إليك خطّتي لو كنت سأطلق شركة قائمة على المحتوى إخباريةً كانت أو غيرها: اسرقها ولك الأجر!

مساء الخير،

طرح عليّ الأستاذ محمد كرم (المعروف بموكا) بارك الله فيه هذا الموضوع؛ محمد كرم مشترك في رديف فاشترك أنت أيضًا.

لننقل سؤال أخي محمد هنا نصًا ونجيب عليك بإذن المولى تعالى:

لا بأس والنقاط هي، تحديد: (للجميع – نتحدث عن الأخبار)

  1. التخصص المناسب لفكرة الموقع
  2. مصادر الربح المحتملة
  3. مصادر جلب الأخبار
  4. شكل مقالة الخبر (سرد فقط / تحليل مرفق)
  5. مجال التطور مستقبلًا

أمورٌ يجب أن تعلمها قبل أن تطلق موقعًا إخباريًا:

  • هناك وفرة في المصادر الإخبارية
  • الجيل الحالي يستقي أخباره من الشبكات الاجتماعية
  • دون ابتكار وتفكير خارج الصندوق لن ينجح مشروع موقع إخباري حاليًا

بخصوص النقطة الأولى لا حاجة أظن للاستشهاد بفيضان غير منقطع من المواقع الإخبارية الجديدة. أما النقطة الثانية وهي استقاء الجيل الحالي أخباره من الشبكات الاجتماعية فأدلتها كثيرة منها:

في إحصائية عالمية كانت النسب التالية للذين يقولون إنهم يستخدمون وسائل التواصل لاكتشاف المحتوى الإخباري والوصول إليه:

فيسبوك 44%

يوتيوب 29%

واتساب 23%

وسائل التواصل الاجتماعي حقائق وأرقام [شبكة الجزيرة الإعلامية]

وهذا:

الشباب العربي يعتمدون إلى حد بعيد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للأخبار المصدر: استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي لرأي الشباب العربي
الشباب العربي يعتمدون إلى حد بعيد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للأخبار المصدر: استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي لرأي الشباب العربي

السؤال بعد الصورة أعلاه. إذَا ما الجدوى من إطلاق موقع إخباري أو شركة محتوى إن كان الناس يأخذون الأخبار من الشبكات الاجتماعية كيف سننافس؟ الجواب هو: الثقة.

فمن نفس المصدر أعلاه نرى أن الشباب ومع أنهم يستهلكون أخبارهم من تلك المصادر غير أنهم لا يثقون بها كليًا وهنا فرصتك.

تابع القراءة لكي ترى أدناه فيديو سام بار حيث يحكي فيه عن نقطة الثقة وكيف أن شركات المحتوى تستطيع التربّح من هذه العُملة المعنوية: الثقة.

الشباب العربي لا يثق كثيرًا بوسائل التواصل الاجتماعي المصدر: استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي لرأي الشباب العربي
الشباب العربي لا يثق كثيرًا بوسائل التواصل الاجتماعي المصدر: استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي لرأي الشباب العربي

أما النقطة الثالثة والمتمثلة في أنه دون ابتكار وتفكير خارج الصندوق لن ينجح مشروع موقع إخباري حاليًا فهو ملموس في واقعنا كذلك. ذلك أن الوفرة في المعلومات تجعل مصادر الأخبار أقلّ قيمة ومن ثم يصعب عليها الاستدامة وتبرير وجودها في الأساس.

لنرجع لسؤال الأستاذ محمد كرم وأول نقطة فيه:

التخصص المناسب لفكرة الموقع

برأيي الشخصي ينفع كل تخصص (عملات مشفرة، ميتافيرس، عناية بالشعر الكيرلي، أو عناية بالبشرة أو مكملات غذائية) الفاصل الحاسم بنظري هو

  • طريقة التنفيذ
  • بناء الثقة
  • تكوين مجتمع

أوصيك عند اختيار التخصص برؤية هذا الفيديو من سام بار وشان بوري فهو نافع جدًا وقد حكى فيه عن نجاح موقع examine.com وعن نموذج سمّاه Infomercial أي الأخبار/المعلومات بصفتها منتجًا تجاريًا. والمعلومات التي في الحلقة لا تقدّر بثمن.

