مساء السعادة،
وصلني في الخاصّ على تويتر هذا السؤال من الأستاذ فيصل شَكَر الله له:
يا استاذي هل يوجد طريقه كيف احصل على اكثر الكتب مبيعا في العالم واللي يكون محتواها رساله مهمه للناس والعالم بشكل عام ، او ايضا كتب عن التاريخ العربي واشياء مهمه حدثت بتاريخنا ك عرب ، واشياء سوداويه عن الغرب
حاولت احصل اشياء زي كذا مالقيت
ممكن تفيدني بمصادر كتب قويه
وسنجيب على السؤال بعون الحيّ الذي لا يموت.
كما ترون السؤال به عدة أقسام ولنبدأ بسم الله بالقسم الأول:
هل يوجد طريقه كيف احصل على اكثر الكتب مبيعا في العالم واللي يكون محتواها رساله مهمه للناس والعالم بشكل عام
هذا السؤال به شرطان هما:
- لا بد أن يكون الكتاب أكثر مبيعًا
- يحوي رسالة مهمة للناس والعالم
لكن القضية هنا أنه ليس كل كتاب أكثر مبيعًا يستحق وقتك. مع ذلك هناك حلّ للموضوع يتمثل فيما يلي:
- تتابع الأماكن التي تنشر قوائم الكتب الأكثر مبيعًا
- تختار بنفسك ما يثير اهتمامك منها وتراه يحقق شرطك: تحمل رسالة مهمة للعالم والناس
أين تجد الكتبَ الأكثر مبيعًا؟
الجواب المختصر: تجد الكتب الأكثر مبيعًا في قوائم الكتب الأكثر مبيعًا. ومن أهم هذه القوائم:
- قائمة الكتب الأكثر مبيعًا وفق صحيفة نيو يورك تايمز – يمكن الفرز فيها حسب صنف الكتاب
- قائمة الكتب الأكثر مبيعًا وفق مجلة الناشر الأسبوعي*
- قائمة الكتب الأكثر مبيعًا وفق صحيفة وول ستريت جورنال
- قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في موقع أمازون
- قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في موقع أمازون السعودية
هناك قوائم أخرى كثيرة للأكثر مبيعًا لكن ما سردته أعلاه أبرزها وغالبها يتيح لك الفرز وفق نوع الكتاب فتختار ما يناسبك فتتجنب مثلًا الكتب الخيالية وكتب الأطفال وتختار الأكثر مبيعًا في الصنف الذي تريده فقط مثل التاريخ أو التنمية الذاتية أو ما تريد.
*مجلة الناشر الأسبوعي الأجنبية لديها نسخة عربية تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب وهي متاحة للتحميل مجانًا وشرعيًا وهناك في كل عدد ستجد جديد الإصدارات لكنها ليست بالضرورة الأكثر مبيعًا، القضية هنا أنها تبقيك مطلعًا على نتاج المطابع العربية والأجنبية وتعرّفك على الجديد، فنزّل أعدادها وطالعها واختر ما يروقك. الجميل هناك أن مع كل كتاب وصف مختصر عنه.

لاحظ كذلك أنه يمكنك البحث بعبارة الأكثر مبيعًا في مواقع الصحف المصرية مثل اليوم السابع وغيرها لتجد معلومات عن الكتب الأكثر مبيعا في مصر. مثال على اليوم السابع.

واكب جديد الكتب المختارة والمنتقاة [ليست بالضرورة الأكثر مبيعًا]
إليك هنا بضعة مواقع تختار لك كتبًا جديدة وتتحدث عنها. تابعها بانتظام:
- قسم كتب من مجلة الجديد اللندنية
- قسم الكتب ومراجعاتها من مجلة فكر الثقافية في كل عدد منها هناك قسم يستعرض جديد الكتب وهو ممتاز
- قسم إصدارات من موقع العربي الجديد
- مبادرة كتاب في دقائق (تُلخّص جديد الكتب غير الخيالية) من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة

هكذا نكون بعون الله قد أجبنا على الشقّ الأول من السؤال. لنواصل:
او ايضا كتب عن التاريخ العربي واشياء مهمه حدثت بتاريخنا ك عرب
الجواب: هناك الكثير للغاية من الكتب في التاريخ العربي والأشياء المهمة التي حدثت بتاريخنا نحن العرب. والانتقاء هنا صعب.
