جمعة مباركة،
اقترحت عليّ الأستاذة إلهام هذا الموضوع فشَكَر الله لها؛ إلهام مشتركة في رديف فاشترك أنت أيضًا في رديف 👇
جدول المحتويات
لننقل سؤالها نصًا هنا ونجيب عليه بعون الحي الذي لا يموت:
إلهام: طابت جمعتكم بالخير والبركات أ. يونس
هل هناك قواعد تعرفها أو تؤمن بها عن تحديد الأولويات بما يتوافق مع تحقيق الأهداف المرجوة كاملة؟ أو هل لديكم استراتيجية معينة لذلك؟
يونس: أهلا إلهام جمعتك أطيب؛ اشرحي أكثر مع أمثلة وأبشري.
إلهام: الله يبشركم بجنته..
مثال: هناك ثلاثة أهداف كبيرة وكلها لها أولوية لهذا العام إن شاء الله بتحقيقها، أيضا هنا عمل والتزامات حياتية أيضًا لها الأولوية.
ما الاستراتيجية المفترض اتباعها في هذه الحالة بحيث ما يشكل ضغط ولا يُهمل تحقيق الأولويات جميعها؟
لعلي أستطعت توضيح السؤال
بسم الله.
الإجابة ستكون مخصصة لهذه الحالة، وننشرها علنًا هنا على هيئة مقال لتعميم النفع. لذا طًوِّع ما ستقرأه هنا لحالتك الخاصة كي تعمل معك هذه الإستراتيجية.
برأيي الشخصي:
- ما دام لديك عمل والتزامات حياتية
فإن الأهداف الثلاثة ينبغي أن تُقلّص لهدف واحد فقط هذا العام. مما يعطيك:
- فرصة للراحة وإعطاء نفسك جسدًا وعقلًا وروحًا حقّها فلا أحد سينتفع منك إن احترقت وظيفيًا لا قدّر الله
- فسحة كافية لتحقيق الهدف المحدد لهذه السنة
ولا تقعنّ في فخ سؤال: لكن 3 أهداف أفضل من 1 في العام. نقول لك وعشرة ومئة هدف أفضل من 3 في العام. القصد من التقليص هنا أن تنهي العام صحيحًا معافى عقليًا وجسديًا حيث تقلّ أمراضك وتنام جيدًا وتكون متوازنًا. إن الراحة وفعل اللاشئ ضروري للغاية في هذا العصر. أما ملء كل خانة من خانات وقتك بشيء نافع فهو داء وإدمان يسمى الإباحية الإنتاجية (إحساس زائف بأنك مُنتج ومشغول دون أن يعكس الواقع ذلك) وهي علّة ووصفة مجربة للاحتراق الوظيفي النفسيّ.
والتبرير العقلي لهذه النصيحة أي تقليص أهدافك الثلاثة لواحد فقط هذا العام مقولة بيل غيتس التي أثبتت تجارب البشر فعاليتها ونصّها:
يبالغ معظم الناس فيما يستطيعون فعله في عام واحد، ويقللون من شأن ما يمكنهم تحقيقه في عشر سنوات
أين يرى يونس بن عمارة نفسه العامَ 2027؟ [إن شاء الله تعالى]
ذلك أن تيك توك ومحتوى الإنترنت يجعل الأمور تبدو “سهلة” و”يسيرة” ويمكنك تعلّم الكثير من الأشياء والمهارات وإنجاز المهام وتحقيق الأهداف في وقت قصير. لكن الواقع ليس كذلك كليًا.
لذا نصيحتي هي: رَتِّبي هذه الأهداف الثلاثة (حتى وإن قلت أن كلها له الأولوية) وفق أولويتها مرة أخرى، واختاري واحدًا فقط لهذا العام وانقلي الهدف الثاني لعام 2024 والثالث لعام 2025.
الآن بعد أن تبقى لنا هدف واحد لهذا العام كلّه لن يكون من المستحيل موازنة العمل والتزامات الحياة معه ونعطي الهدف حقّه ووقته كي يتحقق على أمثل صورة نستطيع تحقيقه بها.
