🇩🇿 هذه المدونة متضامنة مع الشعب الفلسطيني ومناصرة لحقوقه 🇵🇸
مساء عدم الاحتفاء بسفاكي الدماء، الذين ينتمون في حقيقة الأمر لمزبلة التاريخ،
لا ينبغي لنا أن نحتفل بذكرى نابليون بونابرت في عام 2021، أليس كذلك؟
قبل حوالي 200 عام، توفي جنرال عسكري يدعى نابليون بونابرت. هل نحيي ذكراه أم لا هذا ما كانت فرنسا تتحدث عنه الأسبوع الماضي.
لماذا القضية مهمة؟
البعض يريد الاحتفال بذكرى وفاته “لأنه شخصية مهمة في تاريخ فرنسا” لكن الآخرين يقولون “لماذا تحتفلون بذكرى شخص مثله؟”. بعبارة الصحفية الفرنسية رقية ديالو (Rokhaya Diallo) في مقالها الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست*: “يثير النقاش الجاري تساؤلات بشأن تاريخ فرنسا وقياداتها ما الذي ينبغي أن نحتفي به من ذلك وما الذي ينبغي أن ندفنه” (بعبارتي: نلقيه في مزبلة التاريخ).
*مقال رأي: لماذا قرار ماكرون الاحتفاء بنابليون إهانة لفرنسا وشعبها؟ [The Washington Post]
ماذا فعلت الحكومة الفرنسية؟
وضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الزهور على قبر نابليون. بل وألقى خطابًا بالمناسبة قال فيه “بونابارت منّا (نحن الفرنسيون)”.
والآن أخبرني لماذا لا ينبغي لفرنسا أن تحتفي بنابليون بونابرت؟
إليك بعض الأسباب الوجيهة لعدم الاحتفاء بذكراه:
- سفك نابليون دماء الكثير من الناس. معظمهم من السود.
مصدر
Les guerres coloniales aux Antilles, entre 1802 et 1804, ont fait 100 000 morts, dont 70 % de Noirs
(ترجمة: تسببت الحروب الاستعمارية في الهند الغربية في مقتل 100,000 نسمة، 70 بالمئة منهم كانوا من السود)
- أعاد نابليون العبودية عام 1802، وذلك بعد ثماني سنوات من إلغاء فرنسا لها.
- شرّع نابليون قوانينًا أكثر عنصرية حتى مما كانت عليه قبل تقلده مقاليد الحكم.
من تلك القوانين:- عدم السماح للسود أن يتزوجوا البيض والعكس.
- الناس غير البيض غير مسموح لهم أن يطأوا أرض فرنسا.
- علاوة على ذلك وضع نابليون تشريعات تمييزية ضد اليهود.
- وعام 1799 قال بعض التصريحات التي تعبّر عن إيمانه بالتفوق العرقي للجنس الأبيض: “أعمل لصالح البيض لأنني أبيض، ولا سبب آخر لنصرتي إياهم غيره، وهذا السبب وحده كافٍ ووجيه. أنى لنا أن نمنح الحرية للأفارقة، وهم أناس ليس لهم أي حضارة؟”
- سلب نابليون النساءَ حقوقهن المشروعة:
- يعتقد بعض المؤرخين أن نابليون عصرن القانون بسنّه القانون المدنيّ (Civil Code). لكن ذات القانون يحرّم على المرأة المتزوجة الدراسة أو السفر أو توقيع عقد دون إذن زوجها. بل يسمح ذات القانون للزوج أن يغتصب زوجته دون أن يواجه أي عواقب قانونية.
قد يقول المعترضون لكن نابليون جزء لا يتجزأ من تاريخنا!
ونرد: وماذا في ذلك؟ “لا أحد ينكر أن لهذه الشخصية أثرًا كبيرًا في تاريخ فرنسا لكن نابليون ينتمي لكتب التاريخ (بعبارتي: مزبلة التاريخ) وليس للاحتفالات الحديثة. لأن هناك فرقًا واضحًا ما بين تدريس ما وقع (التاريخ) وما بين الاحتفاء به وتمجيده” تكتب ديالو في مقالها الذي ذكرناه أعلاه.
مصدر: نشرة whlw
[إضافة بتاريخ 16 يونيو 2021] سبب آخر قال الإمام علي جمعة وهو يبكي في فيديو المجلس الرابع في شرح كتاب التمهيد للإمام الأسنوي [من الدقيقة 9.35 وبعدها] أن نابليون -ووصفه بالمجرم- في الحملة الفرنسية كان يقتل 5 أشخاص كل يوم، لمدة سنة فقتل أكثر من 1500 عالم (كانوا وفق علي جمعة تلاميذ المرتضى الزبيدي* وتلامذة عبد القادر البغدادي والذين كانوا سينهضون بالشرق وبمصر وبالإسلام) وقال علي جمعة أن نابليون صرح بهذه المذبحة في مذكراته.
*وفق علي جمعة كان مشروع مرتضى الزبيدي قائمًا على ثلاثة ركائز هي اللغة العربية، والتوثيق (الأسانيد) والأخلاق.
فللأولى شرح القاموس المحيط، وللثانية حفّظ الناس -حتى العوام- أحاديث البخاري بأسانيدها وبدأ بالثلاثيات (أي تلك التي ليس بين البخاري ورسول الله عليه السلام فيها إلا 3 أشخاص وهي بضع وعشرون حديثًا) لسهولتها وتوفاه الله عندما بدأ بتحفيظهم الرباعيات، وللأخيرة أي الركيزة الأخيرة شرح إحياء علوم الدين للغزالي فرحمه الله رحمة واسعة ورضي عنه.
ادعم استمرارية هذه اليوميّات برعاية المحتوى الذي أصنعه، طالع تفاصيل الرعاية في هذا الملف؛ أو تصفّح هذا الرابط.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: ما رأيك بالاحتفاء بالشخصيات التاريخية ذات الماضي الأسود؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by William Krause on Unsplash
غلط كبير!
إعجابLiked by 1 person
الاحتفاء بالمجرمين!
إعجابLiked by 1 person
صحيح
إعجابLiked by 1 person