زريبة النجوم: تاريخ مُوجز لرمزٍ مطبعي ***

هذه التدوينة برعاية نشرة الأحد البريدية من إعداد الأستاذ علي عسيري وهي نشرة تشبه قرصات شاورمر لكنها للتسويق. اشتركوا فيها وشكرًا للدعم.

صباح الأفراح،

قرأت هذا المقال عن رمز طباعي إيماءة شعرية للرمز الفاصل بين مقاطع النصوص لـ دَيزي أليوتو [THE PARIS REVIEW] وجدته عبر أحد أعداد النشرة البريدية Curiosity Weekly وأعجبني فاقتطفت لكم منه ما يلي:

ما هو الدينكوس (dinkus)؟

قبل ثلاثة أشهر، كنت شخصًا طبيعيًا. أما الآن فكل ما أفكر به 24 ساعة 7 أيام في الأسبوع هو الدينكوس؛ لمن لا يعرف ما هو الدينكوس (dinkus) فإنه السطرُ المكوّن من 3 رموز نجميّة تفصل بينها مسافات مثل هذه (* * *) والتي تُستخدم لفصل قسم من النص عن قسم آخر منه.

أو يمكن القول أنه النسخة الأفقية للرمز المسمى مجموعة النجوم والذي يمثّل كما يلي: (⁂)، والذي يعدّ في الأدب هرمًا من 3 نُجيمات وفي علم الفلك يعبّر عن عنقود من النجوم.

ما تاريخُ الرموز النجمية الطباعية؟

وفقًا لكيث هيوستن (Keith Houston) مؤلف كتاب الرموز الطباعية المُريبة: الحياة السرية لعلامات الترقيم والرموز وغيرها من العلامات المطبعية الأخرى الصادر عن دار نورتُن عام 2013، فإن تاريخ الرموز النجمية الطباعية يعود إلى أريستارخوس الساموثراقي وهو عالم نحو ومدير مكتبة الإسكندرية. ولا زالت رموز النجمة، وعلامة الخنجر والعلامة تشبه رأس رمح أفقي (>)، وجميعها رموز استخدمها المترجمون في ترجماتهم لأعمال هوميروس، جميعها يشار لها باسم الرموز الأريستارخوسية (Aristarchean).

غلاف كتاب الرموز الطباعية المُريبة: الحياة السرية لعلامات الترقيم والرموز وغيرها من العلامات المطبعية الأخرى
غلاف كتاب الرموز الطباعية المُريبة: الحياة السرية لعلامات الترقيم والرموز وغيرها من العلامات المطبعية الأخرى

اُستخدمت العديد من الصور والرموز كفاصل بين مقاطع النصوص (dinkus)، كل واحدة منها لها اسمها. على سبيل المثال رمز الزهيرة وهو زخرف طباعي فوقي (❧) يتكون من ورقة أو نقشٍ يشبه الزهرة. وقد أشار الفكاهيُّ ب. ج. وديهاوس (P. G. Wodehouse) إلى الفاصل بين مقاطع النصوص على أنه “زريبة” في قصته القصيرة “شيء يبعث على القلق” (الشاهد من كتابته: “كان الروائي يسدّ طريق القارئ بزريبة من النجوم”)

ما الزريبة؟

الزريبة مكان مسوّر أو مسيّج مخصص للماشية في شمال شرق إفريقيا. لا أستطيع قول أكثر من ذلك عن زريبة النجوم، على أن منشورًا شاردًا في بحار الإنترنت يطرح مزاعم أكبر منها “سمعت أن البناء (وهو خط من النجوم يقصد به وضع حاجز أو انقطاع منطقي أو مؤقت) وُصِف بأنه ‘زريبة’ وقت عملي كمصفّفٍ طابع، لكني عاجز عن إيجاد مرجع لهذا الوصف حتى في قاموس أكسفورد الجليل، لعل ذلك استخدام محليّ بين الطابعين المصففين في خليج سان فرانسيسكو أو بين الطابعين المصففين عمومًا”.