طبعًا أهمّ ما حدث للعرب من وجهة نظري هو إكرام الحقّ لنا ببعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام. ولأن تأثيره الربّاني لا يخفى على أحد فلن نشير لكتب السيرة هنا وما يتعلق بها. مع العلم أني أشرت من قبل لكتب قيّمة في هذا الباب لم تأخذ حقها من الانتشار مثل
- نظام الحكومة النبوية المسمى التراتيب الإدارية للمحدّث محمد عبدالحي الكتّاني، و
- كتاب مُطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية للحافظ أبي الفيض بن الصديق الغماري و
- تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية لعلي بن محمد الخزاعي.
فيما يلي أدناه سأقترح كتبًا ومقالات لها علاقة بالتاريخ العربي وأراها مهمة أو على أقل تقدير مثيرة للفضول (غالبية المقالات والكتب بالقائمة ستحيلك لكتب أخرى لذا طالعها إن كنت مهتمًا) وستكون غير معروفة كثيرًا أو لم يسلّط عليها ما يكفي من ضوء ولم تجتذب ما تستحق من اهتمام. بسم الله:
القائمة غير ترتيبية يعني الأهم ليس أولًا بل هي غير مرتبة. أضف لأنه ليس كل ما في القائمة كتب فإن قلتُ قضية فهي موضوع وليس كتابًا.
- كتاب لقاء بن خلدون لتيمورلنك تأليف والتر ج. فيشل ترجمة محمد توفيق
- رسالة بن فضلان
- قضية علاقة الفايكينغ بالإسلام ومن المقالات التي ستجدها عن ذلك: الفايكنج.. من بداية القصة.. لاكتشاف أمريكا.. والإسلام.. حتى النهاية
- قضية علاقة المسلمين باكتشاف أمريكا ومن المقالات التي ستجدها عن ذلك هل اكتشف المسلمون أمريكا قبل كولومبوسِ؟ وتشير لكتاب ماتع مهم نوصيك به عنوانه اكتشاف المسلمين للقارة الأمريكية قبل كريستوفر كولومبوس للأستاذ فؤاد سزكين
- كتب علي فهمي خشيم في التاريخ اللغوي ماتعة، اكتب اسمه في محرك البحث وطالع ما يشدّك من كتبه، ومن كتبه: اللاتينية العربية: دراسة مقارنة بين لغتين بعيدتين قريبتين مقدمة ومعجم.
- اقرأ كذلك كتبًا بوجهات نظر مختلفة عمّا هو سائد ومنها:
- هارون الرشيد: الخليفة المُفترى عليه للمؤلف منصور عبد الحكيم و
- الحجاج بن يوسف الثقفي المُفترى عليه للدكتور محمود زيادة و
- الحاكم بأمر الله الخليفة المُفترى عليه للدكتور عبد المنعم ماجد
- إعادة كتابة التاريخ – إسقاط الخلافة العباسية أنموذجاً للباحث يوسف الهادي
- ثورة الزنج وقائدها علي بن محمد للدكتور أحمد عُلَبي
- شخصيات قلقة في الإسلام للدكتور عبد الرحمن بدوي
- أيّ شيء عن تاريخ الأوقاف سيسعد قلبك. فطالع في المجال. وهذا المقال بداية جيدة: أرصدتها بالأندلس 2.5 تريليون دولار ومولت “أغنى رجل” في التاريخ وأدارها صحابة ومسيحيون ويهود.. مؤسسة “بيت المال” الإسلامي
- قضية طباعة المسلمين للكتب بل وحتى النقود الورقية قبل الأوروبيين (قبل سنة 1200م)
- طالع عن الشدة المستنصرية
- طالع عن القرامطة والإسماعيلية والدول التي حكمت المغرب الأدنى والأوسط والأقصى
- هناك عدّة قضايا غامضة لم تستكشف بعد بما يكفي ولن تجد عنها للأسف معلومات كثيرة لكن لا مانع من أن تبحث وتسأل المتخصصين فإن وجدت شيئًا أعلمني ومن هذه القضايا الغامضة:
- يُعدّ الإسباني رامون لول (متوفي 1315م) من أوائل المطوّرين للآلات الحاسبة المنطقية ويعرف عنه تأثّره الكبير بالعلوم العربية لا سيما الحساب والجبر. مع ذلك لم تستكشف هذه العلاقة بين استلهام رامون لول من الجبر العربي ومساهمته في وضع أسس طوّر فوقها الأوربيون جهاز الحاسوب.
