فكِّر في عملك التجاريّ على أنه بديلٌ وليس منافسًا…

يقول جيسون فرايد (Jason Fried):

ثمّةَ خيارٌ آخر غير المنافسة

تعشق الشركات المنافسة. تحبّ التفوّق، والفوز، وأن تحرز هدفًا لها مقابل لا شيء للخصم.

لكننا (في شركة Basecamp) لا نحبّ هذا.

ليس لدي أدنى اهتمام بالتنافس مع أحد. أيًا كان.

كما أننا في شركة بيس كمب (Basecamp) لا نصوغ قرارت الشركة الداخلية وفق طريقة تنافسية.

عن نفسي: لم يتمحور العمل التجاريّ الذي أديره حول المنافسة قَط.

في هذا السياق، قد يظنّ مراقبو السوق أن منتج HEY (منتج يتعلق بالبريد الإلكتروني أطلقته بيس كمب) يتنافس مع جيميل (Gmail)، لكننا لا نفكّر على هذا النحو.

لدى Gmail الآن نحو مليارَي مستخدم. سنكون جِدّ محظوظين لو حققنا يومًا ما حتى 0.01% من هذا الرقم.

وGmail أيضًا يستولي على نحو 40 بالمئة من إجمالي سوق البريد الإلكتروني. من جهتها لن تسجّل خدمة هاي (HEY) أبدًا ولو بصيصًا على رادار سوق البريد الإلكتروني.

مرة أخرى، تنتمي ما نسبته 27 بالمئة تقريبًا من جميع ما يفتح من رسائل بريد إلكتروني في العالم إلى Gmail. أما نسبة هاي من ذلك فستكون رقمًا أمامه الكثير من الأصفار.

هكذا ووفق جميع المقاييس التقليدية، نحن نخسر. وسنظل نخسر. خسارةً تلو الأخرى. إننا وفق ما ورد أعلاه: خاسرون (losers) فعليًا.

ولهذا السبب لا أفكّر وفق منظور الانتصارات/الخسائر. لا أفكّر في المنافسة. تنتمي المنافسة بنظري لقطاع الرياضة، لكن ليس لقطاع الأعمال التجارية.

لذا خدمة HEY للبريد الإلكتروني ما هي إلا بديلٌ متاح لأولئك الذين يعتنون حقًا ببريدهم الإلكتروني، ويحرصون على خصوصيتهم، وبياناتهم الشخصية، ووقتهم، وانتباههم، ويرغبون بتولي دفّة كيف يتواصلون مع غيرهم.

وكلّ ما علينا فعله هو كسب ما يكفي من العملاء لجعل عملنا التجاريّ مُجديًا. هذا كل شيء. هذه هي الطريقة التي تُبقينا في السوق. إننا لا نبقى في السوق بافتكاك حصةٍ سوقيّة من جهة أخرى، ولا اختلاس المستخدمين، ولا بإنفاق رُزم من المال لإقناع الناس بالانتقال مما يستخدمونه حاليًا لاستخدام خدمتنا نحن. إنما لدينا آلياتٌ اقتصادية خاصّة بنا هي ما نُفكّر به ونهتم له، فإن تمكّنا من تحقيق ما نصبو إليه -وفق معاييرنا الخاصة بنا نحن- فذاك ما نبغي.

إنك عندما تفكّر بعملك التجاريّ على أنه (بديل)، وليس (منافسًا)، تُطلِّق التحسّر، والمقارنة، والحاجة الماسّة المستمرة والمضنية لقياس نتائجك. إن فكّرت بعملك التجاري على أنه بديل وليس منافسًا، فالتكاليفُ عندئذ تصبح شأنك الخاصّ لا شأن غيرك. وعندئذ تسري العمليات التشغيلية لشركتك أو منشأتك ضمن متطلباتها الخاصّة التي رسمتها لها بنفسك. وعندئذ كذلك يصبح واقعك وواقع عملك التجاري شأنك الخاصّ بك وحدك.

من جهتها، ستكون جيميل (Gmail) خدمة فاشلة وفق معايير هاي، كذلك -وبالنسبة لنا- تشهد خدمة هاي (HEY) نجاحًا صاخبًا. هل لاحظتَ الفرقَ الآن؟ لا نستطيعُ منافسة جيميل (Gmail) وفق معاييره هو، ولا يستطيع جيميل منافستنا وفق معاييرنا نحن. من جانب آخر، لدى الرياضات قوانين كليّة عالمية، يتبعها جميعُ المشاركين في تلك الرياضات. لكن في عالم الأعمال التجارية، ما من قوانين كليّة عالمية.

إن الأعمال التجارية ليست رياضات. مع أن الأولى بمُكْنتها أيضًا أن تضخّ المتعة والمرح في قلبك كما تفعل الأخيرة.

ملاحظة: استقيتُ الإحصاءات الخاصة بخدمة جيميل من هذا المقال.

رابط المقال الأصلي – تُرجم المقال بإذن كاتبه الأصليّ، نقله للعربية: يونس بن عمارة.

عن الكاتب جيسون فرايد

مؤسس بيس كمب (Basecamp) ومديرها التنفيذي (وهو كذلك مطوّر خدمة هاي للبريد الإلكتروني)، رائد أعمال لكن غير مُتسلسل!؛ مؤلف لعديد الكتب، لا يتيح الوصول إليه عبر الرسائل المباشرة على تويتر، يمكنك مراسلته عبر البريد الإلكتروني: jason@hey.com

ادعم استمرارية هذه اليوميّات برعاية المحتوى الذي أصنعه، طالع تفاصيل الرعاية في هذا الملف؛ أو تصفّح هذا الرابط.

أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


يونس يسأل: هل تؤمن بوجود المنافسة في عالم الأعمال التجارية، ولماذا؟


حقوق الصورة البارزة: Photo by Tim Gouw on Unsplash

رأيان حول “فكِّر في عملك التجاريّ على أنه بديلٌ وليس منافسًا…

  1. من جهتها، ستكون جيميل (Gmail) خدمة فاشلة وفق معايير هاي، كذلك -وبالنسبة لنا- تشهد خدمة هاي (HEY) نجاحًا صاخبًا. هل لاحظتَ الفرقَ الآن؟ لا نستطيعُ منافسة جيميل (Gmail) وفق معاييره هو، ولا يستطيع جيميل منافستنا وفق معاييرنا نحن. من جانب آخر، لدى الرياضات قوانين كليّة عالمية، يتبعها جميعُ المشاركين في تلك الرياضات. لكن في عالم الأعمال التجارية، ما من قوانين كليّة عالمية.

    كلام كبير جدا جدا جدا

    أخرج نفسك من دائرة المنافسة مع الغير تسلم

    وهذا نهجي

    شكرا لك يونس

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!