الهوس بالرمز النجمي

أفكّر بالرمز النجمي الفاصل بين مقاطع النصوص وأنا على متن القطار، حيث أشاهد نجومًا متناثرة موشومة على بشرة رفيق في الرحلة. أفكّر بالرمز النجمي الفاصل بين مقاطع النصوص وأنا أحزم أغراضي في غرفة النوم لأرتحل لمكان آخر، حيث وجدتُ في خضم ذلك مجموعة مُخبأة من النجوم التي تلمع في الظلام نقلتها معي من شقة لأخرى وكنت أنظمها في نمطٍ مألوف مكوّن من ثلاثة نجوم.

يعدّ الرمز النجمي الفاصل بين مقاطع النصوص قصة نجاح: إذ خرج هذا الرمز الطباعي سالمًا من القفزة التي حصلت من المطبوع إلى الإنترنت. بل وها هو الآن ينتقل من الإنترنت إلى المطبوعات مجددًا والمجد لله على ذلك.

روابط أخرى متفرقة

في الورقة البحثية الخلافات الزوجية بالمغرب الأدنى خلال العصرين الفاطمي والزيري لـ خالد حسين محمود [مجلة حوليات إسلامية] نقرأ:

  • وبلغ حرص بعض الفقهاء على استمرار الحياة الزوجية تهوينهم من شأن أسباب هذه الخلافات وإن كانت كبيرة، نموذج ذلك فتوى الفقيه القابسي، والتي تخص نزاعاً شب بين رجل وزوجته لأنه تزوجها على أنها عذراء فوجدها ثيباً، فأفتى الفقيه بأن هذا «شيء لا يمنع الزوج الوطء، وشيء يدخل على المرأة وهي لا تشعر، إما في الصغر لقفزة ولعب، وإما في الكبر من تكرر الحيض … وليس بعيب»مصدر التغميق مني.
  • أما عن دور السلطة، فيبدو أن كثرة حالات الطلاق التي شهدها المجتمع المغربي خلال تلك الفترة قد دفعت الإمام المهدي الفاطمي (٢٩٧-٣٢٢هـ/٩١٠-٩٣٤م) إلى إصدار قرار بمنع إثبات أي التزام في عقود الزواج ينجر عنه الطلاق، أما خليفته المعز (٣٤١-٣٦٥هـ/٩٥٣-٩٧٥م) فقد حذر أرباب دولته ورعاياه من الإقدام على تعدد الزوجات والالتزام بزوجة واحدة، تجنباً للمضرة التي قد تلحق بهم في أموالهم، وما تسببه من خلافات زوجية ونكد في العيشمصدر التغميق مني

جدير بالقراءة لا سيما إن كنت تتساءل لماذا مضى رمضان هذا العام بسرعة؟: لماذا نشعر بأن الزمن يمر بسرعة كلما تقدم العمر؟ [مجلة للعلم] ومنه نقتبس:

تُرى ما السبب في هذا؟ يعمل دماغ الإنسان على تحويل التجارب الجديدة -وليس التجارب المعتادة- إلى ذكريات، ويكون حكمنا على الوقت، من المنظور الاسترجاعي، مبنيًّا على عدد الذكريات الجديدة التي نكوِّنها خلال مدة معينة. بعبارة أخرى، كلما ازداد عدد الذكريات الجديدة التي نكوِّنها خلال إحدى الرحلات في عطلة نهاية الأسبوع، تبدو هذه الرحلة أطول عندما ننظر إليها لاحقًا.


أعجبتك مختارات اليوم؟ شاركها ولك الأجر أو شاركها واشترك في رديف ولك أجران.


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


يونس يسأل: ما الرمز الطباعي الأحبّ لقلبك؟


حقوق الصورة البارزة: Photo by Lucas van Oort on Unsplash

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s