مساء السعادة،
عبر أحد أعداد نشرة مهووس الكتب (Book Freak) اقتطفت لكم هذه الفوائد من كتاب ألّفته كَيْت مورفي.
تفسّر لنا كَيْت مورفي (Kate Murphy) في كتابها «أنت لا تُصغِ: ماذا تفوّت بعدم الإصغاء ولماذا ذلك أمرٌ ذو بال؟» (غلافه بالصورة أدناه) لماذا لا نُصغي وما أثر ذلك على حيواتنا وكيف نصغي.
تقرّب كَيْت معلومات علم النفس وعلم الأعصاب والاجتماع المتعلقة بالإصغاء للأذهان وفي ذات الوقت تُعرّفنا على بعض أفضل المستمعين في العالم كي تستلهم منهم.
والآن إلى التوصيات المستلّة من الكتاب:
الجميعُ مثير للاهتمام
أثمنُ درس تعلّمته من الصحافة أن الجميع مثير للاهتمام إن طرحت الأسئلة الصحيحة. في حال بدا لك أحدهم مملًا أو غير لافت للانتباه فالعتب عليك لا عليه.
دَعْ ذهنك منفتحًا أثناء الإصغاء
تشير الدراسات إلى أن الناس الذين لديهم وعي أعلى بالذات، ولديهم مراقبة عالية للذات -وهما مفهومان متقاربان- يعدّون مُستمعين أفضل وأحد أسباب ذلك أنهم على دراية بالأمور التي تجعلهم يقفزون مباشرة للاستنتاجات الخاطئة ومن ثَم هم أبعدُ من غيرهم من أن يفعلوا ذلك.
ولكي تنمّي الوعي بذاتك لا بد أن تنتبه إلى مشاعرك أثناء الحوارات وتتدارك نفسك عندما تختطف مخاوفك وحساسياتك -أو لربما رغباتك وأحلامك- قدرتك على الإصغاء الحَسَنِ.
رُدّ على الجُملِ العاطفية بسؤال
تصوّر أن ابنك أو ابنتك قفز إلى السيارة بعد لعب كرة القدم وقال: أكره هذه اللعبة. لن أعود لها أبدًا. سأتوقف عن لعبها.
مثل هذه الجُمل غالبًا ما تثير حفيظة الآباء الذين غالبًا ما يردون بشيء من قبيل: “لا تستطيع التوقف. أين روح الفريق فيكَ يا ولدي؟”، أو “يا ربّاه، ماذا حصل؟ سأهاتف المدرّب حالًا” أو “هل أنت جائع؟ دعنا نذهب نتناول الطعام ستشعر بتحسّن”.
لكن كل هذه الردود تعني أن من ردّ بها لا يستمع. لأن لومهم على ما حصل ليس إلا استجوابًا وليس استماعًا.
في حين أن إخبارهم بألا يشعروا بما شعروا به هو تقليل من شأنهم، وتغيير الموضوع يُغضب المرء.
والأطفال مثلنا نحن البالغون يرغبون في أن يُصغى لهم.
جرّب أن تقول لهم بدل الردود أعلاه “هل شعرتَ بذلك من قبل؟ أي أنك تكره كرة القدم منذ انخراطك في الفريق أم الآن فحسب؟”
أو “ماذا تعني أنك ستتوقف عن لعب كرة القدم؟”
اُنظر للموضوع على أنه دعوة لإجراء محادثة وتبادل أطراف الحديث وليس خللًا ينبغي إصلاحه أو واقعة تُغضبك.
صُغْ السؤال بحيث يكون دعوة وليس تحديًا
أثناء إدارة مجموعة عمل لصالح سلسلة متاجر بقالة أراد أصحابها أن يعرفوا ما الذي يدفع الناس للتسوّق ليلًا. لم تسأل نعومي المشاركين في المجموعة الأسئلة البديهية التي قد تخطر لك مثل “هل تتسوق ليلًا لأنك لم تجد وقتًا أثناء النهار؟”
أو “هل تتسوق ليلًا لأن المتاجر أقل زحامًا منها في النهار؟” أو “هل تتسوق ليلًا لأن المتاجر تعيد ملء رفوفها ذلك الوقت؟” جميع ما سبق أسباب منطقية للتسوق ليلًا وغالبًا ما سيجيب عليها الناس مؤكدين لها.
لكن نعومي لم تطرحها ولم تطرح كذلك سؤال: “لماذا تتسوق ليلًا؟” لأنه وكما صرّحت نعومي: الأسئلة التي تبدأ بـ”لماذا” تجعل الناس يتخذون وضعية دفاعية (ذهنيًا) حيث تضطرهم لتبرير موقفهم.
بدل ذلك جعلت نعومي سؤالها دعوةً مفادها “احكِ لي عن آخر مرة ذهبت فيها للمتجر بعد الحادية عشر ليلًا”
💡 إن أثار الكتاب اهتمامك طالع عنه مراجعة أكثر استفاضة هنا: أنت لا تسمع: وباء التكنولوجيا في الحديث مع الآخرين [مجلة فكر الثقافية]
أعجبك المقال؟ شاركه ولك أجر؛ أو شاركه واشترك في رديف ولك أجران.
يونس يسأل: هل تحسنُ الإصغاء أم أنك تستمع لتردَّ؟
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
حقوق الصورة البارزة: Photo by Alireza Attari on Unsplash
جميل جداً أتمنى لك دوام التوفيق والنجاح
إعجابLiked by 1 person
أجمعين يا رب
إعجابLiked by 1 person
جميل، يبدو كتابا مهما ويستحق القراءة
يبدو أني بحاجة لأن أخصص وقتا لقراءة ما فاتني من تدويناتك المليئة بالفائدة 😅
شكراً جزيلا أستاذ يونس
إعجابLiked by 1 person
تسلمي خديجة الله لا يغيبك 😊
إعجابLiked by 1 person
نفس تعليق خديجة ههه، بحاجة لقراءة الكتاب وأيضًا قراءة ما فاتني من تدوينات.
حفظك الله لنا يونس.
إعجابLiked by 1 person
صديقي العزيز طارق الدار دارك 😊
إعجابLiked by 1 person