- لقاء القديس فرنسيس الأسيزي، والسلطان الكامل محمد الأيوبي لم يستكشف بشكل كامل ولا نعرف كثير تفاصيل عن تحديه للمسلمين ورفض المسلمين للتحدي بشأن من هو على الحقّ. كما سترى في الاقتباس أدناه بحثتُ شخصيًا عن فخر الدين الفارسي ولا معلومات كثيرة عنه بل لا وجود لذكره إلا عَرضًا في المصادر الإسلامية بسطر أو سطرين فحسب.
تابع فرنسيس هذا الخطاب الدفاعي، وتحدّى السلطان، وقال له: “إذا كنت ترفض الإيمان المسيحيّ، أطلب منك أن تأمر بأن توقد ناراً حامية، ندخلها أنا ورجال دينك لترى من الذي ستحرقه هذه النيران، وبذلك تستطيع أن تحكم أي الدينين أصح وأقدس وأبقى”. فأجابه السلطان بأن أحداً من رجال دينه لن يقبل بهذا العرض. وعاد فرنسيس ورفيقه بأمان إلى موطنهما بعدما فشل في إقناع السلطان باعتناق المسيحية، ومن دون الفوز بإكليل الشهادة. وتكررت قصة مواجهته للسلطان والعلماء في روايات مسيحية عديدة، استعادت هذا اللقاء، مع اختلاف في التفاصيل. غير أننا لا نجد أي أثر لهذه القصة في المصادر الإسلامية إلا في إشارة عابرة وجدها المستعرب لويس ماسينيون في كتاب “الكواكب السيارة”. في هذا الكتاب، يشير ابن الزيات، في النبذة الخاصة بالعالم المحدث الصوفي، فخر الدين الفارسي، إلى “القصة المشهورة” التي عرفها هذا الصوفي مع الملك العادل و”الراهب”، من دون أن يذكر اسم هذا الراهب، ما يوحي بأن فخر الدين الفارسي كان واحداً من العلماء الذين شاركوا في هذا اللقاء.
القديس والسلطان [جريدة المدن] – التغميق مني
- تابع حساب الدكتور لطف الله قاري على تويتر فهو ينشر كنوزًا من التراث والتاريخ العربي
- شمس العرب تسطع على الغرب تأليف: زيغريد هونكه
هذه الإحالات كافية لتشغل وقتك بالنافع لفترة طويلة بعون الله.
مصادر تفضح نفاق الغرب
لننتقل للشق التالي من السؤال:
واشياء سوداويه عن الغرب
هناك الكثير من الكتب والمصادر عن هذا الموضوع بأقلام الغربيين والعرب وغيرهم. بل أننا نجد في مجلة الفيصل واسمها مشابه لاسم من طرح السؤال وهو فيصل. مقالًا ماتعًا عنوانه برامج الكتابة الإبداعية في أميركا يحكي عن أن حتى الأدب والكتابة الإبداعية استغلتها أمريكا في مصالحها الخاصّة.
إليك هذه المصادر التي تسلّط الضوء عن مساوئ الغرب فكرًا ومادةً:
- الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان للدكتور عبد الوهاب المسيري
- الاستشراق: المفاهيم الغربية للشرق لإدوارد سعيد
- عن الإرهاب الغربي من هيروشيما إلى حروب الطائرات المُسيرة نعوم تشومسكي وأندريه فلجَك
- الهيمنة أم البقاء: السعي الأميركي إلى السيطرة على العالم نعوم تشومسكي
- في مجلة الاستغراب التي تصف نفسها بأنها “دورية فكرية تعنى بدراسة الغرب وفهمه معرفيّاً ونقدياً” ستجد الكثير من المقالات والأبحاث الموثّقة في نقد الغرب والمجلة تسعى لتأسيس علم الاستغراب (على غرار الاستشراق) لدراسة الغرب منهجيًا ووزن مناهجه بالعدل والإنصاف بلا انجراف وراء العاطفة والانفعال. ومن أمثلة ما نشرته المجلة: (وهي مختارات مني لكن أبحر في أعدادها ففيها علم كثير)
أما إن رغبت بأشياء سوداوية عن الغرب (لا سيما العمّ سام أي أمريكا) حيث تكون حديثة فإن برنامج “لاست ويك تونايت” (LastWeekTonight) الذي يعدّه جون أوليفر سيمدك بما يسعد قلبك. مرّة قرأت في تعليقات من يتابع البرنامج يقول “مرحبًا بجرعتي الأسبوعية التي تجعلني أخجل من كوني أمريكيًا”.
