أين تظهر إعلاناتك لو أنفقتَ مليون دولار على إعلانات غوغل؟

مساء السعادة.

العصابة الوحيدة التي أؤمن أنها موجودة، هي عصابة الإعلانات وسوقها الفوضوي.

وفي قطاع الإعلانات ما يُذهل عقل كلّ عاقلٍ، إذ أنك لا تفهم لماذا يحدث هذا. مثلًا: لماذا لا يهتم من يصرف على الإعلانات أين تظهر إعلاناته وما إن كانت ذات أثر بالفعل أو لا؟

مع أن إعلانات غوغل تُجري ممارسات لا يقبلها أحد مثل نشر الإعلانات في ما هبّ وما دبّ من مواقع، لماذا لا يقول من ينفق المال: أين ذهبت أموالي؟ وكيف صرفتموها. مما يؤدينا لموضوع مهم أن مصدر تلك الأموال مريب بالفعل.

في تجربة نادرة لا تتكرر كثيرًا، وكشفت لنا الكثير وأزاحت لنا الستار عن ممارسات غوغل الإعلانية ستعرف اليوم معلومات تجعلك تفكّر 10 مرات قبل أن تُعلن لدى غوغل.

من أحد أعداد نشرة معهد تحقّق من إعلاناتي (Check My Ads Institute) نقتطف ما يلي:

لأسبوعين من شهر سبتمبر 2021، أجرى سبستيان (ليس اسمًا حقيقيًا طبعًا لحفظ خصوصيته) حملة إعلانية على غوغل لعميل دون أن يضبط الإعدادات المألوفة، إثر ذلك حرق سبستيان مليون دولار من ميزانية العميل قبل أن يدرك أنه لم يفعّل مرشّحات سلامة العلامة التجارية (ألا تنشر مثلًا إعلاناتها في مواقع الأخبار الزائفة وما شابه) وحظر أسماء النطاقات والكلمات الرئيسية غير المرغوب بها وما إليه. لقد كان ما فعله سبستيان خطأ.

لكن هذا الخطأ كشف لنا عمّا سيحدث عندما تنفق مثل هذا المبلغ بالإعدادات الافتراضية في إعلانات غوغل.

معلومات الحملة

  • الحملة الإعلانية لشركة ضمن قائمة فورتشن 500 (أي من كبرى الشركات في العالم)
  • أُطلقت الحملة لأسبوعين في خريف عام 2021
  • ظهرت الحملة في: 205 ألف موقع
  • إجمالي مرّات ظهور الإعلان: 487,338,027 مرّة

النتائج

  • الرتبة الثانية في القائمة: مواقع مجهولة.

منحت غوغل نحو 50 مليون مرّة ظهور لإعلانات الحملة أو ما يقارب 10 بالمئة من مرّات ظهور الإعلانات لمواقع مجهولة.

ما معنى مواقع مجهولة ولماذا هي الثانية في اللائحة؟

لا زالت الإجابة عن هذا السؤال تحيّر الكثيرين وتربكهم، فطيلة سنوات أتاحت غوغل لأصحاب المواقع أن يخفوا أسماء نطاقاتهم وكل المعلومات التي تعرّف عنهم عن المعلنين.

مع ذلك لا زال أولئك يستطيعون أن يستقبلوا إعلانات غوغل على مواقعهم. تجمع غوغل هذه المواقع التي لا ترغب بالتصريح عن نفسها ولا يمكن تتبعها من قبل المُعلنين تحت مسمى واحد وتعرضه أمام المُعلنين باسم “مجهول”.

هذا ما يخلق موقفًا عجيبًا فشركة غوغل تعرف بدقة أين وضعت إعلاناتها وأصحاب المواقع يعرفون بالتحديد ما يظهر من إعلانات في مواقعهم إلا أن من أنفق المال وصاحب الإعلانات هو الوحيد الذي يظل لا يعرف.

في أي قطاع اقتصادي آخر عدا الإعلانات أن تختفي منك 10 بالمئة من ميزانيته في فراغ مُظلم مجهول لهو أمر يستدعي الدهشة والتعجب.

ماذا لو كانت حملتكَ ضد منهج معين وأدرجت إعلاناتك في موقع يدعم النهج المُخالف أو المنافس؛ حيث أنك بهذا تموّل حرفيًا عدوّكَ أو منافسك (وقد حدث هذا بالفعل لدى إعلانات غوغل مرارًا وتكرارًا).

  • المرتبة الخامسة التي حصلت على 10 ملايين مرة ظهور لإعلانات الحملة هو موقع Fox News دون غيرها من المواقع الإعلامية، وفوكس نيوز إجمالًا موقع لا يعوّل عليه إعلاميًا لنشره أخبارًا زائفة ومضللة.
  • في المراتب الأخرى سنجد كذلك كما يكشف التقرير أن المواقع التي تنشر الأخبار الزائفة استفادت من أموال الإعلانات كثيرًا. بحيث لو قلت أن شركة غوغل تموّل فعليًا مواقع الأخبار الزائفة والمحتوى الضحل لكنتَ صادقًا لم يجانبك الصواب.

