مساء الخير يا أصدقاء المدونة،
في تدوينة اليوم سنتحدث عن:
- سرّ السعادة وفق أينشتاين في 15 كلمة فحسب
- ما هي الخصلة التي يتقاسمها جميع الموهوبين بحقّ؟
- ما سبيل تحقيق أحلامك حتى وإن بدت لك أنت ذاتك غير واقعية؟!
وختام ذلك شكرٌ للكاتبة فاطمة الزهراء نور لكتابتها كلامًا جميلًا عني. ستعرف أيضًا في المدونة ما معنى طاحونة اللذة؟
لنبدأ على بركة الله.
لعل أينشتاين حلّ لغز السعادة في خمسَ عشرة كلمة وحسب
بيعت ملاحظةٌ لا يتجاوز طولها 15 كلمة كتبها العالم ألبرت أينشتاين عن سرّ السعادة بـ1.56 مليون دولار في أحد المزادات. ونصّ الملاحظة:
«تجذبُ الحياة الهادئة والمتواضعة سعادةً أعظم من السعي وراء النجاح الذي يرافقه قلقٌ لا يفتر»
ألبرت أينشتاين
تشبه هذه الفكرة فكرة “طاحونة اللذة”* التي تنص على أن الناس يعودون لمستوى ثابت من السعادة بغض النظر عن التغيرات إيجابيةً كانت أو سلبية.
وتشير المقولة التي كتبها أينشتاين إلى بذل المرء ما في وسعه لزيادة ثروته لا يُكسبه مزيدًا من السعادة.
المصدر: فولف ميديا؛ عبر المقال: هذا هو سرّ السعادة، وفق أينشتاين (في مقولة لا تتجاوز 15 كلمة) بيعت ملاحظة تضمّ “نظرية السعادة” وفق هذا العبقري في مزاد بسعر قدره 1.56 مليون دولار [Inc.]
*ما معنى طاحونة المتعة أو طاحونة اللذة (hedonic treadmill)؟
تعني طاحونة اللذة ذلك الشعور الذي نحصل عليه بعد أن نصبح معتادين على التغيير في الظروف. إنه شعور (مجارات الجيران) في هوس امتلاك الأشياء المادية، وتقليد الآخرين في الاستهلاك لتغطية الشعور بالنقص: حتى لا نظهر بأننا أقل من الآخرين اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً. فإذا اشتروا جهاز تلفاز بشاشة عرضها أربعون بوصة، فإننا نشتري جهازاً بشاشة عرضها خمس وأربعون بوصة…
وهكذا، فإن تركيبتنا الجينية هي التي تحفزنا أو تعيقنا، وأن الأشياء الجميلة التي نشعر بإغراء لامتاكها لا تضيف أي قيمة كبيرة إلى سعادتنا. وهذا ما يقودنا إلى موضوع الأنشطة الطوعية أو الاختيارية، والذي علينا أن نفعله للارتقاء بشعورنا بالسعادة والإنجاز، ولحسن الحظ أن القدماء تركوا لنا حكماً كثيرة، منها:
- ضرورة ممارسة التأمل والتفكّر Meditation
- العناية بأجسادنا، والنوم الكافي، والتمرين، وتناول الغذاء الصحي.
- العمل من أجل إنشاء علاقات مفيدة مع الآخرين والحفاظ عليها.
- ممارسة الامتنان بحيث نكون شاكرين للأشخاص والأشياء في حياتنا.
- تعلّم التفاؤل.
- كن مُؤْثِراً [من الإيثار]، ولا تكتف بمساعدة كبار السن على عبور الشارع، بل كن عطوفاً على الجميع.
- افعل ما تجيد عمله بحسب قدراتك (مثل تصليح السيارات)، أو نقاط القوة في شخصيتك (مثل الوقوف ضد الظلم)، وطوّر نقاط قوة جديدة.
- حدّد معنى وهدفاً لحياتك، وافعل الأشياء التي تسهم إيجابيّاً في تحقيق ذلك.
يشرح ما تبقى من هذا الكتاب هذه الأفكار بتفصيل أكثر…
المصدر: تَعلُّم ركوب الأفيال تدريس السعادة والعافية في المدارس، إيان موريس، نقله إلى العربية: د. داود سليمان القرنة، العبيكان، 2012. ص ص 40، 41. هناك خطأ مطبعي في كلمة Meditation في الأصل لكني صححته أعلاه.
والآن ما الخصلة التي يتقاسمها جميع الموهوبين بحق؟
إحدى الدراسات تكشف أن جميع الموهوبين بحقّ يتقاسمون هذه الخصلة
أظهرت دراسة شملت 7,976 مشاركًا فيها أن الموهوبين بحقّ جميعهم منفتحون على التجارب.
