ أيًا كان هذا الخطأ وتنبهت إليه أصلحهُ، وإن نبّهك إليه أحد اشكره وأصلح الخطأ. إن كان تصحيحه صحيحًا فأحيانًا يأتيك جاهل ويقول لك كذا خطأ. فتقول له وفق أي قاعدة هو خطأ؟ فيقول لك “هيك أنا قلت أنا المصدر” فهذا جاهل لا تلق له بالًا إلا إن كان ما يحكي عنه هو معلومة عن نفسه مثلًا أنت قلت أن فلان مدوّن صوتي فقال لك الشخص نفسه أنا مدوّن نصي مثلًا عدا ذلك لا تسمع منه. فإما أن يأتي من يصححك بسبب لماذا أخطأت. أو لا تسمع منه ولا تضيّع وقتك معه.

والإقرار بالأخطاء وإصلاحها وشكر من نبّهك إليها من الأخلاق الرفيعة والسمحة وشّاك الحقّ تعالى أثوابًا قشيبة بهية منها.


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


يونس يسأل: برأيك ما الأخطاء الكارثية التي يقع فيها الكاتب؟


حقوق الصورة البارزة: Photo by Lyle Hastie on Unsplash

4 رأي حول “الخطايا السبع التي يقع فيها الكُتّاب: اِعرفها الآن لتتجنّبها

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s