قبل أن نمضي إلى مسألة لماذا يتابع الناس ناسًا آخرين وهم يلعبون الألعاب سأشارككم تجربتي التي لم تتجاوز نصف الساعة في متابعة لاعبين أصحاب بثّ مباشر والنتيجة: لا تضيّع عليهم دقيقتان فهم لا يستحقون.
بسم الله،
خطر أن تتابع أصحاب البث المباشر لا سيما على تويتش
مرة من باب الفضول فعّلت التصفح المخفي في يوتيوب ودخلت أبحث عن لاعبة لديها حساب تويتش عربية الأصل تسكن في كندا واسمها إيمان لكن لن أذكر اسمها الكامل الذي تعمل به في البثّ المباشر كي لا تضيّع وقتك.
المهم دخلت أرى ما “المحتوى” الذي تنشره هذه “الإيمان” لأجدها تتحدث هي ولاعب آخر عن لماذا لم تفتح حسابًا لها في أونلي فانز (وهو موقع لبيع الصور والفيديوهات الإباحية حسب الطلب ويدرّ على أصحابه دخلًا يفوق ميزانيات وزارات كاملة في بلداننا العربية).
- قالت له ولماذا لا تفتح أنت حسابًا فيه؟
- قال لها لأن العضو الذكري لن يجتذب أحدًا
- قالت له ماذا لو صوّرته من زوايا مختلفة وكنت إبداعيًا
- قال لها أن الناس تحب رؤية الأثداء وأعضاء المرأة لا الرجل…
واستمر النقاش…
هكذا اكتشفت أنهما قضيا على الأقل ربع ساعة في فيديو به مليون مشاهدة وأكثر تحكي فيه “إيمان” عن أفكار إبداعية لتصوير العضو الذكري.
قلت لنفسي: إذًا هذا ما يتابعه من يتابع أصحاب البث المباشر على تويتش؟
قال الناقد الداخلي: لا. هم يشاهدون كذلك اللاعبين وهم يلعبون ماريو أو بوكيمون غو أو غيرها من الألعاب
قلت للناقد الداخلي: مع انعطافات تحكي عن الأعضاء الذكرية والأمور الجنسية ولمَ على المرء أن يفتح حساب أونلي فانز يدعم به دخله؟
لا شكرًا لدي أمور أخرى أفضّل أن أنفق عليها وقتي.
وفي تلك الجولة في التصفّح المتخفّي رأيت فيديو آخر للاعب بث مباشر يشغّل الهاتف أمام الملأ وامرأته تصرخ عليه ليعتني بولدهما.
لم يؤثر فيّ ذلك ولم ألقِ له بالًا مع أنه فيه بيع خصوصية للاعب أمام الناس كلهم. رغم ذلك ما صدمني هو وجود تعليق حائز على أكثر من مئة ألف إعجاب يبرر فيه كاتبه لذلك اللاعب وأنه رجل طيب وأب صالح!!
أنا لم أتابع القصة ولن أتابعها ولا أعرفه ولا أحفظ اسمه حتى إنما صدمني هو كيف أن هناك 100 ألف شخص بشريّ يتابع التفاهة ومهتم بهذه التفاصيل؟
الرجل قطعًا مما يبدو لي لا يساوي قشرة بصلة ولا فلسًا. ولا يصلح راعي غنم أو حيوانات لاما ناهيك أن يكون أبًا فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وهؤلاء الناس الذين يتابعون عندهم من الوقت والفراغ الكثير كي يتابعوا أمثال هؤلاء فحسبنا الله ونعم الوكيل.
المغزى: احذر من أن يسرق وقتك أناس لا خلاق لهم ولا قيمة لهم.
والآن إلى سبب حب الناس مشاهدة غيرهم وهم يلعبون الألعاب الإلكترونية 👇
الناس يحبون مشاهدة الناس وهي تلعب ألعاب الفيديو
تمثل الرياضات الإلكترونية اليوم ما يقرب من 10% من إجمالي المشاهدات التي يجتذبها قطاع الرياضة بكلّ أنواعه، حيث يميل جيل زد إلى مشاهدة لاعبي الألعاب الإلكترونية المحترفين أكثر من ميلهم لمشاهدة الرياضيين المحترفين في الواقع.
وقد ساهم تشغيل البث المباشر لأشخاص يلعبون الألعاب الإلكترونية على منصة تويتش (Twitch) في خلق قاعدة متابعين لأصحاب ذلك البث مما أدى إلى جذب أرباح مجزية لهم.
علاوة على ذلك، يحبّ الناس مشاهدة هذه الفيديوهات لأنها أكثر أريحية وملائمة لوجستيًا (ليس فيها تنقّل أو تعب) من مشاهدة مباراة رياضية على أرض الواقع.
بالإضافة إلى ذلك، يُنشئ المشاهدون علاقة شخصية مع اللاعبين أصحاب البث المباشر (streamers) الذين يرونهم يلعبون بانتظام في حياتهم الواقعية.
المصدر: فولف ميديا؛ عبر عدد نشرة بريدية عنوانه: لماذا نشاهد نحن البشر الآخرين وهم يلعبون ألعاب الفيديو: بحث في العالم الغريب للرياضات الإلكترونية [The Intrinsic Perspective]
إن أعجبك مقال اليوم شاركه ولك أجر؛ أو شاركه واشترك في رديف ولك أجران.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: ماذا تعرف عن الرياضات الإلكترونية (Esports)؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Kadyn Pierce on Unsplash