كيف تمسك القارئ من شعوره وليس من مكان آخر في جسده؟

مساء الخير،

طرح عليّ الأستاذ Ahmed Alwainani بارك الله فيه هذا الموضوع:

مخاطبة المتلقي عند تقديم المحتوى

يعني كيف أحرك مشاعرة عند مخاطبته أو الوصول لنقطة الشعور

— Ahmed Alwainani (@ahmed_wainani) January 17, 2022

وجواب الأستاذ أحمد هو باختصار: لكي تحرّك مشاعر المتلقي/القارئ لا بد من أن:

• تعرف المشاعر الأساسية للبشر
• تعرف كيف تقدحها في القلوب أو تزيحها عنها

أيضًا لا بد من معرفة المكونات الجوهرية والأساسية (الهيكل العظمي) لأي قطعة محتوى ناجحة وذات أداء عالٍ.

وهذا ما سنتناوله في هذا المقال بعون الله تعالى.

المشاعر الستة وكيف تقدحها في القلوب أو تزيحها عنها:

كما طلب الأستاذ أحمد أعلاه وكتبنا: أنه لكي تصل لنقطة شعور القارئ لا بد من قدح المشاعر أو إزاحتها عن قلبه. ولأن علماء النفس لم يتفقوا على عدد المشاعر ولا طبيعتها سنعتمد نظرية بول إكمان التي تحظى بقبول واسع في عصرنا.

تقترح نظرية بول إكمان عن المشاعر الأساسية وتعابيرها والتي تحظى بقبول واسع أن لدينا نحن البشر 6 مشاعر أساسية هي الحزن والسعادة والخوف والغضب والمفاجأة والاشمئزاز (التقزز).

وفي الجدول أدناه وضّحت ما هي وكيف تقدحها وكيف تزيحها.

الشعور	كيف تقدحه؟	كيف تُزيحه؟
الحزن وهو حالة نفسية تنطوي على مشاعر خيبة الأمل والكآبة والإحساس بقلة الحيلة	لا ننصح بقدحه إلا إن كان السبب وجيهًا مثل خلق التعاطف مع قضية حقيقية تستحقّ (وفاة عزيز، حادث مفجع، حملة تبرعات…وما شابه)	هناك عدة طرق لإزاحة الحزن حسب الحالة مثل التعزية والتعاطف والتضامن والإصغاء الفعّال ومعظمه يكون بالكلمة الطيبة (التعزية والتخفيف) والاستماع والتعاطف
السعادة وهي حالة مبهجة تقدح عواطف الفرح والرضا والقبول	هو أحقّ شعور بأن تقدح شرارته ويستثار في قلوب الناس تستطيع هنا استخدام: 1. التوكيدات، وهي من الكلم الطيب. الذي يطبطب (يُربّت؟) على الروح. فتخبر الناس بألا ييأسوا وأن الأوان لم يفت وأنهم قادرون ويستطيعون فعلا تحقيق ما يريدونه إلخ 2. مشاركة جمهورك أخبارك السارة وإن قلّت 3. الاحتفاء بإنجازات الآخرين والفرح لهم وإن صغُرت	لا ينبغي عليك أن تزيح هذا الشعور بل تؤججه
الخوف وهو شعور بدائي هام لبقاء الإنسان حيًا وهو يقدح شرارة ردة فعل اضرب أو اهرب.	لا يجدر قدحه عمومًا لكنه مفيد في حالات خاصة وهناك أنواع منه مثل الخوف من التفويت (الفومو) نافعة في الترويج للفرص والتخفيضات	يزاح الخوف إما بالقضاء على مصدر الخوف أو التحصّن منه مثال: فوّتت التخفيض الخرافي الذي أطلقناه… لا بأس عليك مدّدنا الفترة.. أو: هل تخاف أن تُقرصن حساباتك الاجتماعية؟ إليك مكافح فيروسات يجعل جهازك منيعًا ضد الهجمات..
الغضب وهو حالة نفسية تؤدي إلى العدوانية والشعور بالغيظ والإحباط	لا ينبغي قدح هذا الشعور	في حال حصل. ينبغي عليك التوقف وعدم الرد والتفاعل علنًا. إن كنت أنت الغاضب. ولا تعد إلا والغضب سكت عنك في حال التعامل مع الغاضبين كل تفاعل سيؤجج الوضع بالتالي لا ترد ولا تتفاعل علنًا وحاول التواصل في الخاص وحلّ المسألة بالهدوء والترضية
المفاجأة وهو شعور خاطف (وجيز زمنيًا) قد يكون إيجابيًا (مفاجأة سارة) أو سلبيًا (مفاجأة مفجعة) ويأتي عُقيب شيء غير متوقع	اختر فقط المفاجآت الإيجابية سواءً أكانت أخبارًا أو معلومات مدهشة أو تصحيحًا لمعلومات شائعة خاطئة أو حصول ما لا يتوقع…	لا تزح هذا الشعور إلا إن كانت المفاجأة سلبية. مثلا شخص صدّق أن كل حسابات فيسبوك ستغلق يوم 22 من الشهر دون استثناء. تطمينه بأن هذه إشاعة ليست إلا فعلٌ خير تُشكر عليه
الاشمئزاز (التقزز) وهو شعور قويّ (شديد) ينتج عن كون المرء يحسّ بالنفور أو بالصدود من شيء ما	لا يجدر أن تقدح هذا الشعور فإن كان ولا بد اقدح في قلب المتلقي الاشمئزاز في حالة غير مرغوبة أنت تحقق عكسها بمنتجك أو خدمتك أو محتواك. فإثارة الاشمئزاز في إعلان مدروس لمبيد حشرات معقول وهكذا	يذهب الاشمئزاز بأمرين: تعريف الشخص حقيقة الشيء، وإظهار قدوة يحبها وهو يعمل ذلك الشيء مثلا من يشمئز من الأكل بيديه عاريةً تخبره بالمنافع وأنه أمر طبيعي وتظهر شخصيات محترمة ولها قيمة تفعل ذلك وهكذا

