هذه التدوينة برعاية نشرة الأحد البريدية من إعداد الأستاذ علي عسيري وهي نشرة تشبه قرصات شاورمر لكنها للتسويق. اشتركوا فيها وشكرًا للدعم.
مساء السعادة والسرور،
اقترح علي الأستاذ عماد الساعاتي هذا الموضوع فبارك الله فيه، عماد مشترك في رديف فاشترك أنت أيضًا في رديف:
هل اتعلم عند شخص لم يعجبني احد الأشياء منه
فأكتبُ مستعينًا بالحيّ الذي لا يموت:
الفكرة في التعلّم هو أنه ليكون يسيرًا عليك لا بد أن يكون من يعلّم محببًا لقلبك. فحتى لو كان أعلم الناس في مجاله يعلّم لكن قلبك غير مرتاح له فلن تنتفع كثيرًا من علمه.
لذا يتوجب على كل من يدرّس أن يتحلى بأقصى قدرٍ ممكن من الأخلاق الحميدة والمحببة للناس فلا يتكبر عليهم، ويتقبل الأسئلة الشائكة ويتحلى بالنزاهة والمصداقية ويقول الحقّ ولا يرى حرجًا من أن يعترف بالخطأ ويظهر ضعفه. وأن يقول لا أدري عندما لا يدري فعلًا.
وكما قالوا: العالم دون أخلاق مثل الشجرة دون أوراق.
والآن للسؤال:
هل أتعلم عند شخص لم يعجبني أحد الأشياء منه؟
وهذه الأشياء كي تتضح الصورة قد تكون مثل:
- تفاخره فهو يذكر أرقام أشكّ بصفتي متعلمًا أنه حققها لا سيما أنه لا يجيب عن سؤال: كيف جناها بالضبط وبالتفصيل النافع؟
- لهجته أو جنسيته أو هيئته
- تعاليه على الناس وخطابه من يتابعه كأنه على منبر أو يهتف من برجٍ عاجيٍّ
- صعوبة الوصول إليه فهو لا يجيب على الأسئلة الملحّة وإن تكررت ولا يردّ على الناس لا في الخاص ولا في العام
- تورّطه في ممارسات مشبوهة: ترويجه لتسويق شبكي، ترويجه لعملة مشفرة هرائية، بيعه الهواءَ في عُلبٍ
كما نعلم كلنا خطّاء وكلنا غير كاملين ولا يخلو أحدنا من عيب. مع ذلك الجواب النهائي لدي لمثل هذا السؤال هو أنه ونظرًا لكثرة المحتوى وصنّاعه في وقتنا:
لا تتابع ولا تتعلم من أي شخص لم يعجبك شيء منه. حتى لو لم تستطع الإشارة بوضوح إلى ما لم يعجبك منه
وأضيف: لا سيما إن كان عربيًا. ذلك أنه إن شئنا الصراحة والنزاهة العرب علميًا وقتنا الحالي عالةٌ على غيرهم في المعرفة وإنتاجها فنحن لا ننتج المعرفة لأسباب كثيرة لا حاجة لنا لتفصيلها هنا.
وهذا ما يدعوك إلى أن تكتسب -حتى وإن كنت تحبّ لغتك ولهجتك مثلي- لغات ولهجات أخرى كي لا تحصر استهلاكك المعرفي في منطقة أو جهة أو لغة واحدة.
وكلما زاد عدد اللغات واللهجات التي تتقنها، زادت معرفتك وارتفعت جودتها وأصبح لديك حسّ نقديّ عالٍ.
لكن لكي يكون الجواب مفصّلًا سنضع في جدول الأشياء التي لا تعجبك وفق تصنيف. ووفقها تحدد ما إن كنت ستتابع الشخص أم لا. حتى مع وجود عدم الإعجاب.
