صباح المحبّة،
يقول خي هَي (Khe Hy):
يومًا ما لن تعود الشخص المفضّل لديهم
وهذا أمر طبيعي.
عندما جاء ولدي للوجود منذ نحو سبع سنوات مضت تلقيتُ الكثير من النصائح.
وكان مبدأ “كل ما عليك فعله أن تخرج من التجربة سالمًا معافى” هو المبدأ الراسخ في ذهني حتى لكأنه جزء من جمجمتي.
أما الآن وقد أصبحوا قادرين على مسح مؤخراتهم بأنفسهم والنوم عميقًا طوال الليل، خفّ وقع عقلية “الباحث عن السلامة والنجاة” التي كنتُ أنهجها.
مع ذلك لا زلتُ أتذكر جيدًا إحدى النصائح التي أسديت إليّ. وهي عبارة عن قصة تحكي عن الكوّة السحرية للأبوة والأمومة ومفادها:
أن هناك كوّة سحرية، تنفتح من عمر الثامنة للثانية عشر من عمر طفلك، تكون أنت وزوجك خلالها الأناس الأكثر تفضيلًا لديهم على الإطلاق وعلى مستوى العالم. ستراهم ينتظرونكم قرب الباب وقت عودتكم للمنزل، مترقبين لكم كالجراء! ولن يكون هناك شخص على وجه الأرض أحبّ إليهم من أن يمكثوا معه ويكونوا بقربه منكم أنتم. لكن بعد ذلك يختفي كل هذا. لكن اختفائه لا يعني أن أطفالكم لم يعودوا يحبونكم كثيرًا كما كانوا من قبل. بل هم لا زالوا في حاجة إليكم بنفس قدر الحاجة التي كانوا عليها. كل ما في الأمر أن الكوّة السحرية تلاشت.
طالع المزيد: ذات يوم لن تكون المفضّل لديهم [RadReads]
ادعم استمرارية هذه اليوميّات برعاية المحتوى الذي أصنعه، طالع تفاصيل الرعاية في هذا الملف؛ أو تصفّح هذا الرابط.
ّرهان حان أجله:
ذهب كيفن كيللي، المفكر ذو النظرة التفائلية تجاه التقنية، بتاريخ 6 مارس 1995، حين كان محررًا تنفيذيًا لمجلة وايرد (WIRED) إلى قرية غرينتش ودلف لشقة المؤلف كيركباترك سال. في ذاك الوقت كان سال قد انتهى من تأليف كتاب سماه “المتمردون على المستقبل”. يحكي الكتاب قصة محطمي الآلات (Luddites) وهي حركة عمّالية تناوئ الاستعانة بالآلات التي أتت بها الثورة الصناعية. وقد تنبأ سال أن المجتمع سينهار بحلول العام 2020. وقد بدا له هذا الرقم أي 2020 عددًا صحيحًا حسنًا. من جهته سأل كيللي كيف للمرء في غضون رُبع قرن أن يحدد ما إن كان سال مصيبًا أم لا. عندئذ ارتجل سال ثلاثة معايير تحدد ما إن كان سيصيب أم لا، وهي: حدوث كارثة اقتصادية تجعلُ عملة الدولار لا قيمة لها، مما سيسبب كسادًا أسوأ مما حصل العام 1930؛ ووقوع ثورة للفقراء ضد الأغنياء؛ وحدوث عدد كبير من الكوارث الطبيعية. عندئذ سأله كيللي: هل ترغبُ في الرهان على توقعك؟؛ رد سال “نعم” عندئذ نصب كيللي فخّه. ذهب كيللي إلى شقة سال مع شيك بألف دولار مرتبط بحسابه المشترك مع زوجته. وسلّمه إلى سال الذي عقدت الدهشة لسانه. قال له كيللي وهو يسلمه الشيك “أراهنك على 1000 دولار أنه وفي العام 2020 لن يشهد البشر الكوارث التي توقعتها”. بالكاد كان سال يملك 1000 دولار في حسابه البنكي. لكنه قدّر أنه إن خسر، فستكون الألف دولار في 2020 أقلّ قيمة بكثير مما هي عليه وقت عقد الرهان. وهكذا وافق سال. اقترح كيللي أن يرسلا صكوكهما لوليام باترك كي يحتفظ بهما، ووليام باترك هو المحرّر الذي تولى كلًا من كتاب سال عن حركة محطمي الآلات وكتاب كيللي عن الروبوتات والحياة الاصطناعية. وقد وافق سال. “آه يا ولد” قال كيللي بعد أن وقّع سال الشيك، وتابع “إنه مالٌ سهل الجني!”؛ بعد 25 سنة، حان أجل هذا الرهان الذي كان بعيدًا للغاية. السؤال الآن: من ربح الرهان؟
طالع المزيد: لقد حان أجل رهان عمره 25 سنة: هل دمّرت التقنية المجتمع؟: عام 1995، تحدى الشريك المؤسس لمجلة وايرد أحد مناصري حركة تحطيم الآلات والمتشائمين بالمستقبل بعقد رهان على مصير التقنية والحضارة. والآن الحَكَم بينهما يفصلُ في القضية. [WIRED] الملخص مُترجم عن نشرة مُوجز نهاية الأسبوع [Weekend Briefing]
من الأرشيف: 68 نصيحة مجانية [مدونة يونس بن عمارة]
جدير بالاطلاع هل تكفي قصيدة شعر لدفع التشيك إلى تبني اللقاح ضد كوفيد-19؟ [الأصوات العالمية]
يونس يسأل: هل ترى للشعر أثرًا واقعيًا في عالمنا اليوم؟
سؤال #2: هل دمّرت التقنيةُ المجتمع؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Kelly Sikkema on Unsplash
١) نعم، له أثر واقعي.. على الأقل في الأغاني التي هي أشعار في النهاية، واستشهاد الناس بالقصائد والحكم، وامتعاضهم من القصائد الجديدة السيئة وإعجابهم بالقصائد الجيدة لهو تأثير واقعي، وكذلك فوز الشاعرة لويز غلوك بجائزة نوبل للأدب ٢٠٢٠م.
٢) لا لم تدمر التقنية المجتمع، بل أتاحت له العديد من الفرص.. حتى فرص الشر لكن بالمجمل إيجابياتها أكثر من سلبياتها..
إعجابLiked by 1 person
أجل الشعر كأي كلمة أخرى له أثر كبير في النفوس، بل أثره أكبر من مجرد كلام عادي لأنه يحرك في النفس ما لا تحركه الكلمة العادية . هناك من يُغير أفكاره لمجرد شعر مؤثر سمعه ، ومن يتوب من نشيد أصاب سهمه قلبه ، ومن تلتهب همته من ابيات يقرؤها ، ومن ومن .. أمثلة كثيرة رأيت بعضها ، وربا كنت أول مثال فكلات الشعر تؤثر في لحد كبير .
إعجابLiked by 1 person