كيف تستغل المفهوم الاقتصادي «منحنى الطلب» بصفتك صانع محتوى؟

يقول بيتر يانغ في أحد أعداد نشرته البريدية اقتصاد صناع المحتوى

بصفتك صانع محتوى، سيتفاوت استعداد الدفع لدى مشتركيك كما يلي:

  • معجبون عاديون: ليسوا على استعداد لدفع أي شيء.
  • معجبون نشطون: على استعداد لدفع مبالغ بسيطة من المال.
  • معجبون خارقون: مستعدين لدفع مبالغ كبيرة.

في هذا المقال، سأخبرك كيف تستغل منحنى الطلب بصفتك صانع المحتوى لتعظيم أرباحك لأقصى حد وفق تفاوت استعداد المعجبين للدفع.

بداية ما هو منحنى الطلب بالنسبة لصانع المحتوى؟

يُظهر منحنى الطلب بالنسبة لصانع المحتوى عدد المعجبين المستعدين للدفع مقابل محتواك عند سعرٍ معين. بهذا الصدد، لدى معظم صنّاع المحتوى منحنى يبدو هكذا:

كما ترى فإن المنطقة الواقعة تحت المنحنى هي مقدار الأموال التي تستطيع جنيها من معجبيك. ففي حال:

  1. كان السعر مرتفعًا جدًا، فإن بعض المعجبين سيحجمون عن الدفع.
  2. كان السعر منخفضًا جدًا، فإنك ستفوّت على نفسك أولئك المعجبين المستعدين للدفع أكثر من ذلك.

بغية زيادة أرباحك، لا بد أن يكون لديك عدة تدفقات للدخل كل واحدة منها موجهة لما يناسبها من درجة استعداد المعجبين للدفع. دعنا إذن نستغل منحنى الطلب بالنسبة لصانع المحتوى لتفحّص كلٍ من:

الإعلانات

تتيح لك الإعلانات كسب دخل من معظم المعجبين الذين لا استعداد لهم تقريبًا للدفع مقابل المحتوى الذي تصنعه.

في الولايات المتحدة، يجني اليوتيوبرز نحو 3 دولارات لكل ألف مشاهدة للإعلانات التي تُعرض على محتواهم (CPM) وذلك بعد اقتطاع حصة يوتيوب المقدّرة بـ45%. لهذا السبب يحتاج الكثير من اليوتيوبرز إلى أكثر من 100,000 معجب كي يكسبوا لقمة عيشهم من المنصة.

في حال كنت لا تعتمد إلا على الإعلانات فقط، فأنت تفوّت على نفسك قدرًا كبيرًا من المال، يتمثل في عدد من المعجبين المستعدين للدفع لك مقابل محتواك.

الاشتراكات

تتيح لك الاشتراكات جني دخل قارّ (متكرر) من المعجبين. قد يتمثل الاشتراك في:

  1. الوصول إلى محتوى أو مجتمع مغلق (لا يمكن دخوله إلا بعد الدفع) على سبيل المثال حسابات صناع المحتوى على باتريون. [أو رديف مثلًا؟ اشترك يا جميل!]
  2. تفعيل أوسمة المجتمع وباقة المشاعر (مثلما يحدث لدى حسابات صناع المحتوى على تويتش)

تتراوح الاشتراكات في العادة ما بين خمسة إلى عشرة دولارات في الشهر، لكن بعض المعجبين على استعداد لدفع أكثر من ذلك بكثير. بُغية مساعدتك على الربح من هذا الصنف من المعجبين المستعدين للدفع أكثر، وفّرت المنصات:

  1. باقات متعددة من الاشتراكات (مُتدرجة الثمن): إمكانية أن يدفع المعجبون ليفعّلوا مزايا أكثر. مع ذلك ومن واقع خبرتي، معظم المعجبين سيظلون مع أرخص نوع من الاشتراكات.
  2. الاشتراكات المُهداة: حيث يُهدي المعجبون الاشتراكات المدفوعة لغيرهم من المعجبين. في منصة تويتش، تشجع هذه الميزة المعجبين الخارقين على إهداء مجموعة كبيرة من الاشتراكات لعشرات المعجبين الآخرين دفعة واحدة.

لا عجب أن الإعلانات والاشتراكات هي مصادر الدخل الرئيسية لدى صنّاع المحتوى وذلك لأنه يُعوّل عليها. حيث يمكنك جني مبلغ كافٍ من المال شهريًا إن كان لديك أكثر من 100,000 معجب تعرض عليه الإعلانات أو بضعة مئات من المعجبين ممن يدفعون مقابل الاشتراكات.

البقشيش

يُمكّنك البقشيش -نظريًا- من جني المال دون حدٍ يذكر. لكن في الواقع، معظم المعجبين سيمنحون صانع المحتوى بضعة دولارات، مع حوادث عَرَضية تتمثل في إمكانية أن يعمد معجب خارق ذات مرة لمنح صانع المحتوى مئات الدولارات لإحداث ضجّة في ذلك المجتمع الرقمي.

