بدايةً لأسرد مفهوم الحدس، والمعرفة المسبقة وفق رأيي قبل أن أجيب.
الحدس:
وهو بنظري شعور باطنيٌّ لا يستند إلى أدلة واقعية من خارجٍ يحثّ المرء على فعل شيءٍ ما أو الامتناع عنه أو التوقف فيه. مثال: دخلتُ لعمارة ووجدتُ ثلاثة مصاعد. حدسي نبهني على ألا أركب الأيسر وأنتظر الأيمن مثلًا. مع أنه ظاهريًا لا يبدو أن هناك أي مشكلة في المصاعد الثلاثة؛ وليس هناك علامة حقيقية واقعية تجعل العاقل يفضّل أحدهم على الآخر.
المعرفة المسبقة:
وهي الخبرة، أي المعلومات التي جمعتها بعد تجربتي لشيء ما. على سبيل المثال: جرّبت العمل عن بعد لدى إحدى الشركات لمدة زمنية معينة. فهذه معرفة مسبقة.
بعد سرد هذا. نقول أن ماجريات الحياة أي الحوادث المستجدة فيها أنواع:
- نوع من الأحداث يبدو جديدًا لكن نمطه ليس جديد.
- نوع من الأحداث يبدو أني أعرفه من قبل لكنه في الحقيقة بفكرة ونمط جديد.
- نوع من الأحداث يبدو جديدًا ونمطه جديد بالفعل.
- نوع من الأحداث يبدو أني أعرفه من قبل وفكرته ونمطه قديمة بالفعل.
كيفية اتخاذ القرار:
من الواضح هنا أن المشكلة ليست عندما يتفق الحدس مع المعرفة المسبقة. فذلك أمر جيد ويسهّل اتخاذ القرار. بل المشكلة تبرز عندما يتعارضان.
- نوع من الأحداث يبدو جديدًا لكن نمطه ليس جديد
مثال: صدور تطبيق جديد يقول أنه شبكة اجتماعية مبتكرة.
المعرفة المسبقة تقول (مثلاً): مجرد تطبيق آخر أطلقه شاب يحلم بقهر زوكربيرغ.
الحدس يقول مثلًا: قد يكون بالفعل التطبيق التالي العظيم على شبكة الإنترنت.
التوفيق بين المعرفة المسبقة والحدس: تجربته لفترة قصيرة والحكم النهائي عليه.
- نوع من الأحداث يبدو أني أعرفه من قبل لكنه في الحقيقة بفكرة ونمط جديد
مثال: عرض عمل من إحدى الشركات.
المعرفة المسبقة تقول (مثلاً): بعد بحثٍ أو سؤال من اشتغل فيها أخبرني أنها لا تستحق التجربة.
الحدس يقول مثلًا: تبدو واعدة بالفعل، وأحس بتفاؤل عظيم لا سيما بشأن رئيسها التنفيذي.
التوفيق بين المعرفة المسبقة والحدس: إجراء مقابلة العمل على الأقل ويمكن حتى إعطاء الشركة فرصة شهر إلى ثلاثة أشهر من العمل لديهم.
- نوع من الأحداث يبدو جديدًا ونمطه جديد بالفعل
مثال: إنتاج دواءٍ شافٍ لمرض مزمن يعاني منه المرء.
المعرفة المسبقة تقول (مثلاً): بحثت كثيرًا وطويلًا وجربت ما يكفي ولم ينفع شيء.
الحدس يقول مثلًا: أحسّ أنه الحلّ بالفعل وأن الشفاءَ قريب.
التوفيق بين المعرفة المسبقة والحدس: التريّث في فكرة تعاطي الدواء، ومراقبة النتائج الأولى لمجربيه عن كثب، ثم سؤال الأخصائيين والخبراء فالتجربة أو الامتناع.
- نوع من الأحداث يبدو أني أعرفه من قبل وفكرته ونمطه قديمة بالفعل
مثال: مجموعة من العملاء تعاملت معهم من قبل وأدوا بي للاحتراق النفسي[1].
المعرفة المسبقة تقول (مثلاً): خبرتهم طويلًا وكما يقول العرب الأوائل “عركتهم” جيدًا فلم يَصْدُقوني.
الحدس يقول مثلًا: أحسّ أن هذه المرة مختلفة.
التوفيق بين المعرفة المسبقة والحدس: لا يلدغ المؤمن من جُحْر مرتين.
الهوامش
[1] كيف تتجنب الإصابة بـ “الاحتراق النفسي” بسبب العمل؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Javier Allegue Barros on Unsplash
عظيم جدا…
مثال ساخر
ماذا عن الزوجة المستقبلية؟
الحدس: إنها جميلة وهذا يعطيني إحساسا جيدا..
المعرفة المسبقة: قد تكون ليست بتلك التربية، من تعطي رقم جوالها لغريب عنها هذا يعطي مؤشرا سيئا..
إعجابLiked by 1 person
هههههه مثال عمليّ جيد
إعجابإعجاب