الواقع أن المصادر أعلاه لن تترك يدك فارغة لأخذ أدلة محكمة وقوية تصفع بها كلّ مستلبِ العقل غرّه الغربيون. وفعليًا لدينا البعض في حالة استلاب وانبهار بهم أعمى الانبهار والتقليد الأعمى بصائرهم عن رؤية حقيقة ما هو عليه الغربيون.
تمّ المقال بعون الله.
يونس يسأل: أي مصادر تتابع بها جديد الكتب في مجالك؟
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
حقوق الصورة البارزة: Photo by Brandon Mowinkel on Unsplash
تويتر ولينكدن والبودكاستات وقليلا (اليوتيوب) حيث أتابع البارزين في المجال ويرشّحون الكتب الجيدة في مجالهم بين الحين والآخر..
إعجابLiked by 1 person
طبعًا عندي تعليق وأفكار على مسألة الانبهار بالغرب أو نقد الغرب.
– مقدمة، كما قال ابن خلدون قولته الخالدة أن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله، وبما أننا مغلوبون فأثر هذا واضح
وعندي أن مدار الموضوع وأساسه في التعامل مع الآخر هو:
– عدم التعصّب
– الانشغال بتحسين النفس
أما عدم التعصّب فهو يشمل الطرفين المحب للغرب والكاره له، وهو يؤدي إلى الاستفادة من الحق ورد الباطل، وهذا ينطبق أيضا على تراث الآباء ومجتمعاتنا التي لا تخلو من باطل في بعض الجوانب.. وبهذا يكون التلاقح الثقافي معراجا للتحسّن.. أما التعصّب فهو يلزم قبول باطل أو رد حق سواء من عندنا أو عندهم وهذا مضر قطعا، وللأسف أننا أحيانا نطبق معاييرًا قاسية على الغرب لو وضعناها على أنفسنا لرجحت كفة الغرب ولو أردنا الإنصاف لكان الميزان سواء (هذا المفروض).. فمثًلا يقول الكثير أن الغرب استفاد من التراث العربي الإسلامي وجحد ذلك، ويتغافلون عن مدى استفادة المسلمين من التراث اليوناني والهندي.. فليس كل ما برز عند المسلمين أًصلي تماما.. وكما أسلفت.. عدم التعصّب يفيدنا سواء كنا أسوأ من الغرب في بعض الجوانب أو أفضل منه في بعض الجوانب فسيكون التركيز على الدفع بالأمور للأمام وليس لمجرد المناكفات الماضوية..
وأما الانشغال بتحسين النفس فهو يدور مع قول المسيح والنبي (عليهما السلام) ممن يرى القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه، وهو ينطبق على الأفراد والجماعات كذلك.
وبعد ذلك أقول أنه لا الغرب شيء واحد، بل مركب معقد متداخل ليس من السهل الحكم عليه على أنه شيء واحد بجرّة قلم، ولا التاريخ الإسلامي على امتداده شيء واحد بل مركّب معقد.. وتفكيك القضايا ومعالجتها يحتاج دقة واستيعاب دقيق للثقافة والتاريخ.. وفوق هذا إن المقارنة بين بلدين أو مجموعة بلدان يحتاج إلى استخدام أسلوب علمي إحصائي دقيق، وكثير من الدول العربية لا توفّر إحصاءات عن كثير من الأمور.. فوجودها (أي الإحصاءات) غربيا وبأعداد سيئة لا يعني بالضرورة أنها أفضل من الدول التي لا إحصاءات لديها.. وفوق هذا فالكمية قد تخالف المعيارية.. فوجود مئات الدراسات في بلد ما عن ظاهرة معينة، ونحن لدينا معيارية أخلاقية ترفض هذه الظاهرة، زيادة هذه الدراسات لا تعني تفوقًا! وقس على هذا..
هذه بعض الشذرات في الموضوع..
إعجابLiked by 2 people
تعليق قيّم جدا أشكرك عليه طوّره وأنشره تدوينة أفضل من أن يظل تعليقًا هنا
إعجابLiked by 1 person