عكس الإعلانات أو الاشتراكات، لا يعدّ البقشيش مصدر دخل يُعوّل عليه. حيث لاحظنا في منصة تويتش (Twitch) أن الاشتراكات المُهداة من المعجبين الخارقين أكثر فعالية للتربّح من البقشيش ذلك أن من أهدي له الاشتراك يُحتمل أن يظل مشتركًا بعد ذلك. مما يعزز تدفق الدخل القارّ لصانع المحتوى.

المنتجات الرقمية

تختلف أنواع المنتجات الرقمية، من ملف بي دي إف سعره 5 دولار، وحتى دورة رقميّة أون لاين قد يصل سعرها لآلاف الدولارات.

حالما تبني جمهورًا حول تخصصك، تصبح المنتجات الرقمية أحد أفضل الطرق لزيادة دخلك. من الأمثلة على ذلك:

غالبًا ما تستهدف المنتجات الرقمية معجبيكَ الخارقين. حيث في حالة دانيال دفع 5,000 شخص 50 دولار مقابل الفيديو التعليمي الذي يبيعه، قارن ذلك بعدد متابعيه على تويتر والمقدرين بـ60 ألف متابع (يعني أن من دفع يمثل 8% من إجمالي المتابعين).

التَذكارات غير المثلية

تتيح التَذكارات غير المثلية -نظريًا- للمعجبين دفع أي مبلغ من المال نظير حيازة قطعة فريدة من المحتوى أنشأها صانع محتوى. أما عمليًا، فالتَذكارات غير المثلية أفضل منتج في الوقت الحالي يمكنك استهداف معجبيك الخارقين به.

ومتوسط أسعار التذكار الواحد من التذكارات غير المثلية بتاريخ فبراير 2020 هو 1385 دولار. والذي يبدو أنه -وغالبًا- أغلى من أي عنصر من عناصر تحقيق الدخل التي ذكرناها آنفًا. وتتمتع التَذكارات غير المثلية بأسعار مرتفعة لأنها توفّر:

  • حيازة فريدة: حيث تنتقل ملكية التذكار كاملةً وبصورة فورية للمعجب الذي اشتراه.
  • الانتفاع من مزايا المزاد: حيث غالبًا ما تباع التَذكارات غير المثلية خلال مزاد ينتهي بمنح القطعة لمن دفع أعلى سعر.
  • الموضة السائدة في السوق الآن: لا شك أن التَذكارات غير المثلية تحظى بتغطية إعلامية كثيفة هذه الفترة.

إن أردت الغوص أعمق بشأن التَذكارات غير المثلية طالع هذا الدليل عنها والموجه خصيصًا لصنّاع المحتوى (مفصّل خطوة خطوة).

سواء أكنت صانع محتوى أو تدير منصة: امتلك عناصر متعددة لتحقيق الدخل

وَضَّحَ لنا منحنى طلبِ صانع المحتوى أنه:

  • لا بد على صنّاع المحتوى أن يُنشئوا عدة عناصر مُدرّة للدخل تستهدف كل واحدة منها نوعًا من المعجبين وفق درجة استعدادهم للدفع.
  • من جهتها، ينبغي على المنصات توفير عدة سُبل للتربّح وذلك لمساعدة صنّاع المحتوى على زيادة أرباحهم.

على سبيل المثال، توفّر منصة تويتش:

  • الإعلانات وهي ما يمكّن صانع المحتوى من التربّح من معجبيه العاديين.
  • الاشتراكات وهي ما يمكّن صانع المحتوى من التربّح من معجبيه النشطين.
  • الاشتراكات المُهداة وهي ما يمكّن صانع المحتوى من التربّح من معجبيه الخارقين.

من كان يدري أن مفهومًا من أساسيات علم الاقتصاد كمنحنى الطلب نافعٌ هكذا لاقتصاد صنّاع المحتوى؟!

ملاحظة: تفقد الدورة التدريبية التي يقدمها بيتر يانغ بعنوان ‘البناء لأجل صناع المحتوى’ وهي دورة موجهة لأصحاب المنصات يتعلمون من خلالها كيف يبنون منصات يسعد باستخدامها صناع المحتوى ويتربّحون منها.

عن الكاتب

يعدّ بيتر يانغ نفسه في مهمة لمساعدة الناس على كسب عيشهم من خلال فعل ما يحبون فعله على شبكة الإنترنت.

فيما سبق عمل بيتر على مسألة نمو صناع المحتوى لدى كل من شركة تويتش، وفيسبوك وتويتر. ألّف بيتر كتابًا يعدّ الأكثر مبيعًا في صنفه يتحدث عن إدارة المنتجات. وأثناء عطلات نهاية الأسبوع، يستمتع بيتر بالتدحرج على الأرضية مع ابنته.

يشجعك بيتر على التواصل معه عبر تويتر. تستطيع أيضًا الاشتراك في نشرته البريدية اقتصاد صناع المحتوى.


تُرجم المقال بإذن كاتبه الأصلي بيتر يانغ. ترجمة: يونس بن عمارة.

رابط المقال الأصلي.

لطلب خدماتي في الترجمة اضغط هنا.


حقوق الصورة البارزة: Photo by Isaac Smith on Unsplash

3 رأي حول “كيف تستغل المفهوم الاقتصادي «منحنى الطلب» بصفتك صانع محتوى؟

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s