وهذه الحلقة رائعة جدًا وممتازة حقيقة ويبدأ بهذا المقطع الذي يلخّص عليك الكثير:

أعتقد أنه إن رغبت بإطلاق شركة إعلامية (ميديا كَمبني) إن لم تعتمد من الأول على الاشتراكات بصفتها مصدر دخل فأنت أحمق وأبله ولو عاد الزمن بي لفعلت ذلك بنفسي أنا كذلك

سام بار

ويخبرنا سام بار هناك كذلك أنه يعشق الأعمال التجارية القائمة على المحتوى. لكن مشكلة هذا النوع من الأعمال التجارية عجزها الفظيع عن التربّح من المحتوى ويرى أنه إن أردت إطلاق شركة قائمة على المحتوى (ويوصيك بالاعتماد على الاشتراكات) فإن مجالَي العناية بالبشرة والجمال مجالان واعدان جدًا.

لنواصل الإجابة على أسئلة أخي محمد:

مصادر الربح المحتملة

كما قال سام بار أعلاه أهم شيء الاشتراكات. وإنشاء مجتمع حيوي يكون كذلك بالاشتراكات يعني من يشترك في مصدرك الإخباري يدخل للمجتمع. وهذا الملف (مجاني لمشتركي رديف مدفوع لغيرهم) يفصّل بما لا مزيد عليه في هذا الموضوع بالتحديد:

نموذج عمل تجاري (بزنس مودِل) جديد متعدد التدفقات للصحف والمؤسسات الإعلامية

عرض تقديمي هو خلاصة أكثر من 1500 مقال عن مصادر دخل المؤسسات الإعلامية والصحف الرقمية. مقدمة بوضوح وبلغة سهلة وميسّرة تأتي في 17 شريحة مزوّدة بمراجع ومصادر لن تجدها أبدًا مجتمعة في مكان آخر. بشراءك الملف ستحصل كذلك على جلسة استشارية مُكمّلة مدتها 30 د تجيب عن أي استفسار لديك أو توسّع في نقطة ترغب بالتوسّع بها. الملف متاح مجانًا لكل مشتركي مجتمع رديف

US$ 55.00

ولننتقل للنقطة التالية:

مصادر جلب الأخبار

في هذه الناحية أفضّل أن تستخدم أدوات سبر للإنترنت. مثل:

  • حساب مدفوع في Feedly. لأنه يوفّر في المدفوع ميزة تتبع الكلمات المفتاحية ذات الصلة مثل تنبيهات غوغل لكنه أحسن منه مع مزايا أخرى كثيرة هامة مثل تجنب بعض المصادر الإخبارية وتدريب ليو (اسم الروبوت الذي يستخدمونه) ليكون أكثر ذكاء في اصطياد الأخبار لك بمرور الوقت.
  • حساب مدفوع في أدوات من مثل منشن وTalkwalker وNotifier
  • في نهاية المطاف أقترح صنع حلّ برمجي داخل المؤسسة حيث يسبر الإنترنت لوحده ويوحّد الأخبار في لوحة تحكم واحد يستخدمها المحرر لاختيار الأخبار وانتقائها ثم تجهيزها للنشر
  • شبكة مهنية قويّة تتيح لك الوصول لصناع القرار ومطلقي الأدوات/الشركات/المشاريع الجديدة بما يُكسبك السبق والموثوقية

ملاحظة هامة للغاية هنا

لا تعتمد فقط على مصادر الأخبار في المواقع بل اذهب مباشرةً للبحوث العلمية الجديدة ولخّصها وبسّطها للقارئ بما يفهمها وأعطه مباشرة توصيات عملية يفعلها (وهذا ما ينصح به سام بار في الفيديو أعلاه).

الآن أين تجد هذا هذه المصادر العلمية؟

الجواب: في كثير من المستودعات العلمية مثل أركايف. والتنقيب فيه مرهق غير أن محرك بحث يو دت كوم الصاعد يسّر عليك المهمة كما ترى في الرسالة الإلكترونية هنا من محرك بحث يو. هكذا أصبح إيجاد المعلومات عبره سهلًا للغاية وأقرب للعلم لا للشائعات والمصادر غير الموثوقة.

