كيف يحبُّك الله ويحبُّك الناس وتدوِّن كل يومٍ؟ [توصيات فعَّالة مُجرَّبة]

مساء السعادة،

اقترح عليّ الأستاذ ممدوح نجم هذا الموضوع فشَكَر الله له، ممدوح مشترك في رديف فماذا تنتظر؟ اشترك في رديف الآن 👇

تغريدة ممدوح نجم

لننقل اقتراحه نصًا هنا ونجيب عليه بعون الحيّ الذي لا يموت:

ما هو السرّ الذي بينك وبين الله حتى يحبك الناس، وتدوّن كلّ يوم، بقدرة الله وتوفيقه.

هذا المقال إذن سيكون من باب التحدّث بنِعم الله سبحانه وتعالى.

فأكتب مستعينًا بالحيّ القيوم: أن سرّ محبة الله ومحبة الناس كشفها النبي صلى الله عليه وسلم وبذلها لمن يجتهد ويريد تحقيقها وسرّها كله في سطر برمجي واحد لو أدرجته في نظام تشغيل حياتك نلتَ سعادة الدارين.

ما السطرُ البرمجيّ الذي إن شغّلته في نظام تشغيل حياتك حُزتَ أو حزتِ سعادة الدارين؟

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دُلَّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: “ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس

شبكة الألوكة – التغميق مني

وهي وصفة مُجرّبة مني ومن غيري ومضمونة النجاح في محبة الناس. على أن الناس لن يجمعوا على محبتك كلهم أجمعون فهذا محال. مع ذلك الطيبون والطبيعون وسليمو القلب سيحبونك إن اتبعتَ هذه النصيحة وهي الزهد في الدنيا وما في أيدي الناس.

والزهد في الدنيا سبب محبة الله لأن الله تعالى خلق الدنيا دار ممر وعبور واختبار وجعل من يتعشّقها يجري جري الوحوش في البرية دون تحقيق طائل ولن يُساق إليه إلا ما كُتب له فيها. كما أنه مهما جمعت فيها وحققت لم تحمل معك للآخرة إلا عملك.

والزهد فيما أيدي الناس سبب قطعيّ لا شك فيه كي يحبوك فالناسُ لا تحب من يطلب منها أشياء دون مقابل وكما يقول الأعجمي “ما من غداء مجانيّ في هذه الحياة”.

والزهد فيما أيدي الناس لا يعني أن تقدّم لهم ما تقدمه من خدمات مدفوعة مجانًا، بل اطلب حقك ومستحقاتك فإن طَلَبَ حقوقك لا ينافي الزهد فيما أيدي الناس. فإن هذه الحكمة النبوية الفعّالة على صاحبها أفضل صلاة وأزكى تسليم غير مُخصصة للطفيلين ممن يريدون أن تخدمهم مجانًا دون مقابل. ولن يُجمع الناس على محبتك أبدًا وهم لم يجمعوا على محبة من هو خير منك مثل الأنبياء والرسل وسيدنا عليّ رضي الله تعالى عنه الذي قال فيه سيد العالمين صلى الله عليه وسلم: لا يبغضك إلا منافق.

فإن أضفنا لهذه الحكمة الربانية النية وأخلصت نيتك لله تعالى. وقاك الحقّ عزّ شأنه الإحباط واليأس. فهو يسجّل ويكتب كل شيء ولن يُضيّع عملك أبدًا. لذا اجعل أعمالك كلها حتى المدفوعة منها لله تعالى تسعد سعادةً لو عرفها الملوك وأصحاب اليخوت لقاتلوك عليها بالسيف والمسدسات والقذائف المسيلة للدموع طمعَ أن يحصّلوا مثلها ولن يحصّلوها أبدًا لجهلهم بهذه الحكمة.

فلو كتبتَ مئة مقالٍ وقبضت ثمنها من عميل واشتريت بثمنها طعامًا أكلته فقلت كما يعلّمك الإسلام

الحمدُ للهِ الذي أَطْعَمَنِي هَذَا، وَرَزَقْنِيهِ مِنْ غَيرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ

موسوعة الأحاديث النبوية

مع أنك أنت -في الظاهر- من:

  • كَتَب
  • وبحث
  • واجتهد وسلّم العمل
  • ذهب للسوق
  • اشترى الخضروات والمستلزمات
  • أكلت ومضغت

وتصوُّر أن لك حولًا وقوة هو علة علل كل أمراض القلب ومشاكل العالم لأنها تُنافي التسليم للحقّ ولبّ الدين التسليم والرضا لله لا لغيره. فها أنت كتبتَ وكسبت فحمدت فشكرت فُغفرت لك ذنوبك.

لذا عن نفسي كلّ أعمالي حتى المدفوعة نيتها لله تعالى وحده لا شريك له. مع الحمد السابق قبل إنجازها وبعد إنجازها إذ لا حول لي ولا قوة.

