سبقوك إلى فكرتك؟ لا مشكلة، نفِّذها بطريقتك الخاصّة!

مساء السعادة،

عساكم بخير، أعجبني هذا المنشور على ريديت اقرأ هذا إذا كنت قلقًا من أن فكرتك نُفّذت من قبل وتشعر بعدم التحفيز؛ فترجمته لكم:

طفل صغير يتبناه زوجان كبيران وضيعان ومسيئان. يكتشف الصبي أنه يمتلك قوىً سحرية. يُؤخذ الصبي إلى أرض سحرية حيث يجد أفضل صديق له، ويقتني حيوانًا أليفًا، ويكتشف وجود رجل شرير يمثل تهديدًا دائمًا لكل من هم حوله. ومصير هذا الصبي ورفاقه هو محاربة ذلك الرجل الشرير.

تقول: هذه قصة هاري بوتر؟

لا، إنها حبكة قصة الأطفال “ميو، يا ولدي” 1954.

يقتل عم الأمير والد البطل بنية الاستيلاء على العرش والزواج من أمه. ومن ثم تتمحور القصة حول الأمير وانتقامه من الغاصب.

تقول: هذه قصة فلم الملك الأسد؟

لا، إنها حبكة مسرحية “هاملت” 1601.

تُجبر مجموعة من الفتية على القتال حتى الموت من قبل حكومة بغيضة.

تقول: هذه قصة سلسلة روايات وأفلام ألعاب الجوع؟

لا، إنها حبكة رواية “معركة ملكية” 1999.

أم لطفلين تقرر بيع المخدرات لإعالة أسرتها، لكنها تتورط أعمق شيئًا فشيئًا في نشاط إجرامي مع مرور الوقت وتعقد الأحداث.

تقول: هذه حبكة مُسلسل “بريكنغ باد”؟ (Breaking Bad)

لا، إنها حبكة مسلسل “حشيش” 2005.

هذا كله بالنسبة لحبكات القصص فقط. أما في عالم الأعمال فهناك شركة أوبر مثلًا التي لم تنبني على فكرة جديدة أساسًا*، لكن تأمل قيمتها السوقية الآن كشركة. الفكرة لا تهم بقدر أهمية التنفيذ. لن يزاحمك أحد في ذائقتك، وذهنيتك، ورؤيتك الفريدة للموضوع محلّ التنفيذ. فكّر كم هناك رواية أو قصة أو مسلسل أو فلم عن مصاصي الدماء. كل واحدة من تلك الأعمال لها فوارقها المميزة لها، لكن جميعها تتقاسم الأفكار. مع ذلك لا زال الناس يشترون روايات تدور حول فكرة مصاصي الدماء ويشاهدون أفلامها ومسلسلاتها.

لا تدع حقيقةَ أن فكرتك نُفذِّت من قبل تُثبطك عن مواصلة تنفيذها بطريقتك الخاصة.

لن ينفك الناس عن الحاجة إلى نسخة أخرى من الأعمال الفنية يستعينون بها على متاعب الحياة. وفي ظل الكورونا وتقهقر بيئة الكوكب فإن الناس الآن في أمسّ الحاجة لذلك أكثر من أي وقت مضى. بهذا الصدد أنهيتُ أمس قصة قصيرة عن طفل ابن 19 ربيعًا هو في الحقيقة عجوز بسن 91 لكنه مصاب بالخرف. لستُ بحاجة إلى البحث في الإنترنت لأعرف أن حبكة هذه القصة قد كُتبت من قبل بالفعل. لكن هل كُتبت من قبل بأسلوبي الخاص؟ لا، ليس حتى الأمس على أي حال. عد إذًا إلى تلك القصة التي تنتظر أن تنتهيها وأكملها.

*بخصوص أن فكرة شركة أوبر ليست جديدة: تكلم عن ذلك فعلًا الأستاذ فراس اللو في لقائي الصوتي معه، استمع إليه الآن: عن تطوير التطبيقات والتقنية وريادة الأعمال: حوارٌ ماتع مع فراس اللو [يونس توك]

ادعم استمرارية هذه اليوميّات برعاية المحتوى الذي أصنعه، طالع تفاصيل الرعاية في هذا الملف؛ أو تصفّح هذا الرابط.

طالع أيضًا:


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


يونس يسأل: ما آخر قصة قصيرة كتبتها؟


حقوق الصورة البارزة: Photo by Noah Buscher on Unsplash

15 رأي حول “سبقوك إلى فكرتك؟ لا مشكلة، نفِّذها بطريقتك الخاصّة!

  1. قرأت أيضا أن هاري بوتر مقتبسة ومعدلة من روايات أورسولا لي غوين أحد أكبر كاتبات الخيال في العالم ! وأن الأخيرة عاتبت جي كي رولينغ حين لم تذكرها من ضمن الأدباء الذين تأثرت بهم .

    Liked by 2 people

      1. كنت دائما أكتب عنها في حسابي القديم في تويتر واستغرب من إنها شبه مجهولة . حقيقة سعدت إنك تعرفها . أزيدك من الشعر بيت لدى الكثير أورسولا أفضل من تولكين وكاتب سلسلة صراع العروش مع أني لم أفهم لما قارنوها به .
        بالنسبة لدور النشر حقيقة محبطة . لكن بعض العرب يعرفها من اقتباس إبن ميازاكي المخرج الشهير لجبيلي , إبنه إقتبس أحدى رواياتها وجعلها فيلم
        ولايخفي ميازاكي إعجابه بها أيضا .

        Liked by 1 person

شاركني أفكارك!