الآن كيف نحقق هذا الهدف لهذا العام؟
الخطوة الأولى: احرصي أن يُصاغ الهدف وفق منهجية سمارت
ومنهجية سمارت منهجية ذائعة الصيت في صياغة الأهداف ومقتضاها أن تصوغ هدفك وفق ما يلي:
- أن يكون محددًا بدقة (أي واضحًا وذو مغزى ومهم) لذا إنهاء أنيمي ون بيس مثلًا ليس هدفًا ذو معنى وأيضًا أن تصبح كاتبًا مثاليًا هدف ضبابي. كن محددًا أقصى المستطاع
- أن يكون قابلًا للقياس (أي أنه يمكن التحدث عنه بأرقام على أن يكون المقياس ذو معنى وشرط آخر هو أن يبعث الحماس فيمن يسمعه مثلًا: خدمة 200 عميل هذا العام) فمثلًا ون بيس فيه ألف حلقة وصحيح أن إتمام ألف حلقة هدف قابل للقياس لكن لا معنى له
- قابلًا للتحقق. (فتحصيل 5 مليارات دولار أمريكي غير قابل للتحقق حتى لو كان كتاب السرّ يقول لك أنه قابل للتحقق في حالتك. لذا احرص أن يكون هدفك قابلًا للتحقق مثال: مضاعفة دخلي الذي هو كذا دولار حاليًا في السنة الماضية لثلاثة أضعاف هذا العام)
- ذو معنى ومغزى (أي أن يكون الهدف معقولًا وواقعيًا وقائمًا على النتائج، فإرادتك أن تغلب السبّاح فيلبس في السباحة مثلًا وأنت كاتب محتوى هدفٌ عبثيّ، أو التفوق على مستر بيست في عدد المشتركين وهكذا)
- مُحدد بوقتٍ (أي أن هناك موعدًا لتحققه، ووقتًا محدودًا تخصصه له، وليس مُطلق العنان دون أفق زمنيّ) مثال: مضاعفة دخلي 3 أضعاف (مقارنة بالعام الماضي) بنهاية هذا العام إن شاء الله
الخطوة الثانية: تقسيم الهدف إلى مهامه الأساسية الأصغر
بعد أن نصوغ الهدف وفق منهجية سمارت نقسّمه إلى مهامه الأصغر.
وبرأيي إن كان الإطار الزمني سنة واحدة فيمكن أن يُقسّم كل هدف إلى 365 مهمة يومية صغيرة (على غرار عدد أيام السنة). فنفتح جدولًا أو ملفًا في مفكرة الهاتف ونضع تلك المهمة اليومية نصب أعيننا وننجزها كل يوم. حتى يتحقق المراد بنهاية العام. والتقويم الورقيّ المعلّق الذي تشطب فيه بالقلم الأحمر مهمة اليوم أفضل وأدعى لتستمر. لأنك لما ترى أنك شطبت 30 يومًا يصعب عليك أن تتخلى عن الاستمرارية حينئذ. وفيه إثباتات علمية كثيرة أن الورق والقلم الحقيقيان وكتابتك باليد أفضلُ في حفظك للمعلومات من الطرق الأخرى لا سيما الرقمية في عصرنا. وحفظ المعلومات في الذهن يقيك نسيانها وتذكرها يجعلك تتم ما عليك من مهام لأنه إن لم يكن ذلك كذلك: كيف أساسًا ستُنجز ما نسيته؟ لذا استثمر مالك في شراء تقويم جميل.
وتتمة لما كنا فيه من كيفية تنفيذ الهدف فنقول مثلًا: لو كان الهدف وفق منهجية سمارت: حفظ ومعرفة 1000 كلمة إنجليزية كتابة ونطقًا ومعرفة معناها بنهاية العام 2023. فإن المهمة اليومية هنا هي حفظ 3 كلمات فقط كل يوم.
وهكذا في هدف حفظ القرآن أو الأحاديث مثلًا أو إتقان مهارة تحسين محركات البحث أو التدوين والكتابة أو أي هدف آخر.
فمثلًا أمامك دورة تحسين محركات بحث (مدفوعة أو مجانية على يوتيوب) وفيها 20 ساعة. فإنك تقسّمها لدقائق وتنفق تلك الدقائق كل يوم في مشاهدة جزء من تلك الدورة وتطبيق ما فهمته منها.
فالعشرون ساعة مثلًا 1200 دقيقة فإن قسمناها على الأيام صارت 3 د ونصف تقريبًا. فتنفقها كل يوم معطيًا عقلك كل وقته ليستوعب المادة. ثم تطبق ما فهمته لمدة 12 دقيقة فتنفق كل يوم ربع ساعة فقط كي تتقن أساسيات تحسين محركات البحث في عام.
قد يقرأ أحدهم هذا ويقول: 3 دقائق ونصف كل يوم؟ هذا قليل جدًا جدًا. وأقول له: العدمُ أقلّ منه. لأن معظم الناس يقولون أن 3 د قليلة وهي غير كافية لكنهم لا ينفقونها بصفة مستمرة يوميًا في تحسين أنفسهم فلا تصغ لهم واتبع هذه الإستراتيجية تنتفع بإذن الله وتصل لتحقيق مرادك.
تمّ المقال بحمد الله.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: ما أهم أهدافك للعام 2023؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Balint Mendlik on Unsplash