هل هناك فعلا طوفانٌ في مجال النشر العربي؟

مرحبا بكم متابعيّ الأعزاء. ومحاولة للاجابة على هذا السؤال:

هل هناك فعلا طوفانٌ في مجال النشر العربي؟ سواء أكان رديئًا أم جيدًا؟

الجواب المختصر: لا، لم نصل لمرحلة الطوفان في مجال النشر -وربما حتى مجالات أخرى- والتبرير تقرأونه أدناه. أقتطف لكم جزءا من حواري مع الصحفي حميد عقبي حول هذا الموضوع:

علينا أن نلاحظ هنا بهذا الصدد أن أي انتعاش أدبي سواء كان رديئا أو جيدا فهو مؤشر مبشّر على أن العجلة تدور..وأنا بالمناسبة أحب سماعها تدور أيا ما كانت تطحن، هذا الأمر من وجهة نظري طبيعي تماما لماذا؟ سأخبرك لأنه خذ مثلا دارًا أجنبية مثل Mills & Boon وهي دار تنشر الأدب الرومنسي الموجه بالأساس للنساء هذه الشركة تطبع 150 عنوانا جديدا شهريًا وتوظف 1500 كاتب من جميع أنحاء العالم وتبيع نسخة كل دقيقة من مؤلفاتها مع المستوى المتدني الأدبي المتفق عليه لقصصها رغم ذلك دخل اسم هذه الشركة إلى قاموس أكسفورد المرموق ككلمة تعبر عن قراءة القصص الرومانسية، لذلك بعد معرفة هذا ندرك أن كل الدور الالكترونية العربية لا تصل هذا الرقم أي 150 عنوانا شهريا هناك من يتخيل نفسه أنه يعيش في طوفان بينما دار واحدة من النصف الكرة الشمالي تطبع وتنشر ورقيا والكترونيا ما ننشره مجتمعين في سنوات، وحتى لو أضفنا لها المنتديات والدور الورقية لذلك نحن الآن في انتعاش أدبي وحراك فكري وقلمي لا يجب علينا أن نقمعه بطريركيًا ولا نمارس عليه أبوة أدبية بأي شكل من الأشكال لندع التاريخ والخلود يختار من يشاء فقصص ديكنز كما هو معروف كانت تعتبر من الكتب الرائجة الضعيفة أدبيا في حياته لكنها أصبحت من الكلاسيكيات التي لا غنى لنا عنها في أدبنا العالمي اليوم كما أن التاريخ تجاهل شوبنهاور في وقته ولم يتح له الا الاستمتاع بنجاح محتشم في أواخر حياته بينما كانت أمه مؤلفة القصص مشهورة وكتاباتها رائجة فيما اليوم نعرف شوبنهاور ولا أحد يقرأ ما كتبته امه تقريبا..لذلك مجددا: دع التاريخ والتيار الزمني هو من يحكم وعلينا ان نبارك هذا الحراك لا نوجهه ولا نقمعه ولا حتى ننقده بأدوات نقدية بالية من زمن بعيد. دعني هنا افتح قوسا لأحيي الكُتّاب والنقاد المغاربة لانهم كانوا السباقين عربيا في احتواء وتأطير هذا الادب الرقمي وتقييمه بأدواته الخاصة فلهم مني كل التحية والتقدير على هذا المجهود.


مصادر:

  • بخصوص المعلومة الخاصة بمؤلفات ديكنز مقتبسة من حوار الدكتور خالد م. الرشيد مع عبد الرحمن أبو مالح في بودكاست فنجان (انصحكم بمتابعته فهو مفيد جدا).
  • بخصوص معلومات عن شوبنهاور فهي مقتبسة مما قرأته عنه في الكتب هنا وهناك مع الاعتماد القوي على كتاب (عزاءات الفلسفة) الفصل الخاص بشوبنهاور ترجمة يزن الحاج.
  • المعلومات الخاصة بدار نشر  Mills & Boon مقتبسة من موقعها الرسمي.

لا تتردوا في مناقشة الموضوع معي، تصحيح خطأ ، تقديم اقتراح أو توجيهي.

رابط الحوار كاملاً: http://www.raialyoum.com/?p=625742

الحوار بشكل pdf جاهز للتحميل:  حوار يونس بن عمارة مع حميد عقبي.

3 رأي حول “هل هناك فعلا طوفانٌ في مجال النشر العربي؟

  1. للاسف صحيح , فالاغلبية لايحبون الكتابة او حتى القرائة .

    ولكن اختلف معك هناك نشر عربي ولكن ليس بالكتابة بل في تلك المجتماعات التي تحتويهم من يوتيوب وتويتر وانستقرام ولك على شكل فيديو وهذا على ما اعتقد تندرج تحت مسمى النشر صحيح او انا مخطئ

    Liked by 1 person

    1. يندرج تحت النشر الالكتروني والمحتوى العربي على الانترنت وليس التقليدي محل النقاش هنا شكرا لتعليقك مع ملاحظة ان محتوى الانترنت العربي لا يؤرشف بشكل سليم لان ملايين المحتويات المفيدة على سناب شات مثلا تضيع

      إعجاب

شاركني أفكارك!