طالع أيضًا في هذا السياق: إطار عمل لمعرفة الانفعالات الخمسة الأساسية وكيفية إطلاق سراحها

بعد أن عرفنا كيف نقدح المشاعر الأساسية ونزيحها لا بد من معرفة المكونات الجوهرية والأساسية (الهيكل العظمي) لأي قطعة محتوى ناجحة وعالية الأداء. لأنه لا غنى عنها في التطبيق:

المكونات الجوهرية لأي قطعة محتوى ناجحة وعالية الأداء

فنقول أن أي قطعة محتوى سواء أكان جملة أو عنوان أو تغريدة أو ثريد أو فيديو أو مقطع صوتي أو غير ذلك تشبه الصنّارة مكونة من مقدمة (شصّ) ومتن (عصا) وخاتمة (مقبض) واقتباسًا من مقال الشّص والعصا والمقبض: نموذج لكتابة محتوى ناجح وفيروسيّ الانتشار للكاتب راند فِشكن -الذي يعدنا في المقال: بأن المحتوى الذي ينتهج صانعه هذه الصيغة الحدسية الواضحة سيتفوق عمومًا في أدائه على المحتوى الذي لا ينتهج هذه الصيغة- سنشرح الصيغة عنصرًا عنصرًا، وسنستعين بعد الله بتشبيه قطعة المحتوى بصنّارة وتشبيه المقدمة بالشصّ والمتن بعصا الصنّارة والخاتمة بالمقبض.

هدف كل عنصر من عناصر قطعة المحتوى

الخُطّاف/المقدمة:

اجذب الاهتمام وشُدّ الاهتمام وعِدْ (من الوعد) بمحتوى سيأتي، حفّز لكي يتفاعل المتلقي أكثر ويمضي قدمًا لاستهلاك محتواك

العصا/المتن:

أنجز الوعد واقدح صلات جديرة بالذكرى في ذهن المتلقي (ربط بين شيئين) واسعَ لكسب رد فعل عاطفي من المتلقي

المقبض/الخاتمة:

اجعل المحتوى يبقى مع القارئ (المتلقي) بعد أن ينتهي منه ويغادر مما يحفزهم على المشاركة والتفاعل

أجزاء كل عنصر من عناصر قطعة المحتوى

الخُطّاف/المقدمة:

قد يكون عنوانًا أو جملة أولى، قد يكون فقرة أو التغريدة الأولى في ثريد، قد يكون الصورة البارزة أو المصغّرة لفيديو من الفيديوهات وقد يكون الـ30 ثا الأولى من الفيديو أو المقطع الصوتي

العصا/المتن:

وهو قلب (لُبّ) قطعة المحتوى وفحواها ويضم البيانات والرسومات البيانية والعناصر المرئية والتفاعلية إلخ وهو المحتوى الذي يكون بين المقدمة والخاتمة أيًا كانت صيغة المحتوى: نصًا أو صوتًا أو مرئيًا أو مزيجًا من الثلاثة

المقبض/الخاتمة:

وهي الخلاصة وينبغي أن تذكّر القارئ/المستمع/المشاهد بفحواها مثل اقتباس قويّ وعميق أو رسم بياني ختامي (ميم؟) أو خاتمة مُذهلة للعقل خلّابة للب

والرسم البياني أدناه يوضّح صيغة المحتوى الناجح عالي الأداء:

أرجو أن يكون هذا المقال قد أجابك، شاركه ولك أجر أو اشترك في رديف ولك أجران.

---

أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر

---

يونس يسأل: كيف تستثير أنت مشاعر قرّائك؟