الشيء الذي لا يعجبك فيمن تتعلم منه يندرج تحت | هل أوصي بمتابعته أم لا؟ |
الصفات الشخصية الذاتية | إن كان عدم حبّك له أو إعجابك به بسبب: * الصوت * اللهجة * ملامح الوجه وتقاسيمه (الفراسة تقول أنه محتال؟) * الجنسية * لباسه وهيئته (محجبة أو سافرة أو معمم أو بلحية…) وما شابه فلا تأبه لذلك وتعلّم منه وانتفع |
شؤون التجارة والعمل | إن كان عدم إعجابك به نابعٌ من أنه: * ينشر محتوى مخالف لأي بديهيات التجارة. على سبيل المثال يقول هناك مشروع مضمون الربح مئة بالمئة. يَعِد ويُخلف، يقدّم وعودًا غير واقعية. يبدو عليه عدم الخبرة في نصائحه التجارية، يروّج لمنتجات أو خدمات أقلّ ما يقال عنها مُريبة. * إن لم يكن هناك دليل ملموس يمكن التحقق منه على أنه خبير ومتمرّس في مجاله الذي يعلّمه أو يدعو له * إن كان يتحدث بأرقام كبيرة يستحيل واقعيًا جني مثلها في ذلك الظرف الزمني * إن كان يدلّس فيقول لك أنه ربح 100 ألف من منتجه الرقمي وهو صرف 99 ألف على الإعلانات ولم يخبرك بالمصاريف وأخبرك فقط بالرقم الأول للإيرادات |
قيمة ما يقدّمه من محتوى | * إن كان يسرق المحتوى (فقط يترجمه كما هو وينشره بالعربية بترجمة رديئة ليحصل على الإعجابات والمتابعين) مثلما يفعل الكثير من عرب تويتر * إن كان محتواه مجرد تنمية بشرية وكلامًا يرفع المعنويات دون أثر فعليٍّ أو توصية عمليّة يمكن تنفيذها * إن كان يكرر ما هو موجود بالفعل ولا يأتي بأي جديد أو لا يطبق ما هو معروف في حالته الخاصة فينفع متابعيه بتجربته… فلا تتابعه لأنك لن تحصّل منه نفعًا. |
آراؤه الذاتية | إن كانت آراؤه السياسية أو العقدية (الدينية) أو توجهه الثقافي (نسوي أو ضد النسوية) تزعجك فلا تتابعه لأن انزعاجك هذا سيحول بينك وبين الانتفاع الكليّ مما يقدّمه كما أنه سيحرص في كل فرصة على تطعيم محتواه بتوجهه الفكري والسياسي والديني |
هكذا انتهى المقال، شاركوه ولكم أجر؛ أو شاركوه واشتركوا في رديف ولكم أجران.
قبل أن أختم المقال أدعوكم لزيارة مدونة كوكيز للمدوّنة الليبية نهال الديباني وهي تعرّف بنفسها هناك:
أُدْعى نهال ، عمري 12,020، لم يكن الرقم خطأً مطبعياً، ولا يخطر ببالك أنّني من المعمَّرين أيضاً، وإلا كان اسمي سيعلو قائمة أسماء المعمّرين بموسوعة جينيس للأرقام القياسية، ولا تقلق، سأخبرك لاحقاً عن لغز هذا الرقم 😉.
ملاحظة: إذا أثار استغرابك هذا الرقم، فهذا يعني أنك لم تُعر انتباهاً لنصيحتي لك بالصفحة الرئيسية، وهو أن تترك المنطق جانباً قبيل تصفّحك، أو أنّك قرأتها وتجاهلتها، 😁. على أيّة حال، سأحسن الظن وأفترض أنّك لم تقرأها، والجميل بالفعل أنه لا زال بوسعلك تركه؛ لتتمتع بتجربة لا يعكّر صفوها المنطق😉.
لنعود الآن للاستكمال ما بدأنا !
صفحة عن المدوِّنة من مدونة كوكيز
يونس يسأل: هل تتعلّم من أشخاص لا تعجبك إحدى صفاتهم؟ وما هي معاييرك لمتابعة الناس والتعلّم منهم؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Kelly Sikkema on Unsplash
قام بإعادة تدوين هذه على Louloumohamed.
