في الآونة الأخيرة، تحدثتُ مع عدة أشخاص حول المشاريع الجانبية.
والثيمة التي تكرر طرحها في هذه الأحاديث -لكني لا أعتقد أنها واضحة للجميع- هي أن مشروعيَّ الناجحين لم يكونا لفترة طويلة ناجحين فعلًا.
ذلك أن مشروعيّ بتن داون (Buttondown) وسبون بل (Spoonbill) لم يحظيا ببداية صاروخيّة النمو. فكلا المشروعين لم يجلبا إلا نحو مئة مُسجِّل في الأسبوع الأول لاطلاقهما؛ ومشروع بتن داون (Buttondown) كان له عدد إجماليّ، إن لم تخني الذاكرة، يتكون من مستخدمين اثنين يدفعان فقط في الشهر الأول من اطلاقه، في حين بقي سبون بل (Spoonbill) ثلاث سنوات دون مستخدم واحد يدفع (ولتوضيح ذلك، السبب يرجع إلى أني لم أوفّر فيه أساسًا ميزةً مدفوعة!).
وهذا أمر لا بأس به تمامًا. ذلك أن هذين المشروعين كانا ناجحين بمعاييري أنا في ذلك الوقت؛ حيث كانا أدوات أحبهما وأفخر بهما؛ وتعلمت بضعة دروس في رحلة إنشائهما.
الأهم من ذلك أنهما لم يكونا يكلّفانني الكثير للإبقاء عليهما. ذلك أن معيشتي لم تكن معلقة على نجاحهما؛ وليس لدي مستثمرون يلحّون عليّ بإنمائهما نموًا أسيًا. لقد استطعتُ (معنويًا وماديًا) الإبقاء عليهما ورعاية نموهما البطئ، وجمع مستخدمين جدد وإضافة مزايا أخرى شيئًا فشيئًا بمرور الزمن.
ومن هذا تعلمت أن إنشاء مشاريع صغيرة يمنحك ميزتين قويتين هما:
في مُكْنتك اختيار أسواق مستهدفة صغيرة جدًا لدرجة أن الشركات الأخرى المتوسطة والكبيرة على الأخص لا تستهدفها نظرًا لحجمها الصغير.
لنأخذ مثالًا على هذه الأسواق الصغيرة جدًا: “محرّك مزامنة البيانات الوصفية بين إتزي (Etsy) وميل تشميب (Mailchimp)” فحجم هذا السوق الإجمالي غير كافٍ لإنشاء شركة تضم بضعة موظفين، لكنه بلا شك كبير بما يكفي ليغطي ما تصرفه على البقالة كل شهر.
في مُكنتك إدارة هذه المشاريع لفترات طويلة.
لاحظ أن قول “سنجلس ونجمع بيانات تسجيل DNS لفترة أربع سنوات”، تصريح غير معقول يصعب تحقيقه عندما تكون في حاجة لإيجاد مصدر دخل يسدد لك ثمن إيجار شقتك في الشهر المقبل؛ لكنه تصريح معقول تمامًا عندما لا يمثل لك إيجار الشقة مشكلة بل تبحث عن أمر تشغل به بالك بضعة أمسيات كل شهر.
عن نفسي، مما أفزعني أثناء اطلاق بتن داون (Buttondown) هو عدد المشاريع المشابهة لمنتجي والتي كانت تنبثق في الويب هنا وهناك، والتي كانت تحصل على تغطية إعلامية في حين كنتُ أخوض بأسىً أوحال ترويج الموقع وتعزيز نموه عن طريق التسويق الشفويّ (word-of-mouth). وها أنا الآن أقول أنني سعيد بأن الأدوات الثلاث الأخرى [يحكي عن منافسيه] التي أطلقت وتندرج ضمن تصنيف “مشاريع تتعلق بالبريد الإلكتروني أُطلقت العام 2017” جميعها توقفت الآن أو حوّلت نشاطها كليًا.
في حال كنتَ تفكّر باطلاق مشروع، أدعوك للعثور على سوق يتميز بأمرين: أن يكون صغيرًا جدًا، ومتينًا (بمعنى أنه لا يحتاج منك أن تولي انتباهًا مستمرًا له)، هذا ما سيمنحك الإمكانية لأخذ استراحة من المشروع لبضعة أسابيع بل وحتى أشهر، وفي ذات الوقت يظل المشروع قائمًا يراكم لصالحك المنافع على مر الزمن.
كاتب المقال
يعمل جاستين إم دوك حاليًا لدى شركة سترايب (Stripe)، التي تسهّل على الشركات من كافة الأحجام فهم وتحسين عملياتها التشغيلية الأساسية. وقبل الانضمام لشركة سترايب، كان جاستين أول موظف تقني لدى شركة ناشئة تجارية يتمحور عملها حول العقارات، كما شغل أيضًا منصب مهندس لدى أمازون مكلفًا بجعل تجربة قراءة الكتب في أجهزة كيندل أكثر متعةً ويُسرًا.
أطلق جاستين أداة بتن داون (Buttondown)، وهو يصفها بأنها “أفضل أداة في العالم لإطلاق وإدارة نشرة بريدية“.
كما طوٍّر جاستين أيضًا أداة سبون بل (Spoonbill)، وهي منصة للبيانات الوصفية الخاصة بالشبكات الاجتماعية.
يقول جاستن أنه يحبّ تلقي الرسائل الإلكترونية. لذلك لا تتردد بمراسلته إن كنت مهتمًا بأعماله.
موقعه – حسابه على تويتر – نشرته البريدية
تُرجمت هذه القطعة من المحتوى بإذن كاتبها الأصلي: جاستين إم دوك.
ترجمها للعربية: يونس بن عمارة – لطلب خدماتي في الترجمة تواصل معي هنا.
حقوق الصورة البارزة: Photo by Tom Geerts on Unsplash