وقال الخبراء أن الانفتاح (على التجارب والخبرات الجديدة) ميزة في الحياة والعمل على حدّ سواء، وهي ليست حكرًا على الموهوبين بل يستطيع الناس الآخرون كذلك اكتساب هذه الخصلة على مرّ الزمن.
وسرّ اكتساب هذه الخصلة أن توسّع حدود منطقة راحتك تدريجيًا، جاعلًا كل خطوة جديدة خارج منطقة راحتك غير مُهدِدة لك قدر الاستطاعة.
فضلًا عن هذا، من الهامّ كذلك أن تربط هذه التجربة بمكافأة مُسعدة (مادية أو معنوية)، بحيث لا يتراجع ذهنك كل مرة يرى فيها شيئًا جديدًا ترغب بتجربته.
المصدر: فولف ميديا؛ عبر مقال: الموهوبون بحقّ يتقاسمون هذه الخصلة الواحدة، وفق دراسة شملت 7,976 شخصًا، وإن كنت تسأل نجيبك لا، ليست هذه الخصلة الشعور بعدم تقبلنا في إحدى المواقف الاجتماعية [Inc.]
والآن ما سبيل تحقيق أحلامك حتى وإن بدت لك أنت ذاتك غير واقعية؟!
هذا هو سبيلُ الالتزام بتوقعاتك غير الواقعية
غالبًا ما نُسفّه نحن البشر أحلامنا إن لم تكن قد تحققت في حاضرنا. مع ذلك يوصي الخبراء ألا تحكم أحكامًا مسبقة كهذه على أحلامك.
بدل ذلك، اكتب مسودّة عن أحلامك، اجمع الخبرات والمعارف (الشبكة المهنية) التي ستساعدك على تحقيق رؤاك.
من الهام كذلك أن تحيط نفسك بالأشخاص المتوافقين مع رؤيتك ويصادقون عليها. [والذين يمكن أن تجدهم بسهولة في رديف]
ففي بعض الأحيان يمكن لاقتراح واحد فقط أن يوجه المرء نحو الدرب الصحيح المفضي للنجاح.
أخيرًا ينبغي عليك أن تتحل بالنزاهة والصدق مع نفسك وتضع نُصب عينيك -وتشغل بالك طوالَ الوقت- بالأمور الجوهرية التي تهتم لها.
المصدر: فولف ميديا؛ عبر مقال: إليك سببًا وجيهًا لتكون لديك توقعات غير واقعية. إن سبق وقلت مرة لنفسك “لن يحدث لي هذا أبدًا”، أو “لمَ سأحاول حتى؟”، أو “لست بذكاء كافٍ لأفعل هذا”، فهذا المقال لك [Fast Company]
وختامها شكر وتقدير:
أشكرُ الزميلة فاطمة الزهراء نور على الإشارة لمقالي ومدونتي في مقالها الماتع: لماذا لا أكتب؟ [موقع حياتي المنزلية] ومنه نقتبس:
” تريد أن تكتبَ لكن لا تجد الوقت؟ اِقرأ إذًا هذا المقال“، مقال كتبه الأستاذ “يونس عمارة” قبل أيام قليلة. ورغم أني انقطعت في الفترة الأخيرة عن متابعة جديده أولا بأول كالسابق (لأني لم أتصفح بريدي)، إلا أن هذا المقال شدني إليه، وضرب وترا حساسا أكره عادة من يعبث بأصابعه الفضولية فيه، لكني تلقيت العبث هذه المرة بصدر رحب وروح “كاتبة”، وها أنا أتحدى نفسي الكسولة المسوفة والخاملة، و”أعفس على قلبي بالشبشب” (كما قال حكيم زمانه غامبول) لأكتب هذا المقال .
الأستاذ سأل وأجاب، ورمى فأصاب، وسدد فما أخطأ هدفه . ورفعت كلماته المنتقاة غطاء الوهم الذي تتخفى تحته الأسباب الواهية، والأعذار البالية، وتتكاثر في محيطه العفن طفيليات الكسل وجراثيم التسويف .. وأزاح الستار عن وجه الحقيقة فبدت عارية قبيحة، تُواري بيديها سوءاتها وعبثا تفعل، وتتوارى خجلى خلف الجدران فلا تجدها إلا واشية ثرثارة، تعجبها الفضائح حين تتزيى بزي النصائح .. فلم تجد بُدًّا من الخروج عارية سافرة ، وهي تتحسب على الأستاذ الذي كشف زيفها وأظهر زورها .
يونس يسأل: ما سر السعادة وفق وجهة نظرك؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Denise Jones on Unsplash