مقطع من الرسالة الإلكترونية من محرك البحث يو دوت كوم

عندما تستقي أخبارك من المستودعات العلمية مباشرة مثل أركايف فإنك هنا أنت من تصنع الخبر ولا تنتظر المؤسسات الأخرى كي تتحدث عن تلك الدراسة أو البحث العلمي فتزداد موثوقيتك وتحوز قصب السبق.

على ذكر أركايف إليك أداة ممتازة بشأنه:

أركايف موقع ممتاز للعلم، لكن تصفحه قد يعسُر على البعض لذا هذه الأداة ممتازة لتسهّل عليك قراءة محتويات أركايف: ar5iv.org

ولنمضي للنقطة التالية:

شكل مقالة الخبر [سرد فقط / تحليل مرفق]

طبعا لا وألف لا للسرد فقط. ولا حتى للتحليل الجاف. بل أدعوك لتوفير الخلاصة مع توصيات عملية.

بنظري الشخصي مستقبل الأخبار النصية سيمضي ليصبح بنفس الشكل الذي تقدّمه شركات إعلامية من مثل أكسيوس وفولف ميديا. لا سيما أكسيوس لأن لديهم نظامًا يدعى الإيجاز الذكي (Smart Brevity) وهو ممتاز. تستطيع مطالعة أخبارهم في موقعهم وفهم كيف ينسّقون الأخبار، تعمّق في هيكلهم وأتقنه وطوّر أحسن منه للغة العربية فهو المستقبل بنظري.

وكي ألخّص لك الموضوع إليك الصيغة التي ينبغي أن توفّر بها الأخبار:

  • لا ينبغي أن تتجاوز مدة قراءة الخبر الواحد 9 ثوانٍ (استلهامًا من فولف ميديا)
  • ينبغي أن يحوي الخبر هذه الأقسام:
    • ماذا حدث؟ وتشرح ما حدث في سطرين أو 3.
    • كيف أستفيد؟ وتشرح ما معنى هذا للقارئ مع خطوات عملية للاستفادة.
    • الصورة الكبيرة للحدث؟ توفّر هنا تفاصيل وسياقًا لما حدث.
    • ما الإجراء المطلوب من القارئ؟ أي شيء يحضّره القارئ أو ماذا يفعل إزاء هذا كي ينتفع.
    • استزادة: ماذا يفعل من أراد أن يتعمق في الموضوع؟
  • في حال كان الخبرُ صورة أو ترغب بنشره في الشبكات الاجتماعية لا بد أن تضعه في صورة لا تتجاوز شاشة الهاتف حيث يفتح المستخدم الصورة ويقرأ كل شيء بنظرة واحدة. مثال 1 و2 أدناه.
  • ينبغي أن يضمّ الخبر عبارات مُغمّقة ولا تتجاوز أي فقرة فيه سطرين ويحوي نقاطًا (لائحة) كلما كان هناك شيء يُعدّ أو خيارات أو ما شابه

مثال 1:

نموذج عن أحد أعداد نشرة تدوينات قصيرة

مثال 2:

نموذج عن مقال من مقالات نشرة مقالات لا تتجاوز الشاشات مع صورة أخرى تمثل واجهة موقع النشر.

أحد مقالات نشرة مقالات لا تتجاوز الشاشات
أحد مقالات نشرة مقالات لا تتجاوز الشاشات
واجهة موقع مقالات لا تتجاوز الشاشات
واجهة موقع مقالات لا تتجاوز الشاشات

مثال 3:

يمكنك الاستماع لحلقة بودكاست حديثة مع ديبيت بوركاياسثا (Deepit Purkayastha) وهو خريج علوم حاسب وهندسة من معهد IIT Kharagpur وقد شرع في بناء تطبيق إن شورتس (Inshorts) في عامه الأخير من مساره الجامعة مع شركائه المؤسسين من معهد IIT Delhi في دلهي. عمل ديبيت سابقًا بصفته متدربًا في شركة غولدمان ساكس خلال دراسته الجامعية.

نبذة عن تطبيق إن شورتس (Inshorts):

يتيح لك تطبيق إن شورتس (Inshorts) قراءة الأخبار في أقلّ من 60 كلمة لكل خبر في مجالات شتى مثل الأعمال التجارية والرياضة وأخبار فناني بوليوود (Bollywood) ومجال التقنية في الهند والعالم أجمع باللغة الإنجليزية والهندية.