النصيحة المُقدَّمة للمعلنين

  1. تحقق من أين تُنشر إعلاناتك أي في أي مواقع تظهر بالضبط.
  2. تحدّث للدعم الفني لإعلانات غوغل وأخبرهم بمخاوفك وعندما يقولون لك لا تقلق بشأن المواقع المجهولة قل لهم أنك تهتم للموضوع فعلًا.
  3. اُطلب استردادًا لمالك في حال وجدت لائحة المواقع التي ظهر فيها إعلانك تنتهك سياسات غوغل الإعلانية. فلك حقّ أن تسترد مالك.

ملاحظة مني أنا يونس بن عمارة: وقت ما طالعت المقال كان الملف الكامل للائحة المواقع المذكورة للحملة متاحًا للتنزيل لكنه غير متاح الآن. نظرًا لأنهم لم يتلقوا إذنًا بنشره. لكن الخلاصة منه موجودة أعلاه وفي عدد النشرة المذكور.

طالع أيضًا عن عصابة الإعلانات…

حقائق صادمة عن سوق الإعلانات الرقمية

لا أحد يلقي بالًا للإعلانات. وتظهر الدراسات أن الأجيال الأكبر سنًا تولي اهتمامًا للإعلانات أكثر مما توليه الأجيال الأصغر سنًا، ما يعني أن فعالية الإعلانات آخذة في التلاشي شيئًا فشيئًا مع مضيّ كل يوم.

في نفس السياق، طالعت في أحد أعداد نشرة بوب هوفمان (Bob Hoffman) وهو من ألقِّبه بجَالد اللاعبين في قطاع الإعلانات حيث ينتقد بحدة في محتواه القطاع الإعلاني كثيرًا. أقول طالعتُ تنبؤه أن هذا القطاع الإعلاني والذي هو عبارة عن فوضى وسيرك كبير سينهار هذا العام؛ على الأقل في أوروبا.

السؤال المنطقي بشأن الإعلانات والإجابة عليه

نقرأ في عدد ذلك النشرة ما يلي: كَتَب بوب هوفمان…

إيلون مَسك: هل هو أسوأ كاذب بالعالم؟

لا زال مسلسل مسك وتويتر التهريجي قيد البثّ حيث يواصل مَسك التظاهر بأنه مصدوم بحقيقة أن تويتر به حسابات مزيفة.

وفي بحر هذا الأسبوع غرّد مَسك قائلًا:

تغريدة إيلون مسك التي سأل فيها سؤالًا خطر لي من فترة طويلة. وأجابه بوب هوفمان
تغريدة إيلون مسك التي سأل فيها سؤالًا خطر لي من فترة طويلة. وأجابه بوب هوفمان

إذًا كيف يعرف المُعلنون ما يحصلون عليهم مقابل أموالهم؟ هذا أمرٌ أساسيّ للصحة المالية لمنصة تويتر.

إيلون مَسك

حسنًا، يقول بوب هوفمان. كنت أقول هذا من سنوات، إن المعلنين لا يعرفون علامَ يحصلون مقابل أموالهم. لأنهم حمقى. وهذا مكمن جمال حيلة قطاع تقنيات الإعلانات (adtech).
هل سأصدق أن أنجح رجل أعمال في العالم لا يعرف هذه المعلومة؟ العب غيرها يا مَسك! اهـ كلام هوفمان.

تعليقي على كل هذا

كلما طالعتُ وتعمّقت أكثر في قطاع الإعلانات قلّ إيماني بجدواه وتعززت فكرتي عن القطاع أنه لعبة كبيرة لحرق الأموال وتبييضها والتلاعب بالناس والاستخفاف بأحلامهم (الحلم هنا بمعنى العقل).

يومك طيّب. وباتت مواقعكم خالية من إعلانات ربّنا يسوع يحبك!


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


يونس يسأل: ما رأيك بقطاع الإعلانات الحالي ولاعبيه الكبار فيسبوك وغوغل وأضرابهما؟


حقوق الصورة البارزة: Photo by Kenny Eliason on Unsplash

رأي واحد حول “أين تظهر إعلاناتك لو أنفقتَ مليون دولار على إعلانات غوغل؟

  1. أنا أكره إعلانات جوجل من تلك الفترة التي حاولت فيها نشر إعلاناتها في مدونتي ولكنها لم تقبلني.. ومع ذل لو بنيت مشروعًا آخر وهناك فرصة لوضع إعلانات جوجل فسأضعها.. قليل من الدولارات لا يضر 🙂

    مع ذلك أؤمن أن الإعلانات (مع عيوبها) فعالة على الأقل في ترويج شيء ما وطبع صورته في الأذهان..

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s