هذه التدوينة برعاية عامر حريري صاحب مدونة خطوات. عليكم بها.
لنتحدث عمّا أسميه: أغبى مشكلة يعرفها البشر؛ ألا وهي هدر الطعام، ذلك أنني سمعت أن أحد مؤسسي ريديت (الموقع الإنجليزي المعروف) أسس شركة ناشئة هدفها زرع تريليون شجرة؛ وهو جهد مشكور، ونشجع مسعاه لكنه غير كافٍ، أضف إلى ذلك لا أحد في تلك المنطقة شغّل خلاياه الرمادية ليحل مشكلة قد تقضي على الجوع نهائيًا، ألا وهي حل مشكلة هدر الطعام. ألا يمكن برمجة تطبيق مثل واتساب لكنه مخصص للطعام يتبع مبدأ يشبه ما عمله الصحابة عند القحط: يجمعون كل ما لديهم من طعام ثم يقسمونه بالتساوي على الجميع. يعني مثل جمعية لكن للطعام؟ أين مكمن الصعوبة في ذلك عدا أن نموذج الربح من هكذا تطبيق لن يكون فعّالا لرأسمالي وادي الرمال؟
هناك تطبيق للجمعيات المالية الآن وهو تطبيق عربي مصري، نسيت اسمه، لكنه موجود، والمقصود بالجمعية هنا هو تلك العادة المالية وليس الهيئة المعروفة بالجمعية.
الطعام حاجة أساسية أكثر من المال، وهي الأحق بأن نبتكر فيها وننشيء لها حلولًا.
لنكمل حديثنا عن هدر الطعام:
يُهدر البشرُ كمية مهولة من الطعام.
حيث ذكر تقرير جديد للأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن البشر يتخلصون مما قدره 900 مليون طنّ من الطعام الطيّب والصالح للأكل كل عامٍ.
ما أهمية الموضوع؟
صحيح أن الدولَ الغنية والأثرياء من الناس يشترون طعامًا أكثر مما يستطيعون تناوله. لكن هذا التقرير الجديد يشير أيضًا إلى أن الناس يهدرون الطعام حتى في الدول الفقيرة. ولا زلنا نجهل حتى الآن ما إن كان الناس يهدرون الطعام عن عمد أو لأن النُظُم الحالية والعادات المتبعة في شراء الطعام وتناوله تجعلنا نهدره عن غير عمد. حريّ بالذكر أن الطعام المُهدر يتسبب فيما يتراوح ما بين 8 إلى 11% من انبعاثات الغازات الدفيئة.
حدّثني أكثر عن الموضوع
إن 17% من إجمالي الطعام الذي نشتريه من المحلات التجارية ونتناوله في المطاعم أو نعدّه في المنزل، ينتهي به المطاف مباشرةً لحاوية النفايات. و60% من إجمالي هذه النفايات هي ما تبقى من الطعام المُعدّ في المنازل.
بما أنك تطالع هذا، هل سمعت من قبل عن ريفيتّوريو (Refettorio) في باريس؟ ريفيتوريو مطبخٌ مجتمعيّ أنشأه الطاهي الإيطالي (الحاصل على ثلاثة نجوم ميشلان*): ماسّيمو بوتّورا (Massimo Bottura)، والمطبخ يطهو ألذّ الوجبات وأشهاها ليُطعم الفئات الهشّة والمحرومة في باريس وفي ذات الوقت يكافح مشكلة هدر الطعام.
هذه الأرقام من هدر الطعام فظيعة، صح؟
نعم، هذا صحيح. لكن هناك بصيصُ أملٍ: ذلك أن البشر أهدروا طعامًا أقلّ العام الماضي بسبب فيروس كورونا. يبدو أن الناس خططت للتسوق وإعداد الوجبات بعناية وحرص أكبر مُذْ بدأت الجائحة.
حسنًا ، أريد أن أتوقف عن هدر الطعام!
هذا ممتاز، في عدد النشرة الذي اقتبسنا منه هذه المعلومات ستجد مصادر قيمة وعملية من خبراء عن كيف تُقلل هدر الطعام عندما تطهو في المنزل.
المصدر: العدد 256 من نشرة whlw
*على ذكر نجوم ميشلان طالع هذه التدوينة وفيها ستعرف سرّ علاقة شركة صنع إطارات عجلات السيارات ميشلان بالمطاعم: التسويق بالمحتوى قبل انبلاج فجر التقنيات الرقمية [مدونة يونس بن عمارة]
خط أعجبني (أنيق وفاخر)
بما أن راعي هذه التدوينة** هو الكاتب القصصي المميز عامر حريري فهي مناسبة طيبة لتذكيركم للاستماع لـ (ومشاركة) هذه الحلقة من يونس توك:
**إن أردت أن ترعى إحدى التدوينات (واحدة فقط) من التدوينات التي أنشرها يوميًا، اشترِ نسخة أو أكثر من إحدى كتبي الرقمية؛ تريد باقة أكبر من الرعاية؟ طالع هذا الملف وتواصل معي يا جميل.
طالع ما كتبته الزميلة سلوى منسي عن قصتي شانتارينوس: قراءتي لقصة شانتارينوس [مدونة سلوى منسي] – أوصي بمتابعة المدونة وإن أعجبتك القصة اشتر نسخة من هنا أو اضغط على اللافتة الإعلانية أدناه:

ادعم استمرارية هذه اليوميّات برعاية المحتوى الذي أصنعه، طالع تفاصيل الرعاية في هذا الملف؛ أو تصفّح هذا الرابط.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: أين يذهب ما تبقى من طعام في منزلكم؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Radoslaw Prekurat on Unsplash
يذهب إلى إعادة التدوير طبعا 😆
إعجابLiked by 1 person
كيف تعيدون تدويره؟
إعجابLiked by 1 person
على حسب نوع الطعام طبعا، ولكن عموما الوالدة هي من تقوم بالمهمة وتُخرج أكلة جديدة من لاشيء 🙂
إعجابLiked by 1 person
هل منها قلي الخبز اليابس في الزيت؟ ذكريني ماذا تسمى هذه الوجبة؟
حفظ الله الوالدة
إعجابLiked by 1 person
اللهم آمين، ربي يحفظ كل الأمهات.
هذه تسمى pain perdu نضع الخبز في خليط من البيض، الحليب والسكر ثم نقليه في الزيت.
على فكرة هذا الأخير أصله فرنسي.
إعجابLiked by 1 person
أها هذا هو بالذات فعلا.. أعتبره فكرة جيدة لإعادة التدوير
إعجابLiked by 1 person
بفضل الله لا يوجد لدينا طعام يُرمى في النفايات، نحن نسترشد إعداد الطعام. ربما أتكلم عن هذا في مقالة لموضوع التقليل الذي كان يتكلم عنه اﻷخ عبدالله
إعجابLiked by 1 person
جميل للغاية 👌
إعجابإعجاب