مثال 4:

وهناك تطبيق (وموقع) فولف (Volv) الذي يعدك كما ترى في الصورة أدناه بقراءة أفضل محتويات الإنترنت في قصاصات معرفية لا تأخذ منك كل واحدة منها إلا 9 ثوانٍ فحسب.

لنكمل الإجابة عن أسئلة الأستاذ محمد:

مجال التطور مستقبلًا

إن غاية كل شركة إعلامية (إخبارية) بنظري في نهاية المطاف هي:

  • تمكين كلّ مستهلكي محتواها حياتيًا ومهنيًا
  • تأمين نجاحهم بتزويدهم بمحتوى يعدّ سلاحًا في عصر يأكله اقتصاد المعرفة وكون البيانات نفطًا والمعلومات نفيسة وثمينة
  • تكوين مجتمع حول محتوى الشركة الإعلامية
  • إشراك أعضاء المجتمع في صنع المحتوى واتخاذ القرارات
  • نجاح كثير من أفراد ذلك المجتمع فتنتقل المؤسسة من “ملاحقة الأخبار والأحداث” إلى “صناعة الحدث” ذاته يعني مثل مجتمع ترندس (الذي أسسه سام بار المذكور أعلاه) فهو صحيح يأتي لك بالأخبار وما شابه لكن كثيرًا من أعضائه أصبحوا هم محلّ الخبر وصانعي الحدث بإنشاء مشاريع تجارية فائقة النجاح

وأخيرًا لنختم بمعادلة نجاح الشركات القائمة على المحتوى.

لكن قبل أن أنسى أوصيك بالاشتراك في نشرة سيمون أوينز لأنه ينشر كثيرًا من المحتوى القيّم عن قصص نجاح الشركات الإعلامية. وأحد مقالاته لخّصتها ونقلتها للعربية أدناه في ثريد؛ لكن نشرته -مجددا- تحتوي أكثر من ذلك بكثير فعليك بها وأدمن تصفّحها.

معادلة نجاح الشركات القائمة على المحتوى [إعلامية وغيرها]

بناء الثقة + الصبر والاستمرارية + تكوين مجتمع + نموذج عمل تجاري قائم على الاشتراكات + عدم خشية التجريب = نجاح مشروعك الإعلامي

طالع أيضًا في هذا السياق: الصبرُ: نموذجُ عملٍ تجاريٍّ جديد للشركات الإعلامية مختلفٌ جذريًا عن السائد.

أرجو أن يكون المقال قد أعجبك. شاركه مع غيرك ولك أجر أو اشترك في رديف ولك أجران.


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


يونس يسأل: كيف تستهلك الأخبار ومن أين تتابعها؟


تحديث بتاريخ 10 يونيو 2022:

في تعليق لي على أحد أعداد نشرة ديفيد أديلكه David I. Adeleke المسماة Communiqué والتي سأل فيها ما يلي: هل ينبغي على شركات الإعلام الرقمية أخذ استثمارات من الصناديق الجريئة؟

كتبتُ بالإنجليزية:

تعليق لي على أحد أعداد نشرة Communiqué المتخصصة في شؤون الإعلام لا سيما في إفريقيا
تعليق لي على أحد أعداد نشرة Communiqué المتخصصة في شؤون الإعلام لا سيما في إفريقيا

رأيان حول “إليك خطّتي لو كنت سأطلق شركة قائمة على المحتوى إخباريةً كانت أو غيرها: اسرقها ولك الأجر!

  1. رائع – أشبعت رغبتي.

    لي سؤال: ماذا تقصد بـ تكوين مجتمع؟

    هل تقصد بناء منتدى خاص بالموقع Forum. أم بناء مجتمع نظري يكون موالي للموقع و / أو سفير له.

    بالنسبة لمصادر الأخبار:

    منذ عدة سنوات تخصصت في أخبار شركات التكنولوجيا، وكانت مصادري هي صفحات الإعلام Media الخاص بهذه الشركات (مصدر رسمي). أيضا كنت استخدم المواقع الكبيرة والمعروف عنها جلب الخبر من داخل الشركات. أو المواقع التي تدفع لها الشركات ويظهر الأمر على أنه تسريب، كما تفعل شركة أبل.

    شكرا على الهدية (نموذج عمل تجاري).

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s