إعجابLiked by 1 person
شكرًا لإعادة التدوين
إعجابإعجاب
لا يزال الموقع يرفض تسجيل الإعجاب على مقالات وصفحات الأصدقاء، وأرسلت للدعم الفنى أكثر من رسالة بدون فائدة ويبقى الوضع على ما هو عليه
إعجابLiked by 1 person
هذا مؤسف تفقدت الأمر من عندي ولا يوجد ما يمكن فعله إلا التحقق من أن الزر يعمل وسألت المتابعين وهو يعمل لديهم. لذا لا تزعج نفسك بالموضوع إعجابك وصل وأنت قارئ وفي بارك الله فيه
أقترح عليك تنزيل تطبيق ووردبريس للهاتف وتجريب الإعجاب من هناك قد تصلح هذه الفكرة
إعجابLiked by 1 person
بالنسبة للنقطة الأولى كتبت عنها أنا تدوينة: لا تتزوجوا معلميكم عبر الإنترنت
https://watheq.xyz/%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AA%D8%B2%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%83%D9%85-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%B1%D9%86%D8%AA
أما النقطة الأخيرة (الآراء الذاتية) فانا أخالفك وأقترح التعلم منه (ولا يعني هذا متابعته على وسائل التواصل ) لأن وسائل التواصل يبث الناس فيها من آرائهم الشيء الكثير.. لكن لو كان له كتاب أو مدونة أو دورة مفيدة فمع التعلم منه.. وإذا كانت هذه الآراء تزعجنا ( مثل الموقف من النسوية ) فمن باب أولى الأجانب الذين يخالفوننا في الدين والفكر.. والحكمة ضالة المؤمن.. مع التنبّه من تأثير هذه المعتقدات في تعليمه مثلا عندما يتحدث عن الاقتصاد فمعرفة موقفه الفكري والاقتصادي مهم في فهم تحليله وتبنيه للقضايا الاقتصادية.. إلخ.
إعجابLiked by 1 person
استشهادك بالغربيين في محله لأن 99 بالمئة منهم أخالفه الرأي مع ذلك نتعلم منهم
إعجابLiked by 1 person
في سنتي الأولى من الجامعة كان يدرسنا أحد عمالقة علم التشريح في الجزائر، هذا البروفسور كان ملحد ودروس الأناتومي الأولى كانت تدور كلها حول تحول الانسان من كائن حيواني إلى ماهو عليه الآن “الدروس كانت خارجة عن إطار التعليم كليا” وكان يحاول بشتى الطرق يقنعنا بنظرياته، واجهت صعوبة كبيرة في تقبل الأستاذ والدروس التي كان يقدمها بل علم التشريح ككل، وواجهت صعوبة كبيرة في فهم ما يقوله خاصة مع المصطلحات الجديدة والكم الهائل من المعلومات الذي ظهر فجأة والغير قابل للهضم أصلا.. حاولت أن أقنع نفسي أن أدع الأستاذ ومعتقداته جانبا وأهتم فقط بالمعلومات التي يقدمها، ولكن المصيبة الكبرى حتى معلوماته مشبوهة ولا يتقبلها العقل! المهم رسبت في الأناتومي في الفصل الأول، ومن محاسن الصدف أن تم توقيفه عن التدريس في الفصل الثاني بسبب دعوى رفعها الأطباء المقيكون ضده أنذاك (ولكنه لا يزال يدرس حاليا رغم تقدمه في العمر)
مع مرور الوقت لاحظت أن التجربة علمتني كيف أفصل بين المعلومة وهوية قائلها سواء عقيدته، اديولوجيته، صفاته الشخصية والذاتية..الخ فآخذ منه ما يتناسب مع قيمي ومعتقداتي وأترك مادون ذلك يعني عملية فلترة، صحيح أنها لا تتناسب مع المواقف جميعا ولكن على الأقل لن تضرني أنا كمستقبلة للمعلومة.
إعجابLiked by 1 person
قرارك سليم وتجربة قيمة فعلا حوليها لمقال مستقبلي لأن التعليق ثري جدا تبارك الرحمن
إعجابLiked by 2 people
صح فطورك أستاذ،
ان شاء الله يارب، الله يبارك فيك 😊
إعجابLiked by 1 person