فإن أضفت لكل ذلك ملخّص الإسلام وهو 4 أحاديث كما علّمنا المُحدّث الجليل أبو داود السجستاني رضي الله تعالى عنه اكتملت أركان السعادة في حياتك.

إذ يقول أبو داود السجستاني رضي الله تعالى عنه:

كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن، جمعت فيه أربعة آلاف حديث وثمانمائة حديث، ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، ويكفي الانسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث،
1. قوله عليه السلام ” إنما الأعمال بالنيات”
2. الثاني قوله “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”
3. الثالث قوله “لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه”
4. الرابع قوله: ” الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات”

البداية والنهاية لابن كثير – التغميق مني

فالحديث الأول إنما الأعمال بالنيات يقيك الإحباط واليأس. إذ لو كانت نيتك للحقّ قلّ توقعك من الخلق وسعدت بقليل عملك واستمرّ وعرفت أنك حتى وإن أنجزته أنت فلا حول ولا قوة ولا حيلة لك في إنجازه.

والثاني إن طبّقته نجوت من تضييع وقتك في متابعة كل لُكَع بن لَكَع ممن يسمون مشاهير الشبكات الاجتماعية. وهي ملخّص كل وصفة فعّالة للحمية المعلوماتية التي تقيك الاضطراب النفسي والعقلي والحزن والكمد وحسد الآخرين.

والثالث أساس كل أخلاق العالم. وقد اعتمده الفيلسوف الألماني كانط أساسًا للأخلاق وهذا المبدأ يسمى لدى الغرب “القاعدة الذهبية” وهو يشمل كل شيءِ بما في ذلك التسويق فإنك لو لم تعط عملك لعميل إلا وأنت تقبله بنفسك كنتَ متقنًا وأحبك العملاء وجنّبك الحق متلازمةَ المحتال والشعور بها. وإذا لم ترد لهم إلا ما تريده لنفسك ازدهرت تجارتك. وهي قاعدة ذهبية فعلًا تجعلك إنسانًا يحبّ الناس التعامل معه. إذ أنك بنهاية المطاف لن ترضى لهم إلا ما ترضاه لنفسك.

والحديث الرابع يجنّبك الوقوع في الحرام بتجنب الشبهات. وفيه سرّ إضافيّ لا يعلمه كثير من الناس وهو أنه يجنبك المحتالين. فإنه لم يقع من وقع ضحية المستريحين وأمثالهم من بائعي الهواء في المُعلّبات إلا لعدم انتباههم لهذا الحديث ولاتساع دائرة الحلال في حياتهم فشملت حتى الشبهات. فكل مجتهد يعلم أنه ما من طريقة للربح السريع السهل في بدايات التجارة والعالَم مليء بذوي العقول اللامعة فلو وجدت لسبقوك إليها.

نعم هناك ربح سريع لكن ليس في بدايات التجارة أبدًا أيًا ما كانت تجارتك سواء كنت تبيع محتوى أو تبيع خضارًا. لكن بعد مرورك على صحراء المرمطة التي تمتد حتى تصل لعشر سنوات. من الممكن جدًا بل من المتوقع مئة بالمئة أن يسهل عليك للغاية جني رزقك وكسب المال بصعوبة أقلّ مما كانت عليه الأمور في بداياتك. لكن سهولة جني المال لا تكون أبدًا في البدايات. فإن فهمت ذلك واستوعبته نجوت من كل احتيال دون تعب ولا نصب، أما إن لم تفهمه فستتقلب من احتيال لآخر حتى نهاية مدتك بعد عمر طويل في هذه الدنيا الزائلة.

فإن قرأتَ ما كتبته أعلاه وفهمته تيسّر عليك التدوين كل يوم وإدارة عمل تجاري ومساعدة من حولك والله سبحانه نفسه عزّ شأنه في عون دائم لك ما دمت في عون عبيده.

تمّ المقال بحمد الله.


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


يونس يسأل: ما الذي يحول بينك وبين التدوين كل يوم؟


حقوق الصورة البارزة: Photo by Dhru J on Unsplash

10 رأي حول “كيف يحبُّك الله ويحبُّك الناس وتدوِّن كل يومٍ؟ [توصيات فعَّالة مُجرَّبة]

  1. السر هو الإخلاص…كل عمل خالص لوجه الله سيوفقك الله فيه ويبارك لك فيه، سوى كات بمقابل أو بدون مقابل، وفقك الله وجعل كل أعمالك مباركة.

    إعجاب

  2. أراني أقرأ أفضل تدوينة لحضرتك في هذا العام المنصرم. رزقنا الله وإياكم الإخلاص.
    أذكّر بدعاء ورد عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه-: «اللهم اجعل عملي كله صالحا ولوجهك خالصا ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا» “مجموع الفتاوى” (1/334).

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s